في سورة الصمد

باب في سورة الصمد
1461ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد الرحمن بن عبد اللّه بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري
أن رجلاً سمع رجلاً يقرأ: {قل هو اللّه أحدٌ} يُرَدِّدُها، فلما أصبح جاء إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فذكر ذلك له، وكأنَّ الرجل يتقالها، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "والذي نفسي بيده إنها لتعدل ثلث القرآن".
354- باب في المعوِّذتين
1462ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، قال: أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني معاوية، عن العلاء بن الحارث، عن القاسم مولى معاوية، عن عقبة بن عامر قال:
كنت أقود برسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ناقته في السفر، فقال لي: "ياعقبة، ألا أعلمك خير سورتين قرئتا؟" فعلمني {قل أعوذ برب الفلق} {قل أعوذ برب الناس} قال: فلم يرني سررت بهما جدّاً، فلما نزل لصلاة الصبح صلّى بهما صلاة الصبح للناس، فلما فرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من الصلاة التفت إليّ فقال: "ياعقبة كيف رأيت"؟
1463ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن عقبة بن عامر قال:
بينا أنا أسير مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين الجحفة والأبواء إذ غشيتنا ريحٌ وظلمة شديدة، فجعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يتعوذ بـ{أعوذ برب الفلق} و{أعوذ بربِّ الناس} ويقول: "ياعقبة تعوذ بهما؛ فما تعوذ بمثلهما" قال: وسمعته يؤمنا بهما في الصلاة.
355- باب استحباب الترتيل في القراءة
1464ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني عاصم بن بهدلة، عن زرٍّ، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا؛ فإِنَّ منزلك عند آخر آية تقرؤها".
1465ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا جرير، عن قتادة قال:
سألت أنساً عن قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم، فقال كان يمدُّ مدّاً.
1466ـ حدثنا يزيد بن خالد بن موهب الرملي، ثنا الليث، عن ابن أبي مليكة، عن يعلى بن مَمْلَكٍ أنه
 سأل أمَّ سلمة عن قراءة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصلاته، فقالت: وما لكم وصلاته؟ كان يصلي وينام قدر ما صلى، ثم يصلي قدر ما نام، ثم ينام قدر ما صلى، حتى يصبح ونعتت قراءته، فإِذا هي تنعت قراءته حرفاً حرفاً.
1467ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن معاوية بن قُرَّةَ، عن عبد اللّه بن مُغفَّلٍ قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة وهو على ناقة، يقرأ بسورة الفتح وهو يرجِّع.
1468ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن طلحة، عن عبد الرحمن بن عَوْسَجَةَ عن البراء بن عازب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "زينوا القرآن بأصواتكم".
1469ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد ويزيد بن خالد بن موهب الرملي، بمعناه أن الليث حدثهم، عن عبد اللّه بن أبي مليكة، عن عبيد اللّه بن أبي نهيك، عن سعد بن أبي وقاص، وقال يزيد عن ابن أبي مليكة، عن سعيد بن أبي سعيد، وقال قتيبة: هو في كتابي عن سعيد بن أبي سعيد، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ليس منا من لم يتغنَّ بالقرآن".
1470ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن عمرو، عن ابن أبي مليكة، عن عبيد اللّه بن أبي نهيك، عن سعد قال:

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مثله.
1471ـ حدثنا عبد الأعلى بن حماد، ثنا عبد الجبار بن الورد قال: سمعت ابن أبي مليكة يقول: قال عبيد اللّه بن أبي يزيد:
مر بنا أبو لبابة فاتَّبعناه حتى دخل بيته، فدخلنا عليه فإِذا رجلٌ رثُّ البيت رثُّ الهيئة فسمعته يقول: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "ليس منا من لم يتغن بالقرآن" قال: فقلت لابن أبي مليكة: يا أبا محمد، أرأيت إذا لم يكن حسن الصوت؟ قال: يحسِّنه ما استطاع.

1472ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري قال: قال وكيع وابن عيينة: يعني يستغني [به].
1473ـ حدثنا سليمان بن داود المهري، أخبرنا ابن وهب، حدثني عمر بن مالك وحيْوَةُ، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما أذن اللّه لشىء ما أذن لنبيٍّ حسن الصوت يتغنَّى بالقرآن يجهر به".
356- باب التشديد فيمن حفظ القرآن ثم نسيه
1474ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا ابن إدريس، عن يزيد بن أبي زياد، عن عيسى بن فائد، عن سعد بن عبادة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "ما من امرىءٍ يقرأ القرآن ثم ينساه إلاَّ لقي اللّه [عزوجل] يوم القيامة أجذم".
357- باب أنزل القرآن على سبعة أحرف

1475ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبدٍ القاريِّ قال:
سمعت عمر بن الخطاب يقول: سمعت هشام بن حكيم بن حزام يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرؤها، وكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقرأنيها، فكدْتُ أن أعجل عليه، ثم أمهلته حتى
انصرف، ثم لببته بردائه فجئت به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت: يارسول اللّه، إني سمعت هذا يقرأ سورة الفرقان على غير ما أقرأتنيها، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اقرأ" فقرأ القراءة التي سمعته يقرأ، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "هكذا أنزلت" ثم قال لي: "اقرأ" فقرأت، فقال: "هكذا أنزلت" ثم قال: "إن هذا القرآن أنزل على سبعة أحرفٍ فاقرءوا ما تيسر منه".
1476ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر قال:
 قال الزهري: إنما هذه الأحرف في الأمر الواحد ليس يختلف في حلال ولا حرام.
1477ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام بن يحيى، عن قتادة، عن يحيى بن يعمر، عن سليمان بن صرد الخزاعي، عن أبيّ بن كعب قال:

قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أبيُّ، إنِّي أقرئت القرآن فقيل لي: على حرفٍ أو حرفين؟ فقال الملك الذي معي: قل على حرفين، قلت: على حرفين، فقيل لي: على حرفين أو ثلاثةٍ؟ فقال الملك الذي معي: قل على ثلاثةٍ، قلت: على ثلاثةٍ: حتى بلغ سبعة أحرفٍ، ثمَّ قال: ليس منها إلاَّ شافٍ كافٍ إن قلت سميعاً عليماً عزيزاً حكيماً، ما لم تختم آية عذابٍ برحمة، أو آية رحمةٍ بعذابٍ".
1478ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن مجاهد، عن ابن أبي ليلى، عن أبيّ بن كعب
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان عند أضاة بني غفار، فأتاه جبريل [صلى اللّه عليه وسلم] فقال: إن اللّه عزوجل يأمرك أن تقرىء أمتك على حرف قال: "أسأل اللّه معافاته ومغفرته؛ إنَّ
أمتي لا تطيق ذلك" ثم أتاه ثانية فذكر نحو هذا حتى بلغ سبعة أحرف قال: إن اللّه يأمرك أن تقرىء أمتك على سبعة أحرفٍ، فأيُّما حرف قرءوا عليه فقد أصابوا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق