أتيت النبي صلى الله عليه وسلم في الشتاء فرأيت أصحابه يرفعون أيديهم في ثيابهم في الصلاة.
730ـ حدثنا أحمد بنن حنبل، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، وهذا حديث أحمد، قال: أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعديَّ في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منهم أبو قتادة، قال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قالوا: فلم؟ فو اللّه ما كنت بأكثرنا له تبعةً ولا أقدمنا له صحبة قال: بلى، قالوا: فاعرض، قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر حتى يقر كل عظمٍ في موضعه معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يصب رأسه ولا يقنع ، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع اللّه لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلاً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: اللّه أكبر، ويرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يُرجع كلَّ عظمٍ إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركاً على شقه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي صلى الله عليه وسلم!
731ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد يعني ابن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو العامري، قال:
كنت في مجلس من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتذاكروا صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد، فذكر بعض هذا الحديث، وقال: فإِذا ركع أمكن كفيه من ركبتيه وفرج بين أصابعه، ثم هصر ظهره غير مقنع رأسه ولا صافح بخده وقال: فإِذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإِذا كان في الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحية واحدة.
732ـ حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري، ثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء نحو هذا. قال:
فإِذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة.
733ـ حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، ثنا أبو بدر، حدثني زهير أبو خيثمة، ثنا الحسن بن الحر، حدثني عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك، عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي أنه كان في مجلس فيه أبوه، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المجلس أبو هريرة وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد بهذا الخبر يزيد أو ينقص، قال فيه:
ثم رفع رأسه يعني من الركوع فقال: سمع اللّه لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه ثم قال: اللّه أكبر، فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك، ثم ساق الحديث؛ قال: ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبيرة، ثم ركع الركعتين الأخريين، ولم يذكر التورك في التشهد.
734ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، أخبرني فليح، قال: حدثني عباس بن سهل، قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر بعض هذا، قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما، ووتر يديه فتجافى عن جنبيه قال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كلُّ عظم في موضعه حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بإِصبعه.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عتبة بن أبي حكيم عن عبد اللّه بن عيسى عن العباس بن سهل لم يذكر التورك، وذكر نحو حديث فليح، وذكر الحسن بن الحر نحو جلسة حديث فليح وعتبة.
735ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، حدثني عتبة، حدثني عبد اللّه بن عيسى، عن العباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد بهذا الحديث قال:
وإذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شىء من فخذيه.
قال أبو داود: ورواه ابن المبارك: أنا فليح، سمعت عباس بن سهل يحدث، فلم أحفظه فحدثنيه، أراه ذكر عيسى بن عبد اللّه أنه سمعه من عباس بن سهل قال: حضرت أبا حميد الساعدي بهذا الحديث.
736ـ حدثنا محمد بن معمر، ثنا حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه، قال: فلما سجد وضع جبهتهُ بين كفيه وجافى عن إبطيه.
قال حجاج: وقال همام: وحدثنا شقيق، حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، وفي حديث أحدهما وأكبر علمي أنه حديث محمد بن جحادة وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه.
[قال أبو داود: رواه عفان عن همام قال: حدثنا شقيق أو الليث: ].
737ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن فطر، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرفع إبهاميه في الصلاة إلى شحمة أذنيه.
738ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدّي، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة أنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كبّر للصلاةِ جعلَ يديه حذو منكبيه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك.
739ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن ميمون المكيّ
أنه رأى عبد اللّه بن الزبير وصلّى بهمْ يشيرُ بكفيه: حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، فانطلقت إلى ابن عباس فقلت: إني رأيت ابن الزبير صلى صلاة لم أر أحداً يصليها، فوصفت له هذه الإِشارة فقال: إن أحببت أن تنظر إلى صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاقتد بصلاة عبد اللّه بن الزبير.
740ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان، المعنى قالا: ثنا النضر بن كثير يعني السعدي قال:
صلى إلى جنبي عبد اللّه بن طاوس في مسجد الخيف فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه فأنكرت ذلك، فقلت لوهيب بن خالد، فقال له وهيب بن خالد: تصنع شيئاً لم أر أحداً يصنعه؟ فقال ابن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلم إلا أنه قال: كانن النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه.
741ـ حدثنا نصر بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أنه كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع، وإذا قال سمع اللّه لمن حمده، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ويرفع ذلك إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: الصحيح قول ابن عمر، وليس بمرفوع.
قال أبو داود: وروى بقية أوله عن عبيد اللّه وأسنده، ورواه الثقفي عن عبيد اللّه أوقفه على ابن عمر، وقال فيه: وإذا قام من الركعتين يرفعهما إلى ثدييه، وهذا هو الصحيح.
قال أبو داود: ورواه الليث بن سعد ومالك وأيوب وابن جريج موقوفاً، وأسنده حماد بن سلمة وحده عن أيوب، ولم يذكر أيوب ومالك الرفع إذا قام من السجدتين، وذكره الليث في حديثه، قال ابن جريج فيه: قلت لنافع: أكان ابن عمر يجعل الأولى أرفعهن؟ قال: لا، سواء، قلت: أشر لي، فأشار إلى الثديين أو أسفل من ذلك.
742ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع،
أن عبد اللّه بن عمر كان إذا ابتدأ الصلاة يرفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما دون ذلك.
قال أبو داود: لم يذكر "رفعهما دون ذلك" أحد غير مالك فيما أعلم.
118- باب [من ذكر أنه يرفع يديه إذا قام من الثنتين]
743ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبيد المحاربي قالا: ثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه.
744ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شىء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر.
قال أبو داود: وفي حديث أبي حميد الساعدي حين وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة.
745ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا كبر، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يبلغ بهما فروع أذنيه.
746ـ حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ح وحدثنا موسى بن مروان، ثنا شعيب يعني ابن إسحاق المعنى عن عمران، عن لاحق، عن بشير بن نهيك، قال: قال أبو هريرة:
لو كنت قدام النبي صلى الله عليه وسلم لرأيت إبطيه، زاد ابن معاذ قال: يقول لاحق: ألا ترى أنه في الصلاة ولا يستطيع أن يكون قدام رسول اللّه؟ وزاد موسى: يعنني إذا كبر رفع يديه.
747ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
علمنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الصلاة فكبر ورفع يديه، فلما ركع طبق يديه بين ركبتيه، قال: فبلغ ذلك سعداً فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل هذا، ثم أمرنا بهذا، يعني الإِمساك على الركبتين.
119- باب من لم يذكر الرفع عند الركوع
748ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم يعني ابن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال عبد اللّه بن مسعود:
ألا أصلِّي بكم صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: فصلّى فلم يرفع يديه إلا مرة.
[قال أبو داود: هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ].
749ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريبٍ من أذنيه، ثم لا يعود.
750ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد الزهري، ثنا سفيان، عن يزيد نحو حديث شريك لم يقل "ثم لا يعود" قال سفيان: قال لنا بالكوفة بعد "ثم لا يعود".
قال أبو داود: وروى هذا الحديث هشيم وخالد وابن إدريس عن يزيد لم يذكروا "ثم لا يعود".
751ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة، قالوا: ثنا سفيان بإِسناده بهذا قال:
فرفع يديه في أول مرة، وقال بعضهم: مرة واحدة.
752ـ حدثنا حسين بن عبد الرحمن، أخبرنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين افتتح الصلاة، ثمّ لم يرفعهما حتى انصرف.
[قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح].
753ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدّا].
120- باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
754ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول:
صفُّ القدمين ووضع اليد على اليد من السنة.
755ـ حدثنا محمد بن بكار بن الريان، عن هشيم بن بشير، عن الحجّاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود
أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى.
756ـ حدثنا محمد بن محبوب، ثنا حفص بن غياث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد بن زيد، عن أبي جحيفة
أن عليّا رضي اللّه عنه قال: [من] السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة.
757ـ حدثنا محمد بن قدامة يعني ابن أعين عن أبي بدر، عن أبي طالوت عبد السلام، عن ابن جرير الضبي، عن أبيه قال:
رأيت عليّا رضي اللّه عنه يمسك شماله بيمينه على الرسغ فوق السرة.
قال أبو داود: وروي عن سعيد بن جبير "فوق السرة" وقال أبو مجلزٍ: "تحت السرة" وروي عن أبي هريرة وليس بالقوي.
758ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، قال: قال أبو هريرة:
أخذُ الأكفِّ على الأكفِّ في الصلاة تحت السرة.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي.
759ـ حدثنا أبو توبة، ثنا الهيثم يعني ابن حميد عن ثور، عن سليمان بن موسى، عن طاوس قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره، وهو في الصلاة.
121- باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء
760ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبّر ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السمواتِ والأرضَ حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين: إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربِّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. اللهم أنتَ الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً؛ [إنه] لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدني لأحسنها إلاَّ أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف [عني] سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، [والشر ليس إليك]، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك" وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي" وإذا رفع قال: "سمع اللّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شىء بعد" وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صورته، وشقََّ سمعه وبصره، وتبارك اللّه أحسن الخالقين" وإذا سلم من الصلاة قال: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت".
761ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب؛ عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وإذا أراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شىء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبّر ودعا نحو حديث عبد العزيز في الدعاء يزيد وينقص الشىء، ولم يذكر "والخير كله في يديك والشر ليس إليك" وزاد فيه: ويقول عند انصرافه من الصلاة: "اللهم اغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أننت".
762ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا شريح بن يزيد، حدثني شعيب بن أبي حمزة قال:
قال لي محمد بن المنكدر وابن أبي فروة وغيرهما من فقهاء أهل المدينة، فإِذا قلت أنت ذاك فقل: "وأنا من المسلمين" يعني قوله: "وأنا أول المسلمين".
763ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك،
أن رجلاً جاء إلى الصلاة وقد حفزه النفس فقال: اللّه أكبر الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ فإِنه لم يقل بأساً" فقال الرجل: أنا يا رسول اللّه، جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها" وزاد حميد فيه "وإذا جاء أحدكم فليمش نحو ما كانن يمشي فليصل ما أدرك، وليقض ما سبقه".
764ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه
أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدري أيُّ صلاة هي؟ فقال: "اللّه أكبر كبيراً، اللّه أكبر كبيراً، اللّه أكبر كبيراً، والحمد للّه كثيراً، والحمد للّه كثيراً، والحمد للّه كثيراً، وسبحان اللّه بكرةً وأصيلا" ثلاثاً "أعوذ باللّه من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه" قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة .
765ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع بن جبير، عن أبيه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في التطوع ذكر نحوه.
766ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا زيد بن الحباب، أخبرني معاوية بن صالح، أخبرني أزهر بن سعيد الحرازي، عن عاصم بن حميد قال:
سألت عائشة بأيِّ شىء كان يفتتح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قيام الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شىء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبر عشراً، وحمد اللّه عشراً، وسبح عشراً، وهلل عشراً، واستغفر عشراً وقال: "اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني وعافني" ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
قال أبو داود: ورواه خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة نحوه.
767ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال:
سألت عائشة: بأيِّ شىء كان نبي اللّه صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل يفتتح صلاته "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإِذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم".
768ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا أبو نوح قراد، ثنا عكرمة، بإِسناده بلا إخبار ومعناه قال: كان إذا قام بالليل كبر ويقول.
769ـ حدثنا القعنبي، عن مالك قال:
لابأس بالدعاء في الصلاة في أوله وأوسطه وفي آخره، في الفريضة وغيرها.
770ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزرقي قال:
كنا يوماً نصلي وراء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رأسه من الركوع قال: سمع اللّه لمن حمده، قال رجل وراء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ ربا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من المتكلم بها آنفاً"؟ فقال الرجل: أنا يارسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
771ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهنَّ، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق؛ اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت".
772ـ حدثنا أبو كامل، ثنا خالد يعني ابن الحارث ثنا عمران بن مسلم أن قيس بن سعد حدثه قال: ثنا طاوس، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان في التهجد يقول بعدما يقول اللّه أكبر، ثم ذكر معناه.
773ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وسعيد بن عبد الجبار نحوه. قال قتيبة: ثنا رفاعة بن يحيى بن عبد اللّه بن رفاعة بن رافع، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه قال:
صليت خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعطس رفاعة، لم يقل قتيبة رفاعة، فقلت: الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: "من المتكلم في الصلاة"؟ ثم ذكر نحو حديث مالك وأتمَّ منه.
774ـ حدثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك عن عاصم بن عبيد اللّه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:
عطس شابٌّ من الأنصار خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فقال: الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حتى يرضى ربّنا وبعد ما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من القائل الكلمة"؟ قال: فسكت الشاب ثم قال: "من القائل الكلمة فإِنه لم يقل بأساً"؟ فقال: يارسول اللّه أنا قلتها لم أرد بها إلا خيراً، قال: "ما تناهت دون عرش الرحمن جل ذكره".
122- باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك
775ـ حدثنا عبد السلام بن مطهر، ثنا جعفر، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبّر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك" ثم يقول: "لا إله إلا اللّه" ثلاثاً، ثم يقول: "اللّه أكبر كبيراً" ثلاثاً "أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزِهِ ونفخه ونفثه" ثم يقرأ.
قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلاً، الوهم من جعفر.
776ـ حدثنا حسين بن عيسى، ثنا طلق بن غنام، ثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئاً من هذا.
123- باب السكتة عند الافتتاح
777ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن قال: قال سمرة:
حفظت سكتتين في الصلاة: سكتة إذا كبّر الإِمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع. قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين قال: فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبيّ، فصدق سمرة.
قال أبو داود: كذا قال حميد في هذا الحديث: "وسكتةً إذا فرغ من القراءة".
778ـ حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسكت سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها، فذكر معنى حديث يونس.
779ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، ثنا قتادة، عن الحسن أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا، فحدث سمرة بن جندب
أنه حفظ عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبّر، وسكتة إذا فرغ من قراءة {غيرِ المغضوبِ عليهمْ ولا الضالينَ} فحفظ ذلك سمرة، وأنكر عليه عمران بن حصين، فكتبا في ذلك إلى أبيّ بن كعب فكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما أن سمرة قد حفظ.
780ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد بهذا قال: عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال:
سكتتان حفظتهما عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال فيه: قلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد: وإذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
781ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب، ثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، ح وثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد، عن عمارة، المعنى عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة؟ أخبرنني ما تقول، قال: أقول: "اللهمَّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالثلج والماء والبرد".
124- باب من لم ير الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم
782ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بـ {الحمد للّه رب العالمين}.
783ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ {الحمد للّه رب العالمين}، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً، وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستويَ قاعداً، [وكان يقول في كل ركعتين "التحيات"] وكان إذا جلس يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقب الشيطان وعن فرشة السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم.
784ـ حدثنا هناد بن السري، ثنا ابن فضيل، عن المختار بن فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أنزلت عليَّ آنفاً سورةٌ" فقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنا أعطيناك الكوثر} حتى ختمها قال: "هل تدرون ما الكوثر"؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "فإِنه نهر وعدنيه ربي عزوجل في الجنة".
785ـ حدثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر، ثنا حميد الأعرج المكي، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وذكر الإِفك قالت:
جلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه، وقال: أعوذُ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم: {إنَّ الذين جاءوا بالإِفك عصبةٌ منكم} الآية.
قال أبو داود: وهذا حديث منكر، قد روى هذا الحديث جماعةٌ عن الزهري لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح، وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة من كلام حميد.
125- باب من جهر بها
786ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم، عن عوف، عن يزيد الفارسي قال: سمعت ابن عباس قال:
قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطّوَلِ، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}؟ قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما تنزل عليه الآيات فيدعو بعض من كان يكتب له ويقول له "ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وتنزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتهما في السبع الطّوَلِ ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}.
787ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا مروان يعني ابن معاوية أخبرنا عوف الأعرابي، عن يزيد الفارسي، ثنا ابن عباس بمعناه قال فيه: فقبض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها.
قال أبو داود: قال الشعبي وأبو مالك وقتادة وثابت بن عمارة: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} حتى نزلت سورة النمل، هذا معناه [وهذا مرسل].
788ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة فيه: عن ابن عباس قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وهذا لفظ ابن السرح.
126- باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث
789ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا عمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه".
127- باب في تخفيف الصلاة
790ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن عمرو سمعه من جابر قال:
كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤمنا، قال مرة: ثم يرجع فيصلّي بقومه، فأخّر النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً الصلاة، وقال مرة: العشاء، فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء يؤم قومه، فقرأ البقرة، فاعتزل رجل من القوم فصلّى، فقيل: نافقت يا فلان، فقال: ما نافقت، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: إن معاذاً يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا يارسول اللّه، وإنما نحن أصحاب نواضح ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة فقال: "يا معاذ، أفتانٌ أنت، أفتانٌ أنت؟ إقرأ بكذا، إقرأ بكذا" قال أبو الزبير: بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، و{اللَّيل إذا يغشى} ذكرنا لعمرو فقال: أراه قد ذكره.
791ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا طالب بن حبيب، سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدث عن حزم بن أبيّ بن كعب
أنه أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقومٍ صلاة المغرب في هذا الخبر قال: فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يامعاذ لا تكن فتاناً، فإِنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر".
792ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان، عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: "كيف تقول في الصلاة"؟ قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حولها ندندن".
793ـ حدثنا يحيى بن حبيب، ثنا خالد بن الحارث، ثنا محمد بن عجلان عن عبيد اللّه بن مقسم عن جابر ذكر قصة معاذ قال:
وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم للفتى "كيف تصنع يا ابن أخي اذا صليت"؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل اللّه الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني ومعاذٌ حول هاتين" أو نحو هذا.
794ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإِن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء".
795ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإِن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة".
128- باب ما جاء في نقصان الصلاة
796ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، عن بكر يعني ابن مضر عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد اللّه بن غَنَمَة المزني، عن عمار بن ياسر قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها".
129- باب ما جاء في القراءة في الظهر
797ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قيس بن سعد، وعمارة بن ميمون وحبيب، عن عطاء بن أبي رباح
أن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال: في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم.
798ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد اللّه، ح وثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن الحجّاج، وهذا لفظه، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، قال ابن المثنى وأبي سلمة، ثم اتفقا عن أبي قتادة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية، وكذلك في الصبح.
قال أبو داود: لم يذكر مسدد فاتحة الكتاب وسورة.
799ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه ببعض هذا، وزاد في الأخريين بفاتحة الكتاب، وزاد عن همام قال: وكان يطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة.
800ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال:
فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى.
801ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر قال: قلنا لخبابٍ:
هل كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته.
802ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن رجل، عن عبد اللّه بن أبي أوفى
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم.
130- باب تخفيف الأخريين
803ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن محمد بن عبيد اللّه أبي عون، عن جابر بن سمرة قال:
قال عمر لسعد: قد شكاك الناس في كل شىء حتى في الصلاة قال: أما أنا فأمدُّ في الأوليين وأحذف في الأخريين، ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: ذاك الظنُّ بك.
804ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد يعني النفيلي ثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن الوليد بن مسلم الهجيمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
حزرنا قيام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية قدر {آلم تنزيل} السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك.
131- باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر
805ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة:
أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {السماء والطارق}، و{السماء ذات البروج} ونحوهما من السور.
806ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سماك، سمع جابر بن سمرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا دحضت الشمس صلى الظهر وقرأ بنحوٍ من {والليل إذا يغشى} والعصر كذلك، والصلوات كذلك إلا الصبح فإِنه كان يطيلها.
807ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا معتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وهشيم عن سليمان التيمي عن أمية عن أبي مجلزٍ عن ابن عمر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع، فرأينا أنه قرأ: {تنزيلٌ} السجدة" قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحدٌ إلا معتمر.
808ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن موسى بن سالم، ثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه قال:
دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم، فقلنا لشابٍّ منا: سل ابن عباس أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا لا، فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه فقال: خمشاً الحمار على الفرس.
809ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
لا أدري أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا.
132- باب قدر القراءة في المغرب
810ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس
أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ {والمرسلات عرفاً} فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب.
811ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بـ {الطور} في المغرب.
812ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، حدثني ابن أبي مليكة، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم قال:
قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين؟ قال: قلت ما طولي الطوليين؟ قال: الأعراف والأخرى الأنعام قال: وسألت أنا ابن أبي مليكة فقال لي من قبل نفسه: المائدة، والأعراف.
133- باب من رأى التخفيف فيها
813ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة
أن أباه كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرءون {والعادياتِ} ونحوها من السور.
قال أبو داود: هذا ما يدل على أن ذاك منسوخ وهذا أصح.
814ـ حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال:
ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة.
815ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا قرة، عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي
أنه صلى خلف ابن مسعود المغرب، فقرأ بقل هو اللّه أحد.
134- باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين
816ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد اللّه الجهني
أن رجلاً من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إذا زلزلت الأرض} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمداً؟.
135- باب القراءة في الفجر
817ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى يعني ابن يونس عن إسماعيل، عن أصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث قال:
كأني أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة: {فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس}.
136- باب من ترك القراءة في صلاته [بفاتحة الكتاب]
818ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:
أُمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
819ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، عن جعفر بن ميمون البصري، ثنا أبو عثمان النهدي قال: حدثني أبو هريرة قال:
قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اخرج فناد في المدينة: إنه لا صلاة إلا بقرآنٍ ولو بفاتحة الكتاب فما زاد".
820ـ حدثنا ابن بشار، ثنا يحيى، ثنا جعفر، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال:
"أمرني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أناديَ: إنه لا صلاة إلاّ بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد".
821ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأمِّ القرآن فهي خداجٌ فهي خداجٌ فهي خداجٌ: غير تمامٍ" قال: فقلت يا أبا هريرة: إني أكون أحياناً وراء الإِمام، قال: فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يافارسيُّ في نفسك فإِني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللّه عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا، يقول العبد {الحمد للّه ربِّ العالمين} يقول اللّه عزوجل: حمدني عبدي، يقول {الرحمنِ الرحيم} يقول اللّه عزوجل: أثنى عليَّ عبدي، يقول العبد {مالكِ يومِ الدين} يقول اللّه عزوجل: مجّدَني عبدي، يقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل".
822ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وابن السرح قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا صلاةَ لمنْ لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً" قال سفيان: لمن يصلي وحده.
823ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال:
كنا خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: "لعلكم تقرءون خلف إمامكم" قلنا: نعم هذّاً يارسول اللّه، قال: "لاتفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإِنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
824ـ حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي، ثنا عبد اللّه بن يوسف، ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري، قال نافع:
أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذن الصلاة فصلى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بأمِّ القرآن، فلما انصرف قلت لعبادة: سمعتك تقرأ بأمِّ القرآن وأبو نعيم يجهر قال: أجل، صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة قال: فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه فقال: "هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة"؟ فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك، قال: "فلا، وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن، فلا تقرءوا بشىء من القرآن إذا جهرت إلاّ بأمِّ القرآن".
825ـ حدثنا عليّ بن سهل الرملي، ثنا الوليد، عن ابن جابر وسعيد بن عبد العزيز وعبد اللّه بن العلاء، عن مكحول، عن عبادة نحو حديث الربيع بن سليمان قالوا:
فكان مكحول يقرأ في المغرب والعشاء والصبح بفاتحة الكتاب في كل ركعة سراً، قال مكحول: اقرأ بها فيما جهر به الإِمام إذا قرأ بفاتحة الكتاب وسكت سراً، فإِن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده، لا تتركها على كلِّ حال.
137- باب من كره القراءة [بفاتحة الكتاب إذا جهر الإِمام]
826ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال "هل قرأ معي أحدٌ منكم آنفاً"؟ فقال رجل: نعم يارسول اللّه، قال: "إني أقول ما لي أنازع القرآن"؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: روى حديث ابن أكيمة هذا معمر ويونس وأسامة بن زيد عن الزهري على معنى مالك.
827ـ حدثنا مسدد وأحمد بن محمد المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وعبد اللّه بن محمد الزهري وابن السرح قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، قال: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة يقول:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاةً نظنُّ أنها الصبح، بمعناه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن".
قال أبو داود: قال مسدد في حديثه، قال معمر: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال ابن السرح في حديثه، قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس، وقال عبد اللّه بن محمد الزهري من بينهم: قال سفيان وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها، فقال معمر: إنه قال فانتهى الناس.
قال أبو داود: ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري وانتهى حديثه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن" ورواه الأوزاعي عن الزهري قال فيه: قال الزهري فاتَّعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرءون معه فيما يجهر به صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله "فانتهى الناس" من كلام الزهري.
138- باب من رأى القراءة إذا لم يجهر [الإِمام بقراءته]
828ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا شعبة، المعنى عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فجاء رجل فقرأ خلفه: بـ{ سبح اسم ربك الأعلى} فلما فرغ قال: "أيكم قرأ"؟ قالوا: رجل قال: "قد عرفت أن بعضكم خالجنيها.
قال أبو داود: قال أبو الوليد في حديثه: قال شعبة فقلت لقتادة: أليس قول سعيد أنصت للقرآن؟ قال: ذاك إذا جهر به، وقال ابن كثير في حديثه قال: قلت لقتادة كأنه كرهه، قال: لو كرهه نهى عنه.
829ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين
أن نبي اللّه صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فلما انفتل قال: "أيكم قرأ بـ{سبح اسم ربك الأعلى}؟ فقال رجل: أنا، فقال: "علمت أنَّ بعضكم خالجنيها".
139- باب ما يجزىء الأميَّ والأعجميَّ من القراءة
830ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والعجمي فقال: "اقرءوا فكلٌّ حسنٌ، وسيجيء أقوامٌ يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه".
831ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو وابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن وفاء بنن شريح الصدفي، عن سهل بن سعد الساعدي قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن نقترىء فقال: "الحمد للّه، كتاب اللّه واحدٌ، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرءوه قبل أن يقرأه أقوامٌ يقيمونه كما يقوم السهم يتعجل أجره ولا يتأجله".
832ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان الثوري، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً فعلمني ما يجزئني منه فقال: "قل سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللّه [العلي العظيم]" قال: يارسول اللّه، هذا للّه عزوجل فما لي؟ قال: "قل اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني" فلما قام قال هكذا بيده، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أما هذا فقد ملأ يده من الخير".
833ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن حميد، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كنا نصلي التطوع ندعوا قياماً وقعوداً، ونسبح ركوعاً وسجوداً.
834ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عنن حميد مثله لم يذكر التطوع قال:
كان الحسن يقرأ في الظهر والعصر إماماً أو خلف إمام بفاتحة الكتاب، ويسبح ويكبر ويهلل قدر {ق~} و{الذاريات}.
140- باب تمام التكبير
835ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن غيلان بن جرير، عن مطرف قال:
صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فكان إذا سجد كبر، وإذا ركع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما انصرفنا أخذ عمران بيدي وقال: لقد صلى هذا قبل أو قال: لقد صلى بنا هذا قبل صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.
836ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبيٌّ وبقية، عن شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سلمة
أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها: يكبر حين يقوم، ثم يكبّر حين يركع، ثم يقول: سمع اللّه لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول: اللّه أكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يكبّر حين يقوم من الجلوس في اثنتين، فيفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهاً بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا.
قال أبو داود: هذا الكلام الأخير يجعله مالك والزبيدي وغيرهما عن الزهري، عن عليّ بن حسين، ووافق عبد الأعلى عن معمر شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري.
837ـ حدثنا محمد بن بشار وابن المثنى قالا: ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن الحسن بن عمران، قال ابن بشار: الشامي، قال أبو داود: أبو عبد اللّه العسقلاني، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
أنه صلى مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكان لا يتم التكبير.
[قال أبو داود: معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر].
141- باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه؟
838ـ حدثنا الحسن بن علي وحسين بن عيسى قالا: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
839ـ حدثنا محمد بن معمر، ثنا حجاج بنن منهال، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبَّار بن وائل، عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث الصلاة قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفّاه.
قال همام: وحدثني شقيق قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، وفي حديث أحدهما وأكبر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه.
840ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد، حدثني محمد بن عبد اللّه بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
841ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد اللّه بن نافع، عن محمد بن عبد اللّه بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل".
142- باب النهوض في الفرد
842ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب، عن أبي قلابة قال: جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا فقال:
واللّه إني لأصلِّي بكم وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: قلت لأبي قلابة: كيف صلى؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا، يعني عمرو بن سلمة إمامهم وذكر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى قعد ثم قام.
843ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة قال:
جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا فقال:
واللّه إني لأصلّي وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: فقعد في الركعة الأولى حين رفع رأسه من السجدة الآخرة.
844ـ حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن خالد، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وترٍ من صلاته لم ينهض حتى يستويَ قاعداً.
143- باب الإِقعاء بين السجدتين
845ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوساً يقول:
قلنا لابن عباس في الإِقعاء على القدمين في السجود فقال: هي السنة، قال: قلنا إنا لنراه جفاءً بالرجل، فقال ابن عباس: هي سنة [نبيك صلى الله عليه وسلم].
144- باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع
846ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا عبد اللّه بن نمير وأبو معاوية ووكيع ومحمد بن عبيد، كلهم عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن قال:
سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع يقول: "سمع اللّه لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد".
قال أبو داود: قال سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج عن عبيد أبي الحسن: هذا الحديث ليس فيه "بعد الركوع" قال سفيان: لقينا الشيخ عبيداً أبا الحسن بعدُ فلم يقل فيه "بعد الركوع".
قال أبو داود: ورواه شعبة عن أبي عصمة عن الأعمش عن عبيد قال: "بعد الركوع".
847ـ حدثنا مؤمّل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ح وثنا محمود بن خالد، ثنا أبو مسهر، ح وثنا ابن السرح، ثنا بشر بن بكر، ح وثنا محمد بن مصعب، ثنا عبد اللّه بن يوسف كلهم عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول: سمع اللّه لمن حمده: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماء" قال مؤمل: "ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبدٌ: لا مانع لما أعطيت" زاد محمود "ولامعطي لما منعت" ثم اتفقوا "ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ" وقال بشر: "ربنا لك الحمد" [لم يقل "اللهم"] لم يقل محمود "اللهم" قال "ربنا ولك الحمد".
[رواه الوليد بن مسلم عن سعيد قال: "اللهم ربنا لك الحمد"، ولم يقل: "ولا معطي لما منعت" أيضاً. قال أبو داود: لم يجىء به إلا أبو مسهر].
848ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن سميٍّ، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإِمام: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد؛ فإِنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
849ـ حدثنا بشر بن عمار، ثنا أسباط، عن مطرِّف، عن عامر قال:
لايقول القوم خلف الإِمام: "سمع اللّه لمن حمده" ولكن يقولون: "ربنا لك الحمد".
145- باب الدعاء بين السجدتين
850ـ حدثنا محمد بن مسعود، ثنا زيد بن الحباب، ثنا كامل أبو العلاء، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني".
146- باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال رءُوسهنَّ من السجدة
851ـ حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عبد اللّه بن مسلم أخي الزهري، عن مولى لأسماء ابنة أبي بكر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان منكنَّ يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رءُوسهم" كراهية أن يرين من عورات الرجال.
147- باب طول القيام من الركوع، وبين السجدتين
852ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان سجوده وركوعه [وقعوده] وما بين السجدتين قريباً من السواء.
853ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت وحميد، عن أنس بن مالك قال:
ما صليت خلف رجلٍ أوجز صلاةً من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في تمامٍ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع اللّه لمن حمده" قام حتى نقول: قد [أ] وهم ثم يكبر ويسجد، وكان يقعد بين السجدتين حتى نقول: قد [أ] وهم.
854ـ حدثنا مسدد وأبو كامل، دخل حديث أحدهما في الآخر قالا: ثنا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بنن عازب قال:
رمقت محمداً صلى الله عليه وسلم، وقال أبو كامل: رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة فوجدت قيامه كركعته وسجدته، واعتداله في الركعة كسجدته، وجلسته بين السجدتين، وسجدته ما بين التسليم والانصراف قريباً من السواء.
قال أبو داود: قال مسدد: فركعته واعتداله بين الركعتين فسجدته فجلسته بين السجدتين فسجدته فجلسته بين التسليم والانصراف قريباً من السواء.
148- باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
855ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عن أبي مسعود البدري قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لاتجزىء صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود".
856ـ حدثنا القعنبي، حدثنا أنس يعني ابن عياض ح وثنا ابن المثنى، حدثني يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه، وهذا لفظ ابن المثنى، حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجلٌ فصلى، ثم جاء فسلم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فردَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عليه السلام وقال: "ارجع فصلِّ فإِنك لم تصلِّ" فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "وعليك السلام" ثم قال: "ارجع فصلِّ فإِنك لم تصلِّ" حتى فعل ذلك ثلاث مرار، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، قال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، ثم اجلس حتَّى تطمئنَّ جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".
قال القعنبي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وقال في آخره: "فإِذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا شيئاً فإِنما انتقصته من صلاتك" وقال فيه: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء".
857ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن عليّ بن يحيى بن خلاد، عن عمه:
أن رجلاً دخل المسجد فذكر نحوه، قال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء" يعني مواضعه "ثم يكبر ويحمد اللّه عزوجل ويثني عليه، ويقرأ بما تيسر من القرآن ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يركع حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: سمع اللّه لمن حمده حتى يستوي قائماً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: اللّه أكبر ويرفع رأسه حتى يستوي قاعداً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يرفع رأسه فيكبر، فإِذا فعل ذلك فقد تمت صلاته".
858ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا هشام بن عبد الملك والحجاج بن منهال قالا: ثنا همام، ثنا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع بمعناه قال:
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللّه عزوجل: فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبر اللّه عزوجل ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أذن له فيه وتيسر" فذكر نحو حديث حماد قال: "ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه" قال همام: وربما قال "جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي، ثم يكبر فيستوي قاعداً على مقعده ويقيم صلبه" فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ "لاتتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك".
859ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد يعني ابن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد [عن أبيه] عن رفاعة بن رافع بهذه القصة قال: "إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر، ثم اقرأ بأمِّ القرآن وبما شاء اللّه أن تقرأ، وإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك" وقال: "إذا سجدت فمكِّنْ لسجودك، فإِذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى".
860ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق، حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة قال: "إذا أنت قمت في صلاتك فكبر اللّه عزوجل، ثم اقرأ ما تيسر عليك من القرآن" وقال فيه" "فإِذا جلست في وسط الصلاة فاطمئنَّ وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد، ثم إذا قمت فمثل ذلك حتى تفرغ من صلاتك".
861ـ حدثنا عباد بن موسى الختلي، ثنا إسماعيل يعني ابن جعفر أخبرني يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقصَّ هذا الحديث، قال فيه: "فتوضأ كما أمرك اللّه عزوجل، ثم تشهد فأقم، ثم كبر: فإِن كان معك قرآنٌ فاقرأ به، وإلا فاحمد اللّه عزوجل وكبره وهلله"، وقال فيه: "وإن انتقصت منه شيئاً انتقصت من صلاتك".
862ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسيّ، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن الحكم، ح وثنا قتيبة، ثنا الليث، عن جعفر بن عبد اللّه الأنصاري عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبلٍ قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير. هذا لفظ قتيبة.
863ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سالم البراد قال:
أتينا عقبة بن عمرو الأنصاري أبا مسعود فقلنا له: حدثنا عن صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقام بين أيدينا في المسجد فكبَّر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجافى بين مرفقيه، حتى استقر كلُّ شىء منه، ثم قال: سمع اللّه لمن حمده، فقام حتى استقر كل شىء منه، ثم كبّر وسجد ووضع كفيه على الأرض، ثم جافى بين مرفقيه حتى استقر كلُّ شىء منه، ثم رفع رأسه فجلس حتى استقر كلُّ شىء منه. ففعل مثل ذلك أيضاً، ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة فصلى صلاته، ثم قال: هكذا رأينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي.
149- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "كل صلاة لايُتمها صاحبها تتمُّ من تطوعه"
864ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، ثنا يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضَّبيِّ قال:
خاف من زيادٍ أو ابن زياد، فأتى المدينة فلقي أبا هريرة قال: فنسبني فانتسبت له فقال: يا فتى ألا أحدثك حديثاً؟ قال: قلت بلى، رحمك اللّه، قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولَ ما يحاسبُ الناسُ به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عزوجل لملائكته وهو أعلم ـ: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإِن كانت تامةً كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فإِن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم".
865ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
866ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداريّ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى قال: "ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".
تفريع أبواب الركوع والسجود
150- باب وضع اليدين على الركبتين
867ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي يعفور، [قال أبو داود: واسمه وقدان]، عن مصعب بن سعد قال:
صليت إلى جنب أبي، فجعلت يديَّ بين ركبتيَّ، فنهاني عن ذلك، فعدت فقال: لا تصنع هذا، فإِنا كنا نفعله، فنهينا عن ذلك، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب.
868ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد اللّه قال:
إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليطبق بين كفّيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
151- باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده
869ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، وموسى بن إسماعيل، المعنى قالا: ثنا ابن المبارك، عن موسى، قال أبو سلمة: موسى بن أيوب، عن عمه، عن عقبة بن عامر قال:
لما نزلت {فسبح باسم ربكَ العظيم} قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} قال: "اجعلوها في سجودكم".
870ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا الليث يعني ابن سعد عن أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر بمعناه، زاد قال:
فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: "سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثاً، وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثاً.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة.
[قال أبو داود: انفرد أهل مصر بإِسناد هذين الحديثين: حديث الربيع، وحديث أحمد بن يونس].
871ـ حدثنا حفص بن عمر، قال: ثنا شعبة قال: قلت لسليمان: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تخوف؟ فحدثني عن سعد بن عبيدة، عن مستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة
أنه صلى مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: "سبحان ربيَ العظيم" وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى" وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها، فتعوذ.
872ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن مطرِّف، عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده "سبوحٌ قدوسٌ رب الملائكة والروح".
873ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
قمت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلةً فقام فقرأ سورة البقرة: لا يمرُّ بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوَّذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة.
874ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعليّ بن الجعد قالا: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة
أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل فكان يقول: "اللّه أكبر" ثلاثاً، "ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة"، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحواً من قيامه، وكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم"، ثم رفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحواً من ركوعه، يقول: "لربي الحمد"، ثم سجد فكان سجوده نحواً من قيامه، فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحواً من سجوده، وكان يقول: "ربِّ اغفر لي، رب اغفر لي"، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام، شكَّ شعبة.
152- باب [في] الدعاء في الركوع والسجود
875ـ حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة، قالوا: ثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو يعني ابن الحارث عن عمارة بن غزية، عن سميٍّ مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربهِ وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاء".
876ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناسُ صفوف خلف أبي بكر فقال: "يا أيُّها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له، وإنِّي نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا الرب فيه، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم".
877ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن.
878ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ح وثنا أحمد بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره" زاد ابن السرح "علانيته وسره".
879ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبدة، عن عبيد اللّه، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
فقدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلمست المسجد فإِذا هو ساجد وقدماه منصوبتان وهو يقول: "أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
153- باب الدعاء في الصلاة
880ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، ثنا شعيب، عن الزهري، عن عروة أن عائشة أخبرته
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: "اللهم إنِّي أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم" فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟! فقال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف".
[قال أبو داود: المسيح مَثَقَّلٌ: الدجال والمسيح مخفف: عيسى صلى اللّه عليه.
قال الحربي: والناس كل واحد منهما تخفف، ويروى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أما مسيح الضلالة"].
881ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال:
صليت إلى جنب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوعٍ فسمعته يقول: "أعوذ باللّه من النار، ويلٌ لأهل النار".
882ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال:
قام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابيٌّ في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً، فلما سلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للأعرابيِّ "لقد تحجرت واسعاً" يريد رحمة اللّه عزوجل.
883ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال: "سبحان ربي الأعلى".
قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً.
884ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة قال:
كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحييَ الموتى} قال: سبحانك، فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: قال أحمد: يعجبني في الفريضة أن يدعو بما في القرآن.
154- باب مقدار الركوع والسجود
885ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا سعيد الجريري، عن السعدي، عن أبيه أو عن عمه قال:
رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول "سبحان اللّه وبحمده" ثلاثاً.
886ـ حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي، ثنا أبو عامر وأبو داود عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهذلي، عن عون بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مراتٍ: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه".
قال أبو داود: هذا مرسل، عون لم يدرك عبد اللّه.
887ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد الزهري، ثنا سفيان، حدثني إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابياً يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ منكم بـ {التِّين والزيتون} فانتهى إلى آخرها {أليس اللّه بأحكم الحاكمين} فليقل بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيى الموتى} فليقل بلى، ومن قرأ: {والمرسلات} فبلغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنا باللّه" قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وأنظر لعله، فقال: يا ابن أخي، أتظن أني لم أحفظه؟! لقد حججت ستين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه.
888ـ حدثنا أحمد بن صالح وابن رافع قالا: ثنا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني أبي، عن وهب بن مأنوس قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول:
ماصليت وراء أحد بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أشبه صلاةً برسول اللّه صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.
قال أبو داود: قال أحمد بن صالح، قلت له: مأنوس أو مأبوس؟ فقال: أما عبد الرزاق فيقول: مأبوس، وأما حفظي فمأنوس، وهذا لفظ ابن رافع، قال أحمد: عن سعيد بن جبير عن أنس بن مالك.
155- باب أعضاء السجود
889ـ حدثنا مسدد وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت قال حماد: أمر نبيّكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعةٍ ولا يكفّ شعراً ولا ثوباً".
890ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت وربما قال: أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة آراب".
891ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا بكر يعني ابن مضر عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب
أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آرابٍ: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه".
892ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رفعه قال:
"إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإِذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما".
156- باب [في] الرجل يدرك الإِمام ساجداً كيف يصنع؟
893ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن سعيد بن الحكم حدثهم، أخبرنا نافع بن يزيد، حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن زيد بن أبي العتاب وابن المقبري، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجودٌ فاسجدوا، ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
157- باب السجود على الأنف والجبهة
894ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رؤِيَ عَلَى جبهته، وعلى أرنبته ، أثر طينٍ من صلاة صلاها بالناس.
895ـ حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن معمر نحوه.
158- باب صفة السجود
896ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا شريك، عن أبي إسحاق قال:
وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه واعتمد على ركبتيه ورفع عجيزته وقال: هكذا كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسجد.
897ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب".
898ـ حدثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عمه يزيد بن الأصم، عن ميمونة
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه، حتى لو أن بهمة أرادت أن تمرَّ تحت يديه مرت.
899ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن التميمي الذي يحدث بالتفسير، عن ابن عباس قال:
أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مُجَخٍّ قد فرج يديه.
900ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عباد بن راشد، ثنا الحسن، ثنا أحمر بن جزء صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه حتى نأوِيَ له.
901ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، ثنا الليث، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب وليضم فخذيه".
159- باب الرخصة في ذلك[للضرورة]
902ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال: "استعينوا بالركب".
تفريع أبواب العمل في الصلاة
160- باب في التحضُّر والإِقعاء
903ـ حدثنا هنَّاد بن السري، عن وكيع، عن سعيد بن زياد، عن زياد بن صبيح الحنفي قال:
صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يديّ على خاصرتي، فلما صلى قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ينهى عنه.
161- باب البكاء في الصلاة
904ـ حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا يزيد يعني ابن هارون أخبرنا حماد يعني ابن سلمة عن ثابت، عن مطرِّف، عن أبيه قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيزٌ كازيز الرَّحَى من البكاء صلى الله عليه وسلم.
162- باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة
905ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام يعني ابن سعد عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجهني
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لايسهو فيهما؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".
906ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولانيِّ، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلاَّ وجبت له الجنة".
163- باب في الفتح على الإِمام في الصلاة
907ـ حدثنا محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: أخبرنا مروان بن معاوية، عن يحيى الكاهلي، عن المسور بن يزيد المالكي
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال يحيى: وربما قال: شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئاً لم يقرأه، فقال له رجل: يارسول اللّه، تركت آية كذا وكذا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. "هلا أذكرتنيها" قال سليمان في حديثه قال: كنت أراها نسخت.
وقال سليمان: قال حدثنا يحيى بن كثير [الأزدي قال: ثني المسور بن يزيد الأسدي المالكي] حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، ثنا هشام بن إسماعيل، ثنا محمد بن شعيب، أخبرنا عبد اللّه بن العلاء بن زبرٍ، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبيّ "أصليت معنا"؟ قال: ننعم، قال: "فما منعك"؟
164- باب النهي عن التلقين
908ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليًّ، لا تفتح على الإِمام في الصلاة".
قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها.
165- باب الإِلتفات في الصلاة
909ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب قال: قال أبو ذرّ
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لايزال اللّه عزوجل مقبلاً على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإِذا التفت انصرف عنه".
910ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن الأشعث يعني ابن سليم عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة، فقال: "إنما هو اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
166- باب السجود على الأنف
911ـ حدثنا مؤمل بن الفضل، ثنا عيسى، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رؤي على جبهته وعلى أرنبته أثر طينٍ من صلاةٍ صلاها بالناس.
قال أبو عليّ: هذا الحديث لم يقرأه أبو داود في العرضة الرابعة.
167- باب النظر في الصلاة
912ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، وهذا حديثه وهو أتمُّ، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة الطائي، عن جابر بن سمرة قال عثمان: [هو ابن أبي شيبة، قال: ]
دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى فيه ناساً يصلون رافعي أيديهم إلى السماء ثم اتفقا، فقال: "لينتهينَّ رجالٌ يشخصون أبصارهم إلى السماء" قال مسدد: "في الصلاة أولا ترجع إليهم أبصارهم".
913ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أن أنس بن مالك حدَّثهم قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما بالُ أقوامٍ يرفعون أبصارهم في صلاتهم؟" فاشتد قوله في ذلك فقال: "لينتهُنَّ عن ذلك أو لتُخطفنََّ أبصارهم".
914ـ حدثنا عثمان أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فقال: "شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بانبجانية".
915ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد قال: سمعت هشاماً يحدث عن أبيه، عن عائشة بهذا الخبر قال:
وأخذ كردياً كان لأبي جهمٍ فقيل: يارسول اللّه، الخميصة كانت خيراً من الكرديّ.
168- باب الرخصة في ذلك
916ـ حدثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلوليّ [هو أبو كبشة] عن سهل بن الحنظلية قال:
ثوب بالصلاة يعني صلاة الصبح فجعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب.
قال أبو داود: وكان أرسل فارساً إلى الشعب من الليل يحرس.
169- باب العمل في الصلاة
917ـ حدثنا القعنبي، ثنا مالك، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فإِذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
918ـ حدثنا قتيبة يعني ابن سعيد ثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول:
بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.
919ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي قال: سمعت أبا قتادة الأنصاريّ يقول:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقهِ، فإِذا سجد وضعها.
قال أبو داود: لم يسمع مخرمة من أبيه إلا حديثاً واحداً.
920ـ حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد يعني ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
بينما نحن ننتظر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم للصلاة في الظهر أو العصر، وقد دعاه بلال للصلاة، إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه قال: فكبر فكبرنا قال: حتى إذا أراد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها، ثم ركع وسجد، حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام أخذها فردها في مكانها، فما زال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعةٍ حتى فرغ من صلاته صلى الله عليه وسلم.
921ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب".
922ـ حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، وهذا لفظه، قال: ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا برد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: يصلي والبابُ عليه مغلقٌ، فجئت فاستفتحت قال أحمد: فمشى ففتح لي، ثم رجع إلى مصلاه وذكر أن الباب كان في القبلة.
170- باب ردّ السلام في الصلاة
923ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد اللّه قال:
كنا نسلّم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيردُّ علينا، فلما رجعنا من عندِ النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، وقال: "إنَّ في الصلاة لشغلاً".
924ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:
كنّا نسلّم في الصلاة ونأمر بحاجتنا، فقدمت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فلم يردّ عليّ السلام، فأخذني ما قدم وما حدث، فلما قضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللّه عزوجل يحدث من أمره ما يشاء، وإن اللّه تعالى قد أحدث من أمره أن لا تكلموا في الصلاة" فرد عليَّ السلام.
925ـ حدثنا يزيد بن خالد بن موهب وقتيبة بن سعيد أن الليث حدثهم عن بكير، عن نابل صاحب العباء، عن ابن عمر، عن صهيب أنه قال:
مررت برسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه، فردَّ إشارةً، وقال: ولا أعلمه إلا قال: إشارةً بإِصبعه، وهذا لفظ حديث قتيبة.
926ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:
أرسلني نبيُّ اللّه صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته، فقال لي بيده هكذا، ثم كلمته فقال لي بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ ويومىء برأسه، فلما فرغ قال: "مافعلت في الذي أرسلتك؟ فإِنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أنِّي كنت أصلي".
927ـ حدثنا الحسين بن عيسى الخراساني الدامغاني، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، ثنا نافع قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:
خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه قال: فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفه، وبسط جعفر بن عون كفه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق.
928ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا غرار في صلاةٍ ولا تسليمٍ" قال أحمد: يعني فيما أرى أن لا تسلم ولا يسلم عليك، ويغرر الرجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاكّ.
929ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:
أراه رفعه، قال: "لا غرار في تسليمٍ ولا صلاةٍ".
قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي ولم يرفعه.
171- باب تشميت العاطس في الصلاة
930ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، المعنى عن حجّاج الصّوّاف، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلميِّ قال:
صليت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك اللّه! فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمتوني ، فقال عثمان: فلما رأيتهم يسكتوني، لكني سكت قال: فلما صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي ما ضربني ولا كهرني ولا سبني ثم قال: "إن هذه الصلاة لا يحلُّ فيها شىء من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" أو كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قلت: يارسول اللّه، إنا قوم حديثُ عهدٍ بجاهلية، وقد جاءنا اللّه بالإِسلام، ومنّا رجالٌ يأتون الكهان، قال: "فلا تأتهم" قال: قلت ومنا رجال يتطيرون، قال: "ذلك شىء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم" قال قلت: ومنا رجال يخطون، قال: "كان نبيُّ من الأنبياء يخطُّ، فمن وافق خطه فذاك" قال: قلت جارية لي كانت ترعى غنيمات قبل أحد والجوانية إذ إطلعت عليها اطلاعة، فإِذا الذئب قد ذهب بشاة منها، وأنا من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فعظَّم ذاك علي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقلت: أفلا أعتقها؟ قال: "ائتني بها" قال: فجئته بها، فقال: "أين اللّه"؟ قالت: في السماء، قال: "من أنا"؟ قالت: أنت رسول اللّه، قال: "أعتقها فإِنها مؤمنة".
931ـ حدثنا محمد بن يونس النسائي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا فليح، عن هلال بن عليّ، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال:
لما قدمت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم علمت أموراً من أمور الإِسلام فكان فيما علمت أن قال لي: "إذا عطست فاحمد اللّه وإذا عطس العاطس فحمد اللّه فقل: يرحمك اللّه" قال: فبينما أنا قائم مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذا عطس رجل فحمد اللّه، فقلت: يرحمك اللّه، رافعا بها صوتي، فرماني الناس بأبصارهم حتى احتملني ذلك، فقلت: ما لكم تنظرون إليَّ بأعين شزرٍ؟ قال: فسبحوا، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: "من المتكلم"؟ قيل: هذا الأعرابيُّ، فدعاني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: "إنما الصلاة لقراءة القرآنن، وذكر اللّه عزوجل فإِذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك" فما رأيت معلماً قطُّ أرفق من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
172- باب التأمين وراء الإِمام
932ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلمة، عن حجر أبي العنبس الحضرمي، عن وائل بن حجر قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {ولا الضالين} قال: "آمين" ورفع بها صوته.
933ـ حدثنا مخلد بن خالد الشعيري، ثنا ابن نمير، ثنا علي بن صالح، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر
أنه صلّى خلفَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله، حتى رأيت بياض خده.
934ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن أبي عبد اللّه ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: "آمين" حتى يسمع من يليه من الصف الأول.
935ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإِمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا "آمين" فإِنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه".
936ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمَّن الإِمام فأمنوا؛ فإِنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال ابن شهاب: وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين".
937ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال أنه قال:
يارسول اللّه لا تسبقني بآمين.
938ـ حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد قالا: ثنا الفريابي، عن صبيح بن محرز الحمصي، قال: حدثني أبو مصبح المقرائي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة فيتحدث أحسن الحديث، فإِذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين، فإِن آمين مثل الطابع على الصحيفة، قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك؟
خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحَّ في المسألة، فوقف النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوجب إن ختم" فقال رجل من القوم: بأيّ شىء يخنم؟ قال: "بآمين؛ فإِنه إن ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذي سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال: اختم يا فلان بآمين وأبشر. وهذا لفظ محمود.
قال أبو داود: المقراء قبيلة من حمير.
173- باب التصفيق في الصلاة
939ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".
940ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي اللّه عنه فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد اللّه على ما أمره به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما انصرف قال: "يا أبا بكر، ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟" قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيح؟ من نابه شىء في صلاته فليسبح، فإِنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيح للنساء".
[قال أبو داود: وهذا في الفريضة].
941ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كان قتالٌ بين بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأتاهم ليصلح بينهم بعد الظهر، فقال لبلال: "إن حضرت صلاةَ العصر ولم آتك فمر أبا بكرٍ فليصلِّ بالناس" فلما حضرت العصر أذن بلال ثم أقام، ثم أمر أبا بكر فتقدم، قال في آخره: "إذا نابكم شىء في الصلاة فليسبح الرجال، وليصفح النساء".
942ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، عن عيسى بن أيوب قال: قوله "التصفيح للنساء" فضرب بإصبعين من يمينها على كفها اليسرى.
174- باب الإِشارة في الصلاة
943ـ حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه المروزي ومحمد بن رافع قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة.
944ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن أبي غطفان، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "التسبيح للرجال" يعني في الصلاة "والتصفيق للنساء؛ من أشار في صلاته إشارةً تفهم عنه فليعد لهَا" يعني الصلاة.
قال أبو داود: هذا الحديث وهم.
175- باب في مسح الحصى في الصلاة
945ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي الأحوص شيخ من أهل المدينة، أنه سمع أبا ذر يرويه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإِن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى".
946ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن معيقيب
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتمسح وأنت تصلي؛ فإِن كنت لابد فاعلاً فواحدةً، تسوية الحصى".
176- باب الرجل يصلي مختصراً
947ـ حدثنا يعقوب بن كعب يعني الأنطاكي، ثنا محمد بن سلمة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة.
قال أبو داود: يعني يضع يده على خاصرته.
177- باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصاً
948ـ حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي، ثنا أبي، عن شيبان، عن حصين بن عبد الرحمنن، عن هلال بن يساف قال:
قدمت الرقة فقال لي بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت غنيمةٌ، فدفعنا إلى وابصة، قلت لصاحبي؟ نبدأ فننظر إلى دله، فإِذا عليه قلنسوة لاطئة ذات أذنين وبرنسُ خزٍّ أغبر، وإذا هو معتمد على عصاً في صلاته فقلنا [له] بعد أن سلمنا فقال: حدثتني أم قيس بنت محصن أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما أسنَّ وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه.
178- باب النهي عن الكلام في الصلاة
949ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم قال:
كان أحدنا يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة، فنزلت {وقوموا للّه قانتين} فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.
179- باب في صلاة القاعدة
950ـ حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن هلال يعني ابن يساف عن أبي يحيى، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
حدثت أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة" فأتيته فوجدته يصلي جالساً، فوضعت يدي على رأسي فقال: ما لك يا عبد اللّه بن عمرو؟ قلت: حدثت يارسول اللّه أنك قلت "صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعداً؟ قال: "أجل، ولكنِّي لست كأحدٍ منكم".
951ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن حسين المعلّم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن عمران بن حصين
أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعداً فقال: "صلاته قائماً أفضل من صلاته قاعداً، وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً، وصلاته نائماً على النصف من صلاته قاعداً".
952ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا وكيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين قال:
كان بي الناصور فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "صل قائماً، فإِن لم تستطع فقاعداً، فإِن لم تستطع فعلى جنبٍ".
953ـ حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:
ما رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في شىء من صلاة الليل جالساً قط، حتى دخل في السنِّ، فكان يجلس فيها فيقرأ، حتى إذا بقي أربعون أو ثلاثون آية قام فقرأها ثم سجد.
954ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن يزيد وأبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو جالس، فإِذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.
قال أبو داود: رواه علقمة بن وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
955ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد قال: سمعت بديل بن ميسرة وأيوب يحدثان، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإِذا صلّى قائماً ركع قائماً، وإذا صلى قاعداً ركع قاعداً.
956ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن شقيق قال: سألت عائشة:
أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة في ركعة؟ قالت: المفصل، قال: قلت فكان يصلي قاعداً؟ قالت: حين حطمه الناس.
تفريع أبواب التشهد
180- باب: كيف الجلوس في التشهد؟
957ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
قلت لأنظرنّ إلى صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كيف يصلي؟ فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبّر، فرفع يديه حتى حاذتا بأذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع فرفعهما [إلى] مثل ذلك، قال: ثم جلس فافترش رجله اليسرى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض ثنتين وحلق حلقةً، ورأيته يقول هكذا، وحلّق بشر الإِبهام والوسطى وأشار بالسبابة.
958ـ [حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر قال:
سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى، وتثني رجلك اليسرى.
959ـ حدثنا ابن معاذ، ثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: سمعت القاسم يقول: أخبرني عبد اللّه بن عبد اللّه أنه سمع عبد اللّه بن عمر يقول:
من سنة الصلاة أن تُضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى.
960ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن يحيى، بإِسناده مثله.
قال أبو داود: قال حماد بن زيد عن يحيى أيضاً: من السنة كما قال جرير.
961ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد
أن القاسم بن محمد أراهم الجلوس في التشهد فذكر الحديث.
962ـ حدثنا هناد بن السريِّ، عن وكيع، عن سفيان، عن الزبير بن عديّ، عن إبراهيم قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة افترش رجله اليسرى حتى اسودَّ ظهر قدمه].
181- باب من ذكر التورُّك في الرابعة
963ـ حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر ح وثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، ثنا عبد الحميد يعني ابن جعفر حدثني محمد بن عمرو، عن أبي حميد الساعدي قال:
سمعته في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال أحمد: قال أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعديَّ في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: منهم أبو قتادة، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالوا: فاعرض، فذكر الحديث قال: ويفتخ أصابع رجليه إذا سجد ثم يقول: "اللّه أكبر"، ويرفع، ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، فذكر الحديث قال: حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رجله اليسرى وقعد متورِّكاً على شقه الأيسر، زاد أحمد قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي، ولم يذكرا في حديثهما الجلوس في الثنتين كيف جلس.
964ـ حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري، ثنا ابن وهب، عن الليث، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاءٍ
أنه كان جالساً مع نفر من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، ولم يذكر أبا قتادة قال: فإِذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، فإِذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته.
965ـ حدثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو العامري قال:
كنت في مجلس، بهذا الحديث قال فيه: فإِذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإِذا كانت الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحيةٍ واحدة.
966ـ حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، ثنا أبو بدر، حدثنا زهير أبو خيثمة، ثنا الحسن بن الحرِّ، ثنا عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي، أنه كان في مجلس فيه أبوه، فذكر فيه قال:
فسجد فانتصب على كفَّيه وركبتيه وصدور قدميه وهو جالس فتورَّك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبّر فسجد، ثم كبّر فقام ولم يتورَّك، ثم عاد فركع الركعة الأخرى فكبّر كذلك، ثم جلس بعد الركعتين، حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأخريين، فلما سلم سلم عن يمينه وعن شماله.
قال أبو داود: ولم يذكر في حديثه ما ذكر عبد الحميد في التورُّك والرفع إذا قام من ثنتين.
967ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، أخبرني فليح، أخبرني عباس بن سهل قال:
اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكر هذا الحديث، ولم يذكر الرفع إذا قام من ثنتين ولا الجلوس، قال: حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته.
182- باب التشهد
968ـ حدثنا مسدّد، أخبرنا يحيى، عن سليمان الأعمش، حدثني شقيق بن سلمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
كنا إذا جلسنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على اللّه قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لاتقولوا السلام على اللّه؛ فإِن اللّه هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات للّه، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عبادِ اللّهِ الصالحِينَ، فإِنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبدٍ صالحٍ في السماءِ والأرضِ" أو "بين السماء والأرض، أشهد أنن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به".
969ـ حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:
كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد علم، فذكر نحوه.
قال شريك: وحدثنا جامع يعني ابن شداد عن أبي وائل عن عبد اللّه بمثله، قال: وكان يعلمنا كلماتٍ، ولم يكن يعلمناهنَّ كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها، وأتمها علينا.
970ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة قال:
أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد اللّه بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد اللّه فعلمَّه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش "إذا قلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد".
971ـ حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، ثنا شعبة، عن أبي بشر، سمعت مجاهداً يحدث، عن ابن عمر،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في التشهد "التحيات للّه، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته" قال: قال ابن عمر: زدت فيها "وبركاته" "السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه" قال ابن عمر: زدت [فيها] "وحده لا شريكم له" "وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله".
972ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة، ح وثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا هشام، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد اللّه الرقاشي، قال:
صلى بنا أبو موسى الأشعريُّ، فلما جلس في آخر صلاته قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر والزكاة، فلما انفتل أبو موسى أقبل على القوم فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم ، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم، قال: فلعلك يا حطان أنت قلتها، قال: ما قلتها، ولقد رهبت أن تبكعني بها. قال: فقال رجل من القوم: أنا قلتها، وما أردت بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا وبيّنَ لنا سنتنا وعلّمنا صلاتنا فقال: "إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإِذا كبر فكبروا، وإذا قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين؛ يجبكم اللّه، وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإِنَّ الإِمام يركعُ قبلكم ويرفع قبلكم" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "فتلك بتلك" "وإذا قال سمع اللّه لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد؛ يسمع اللّه لكم؛ فإِنَّ اللّه تعالى قال على لسان نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: سمع اللّه لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا؛ فإِنََّ الإِمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "فتلك بتلك" "فإِذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات للّه، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" لم يقل أحمد "وبركاته" ولا قال: "وأشهد" قال: "وأن محمداً".
973ـ حدثنا عاصم بن النضر، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، قال: ثنا قتادة عن أبي غلاَّب، يحدثه عن حطان بن عبد اللّه الرقاشي بهذا الحديث زاد:
"فإِذا قرأ فأنصتوا"، وقال في التشهد بعد أشهد أن لا إله إلا اللّه زاد "وحده لا شريك له".
قال أبو داود: وقوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجىء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.
974ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، وطاوس عن ابن عباس أنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات للّه، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أنَّ محمداً رسول اللهّ"ـ صلى اللّه عليه وسلم .
975ـ حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن موسى أبو داود، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب:
أما بعد أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدءوا قبل التسليم فقولوا: "التحيات الطيبات والصلوات والملك للّه" ثم سلموا على اليمين، ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم.
قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق.
قال أبو داود: ودلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة.
183- باب الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد التشهد
976ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:
قلنا، أو قالوا: يارسول اللّه، أمرتنا أن نصلي عليك وأن نسلم عليك، فأمَّا السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
977ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع؛ ثنا شعبة بهذا الحديث قال:
"صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على آل إبراهيم".
978ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن بشر، عن مسعر، عن الحكم بإِسناده بهذا، قال:
"اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
قال أبو داود: رواه الزبير بن عديٍّ عن ابن أبي ليلى كما رواه مسعر إلا أنه قال: "كما صليت على آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ" وساق مثله.
979ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، ح وثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقيِّ، أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا:
يارسول اللّه، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: "اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
980ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر أن محمد بن عبد اللّه بن زيد وعبد اللّه بن زيد هو الذي أريَ النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال:
أتانا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا اللّه أن نصلي عليك يارسول اللّه، فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "قولوا" فذكر معنى حديث كعب بن عجرة. زاد في آخره: "في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ".
981ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد اللّه بن زيد، عن عقبة بن عمرو بهذا الخبر، قال:
"قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمدٍ".
982ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حبان بن يسار الكلابي، حدثني أبو مطرف عبيد اللّه بن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن المجمر، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يكتالَ بالمكيالِ الأوفى إذا صلَّى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمدٍ النبيِّ وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
184- باب ما يقول بعد التشهد
983ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ باللّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، من فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدجال".
984ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، حدثني محمد بن عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد التشهد: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
985ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا الحسين المعلِّم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه قال:
دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المسجد، فإِذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول: اللهمَّ إني أسألك يا اللّه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: "قد غفر له، قد غفر له" ثلاثاً.
185- باب إخفاء التشهد
986ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، ثنا يونس يعني ابن بكير عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللّه قال: من السنة أن يُخفى التشهد.
186- باب الإِشارة في التشهد
987ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاويّ، قال:
رآني عبد اللّه بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني وقال: إصنع كما كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع، فقلت: وكيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها، وأشار بإِصبعه التي تلي الإِبهام، ووضع كفّه اليسرى على فخذه اليسرى.
988ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عثمان بن حكيم، ثنا عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فَخِذِهِ اليمنى وساقِهِ، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإِصبعه، وأرانا عبد الواحد، وأشار بالسبابة.
989ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصيُّ، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن زياد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن الزبير
أنه ذكر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يشير بإِصبعه إذا دعا، ولا يحركها.
قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار قال: أخبرني عامر عن أبيه أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على فخذه اليسرى.
990ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، ثنا ابن عجلان، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه بهذا الحديث قال:
لا يجاوز بصره إشارته، وحديث حجاج أتم.
991ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا عثمان يعني ابن عبد الرحمن ثنا عصام بن قدامة من بني بجيلة ، عن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً إصبعه السبابة قد حناها شيئاً.
187- باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة
992ـ حدثنا أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال قالوا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال أحمد بن حنبل: أن يجلس الرجل في الصلاة، وهو معتمد على يده. وقال ابن شبُّويه: نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة، وقال ابن رافع: نهى أن يصليَ الرجل وهو معتمد على يده، وذكر في باب الرفع من السجود، وقال ابن عبد الملك: نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة.
993ـ حدثنا بشر بن هلال، ثنا عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية، قال:
سألت نافعاً عن الرجل يصلي وهو مشبِّك يديه؟ قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم.
994ـ حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ح وثنا محمد بن سلمة، قال: ثنا ابن وهب، وهذا لفظه، جميعاً عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر
أنه رأى رجلاً يتَّكىءُ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، وقال هارون بن زيد: ساقطاً على شقه الأيسر ثم اتفقا: فقال له: لا تجلس هكذا؛ فإِن هكذا يجلس الذين يعذبون.
188- باب في تخفيف القعود
995ـ حدثنا حفص بن عمر، قال: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف قال: قلنا حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم.
189- باب في السلام
996ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ح وثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، ح وثنا مسدد ثنا أبو الأحوص، ح وثنا محمد بن عبيد المحاربي وزياد بن أيوب قالا: ثنا عمر بن عبيد الطنافسي، ح وثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، ح وثنا أحمد بن منيع، ثنا حسين بن محمد، ثنا إسرائيل كلهم عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، وقال إسرائيل: عن أبي الأحوص والأسود، عن عبد اللّه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلِّم عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده: "السلام عليكم ورحمة اللّه، السلام عليكم ورحمة اللّه".
قال أبو داود: وهذا لفظ حديث سفيان، وحديث شريك لم يفسره.
قال أبو داود: ورواه زهير عن أبي إسحاق، ويحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، وعلقمة عن عبد اللّه.
قال أبو داود: شعبة كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً.
997ـ حدثنا عبدة بن عبد اللّه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه "السلام عليكم ورحمة اللّه" وعن شماله "السلام عليكم ورحمة اللّه".
998ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن زكريا ووكيع، عن مسعر، عن عبيد اللّه بن القبطية، عن جابر بن سمرة قال:
كنا إذا صلينا خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسلم أحدنا أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره، فلما صلى قال: "ما بال أحدكم يومىء بيده كأنها أذناب خيلٍ شُمسٍ؟ إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا" وأشار بإِصبعه "يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله".
999ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا أبو نعيم، عن مسعر بإِسناده ومعناه، قال:
"أما يكفي أحدكم أو حدهم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله".
1000ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم الطائي، عن جابر بن سمرة قال:
دخل علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والناس رافعوا أيديهم، قال زهير: أراه قال: في الصلاة فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيلٍ شُمسٍ؟! اسكنوا في الصلاة".
190- باب الرد على الإِمام
1001ـ حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال:
أمرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نردَّ على الإِمام وأن نتحابَّ، وأن يسلم بعضنا على بعض.
191- باب التكبير بعد الصلاة
1002ـ حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان، عن عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباس قال:
كان يُعلم انقضاء صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالتكبير.
1003ـ حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، أخبرنا عمرو بن دينار أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس أخبره
أن رفع الصوت للذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان ذلك على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأن ابن عباس قال: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك وأسمعه.
192- باب حذف السلام
1004ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني محمد بن يوسف الفريابي، ثنا الأوزاعي، عن قرَّة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هرسرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "حذف السلام سنةٌ".
[قال عيسى: نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث.
قال أبو داود: سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي قال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه].
193- باب إذا أحدث في صلاته [يستقبل]
1005ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلقٍ قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ وليعد صلاته".
194- باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة
1006ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد وعبد الوارث، عن ليث، عن الحجّاج بن عبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي هيرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم" قال عن عبد الوارث: "أنّ يتقدّمَ أو يتأخّر أو عن يمينه أو عن شماله" زاد في حديث حماد "في الصلاة" يعني في السبحة.
1007ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أشعث بن شعبة، عن المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس قال:صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة فقال: صليت هذه الصلاة، أو مثل هذه الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلّى نبيُّ اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم سلّم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خدّيه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثةَ يعني نفسه، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبيه فهزّهُ ثم قال: أجلس فإِنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصلٌ، فرفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم بصره فقال: "أصاب اللّه بك يا ابن الخطاب".
[قال أبو داود: وقد قيل أبو أمية مكان أبي رمثة].
جماع أبواب التشهد في الصلاة
195- باب السهو في السجدتين
1008ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر، قال: فصلى بنا ركعتين ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى يعرف في وجهه الغضب، ثم خرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة، قصرت الصلاة، وفي الناس أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه، فقام رجل كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسميه ذا اليدين فقال: يارسول اللّه، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: "لم أنس ولم تقصر الصلاة" قال: بل نسيت يارسول اللّه، فأقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على القوم فقال: "أصدق ذو اليدين" فأومئوا: إي نعم، فرجع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى مقامه فصلَّى الركعتين الباقيتين ثم سلم، ثم كبّر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبّر، ثم كبّر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبّر قال: فقيل لمحمد: سلم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة، ولكن نُبِّئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلّم.
1009ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أيوب، عن محمد بإِسناده، وحديث حماد أتم قال:
ثمَّ صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم يقل "بنا" ولم يقل "فأومئوا" قال: فقال الناس: نعم، قال: ثم رفع ولم يقل وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع، وتمَّ حديثه لم يذكر ما بعده، ولم يذكر "فأومئوا" إلا حماد بن زيد.
[قال أبو داود: وكل من روى هذا الحديث لم يقل "فكبّر" ولا ذكر "رجع"].
1010ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا سلمة يعني ابن علقمة عن محمد، عن أبي هريرة قال:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بمعنى حديث حماد كله، إلى آخر قوله: "نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم" قال: قلت فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد وأَحَبُ إليَّ أن يتشهد، ولم يذكر "كان يسميه ذا اليدين" ولا ذكر "فأومئوا" ولا ذكر الغضب، وحديث حماد عن أيوب أتمُّ.
1011ـ حدثنا علي بن نصر بن علي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام، ويحيى بن عتيق، وابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين أنه كبر وسجد، وقال هشام يعني ابن حسان كبّر، ثم كبّر وسجد.
قال أبو داود: روى هذا الحديث أيضاً حبيب بن الشهيد، وحميد، ويونس، وعاصم الأحول، عن محمد، عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم ما ذكر حماد بن زيد، عن هشام أنه كبّر، ثم كبّر وسجد، وروى حماد بن سلمة وأبو بكر بن عيّاش هذا الحديث عن هشام، لم يذكرا عنه هذا الذي ذكره حماد بن زيد أنه كبر ثم كبر.
1012ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، وعبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبي هريرة بهذه القصة قال:
ولم يسجد سجدتي السهو حتى يقنه اللّه ذلك.
1013ـ حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب يعني ابن إبراهيم ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره
أنه بلغه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر قال: ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك حين لقاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن الحارث بن هشام وعبيد اللّه بن عبد اللّه.
قال أبو داود: رواه يحيى بن أبي كثير، وعمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والعلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه جميعاً عن أبي هريرة بهذه القصة، ولم يذكر أنه سجد السجدتين.
[قال أبو داود: ورواه الزبيدي، عن الزهري، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ولم يسجد سجدتي السهو].
1014ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسلم في الركعتين، فقيل له: نقضت الصلاة؟ فصلى ركعتين، ثم سجد سجدتين.
1015ـ حدثنا إسماعيل بن أسد، أخبرنا شبابة، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الركعتين من صلاة المكتوبة فقال له رجل: أقصرت الصلاة يارسول اللّه أم نسيت؟ قال: "كلُّ ذلك لم أفعل" فقال الناس: قد فعلت ذلك يارسول اللّه، فركع ركعتين أخريين ثم انصرف، ولم يسجد سجدتي السهو.
قال أبو داود: رواه داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة قال: ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.
1016ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس الهفَّاني، حدثني أبو هريرة بهذا الخبر، قال: ثم سجد سجدتي السهو بعد ما سلّم.
1017ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، ثنا أبو أسامة، ح وثنا محمد بن العلاء، أخبرنا أبو أسامة، أخبرني عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
صلَّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسلّم في الركعتين، فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة قال: ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو.
1018ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ح وثنا مسدد، ثنا مسلمة بن محمد قالا: ثنا خالد الحذاء، ثنا أبو قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال:
سلّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ثلاثة ركعات من العصر ثم دخل، قال عن مسلمة: الحجر، فقام إليه رجل يقال له الخرباق كان طويل اليدين فقال له: أقصرت الصلاة يارسول اللّه؟ فخرج مغضباً يجرُّ رداءه فقال: "أصدق"؟ قالوا نعم، فصلى تلك الركعة، [ثم سلم]، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم.
196- باب إذا صلَّى خمساً
1019ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، المعنى قال حفص: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً، فقيل له، أزيد في الصلاة؟ قال: "وماذاك"؟ قال: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعد ما سلم.
1020ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم: فلا أدري زاد أم نقص، فلما سلم قيل له: يارسول اللّه، أحدث في الصلاة شىء؟ قال: "وما ذاك"؟ قالوا: صليت كذا وكذا فثنى رجله واستقبل القبلة، فسجد بهم سجدتين ثم سلّم، فلما انفتل أقبل علينا بوجهه [صلى الله عليه وسلم] فقال: "إنه لو حدث في الصلاة شىءٌ أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون، فإِذا ننسيت فذكروني" وقال: "إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين".
1021ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن ننمير، ثنا أبي، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بهذا قال:
"فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين" ثم تحول فسجد سجدتين.
قال أبو داود: رواه حصين نحو حديث الأعمش.
1022ـ حدثنا حدثنا نصر بن علي، أخبرنا جرير، ح وثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، وهذا حديث يوسف، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خمساً، فلما انفتل توشوش القوم بينهم فقال: "ماشأنكم"؟ قالوا: يارسول اللّه، هل زيد في الصلاة؟ قال: "لا" قالوا: فإِنك قد صليت خمساً، فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم، ثم قال: "إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون".
1023ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث يعني ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حُديج
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلى يوماً فسلم، وقد بقيت من الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ركعة، فرجع فدخل المسجد وأمر بلالاً، فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس فقالوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا إلا أن أراه فمرّ بي، فقلت: هذا هو، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد اللّه.
197- باب إذا شك في الثنتين والثلاث من قال: يلقي الشك
1024ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريِّ قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشكَّ، وليبن على اليقين، فإِذا استيقن التمام سجد سجدتين، فإِن كانت صلاته تامةً كانت الركعة نافلة والسجدتان، وإن كانت ناقصة كانت الركعة تماماً لصلاته وكانت السجدتان مرغمتي الشيطان".
قال أبو داود: رواه هشام بن سعد، ومحمد بن مطرف، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي خالد أشبع.
1025ـ [حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد اللّه بن كيسان، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى سجدتي السهو المرغمتين].
1026ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شكَّ أحدكم في صلاته فلا يدري كم صلّى ثلاثاً أو أربعاً فليصلِّ ركعةً وليسجد سجدتين وهو جالسٌ قبل التسليم، فإِن كانت الركعة التي صلّى خامسةً شفعها بهاتين، وإن كانت رابعةً فالسجدتان ترغيم للشيطان".
1027ـ حدثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد بن أسلم بإِسناد مالك قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شكَّ أحدكم في صلاته فإِن استيقن أن قد صلى ثلاثاً فليقم فليتمَّ ركعةً بسجودها ثمَّ يجلس فيتشهد، فإِذا فرغ فلم يبق إلا أن يسلم فليسجد سجدتين وهو جالس ثم ليسلم" ثم ذكر معنى مالك.
قال أبو داود: وكذلك رواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة وداود بن قيس وهشام بن ساعد، إلا أن هشاماً بلغ به أبا سعيد الخدريَّ.
198- [باب من قال]: يتم على أكبر ظنه
1028ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه، عن أبيه،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث أو أربعٍ، وأكبر ظنك على أربع تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالسٌ قبل أن تسلَّم، ثم تشهدت أيضاً، ثم تُسَلِّم".
قال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خصيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه.
1029ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا هشام الدستوائي، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا عياض، ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، عن هلال بن عياض عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم فلم يدر زاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو قاعدٌ، فإِذا أتاه الشيطان فقال: إنك قد أحدثت فليقلْ: كذبت إلا ما وجد ريحاً بأنفه أو صوتاً بأذنه" وهذا لفظ حديث أبان.
قال أبو داود: وقال معمر وعليُّ بن المبارك: عياض بن هلال، وقال الأوزاعي عياض بن أبي زهير.
1030ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإِذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالسٌ".
قال أبو داود: وكذا رواه ابن عيينة ومعمر والليث.
1031ـ حدثنا حجّاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب، أخبرنا ابن أخي الزهري، عن محمد بن مسلم بهذا الحديث بإِسناده،
زاد "وهو جالس قبل التسليم".
1032ـ حدثنا حجاج، ثنا يعقوب، أخبرنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري بإِسناده ومعناه قال:
"فليسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم ليسلم".
199- باب من قال: بعد التسليم
1033ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجّاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد اللّه بن مسافع أن مصعب بن شيبة أخبره، عن عتبة بن محمد بن الحارث عن عبد اللّه بن جعفر
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من شكَّ في صلاتهِ فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".
200- باب من قام ثنتين ولم يتشهد
1034ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد اللّه بن بحينة أنه قال:
صلى لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتين ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته وانتظرنا التسليم كبّر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، ثم سلم [صلى اللّه عليه وسلم].
1035ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي وبقية، قالا: ثنا شعيب، عن الزهري بمعنى إسناده وحديثه، زاد "وكان منا المتشهد في قيامه".
قال أبو داود: وكذلك سجدهما ابن الزبير، قام من ثنتين قبل التسليم، وهو قول الزهري.
201- باب من نسي أن يتشهد وهو جالس
1036ـ حدثنا الحسن بن عمرو، عن عبد اللّه بن الوليد، عن سفيان، عن جابر، يعني الجعفي قال: ثنا المغيرة بن شبيل الأحمسي، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام الإِمام في الركعتين: فإِن ذكر قبل أن يستويَ قائماً فليجلس، فإِن استوى قائماً فلا يجلس، ويسجد سجدتي السهو".
[قال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث].
1037ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر الجشمي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، عن زياد بن علاقة قال:
صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين قلنا: سبحان اللّه، قال: سبحان اللّه ومضى، فلما أتمَّ صلاته وسلّم سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع كما صنعت.
قال أبو داود: وكذلك رواه ابن أبي ليلى عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة، ورفعه، ورواه أبو عميس عن ثابت بن عبيد قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، مثل حديث زياد بن علاقة.
قال أبو داود: أبو عميس أخو المسعودي، وفعل سعد بن أبي وقاص مثل ما فعل المغيرة وعمران بن حصين والضحاك بن قيس ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس أفتى بذلك، وعمر بن عبد العزيز.
قال أبو داود: وهذا فيمن قام من ثنتين، ثم سجدوا بعدما سلّموا.
1038ـ حدثنا عمرو بن عثمان والربيع بن نافع وعثمان بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد بمعنى الإِسناد أن ابن عياش حدثهم، عن عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي عن زهير يعني ابن سالم العنسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، قال عمرو وحده: عن أبيه، عن ثوبان،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل سهوٍ سجدتان بعدما يسلم" ولم يذكر "عن أبيه" غير عمرو.
202- باب سجدتي السهو فيهما تشهدٌ وتسليم
1039ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن عبد اللّه بن المثنى، حدثني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد يعني الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها فسجد سجدتين ثم تشهد، ثم سلم.
ماتسمى سجدتا السهو
حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عبد اللّه بن كيسان عن عكرة عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو المرغمتين].
203- باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة
1040ـ حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا سلّم مكث قليلاً، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال.
204- باب كيف الإِنصراف من الصلاة
1041ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هُلْب رجلٍ من طيٍّ، عن أبيه
أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف عن شقيه.
1042ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه قال:
لا يجعل أحدكم نصيباً للشيطان من صلاته ألاّ ينصرف إلا عن يمينه، وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أكثر ما ينصرف عن شماله، قال عمارة: أتيت المدينة بعد فرأيت منازل النبي صلى الله عليه وسلم عن يساره.
205- باب صلاة الرجل التطوع في بيته
1043ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، أخبرني نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً".
1044ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي النضر، عن أبيه، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة".
206- باب من صلى لغير القبلة ثم علم
1045ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت وحميد، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلُّون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} فمرَّ رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس: ألا إنَّ القبلة قد حوِّلتْ إلى الكعبة، مرتين، قال: فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة.
باب تفريع أبواب الجمعة
207- [باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة]
1046ـ حدثنا القعنبي عن مالك، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابةٍ إلاّ وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلاَّ الجنَّ والإِنس، وفيه [تقوم] ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي يسأل اللّه عزوجل حاجةً إلا أعطاه إياها" قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد اللّه بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب، فقال عبد اللّه بن سلام: قد علمت أيةُ ساعة هي؟ قال أبو هريرة: فقلت له فأخبرني بها، فقال عبد اللّه بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة، فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة، وقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لايصادفها عبد مسلمٌ وهو يصلي" وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد اللّه بن سلام: ألم يقل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي"؟ قال: فقلت بلى، قال: هو ذاك.
1047ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا حسين بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعانني، عن أوس بن أوس قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإِنَّ صلاتكم معروضةٌ علي" قال: قالوا: يارسول اللّه، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ يقولون: بليت، فقال: "إن اللّه عزوجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء".
208- باب الإِجابة، أية ساعة هي في يوم الجمعة؟
1048ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعني ابن الحارث أن الجلاح مولى عبد العزيز، حدثه أن أبا سلمة يعني ابن عبد الرحمن حدثه عن جابر بن عبد اللّه
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يوم الجمعة ثنتا عشرة" يريد ساعةً "لايوجد مسلمٌ يسأل اللّه عزوجل شيئاً إلا آتاه اللّه عزوجل، فالتمسوها آخر ساعةٍ بعد العصر".
1049ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني مخرمة يعني ابن بكير عن أبيه، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد اللّه بن عمر:
أسمعت أباك يحدث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شأن الجمعة، يعني الساعة؟ قال: قلت نعم، سمعته يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإِمام إلى أن تقضى الصلاة".
قال أبو داود: يعني على المنبر.
209- باب فضل الجمعة
1050ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيامٍ، ومن مسَّ الحصى فقد لغا".
1051ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امراته أمّ عثمان قال:
سَمعت علياً رضي اللّه عنه على منبر الكوفة يقول: إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث، أو الربائث ، ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المسجد فيكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإِمام، فإِذا جلس الرجل مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من أجر، فإِن نأى وجلس حيث لا يسمع فانصت ولم يلغ كان له كفلٌ من أجره، وإن جلس مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفلٌ من وزرٍ، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه "صه" فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شىء، ثم يقول في آخر ذلك: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال أبو داود: رواه الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: بالربائث وقال: مولى امرأته أم عثمان بن عطاء.
210- باب التشديد في ترك الجمعة
1052ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن محمد بن عمرو قال: حدثني عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك ثلاث جُمَعٍ تهاوناً بها طبع اللّه على قلبه".
211- باب كفارة من تركها
1053ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، ثنا قتادة، عن قدامة بن وبرة العجيفي، عن سمرة بن جندب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجمعة من غير عذرٍ فليتصدق بدينارٍ، فإِن لم يجد فبنصف دينارٍ".
قال أبو داود: وهكذا رواه خالد بن قيس، وخالفه في الإِسناد، ووافقه في المتن.
1054ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا محمد بن يزيد وإسحاق بن يوسف، عن أيوب أبي العلاء، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من فاته الجمعة من غير عذر فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع حنطة، أو نصف صاعٍ".
قال أبو داود: رواه سعيد بن بشير عن قتادة هكذا إلا أنه قال: مدا ونصف مد، وقال: عن سمرة.
[قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن اختلاف هذا الحديث، فقال: همام عندي أحفظ من أيوب، يعني أبا العلاء].
212- باب من تجبُ عليه الجمعة
1055ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه، عن عروة بن الزبير،
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم، ومن العوالي.
1056ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سعيد يعني الطائفي عن أبي سلمة بن نبيه، عن عبد اللّه بن هارون، عن عبد اللّه بن عمرو،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة على كل من سمع النداء".
قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصوراً على عبد اللّه بن عمرو، ولم يرفعوه وإنما أسنده قبيصة.
213- باب الجمعة في اليوم المطير
1057ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي المليح عن أبيه
أن يوم حُنَيْن كان يوم مطر، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم مناديه أن الصلاة في الرحال.
1058ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن صاحب له، عن أبي مليح أن ذلك كان يوم جمعة.
1059ـ حدثنا نصر بن علي، قال سفيان بن حبيب: خُبِّرنا، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، عن أبيه
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في يوم جمعة وأصابهم مطر لم يبتلَّ أسفلُ نعالهم، فأمرهم أن يصلوا في رحالهم.
214- باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة [أو الليلة المطيرة]
1060ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن نافع،
أن ابن عمر نزل بضجنان في ليلة باردة، فأمر المنادي فنادى أن الصلاة في الرحال.
قال أيوب: وحدّث نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة أمر المناديَ فنادى: الصلاة في الرحال.
1061ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع قال:
نادى ابن عمر بالصلاة بضجنان، ثم نادى: أن صلوا في رحالكم، قال فيه: ثم حدّث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر المناديَ فينادي بالصلاة، ثم ينادي: أن صلُّوا في رحالكم في الليلة الباردة، وفي الليلة المطيرة في السفر.
قال أبو داود: ورواه حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد اللّه قال فيه: في السفر، في الليلة القرة أو المطيرة.
1062ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أنه نادى بالصلاة بضجنان في ليلة ذات بردٍ وريح، فقال في آخر ندائه: ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر في سفر يقول: ألا صلُّوا في رحالكم.
1063ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع أن ابن عمر يعني أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح فقال: ألا صلُّوا في الرحال، ثم قال:
إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر يقول: ألا صلُّوا في الرحال.
1064ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال:
نادى منادي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بذلك في المدينة في الليلة المطيرة والغداة القرة.
قال أبو داود: روى هذا الخبر يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: في السفر.
1065ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، ثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في سفر فمُطرنا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ليصل من شاء منكم في رحله".
1066ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرني عبد الحميد صاحب الزِّيادي، ثنا عبد اللّه بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين
أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت: "أشهد أن محمداً رسول اللّه" فلا تقل "حيَّ على الصلاة" قل: "صلوا في بيوتكم" فكأن الناس استنكروا ذلك فقال: قد فعل ذا من هو خير مني، إنَّ الجمعة عزمةٌ، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والمطر.
215- باب الجمعة للمملوك والمرأة
1067ـ حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثني إسحاق بن منصور، ثنا هريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حقُّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ أو صبيٌّ، أو مريضٌ".
قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئاً.
216- باب الجمعة في القُرَى
1068ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبد اللّه المخرميّ لفظه قالا: ثنا وكيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال:
إن أول جمعة جمعت في الإِسلام بعد جمعة جمعت في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة لجمعةٌ جمعت بجواثاء قريةٍ من قرى البحرين، قال عثمان: قرية من قرى عبد القيس.
1069ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وكان قائد أبيه بعدما ذهب بصره، عن أبيه كعب بن مالك أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحَّم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة قال: لأنه أول من جمَّع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع الخضمات، قلت: كم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون.
217- باب إذا وافق يومُ الجمعة يوم عيدٍ
1070ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي، قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم قال:
أشهِدْتَ مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: "من شاء أن يصلي فليصل".
1071ـ حدثنا محمد بن طريف البجلي، ثنا أسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح قال:
صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أولَ النهار، ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحدانا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال: أصاب السنة.
1072ـ حدثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: قال عطاءٌ:
اجتمع يومُ جمعة ويومُ فطرٍ على عهد ابن الزبير فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمعهما جميعاً، فصلاهما ركعتين بكرةً لم يزد عليهما حتى صلى العصر.
1073ـ حدثنا محمد بن المصفى وعمر بن حفص الوصابي، المعنى قالا: ثنا بقية، قال: ثنا شعبة، عن المغيرة الضبِّيِّ، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان: فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون" قال عمر: عن شعبة.
218- باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة
1074ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {تنزيلُ} السجدة، و{هل أتى على الإِنسان حينٌ من الدهر}.
1075ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن مخول بإِسناده ومعناه، وزاد:
في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، و{إذا جاءك المنافقون}.
219- باب اللُّبس للجمعة
1076ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر،
أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء يعني تباع عند باب المسجد فقال: يارسول اللّه، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة" ثم جاءت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منها حللٌ فأعطى عمر بن الخطاب منها حلةً، فقال عمر: يارسول اللّه كسوتنيها وقد قلت في حلة عطاردٍ ما قلت؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لم أكسكها لتلبسها" فكساها عمر أخاً له مشركاً بمكة.
1077ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب عن سالم، عن أبيه قال:
وجد عمر بن الخطاب حلة إستبرقٍ تباع بالسوق فأخذها فأتى بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: ابتع هذه تجمل بها للعيد وللوفود، ثم ساق الحديث، والأول أتمّ.
1078ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، أن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثه أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما على أحدكم إن وجد، أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته"؟
قال عمرو: وأخبرني ابن أبي حبيب، عن موسى بن سعد، عن ابن حبَّان، عن ابن سلام أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك على المنبر.
قال أبو داود: ورواه وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم.
220- باب التحلُّق يوم الجمعة قبل الصلاة
1079ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالةٌ، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.
221- باب [في] إتخاذ المنبر
1080ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه بن عبدٍ القاريُّ القرشي، حدثني أبو حازم بن دينار
أن رجالاً أتوا سهل بن سعد الساعدي وقد امتروا في المنبر مم عوده؟ فسألوه عن ذلك، فقال: واللّه إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أرسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأةٍ قد سماها سهل أن مري غلامك النجارَ أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهنّ إذا كلمتُ النناس، فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها، فأرسلته إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأمر بها فوضعت ههنا، فرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر عليها ثم ركع وهو عليها ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: "أيها الناسُ: إنما صنعت هذا لتأتمُّوا ولتعلموا صلاتي".
1081ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافعٍ، عن ابن عمر،
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداريُّ: ألا أتخذ لك منبراً يارسول اللّه يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: "بلى" فاتخذ له منبراً.
222- باب موضع المنبر
1082ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي اللّه عنه قال:
كان بين منبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وبين الحائط كقدر ممرِّ الشاة.
223- باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال
1083ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال: "إنَّ جهنم تُسْجَرُ إلا يوم الجمعة".
قال أبو داود: وهو مرسل؛ مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة.
224- باب في وقت الجمعة
1084ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا زيد بن الحباب، حدثني فُلَيْح بن سليمان، حدثني عثمان بن عبد الرحمن التَّيْمي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي الجمعة إذا مالت الشمس.
1085ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن الحارث، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال:
كنا نصلي مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان فيءٌ.
1086ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كنَّا نقيلُ ونتغدّى بعد الجمعة.
225- باب النداء يوم الجمعة
1087ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني السائب بن يزيد
أن الأذان كان أوله حين يجلس الإِمام على المنبر يوم الجمعة: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر [رضي اللّه عنهما] فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذِّنَ به على الزوراء ، فثبت الأمر على ذلك.
1088ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد قال:
كان يؤذن بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبي بكر وعمر، ثم ساق نحو حديث يونس.
1089ـ حدثنا هنّاد بن السريِّ، ثنا عبدة، عن محمد يعني ابن إسحاق عن الزهري، عن السائب قال:
لم يكن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن واحد: بلال، ثم ذكر معناه.
1090ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ أخبره قال:
ولم يكن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم غير مؤذن واحد، وساق هذا الحديث وليس بتمامه.
226- باب الإِمام يكلم الرجل في خطبته
1091ـ حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، ثنا مخلد بن يزيد، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر قال:
لما استوى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: "اجلسوا" فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد فرآه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "تعال يا عبد اللّه بن مسعود".
قال أبو داود: هذا يعرف مرسلاً، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومخلد: هو شيخ.
227- باب الجلوس إذا صعد المنبر
1092ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء عن العُمَري، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين: كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ، أُراه "المؤذن" ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب
228- باب الخطبة قائماً
1093ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، عن سِمَاكٍ، عن جابر بن سمرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يخطب قائماً ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائماً؛ فمن حدثك أنه كان يخطب جالساً فقد كَذَبَ فقال: فقد واللّه صليتُ معه أكثر من ألفَيْ صلاةٍ.
1094ـ حدثنا إبراهيم بن موسى وعثمان بن أبي شيبة، المعنى عن أبي الأحوص، ثنا سِمَاكٌ، عن جابر بن سمرة قال:
كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن، ويذكِّر الناس.
1095ـ [حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائماً، ثم يقعد قَعْدَةً لا يتكلم، وساق الحديث].
229- باب الرجل يخطب على قوس
1096ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا شهاب بن خِرَاش، حدثني شعيب بن رُزَيْقِ الطائفي قال:
جلست إلى رجل له صحبة من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حَزْنٍ الكُلَفِيُّ فأنشأ يحدثنا قال: وَفَدتُ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سابع سبعةٍ، أو تاسع تسعةٍ، فدخلنا عليه فقلنا: يارسول اللّه، زُرْنَاكَ فادْعُ اللّه لنا بخير، فأمر بنا، أو أمر لنا بشىء من التمر، والشانُ إذ ذاك دونٌ، فأقمنا بها أياماً شهدنا فيها الجمعة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقام متَوَكِّئاً على عصاً أو قوس، فحمد اللّه وأثنى عليه كلماتٍ خفيفاتٍ طيباتٍ مباركاتٍ ثم قال: "أيُّها الناس: إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا".
قال أبو علي: سمعت أبا داود قال: ثبتني في شىء منه بعض أصحابنا، [وقد كان انقطع من القرطاس].
1097ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن ابن مسعود
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا تشهَّدَ قال: "الحمد للّه نستعينه ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أن لا إله إلاَّ اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع اللّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإِنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر اللّه شيئاً".
1098ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، أخبرنا ابن وهب، عن يونس،
أنه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فذكر نحوه قال: "ومن يعصهما فقد غوى ونسأل اللّه ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه؛ فإِنما نحن به وله".
1099ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان بن سعيد، حدثني عبد العزيز بن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدي بن حاتم
أن خطيباً خطب عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: من يطع اللّه ورسوله ومن يعصهما فقال: "قم أو اذهب، بئس الخطيب [أنت]".
1100ـ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن خبيب، عن عبد اللّه بن محمد بن مَعْن، عن بنت الحارث بن النعمان قالت:
ماحفظت قاف إلا من في رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنُّورُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتنورنا واحداً.
قال أبو داود: قال روح بن عبادة عن شعبة قال: بنت حارثة بن النعمان، وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
1101ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني سماك، عن جابر بن سمرة قال:
كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قصداً، وخطبته قصداً: يقرأ آياتٍ من القرآن، ويذكر الناس.
1102ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا مروان، ثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أختها قالت:
ما أخذت قاف إلا من في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كان يقرؤها في كل جمعة.
قال أبو داود: كذا رواه يحيى بن أيوب وابن أبي الرجال عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
1103ـ حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أخت لعمرة بنت عبد الرحمن كانت أكبر منها بمعناه.
230- باب رفع اليدين على المنبر
1104ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، عن حصين بن عبد الرحمن، قال:
رأى عمارة بن رويبة بشر بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة، فقال عمارة: قبح اللّه هاتين اليدين! قال زائدة: قال حصين: حدثني عمارة قال: لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة التي تلي الإِبهام.
1105ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا عبد الرحمن يعني ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبي ذُباب، عن سهل بن سعد قال:
ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاهراً يديه قط يدعو على منبره، ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا وأشار بالسبابة، وعقد الوسطى بالإِبهام.
231- باب إقصار الخطب
1106ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا أبي، ثنا العلاء بن صالح، عن عدي بن ثابت، عن أبي راشد، عن عمار بن ياسر، قال:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بإِقصار الخطب.
1107ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، أخبرني شيبان أبو معاوية، عن سِمَاك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هنَّ كلمات يسيرات.
232- باب الدنو من الإِمام عند الموعظة
1108ـ حدثنا علي بن عبد اللّه، ثنا معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه: قال قتادة، عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب
إن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "احضروا الذكر وادنوا من الإِمام؛ فإِن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها".
233- باب الإِمام يقطع الخطبة للأمر يحدث
1109ـ حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن حباب حدثهم، ثنا حسين بن واقد، حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين [رضي اللّه عنهما] عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال: "صدق اللّه {إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ} رأيت هذين فلم أصبر" ثم أخذ في الخطبة.
234- باب الاحتباء والإِمام يخطب
1110ـ حدثنا محمد بن عوف، ثنا المقرىء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الحُبْوَةِ يوم الجمعة والإِمام يخطب.
1111ـ حدثنا داود بن رشيد، ثنا خالد بن حيان الرقي، ثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال:
شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمع بنا فنظرت فإِذا جلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب.
قال أبو داود: كان ابن عمر يحتبي والإِمام يخطب، وأنس بن مالك وشريح وصعصعة بن صوحان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونعيم بن سلامة قال: لا بأس بها.
قال أبو داود: ولم يبلغني أن أحداً كرهها إلا عبادة بن نُسيٍّ.
235- باب الكلام والإِمام يخطب
1112ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا قلت أنصت والإِمام يخطب فقد لغوت".
1113ـ حدثنا مسدد وأبو كامل قالا: ثنا يزيد، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "يحضر الجمعة ثلاثة نفرٍ: رجَلٌ حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجلٌ حضرها يدعو فهو رجلٌ دعا اللّه عزَّ وجلَّ: إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجلٌ حضرها بإِنصاتٍ وسكوتٍ ولم يتخطَّ رقبة مسلمٍ ولم يؤذ أحداً فهي كفارةٌ إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيامٍ، وذلك بأنَّ اللّه عزََّ وجلَّ يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
236- باب استئذان المحدث للإِمام
1114ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، ثنا حجاج، ثنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف".
قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إذا دخل والإِمام يخطب" لم يذكرا عائشة [رضي اللّه عنها].
237- باب إذا دخل الرجل والإِمام يخطب
1115ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عمرو وهو ابن دينار عن جابر
أن رجلاً جاء يوم الجمعة والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال: "أصليت يا فلان"؟ قال: لا، قال: "قم فاركع".
1116ـ حدثنا محمد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم، المعنى قالا: ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر وعن أبي صالح، عن أبي هريرة قالا:
جاء سُلَيْكٌ الغطفاني ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال له: "أصليت شيئاً؟" قال: لا، قال: "صلِّ ركعتين تجوز فيهما".
1117ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، عن سعيد، عن الوليد أبي بشر، عن طلحة أنه سمع جابر بن عبد اللّه يحدث أن سُلَيْكاً جاء فذكر نحوه، زاد: ثم أقبل على الناس قال:
"إذا جاء أحدكم والإِمام يخطب فليصلِّ ركعتين يتجوز فيهما".
238- باب تخطّي رقاب الناس يوم الجمعة
1118ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا بشر بن السَّرِيِّ، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية قال:
كنا مع عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطَّى رقابَ الناس، فقال عبد اللّه بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اجلس؛ فقد آذيت".
239- باب الرجل ينعس والإِمام يخطب
1119ـ حدثنا هنَّاد بن السري، عن عبدة، عن ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره".
240- باب الإِمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر
1120ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن جرير هو ابن حازم لا أدري كيف قاله مسلم أولا، عن ثابت، عن أنس قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينزل من المنبر فيَعرض له الرجل في الحاجة فيقوم معه حتى يقضي حاجته، ثم يقوم فيصلي.
قال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت هو مما تفرد به جرير بن حازم.
241- باب من أدرك من الجمعة ركعة
1121ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة".
242- باب ما يقرأ به في الجمعة
1122ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في العيدين، ويوم الجمعة بِـ {سَبِّحِ اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية} قال: وربما اجتمعا في يوم واحدٍ فقرأ بهما.
1123ـ حدثنا القعنبي، عن مالك؛ عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة
أن الضحّاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: ماذا يقرأ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ فقال: كان يقرأ بـ {هل أتاك حديث الغاشية}.
1124ـ حدثنا القعنبي، ثنا سليمان يعني ابن بلال عن جعفر، عن أبيه، عن ابن أبي رافع قال: صلّى بنا أبو هريرة يوم الجمعة فقرأ بسورة الجمعة، وفي الركعة الآخرة: {إذا جاءك المنافقون} قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان عليُّ [رضي اللّه عنه] يقرأ بهما بالكوفة، قال أبو هريرة: فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة.
1125ـ حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد؛ عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية}.
243- باب الرجل يأتمّ بالإِمام وبينهما جدارٌ
1126ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا هشيم، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة.
244- باب الصلاة بعد الجمعة
1127ـ حدثنا محمد بن عبيد، وسليمان بن داود، المعنى قالا: ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن نافع
أن ابن عمر رأى رجلاً يصلي ركعتين يوم الجمعة في مقامه، فدفعه وقال: أتصلي الجمعة أربعاً؟ وكان عبد اللّه يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته ويقول: هكذا فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1128ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع قال:
كان ابن عمر يطيلُ الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته، ويحدِّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفعل ذلك.
1129ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ يسأله عن شىء رأى منه معاوية في الصلاة فقال:
صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلمت قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إليّ فقال: لا تعدْ لما صنعت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإِن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر بذلك أن لا توصل صلاةٌ بصلاةٍ حتى تتكلم أو تخرج.
1130ـ حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء، عن ابن عمر قال:
كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين، ثم تقدم فصلى أربعاً، وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة، ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصلِّ في المسجد فقيل له، فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعل ذلك.
1131ـ [حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ح، وحدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا]، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قال ابن الصباح قال: "من كان مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً" وتمّ حديثه، وقال ابن يونس: "إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعاً" قال: فقال لي أبي: يا بنيَّ، فإِن صليت في المسجد ركعتين، ثم أتيت المنزل أو البيت، فصلِّ ركعتين.
1132ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته.
قال أبو داود: وكذلك رواه عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر.
1133ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا حجّاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني عطاء
أنه رأى ابن عمر يصلي بعد الجمعة فينماز عن مصلاه الذي صلّى فيه الجمعة قليلاً غير كثير قال: فيركع ركعتين قال: ثم يمشي أنفس من ذلك، فيركع أربع ركعاتٍ، قلت لعطاء: كم رأيت ابن عمر يصنع ذلك؟ قال: مراراً.
قال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان ولم يتمه.
... [باب في القعود بين الخطبتين
حدثنا محمد بن سليمان الأنباريّ، ثنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء عن العمريّ عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب خطبتين، كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ، أراه قال المؤذن ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب].
245- باب صلاة العيدين
1134ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن أنس قال:
قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان"؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّ اللّه قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر".
246- باب وقت الخروج إلى العيد
1135ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، ثنا يزيد بن خُمير الرحبيُّ قال:
خرج عبد اللّه بن بسرٍ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع الناس في يوم عيد فطرٍ أو أضحى، فأنكر إبطاء الإِمام، فقال: إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه، وذلك حين التسبيح.
247- باب خروج النساء في العيد
1136ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب ويونس وحبيب ويحيى بن عتيق وهشام في آخرين، عن محمد أن أم عطية قالت:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نخرج ذوات الخدور يوم العيد، قيل: فالحُيَّض؟ قال: "ليشهدن الخير ودعوة المسلمين" قال: فقالت امرأة: يارسول اللّه، إن لم يكن لإِحداهن ثوبٌ كيف تصنع؟ قال: "تلبسها صاحبتها طائفةً من ثوبها".
1137ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن محمد، عن أم عطية بهذا الخبر قال:
ويعتزل الحُيَّض مصلّى المسلمين ولم يذكر الثوب قال: وحدث عن حفصة عن امرأة تحدثه عن امرأة أخرى قالت: قيل يارسول اللّه، فذكر معنى موسى في الثوب.
1138ـ حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت:
كنا نؤمر بهذا الخبر قالت: والحُيَّض يكنَّ خلف الناس فيكبرون مع الناس.
1139ـ حدثنا أبو الوليد يعني الطيالسي ومسلم قالا: ثنا إسحاق بن عثمان، حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية، عن جدته أم عطية، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما قدم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب فسلم علينا فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إليكنَّ، وأمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحيَّض والعتَّق ولا جمعة علينا، ونهانا عن اتباع الجنائز.
248- باب الخطبة يوم العيد
1140ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، ح وعن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي سعيد الخدري قال:
أخرج مروان المنبر في يوم عيد، فبدأ بالخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: يا مروان، خالفت السنة، أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يُخْرَجُ فيه، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة، فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان، فقال: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من رأى منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده، فإِن لم يستطع فبلسانه، فإِن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإِيمان".
1141ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعته يقول:
إن النبي صلى اللّه عليه وسلم قام يوم الفطر، فصلّى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس، فلما فرغ نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهنَّ وهو يتوكأ على يد بلالٍ، وبلالٌ باسط ثوبه تلقي فيه النساء الصدقة، قال: تلقي المرأة فتخها، ويلقين ويلقين، وقال ابن بكر: فتختها.
1142ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: ثنا شعبة، ح وحدثنا ابن كثير، أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن عطاء قال:
أشهد على ابن عباس، وشهد ابنُ عباس على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه خرج يوم فطر، فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء ومعه بلال، قال ابن كثير: أكبرُ علم شعبة فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلن يلقين.
1143ـ حدثنا مسدد وأبو معمر عبد اللّه بن عمرو قالا: ثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عطاء عن ابن عباس بمعناه قال:
فظنَّ أنه لم يسمع النساء فمشى إليهن وبلال معهن فوعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فكانت المرأة تلقى القرط والخاتم في ثوب بلال.
1144ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عطاء عن ابن عباس في هذا الحديث قال:
فجعلت المرأة تعطي القُرْطَ والخاتم، وجعل بلال يجعله في كسائه قال: فقسمه على فقراء المسلمين.
249- [باب يخطب على قوس]
1145ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيَيْنَةَ، عن أبي جنابٍ، عن يزيد بن البراء، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم نُوِّل يوم العيد قوساً فخطب عليه.
250- باب ترك الأذان في العيد
1146ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس قال: سأل رجل ابن عباس:
أشهدت العيد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذاناً ولا إقامة قال: ثم أمر بالصدقة قال: فجعلن النساء يشرن إلى آذانهنَّ وحلوقهنَّ قال: فأمر بلالاً فأتاهنَّ، ثم رجع إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1147ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة، وأبا بكر وعمر أو عثمان، شك يحيى.
1148ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهنَّاد لفظه قالا: ثنا أبو الأحوص عن سماك يعني ابن حرب عن جابر بن سمرة قال:
صليت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم غير مرة ولا مرتين العيدين بغير أذان ولا إقامة.
251- باب التكبير في العيدين
1149ـ حدثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكبّر في الفطر والأضحى في الأُولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً.
1150ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب بإِسناده ومعناه قال: سوى تكبيرتي الركوع.
1151ـ حدثنا مسدد، ثنا المعتمر قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرحمن الطائفي يحدث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
قال نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم "التكبير في الفطر سبعٌ في الأولى، وخمسٌ في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما".
1152ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: ثنا سليمان يعني ابن حيان عن أبي يعلى الطائفي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يكبّر في الفطر في الأولى سبعاً، ثم يقرأ ثم يكبّر، ثم يقوم فيكبّر أربعاً، ثم يقرأ ثم يركع.
قال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعاً وخمساً.
1153ـ حدثنا محمد بن العلاء وابن أبي زياد، المعنى قريب قالا: ثنا زيد يعني ابن حباب عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول قال:
أخبرني أبو عائشة جليسٌ لأبي هريرة أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعريَّ وحذيفة بن اليمان: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكبّر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى: كان يكبر أربعاً تكبيره على الجنائز، فقال حذيفة: صدق، فقال أبو موسى: كذلك كنت أكبر في البصرة حيث كنت عليهم، قال أبو عائشة: وأنا حاضر سعيد بن العاص.
252- باب ما يقرأ في الأضحى والفطر
1154ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود
أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثيَّ ماذا كان يقرأ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ قال: كان يقرأ فيهما بـ {ق~ والقرآن المجيد} و{اقتربت الساعة وانشق القمر}.
253- باب الجلوس للخطبة
1155ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا الفضل بن موسى السيناني، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللّه بن السائب قال:
شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العيد، فلما قضى الصلاة قال: "إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب".
قال أبو داود: وهذا مرسل [عن عطاء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم].
254- باب الخروج إلى العيد في طريق، ويرجع في طريق
1156ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد اللّه يعني ابن عمر عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ يوم العيد في طريق ثم رجع في طريق آخر.
[قال أبو داود: رُوي هذا الحديث عن أبي هريرة وغيره].
255- باب إذا لم يخرج الإِمام للعيد من يومه يخرج من الغد
1157ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم:
أن ركباً جاءوا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يُفْطِرُوا، وإذا أصبحوا [أن] يغدوا إلى مصلاهم.
1158ـ حدثنا حمزة بن نصير، ثنا ابن أبي مريم، ثنا إبراهيم بن سويد، أخبرني أُنَيْس بن أبي يحيى، أخبرني إسحاق بن سالم مولى نوفل بن عدي، أخبرني بكر بن مبشر الأنصاري قال:
كنت أغدو مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المصلّى يوم الفطر ويوم الأضحى، فنسلك بطن بطحان حتى نأتيَ المصلَّى فنصلِّي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم نرجع من بطن بطحان إلى بيوتنا.
256- [باب الصلاة بعد صلاة العيد]
1159ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، حدثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم فطر، فصلى ركعتين لم يصلّ قبلهما ولا بعدهما، ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهُنَّ بالصدقة فجعلت المرأة تلقى خُـِرْصَها وسخابها].
257- باب يصلى بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر
1160ـ حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد، ح وثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا عبد اللّه بن يوسف، قال ثنا الوليد بن مسلم، ثنا رجل من الفرويين، وسماه الربيع في حديثه عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة سمع أبا يحيى عبيد اللّه التيميَّ يحدث عن أبي هريرة
أنه أصابهم مطر في يوم عيد، فصلى بهم النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة العيد في المسجد.
258- جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها
1161ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج بالناس يَسْتَسْقِي، فصلى بهم ركعتين جهر بالقراءة فيهما، وحول رداءه ورفع يديه، فدعا واستسقى واستقبل القبلة.
1162ـ حدثنا ابن السرح، وسليمان بن داود قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب ويونس، عن ابن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً يستسقي، فحوَّل إلى الناس ظهره يدعو اللّه عزوجل، قال سليمان بن داود: واستقبل القبلة، وحوَّل رداءه ثم صلى ركعتين، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما، زاد ابن السرح: يريد الجهر.
1163ـ حدثنا محمد بن عوف قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي عن عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، عن محمد بن مسلم بهذا الحديث بإِسناده لم يذكر الصلاة قال:
وحوَّل رداءه فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافَهُ الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا اللّه عزوجل.
1164ـ حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا عبد العزيز، عن عُمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، عن عبد اللّه بن زيد قال:
استسقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليه خميصة له سوداء، فأراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها، فلما ثقُلَتْ قلبها على عاتقه.
1165ـ حدثنا النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة نحوه قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا هشام بن إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة قال أخبرني أبي قال: أرسلني الوليد بن عتبة، قال عثمان: ابن عقبة وكان أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الاستسقاء فقال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم متبذِّلاً متواضعاً متضرعاً حتى أتى المصلّى، زاد عثمان: فرقى على المنبر ثم اتفقا: ولم يخطب خطبكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد.
قال أبو داود: والإِخبار للنفيلي، والصواب ابن عتبة.
259- باب في أيّ وقت يحوِّل رداءه إذا استسقى
1166ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا سليمان يعني ابن بلال عن يحيى، عن أبي بكر بن محمد، عن عباد بن تميم أن عبد اللّه بن زيد أخبره
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة ثم حول رداءه.
1167ـ حدثنا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد اللّه بن زيد المازنيَّ يقول:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المصلَّى فاستسقى وحوَّل رداءه حين استقبل القبلة.
260- باب رفع اليدين في الاستسقاء
1168ـ حدثنا محمد بنن سلمة المرادي، أخبرنا ابن وهب، عن حيوة، وعمر بن مالك، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عمير مولى بني آبي اللحم
أنه رأى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء قائماً يدعو يستسقي رافعاً يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه.
1169ـ حدثنا ابن أبي خلف، ثنا محمد بن عبيد، ثنا مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللّه قال:
أتت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بواكيَ ، فقال: "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضارٍّ، عاجلاً غير آجلٍ" قال: فأطبقت عليهم السماء.
1170ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شىء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فإِنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
1171ـ حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا عفان، ثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن أنس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يستسقي هكذا، يعني ومدَّ يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه.
1172ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، أخبرني من رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه.
1173ـ حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا خالد بن نزار، قال: حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
شكا الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلّى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر [صلى اللّه عليه وسلم] وحمد اللّه عزوجل ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم اللّه عزوجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم" ثم قال: {الحمد للّه رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين} لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد، اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حينٍ" ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ اللّه سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإِذن اللّه فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك [صلى اللّه عليه وسلم] حتى بدت نواجذه فقال: "أشهد أن اللّه على كل شىء قدير، وأنِّي عبد اللّه ورسوله".
قال أبو داود: وهذا حديث غريب إسناده جيد، أهل المدينة يقرءون: {ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم.
1174ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك؛ ويونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:
أصاب أهل المدينة قحطٌ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فبيننما هو يخطبنا يوم جمعة إذ قام رجل فقال: يارسول اللّه، هلك الكراع هلك الشاء، فادع اللّه أن يسقينا، فمدَّ يديه ودعا، قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح ثم أنشأت سحابة، ثم اجتمعت ثم أرسلت السماء عزاليها ، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يارسول اللّه، تهدمت البيوت فادع اللّه أن يحبسه، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: "حوالينا ولا علينا" فنظرت إلى السحاب يتصدع حول المدينة كأنه إكليل.
1175ـ حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن سعيد المقبري، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول فذكر نحو حديث عبد العزيز قال:
فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يديه بحذاء وجهه فقال: "اللهمَّ اسقنا" وساق الحديث نحوه.
1176ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ح وحدثنا سهل بن صالح، ثنا علي بن قادم، أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا استسقى قال: "اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت" هذا لفظ حديث مالك.
261- باب صلاة الكسوف
1177ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، أخبرني من أصدق، وظننت أنه يريد عائشة قال:
كسفت الشمس على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم قياماً شديداً: يقوم بالناس ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع؛ فركع ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد حتى إن رجالاً يومئذٍ ليُغْشَى عليهم مما قام بهم، حتى إنَّ سِجَالَ الماء لتصب عليهم يقول إذا ركع: اللّه أكبر، وإذا رفع: سمع اللّه لمن حمده، حتى تجلت الشمس ثم قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات اللّه عزوجل يخوف بهما عباده، فإِذا كسفا فافزعوا إلى الصلاة".
262- باب من قال: أربع ركعات
1178ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبد الملك، حدثني عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كُسِفَتِ الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان ذلك في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال الناس: إنما كسفت لموت ابراهيم [ابنه صلى اللّه عليه وسلم] فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم فصلّى بالناس ستَ ركعاتٍ في أربع سجدات: كبّر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة الثالثة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فانحدر للسجود فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، إلا أن ركوعه نحوٌ من قيامه، قال: ثم تأخر في صلاته فتأخرتِ الصفوفُ معه، ثم تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس، فقال: "يا أيها الناس، إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه عزوجل لا ينكسفان لموت بشرٍ، فإِذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى تنجلي" وساق بقية الحديث.
1179ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن هشام، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:
كُسِفَتِ الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في يوم شديد الحرِّ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحواً من ذلك، فكان أربع ركعات وأربع سجدات، وساق الحديث.
1180ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، [ح] وحدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت:
خُسِفَتِ الشمس في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرج رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قراءةً طويلةً، ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: سمع اللّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع اللّه لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف.
1181ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب قال: كان كثير بن عباس يحدث
أن عبد اللّه بن عباس كان يحدِّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلى في كسوف الشمس، مثل حديث عروة عن عائشة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه صلى ركعتين في كل ركعة ركعتين.
1182ـ حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، قال أبو داود: وحُدِثْتُ عن عمر بن شقيق، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، وهذا لفظه وهو أتم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب قال:
انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى بهم فقرأ بسورة من الطُّوَلِ ، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطُّوَلِ، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها.
1183ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه صلّى في كسوف الشمس: فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد والأخرى مثلها.
1184ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا الأسود بن قيس، قال: حدثني ثعلبة بن عِبادٍ العبدي من أهل البصرة
أنه شهد خطبةً يوماً لسمرة بن جندب قال: قال سمرة: بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا، حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنُّومةٌ، فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد فواللّه ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أمته حدثاً، قال: فدفعنا فإِذا هو بارز فاستقدم فصلى، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً، قال: ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً، [قال ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قطٍ لا نسمع له صوتاً]، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك قال: فوافق تجلِّي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال: ثم سلم، ثم قام فحمد اللّه وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا اللّه، وشهد أنه عبده ورسوله، ثم ساق أحمد بن يونس خطبة النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1185ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي قال:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرج فزعاً يجرُّ ثوبه وأنا معه يومئذٍ بالمدينة، فصلّى ركعتين فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت، فقال: "إنما هذه الآيات يخوف اللّه عزوجل بها، فإِذا رأيتموها فصلُّوا كأحدث صلاةٍ صليتموها من المكتوبة".
1186ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا ريحان بن سعيد، ثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر
أن قبيصة الهلاليّ حدثه أن الشمس كسفت بمعنى حديث موسى قال: حتى بدت النجوم.
263- باب القراءة في صلاة الكسوف
1187ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمى، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة وعبد اللّه بن أبي سلمة، عن سليمان بن يسار كلهم قد حدثني عن عروة، عن عائشة قالت:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصلى بالناس فقام فحزَرْتُ قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة وساق الحديث، ثم سجد سجدتين ثم قام فأطال القراءة، فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة آل عمران.
1188ـ حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال: ثنا الأوزاعي، أخبرني الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ قراءة طويلة فجهرَ بها، يعني في صلاة الكسوف.
[قال أبو داود: الذي تفرد به الجهر بالقراءة].
1189ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال:
خسِفَتِ الشمسُ فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والناس معه، فقام قياماً طويلاً بنحو من سورة البقرة، ثم ركع وساق الحديث.
264- باب ينادي فيها بالصلاة
1190ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن نمِرِ أنه سال الزهري، فقال الزهري: أخبرني عروة، عن عائشة قالت:
كسفت الشمس، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً فنادى: أن الصلاة جامعة.
265- باب الصدقة فيها
1191ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الشمس والقمر لايخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإِذا رأيتم ذلك فادعو اللّه عزوجل وكبروا، وتصدقوا".
266- باب العتق فيها
1192ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء قالت:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يأمرُ بالعتاقةِ في صلاة الكسوف.
267- باب من قال يركع ركعتين
1193ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثني الحارث بن عمير البصري، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير قال:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجعل يصلّي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت.
1194ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
انكسفت الشمسُ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكد يركع ثم ركع، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: "أف أف"، ثم قال: "ربِّ ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون"؟ ففرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من صلاته وقد أمحصت الشمس، وساق الحديث.
1195ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا الجريري، عن حيان بن عمير، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
بينما أنا أترَمّى بأسهمٍ في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ كسفت الشمس فنبذتهنَّ وقلت: لأنظرنَّ ما أحدث لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كسوف الشمس اليوم، فانتهيتُ إليه وهو رافع يديه يسبح ويحمد ويهلل ويدعو، حتى حُسِرَ عن الشمس فقرأ بسورتين وركع ركعتين.
268- باب الصلاة عند الظلمة ونحوها
1196ـ حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رَوَّادٍ، حدثني حَرمِيُّ بن عمارة، عن عبيد اللّه بن النضر، قال: حدثني أبي قال:
كانت ظلمةٌ على عهد أنس بن مالك، قال: فأتيت أنساً، فقلت: يا أبا حمزة: هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: معاذ اللّه إن كانت الريح لتشتدُّ فنبادر المسجد مخافة القيامة.
269- باب السجود عند الآيات
1197ـ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، ثنا يحيى بن كثير، ثنا سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: قيل لابن عباس:
ماتت فلانة، بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم، فخر ساجداً فقيل له: [أ] تسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا رأيتم آيةً فاسجدوا" وأيُّ آيةٍ أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم؟
تفريع أبواب صلاة السفر
270- باب صلاة المسافر
1198ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
فُرِضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر؛ فأُقِرَّت صلاة السفر وزيد في صلاة الحَضَرِ.
1199ـ حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد قالا: ثنا يحيى، عن ابن جُرَيج، ح وثنا خُشَيْش يعني ابن أصرَم قال: ثنا عبد الرزاق، عن ابن جُرَيج قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي عمار، عن عبد اللّه بن بابَيْه، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب:
أرأيت إقصارَ الناسِ الصلاةَ، وإنما قال اللّه عزوجلّ: {إن خِفْتُمْ أَنْ يفتنكم الذين كفروا} فقد ذهب ذلك اليوم، فقال: عجبتُ مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "صدقةٌ تصدق اللّه بها عليكم فاقبلوا صدقته".
1200ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جُرَيج، قال: سمعت عبد اللّه بن أبي عمار يحدث فذكره نحوه.
قال أبو داود: رواه أبو عاصم وحماد بن مَسْعدة كما رواه ابن بكر.
271- باب متى يقصر المسافر؟
1201ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن يحيى بن يزيد الهُنَائي قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال أنس:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ، شعبة شكَّ، يصلِّي ركعتين.
1202ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا ابن عُيَيْنة، عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، سمعا أنس بن مالكٍ يقول:
صليتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين.
272- باب الأذان في السفر
1203ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه، عن عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "يعجب ربك عزوجل من راعي غنمٍ في رأس شظيةٍ بجبلٍ يؤذن للصلاة ويصلي، فيقول اللّه عزوجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف منِّي، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة".
273- باب المسافر يصلِّي وهو يشك في الوقت
1204ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن المسحَاج بن موسى قال: قلت لأنس بن مالك: حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
كنا إذا كنَّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في السفر فقلنا زالت الشمس أو لم تزل صلى الظهر ثم ارتحل.
1205ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني حمزة العائذي رجلٌ من بني ضبة قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
274- باب الجمع بين الصلاتين
1206ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطُّفَيْل عامر بن واثلة،
أن معاذ بن جبل أخبرهم أنهم خرجوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأخَّر الصلاة يوماً، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل ثم خرج فصلّى المغرب والعشاء جميعاً.
1207ـ حدثنا سليمان بن داود العتكي، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن نافع،
أن ابن عمر استصرخ على صفية وهو بمكة، فسار حتى غربت الشمس وَبَدَتِ النجوم فقال: إن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا عَجَّلَ به أمر في سفر جمع بين هاتين الصلاتين، فسار حتى غاب الشفق، فنزل فجمع بينهما.
1208ـ حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن مَوْهَبٍ الرملي الهمداني، ثنا المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطُّفَيْل، عن معاذ بن جبل
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان في غزوة تبُوكٍ إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمسُ أخّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما.
قال أبو داود: رواه هشام بن عروة عن حسين بن عبد اللّه عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحو حديث المفضل والليث.
1209ـ حدثنا قتيبة، ثنا عبد اللّه بن نافع، عن أبي مودود، عن سليمان بن أبي يحيى، عن ابن عمر قال:
ماجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين المغرب والعشاء قطُّ في السفر إلا مرة.
قال أبو داود: وهذا يُرْوَى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موقوفاً على ابن عمر أنه لم يُرَ ابن عمر جمع بينهما قط إلا تلك الليلة، يعني ليلة اسْتُصْرخ على صفية، ورُوِيَ من حديث مكحول عن نافع أنه رأى ابن عمر فَعَل ذلك مرة أو مرتين.
1210ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزبير المكي، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال:
صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر.
قال مالك: أرَى ذلك كان في مطر.
قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة نحوه عن أبي الزبير، ورواه قرة بن خالد عن أبي الزبير قال: في سفرة سافرناها إلى تبوك.
1211ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر، فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لاتُحْرَجَ أمته.
1212ـ حدثنا محمد بن عُبيد المحاربي، ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن نافع وعبد اللّه بن واقد
أن مؤذن ابن عمر قال: الصلاة، قال: سِرْ [سر] حتى إذا كان قبل غيوب الشفق نزل فصلّى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق فصلّى العشاء ثم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا عَجَّلَ به أمر صنع مثل الذي صنعتُ، فسار في ذلك اليوم والليلة مسيرة ثلاث.
قال أبو داود: رواه ابن جابر عن نافع نحو هذا بإِسناده.
1213ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، عن ابن جابر بهذا المعنى.
قال أبو داود: ورواه عبد اللّه بن العلاء بن زبر عن نافع قال: حتى إذا كان عند ذهاب الشفق نزل فجمع بينهما.
1214ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد بن زيد، ح وحدثنا عمرو بن عون، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة ثمانياً وسبعاً، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولم يقل سليمان ومسدد "بنا".
قال أبو داود: ورواه صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: في غير مطر.
1215ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غابت له الشمس بمكة فجمع بينهما بِسَرِفَ.
1216ـ حدثنا محمد بن هشام جارُ أحمد بن حنبل، ثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد قال:
بينهما عشرة أميال يعني بين مكة وسرف .
1217ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب، ثنا ابن وهب، عن الليث قال: قال ربيعة يعني كتبَ إليه حدثني عبد اللّه بن دينار قال:
غابت الشمس وأنا عند عبد اللّه بن عمر، فسرنا فلما رأيناه قد أمسى قلنا: الصلاة، فسار حتى غاب الشفق وتصوَّبَتِ النجوم، ثم إنه نزل فصلّى الصلاتين جميعاً ثم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا جدَّ به السير صلّى صلاتي هذه يقول: يجمع بينهما بعد ليلٍ.
قال أبو داود: رواه عاصم بن محمد عن أخيه عن سالم، ورواه ابن أبي نجيح عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب أن الجمع بينهما من ابن عمر كان بعد غيوب الشفق.
1218ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وابن موهب، المعنى قالا: ثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإِن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلّى الظهر ثم ركب صلى اللّه عليه وسلم.
قال أبو داود: كان مفضل قاضي مصر، وكان مجاب الدعوة وهو ابن فضالة.
1219ـ حدثنا سليمان بن داود المهريُّ، ثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني جابر بن إسماعيل، عن عقيل بهذا الحديث بإِسناده؛ قال:
ويؤخر المغرب حتى يجمع بينهما وبين العشاء حين يغيب الشفق.
1220ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن مُعاذ بن جبل
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في غزوة تُبوكٍ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخّر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عَجَّلَ العشاء فصلاها مع المغرب.
قال أبو داود: ولم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده.
275- باب قصر قراءة الصلاة في السفر
1221ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عَدِيِّ بن ثابت، عن البراء، قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر، فصلى بنا العشاء الآخِرَةَ فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.
276- باب التطوع في السفر
1222ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن صفوان بن سليم، عن أبي بسرة الغفاري، عن البراء بن عازب الأنصاري قال:
صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثمانية عشر سفراً، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر.
1223ـ حدثنا القعنبي، ثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه قال:
صحبت ابن عمر في طريق، قال: فصلى بنا ركعتين ثم أقبل، فرأى ناساً قياماً فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون قال: لو كنت مسبحاً أتممت صلاتي، يا ابن أخي إني صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في السفر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه عزوجل، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزوجل]، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزّ وجلََّ، ]، وصحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزوجل]، وقد قال اللّه عزوجل: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ}.
277- باب التطوع إلى الراحلة والوتر
1224ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسبحُ على الراحلة أيَّ وجه توجه، ويوتر عليها غير أنه لا يصلي المكتوبة عليها.
1225ـ حدثنا مسدد، ثنا ربعيُّ بن عبد اللّه بن الجارود، حدثني عمرو بن أبي الحجّاج، قال: حدثني الجارود بن أبي سبرة، قال: حدثني أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبّر، ثم صلّى حيث وجّهه ركابه.
1226ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبي الحُبَاب سعيد بن يسار، عن عبد اللّه بن عمر أنه قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلّي على حِمارٍ وهو متوجه إلى خيبر.
1227ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حاجة، قال: فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق، والسجود أخفض من الركوع.
278- باب الفريضة على الراحلة من عُذرٍ
1228ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد بن شعيب، عن النعمان بن المنذر، عن عطاء بن أبي رباح أنه سأل عائشة [رضي اللّه عنها]:
هل رخص للنساء أن يصلين على الدواب؟ قالت: لم يرخص لهن في ذلك في شدة ولا رخاء، قال محمد: هذا في المكتوبة.
279- باب متى يتمُّ المسافر؟
1229ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وحدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن عُليَّة وهذا لفظه، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن عمران بن حُصَين قال:
غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثمانيَ عشرة ليلةً لا يصلِّي إلا ركعتين، ويقول: "يا أهل البلد، صلُّوا أربعاً فإِنَّا قومٌ سفرٌ".
1230ـ حدثنا محمد بن العلاء، وعثمان بن أبي شيبة، المعنى واحد قالا: ثنا حفص، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقام سبعَ عشرَةَ بمكة يقصر الصلاة، قال ابن عباس: ومن أقام سبع عشرة قصر، ومن أقام أكثر أتمَّ.
قال أبو داود: قال عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أقام تسع عشرة.
1231ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:
أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عبدةُ بن سليمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وسلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق لم يذكروا فيه ابن عباس.
1232ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرني أبي، ثنا شريك، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقام بمكة سبع عشرة يصلي ركعتين.
1233ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، المعنى قالا: ثنا وهيبٌ، حدثني يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة فقلنا: هل أقمتم بها شيئاً؟ قال: أقمنا عشراً.
1234ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن المثنى وهذا لفظ ابن المثنى قالا: ثنا أبو أسامة، قال ابن المثنى قال: أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده
أن عليًّا [رضي اللّه عنه] كان إذا سافر سار بعدما تغرب الشمس حتى تكاد أن تظلم، ثم ينزل فيصلي المغرب، ثم يدعو بعشائه فيتعشّى، ثم يصلي العشاء ثم يرتحل ويقول: هكذا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصنع.
قال عثمان: عن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن عليّ.
سمعت أبا داود يقول: وروى أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد اللّه يعني ابن أنس بن مالك أن أنساً كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق ويقول: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يصنع ذلك.
قال أبو داود: ورواية الزهري عن أننس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله.
280- باب إذا أقام بأرض العدوّ [ثم] يقصُرُ
1235ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد اللّه قال:
أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة.
قال أبو داود: غير معمر يرسله لا يسنده.
281- باب صلاة الخوف
من رأى أن يصلي بهم وهم صفان، فيكبر بهم جميعاً، ثم يركع بهم جميعاً، ثم يسجد الإِمام والصف الذي يليه، والآخرون قيامٌ يحرسونهم فإِذا قاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين وتقدم الصف الأخير إلى مقامهم، ثم يركع الإِمام ويركعون جميعاً، ثم يسجد ويسجد الصف الذي يليه والآخرون يحرسونهم، فإِذا جلس الإِمام والصف الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً ثم سلّم عليهم جميعاً.
قال أبو داود: هذا قول سفيان.
1236ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عيَّاش الزرقيِّ قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فصف خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صفٌّ، وصف بعد ذلك الصف صفٌّ آخر، فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذي يلونه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصفُّ الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصفُّ الأخير إلى مقام الصفِّ الأول، ثم ركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والصفُّ الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً فسلّم عليهم جميعاً، فصلاها بعسفان، وصلاها يوم بني سليم.
قال أبو داود: روى أيوب وهشام عن أبي الزبير عن جابر هذا المعنى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك رواه داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس، وكذلك عبد الملك عن عطاء عن جابر، وكذلك قتادة عن الحسن عن حِطَّان عن أبي موسى فعله، وكذلك عكرمة بن خالد عن مجاهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو قول الثوري.
282- باب من قال: يقوم صفٌّ مع الإِمام وصفٌّ وجاه العدوِّ، فيصلي بالذين يلونه ركعة، ثم يقوم قائماً حتى يصليَ الذين معه ركعة أخرى، ثم ينصرفون فيصفون وجاه العدوِّ، وتجيء الطائفة الأخرى فيصلي بهم ركعة ويثبت جالساً، فيتمون لأنفسهم ركعة أخرى، ثم يسلِّم بهم جميعاً.
1237ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوَّات، عن سهل بن أبي حثمة
أن النبي صلّى بأصحابه في خوفٍ، فجعلهم خلفه صفّين، فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام، فلم يزل قائماً حتى صلّى الذين خلفهم ركعة، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم، فصلى بهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ركعةً، ثم قعد حتى صلّى الذين تخلفوا ركعة، ثم سلّم.
283- باب من قال: إذا صلى ركعة، وثبت قائماً: اتمُّوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم انصرفوا، فكانوا وجاه العدوِّ واختلف في السلام
1238ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوَّات،
عمَّن صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم ذات الرِّقاعِ صلاةَ الخوفِ أن طائفة صفَّتْ معه، وطائفة وِجَاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفوا وِجَاهَ العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلّم بهم.
قال مالك: وحديث يزيد بن رُومانَ أحب ما سمعت إليَّ.
1239ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات الأنصاري أن سهلَ بن أبي حثمة الأنصاري، حدثه أن صلاة الخوف: أن يقوم الإِمام وطائفةٌ من أصحابه، وطائفة مواجهة العدوِّ، فيركع الإِمام ركعة، ويسجد بالذين معه ثم يقوم، فإِذا استوى قائماً ثبت قائماً، وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم سلّموا وانصرفوا والإِمام قائم، فكانوا وِجَاهَ العدو، ثم يُقْبِلُ الآخرون الذين لم يصلوا فكبّرون وراء الإِمام فيركع بهم ويسجد بهم ثم يسلّم، فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية ثم يسلمون.
قال أبو داود: وأما رواية يحيى بن سعيد عن القاسم نحو رواية يزيد بن رومان، إلا أنه خالفه في السلام، ورواية عبيد اللّه نحو رواية يحيى بن سعيد قال: ويثبت قائماً.
284- باب من قال: يكبِّرون جميعاً وإن كان مُسْتَدْبِرِي القبلة، ثم يصلي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلي بهم ركعة، ثم تُقبِلُ الطائفة التي كانت مقابل العدوِّ، فيصلون لأنفسهم ركعة والإِمام قاعد، ثم يسلم بهم كلهم [جميعاً].
1240ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حيوة بن شريح، وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة:
هل صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكبروا جميعاً الذين معه والذين مقابلو العدوِّ، ثم ركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفةُ التي تليه، والآخرون قيامٌ مقابلو العدوِّ، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدوِّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا ورسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاعدٌ ومَنْ كان معه، ثم كان السلام فسلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا جميعاً فكان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة.
1241ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بذات الرِّقاع من نَخْل لقي جمعاً من غطفان فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة وقال فيه: حين ركع بمن معه وسجد قال: فلما قاموا مشوا القهقرَى إلى مصافِّ أصحابهم، ولم يذكر استدبار القبلة.
1242ـ قال أبو داود: وأما عبيد اللّه بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته بهذه القصة قالت:
كبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكبّرت الطائفة الذين صفُّوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالساً، ثم سجدوا هم لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى فقاموا فكبّروا، ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسجدوا معه، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعاً فصلّوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فركع فركعوا، ثمَّ سجد فسجدوا جميعاً، ثم عاد فسجد الثانية وسجدوا معه سريعاً كأسرع الإِسراع جاهداً لا يألون سراعاً، ثمَّ سلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد شاركه الناس في الصلاة كلها.
285- باب من قال: يصلِّي بكل طائفة ركعة ثم يسلم فيقوم كل صف، فيصلون لأنفسهم ركعة
1243ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى بإِحدى الطائفتين ركعة، والطائفةُ الأخرى مواجهة العدوِّ، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك، وجاء أولئك فصلّى بهم ركعة أخرى ثم سلّم عليهم؛ ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم.
قال أبو داود: وكذلك رواه نافع وخالد بن معدان عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك قول مسروق ويوسف بن مِهْرَانَ عن ابن عباس، وكذلك روى يونس عن الحسن عن أبي موسى أنه فَعَله.
286- باب من قال: يصلِّي بكل طائفة ركعة ثم يسلم فيقوم الذين خلفه فيصلون ركعة ثم يجيء الآخرون إلى مقام هؤلاء فيصلون ركعة
1244ـ حدثنا عمران بن ميسرة، ثنا ابن فضيل، ثنا خصيفٌ، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
صلّى [بنا] رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا [صفين] صفّاً خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصفّ مستقبل العدو، فصلى بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة، ثم جاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبل هؤلاء العدوَّ، فصلى بهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ركعةً ثم سلّم، فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلّموا ثم ذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فَصَلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا.
1245ـ حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، عن خصيفٍ بإِسناده ومعناه قال:
فكبّر نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكبّر الصفان جميعاً.
قال أبو داود: رواه الثوري بهذا المعنى عن خُصَيف، وصلى عبد الرحمن بن سمرة هكذا، إلا أن الطائفة التي صلى بهم ركعة ثم سلّم مضَوْا إلى مقام أصحابهم، وجاء هؤلاء فَصَلَّوْا لأنفسهم ركعة ثم رجعوا إلى مقام أولئك فصلّوا لأنفسهم ركعة.
قال أبو داود حدثنا بذلك مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد بن حبيب قال: أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كابُل فصلّى بنا صلاة الخوفِ .
287- باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة ولا يقْضُون
1246ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَمٍ قال:
كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقام فقال: أيُّكم صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا.
قال أبو داود: وكذا رواه عبيد اللّه بن عبد اللّه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وعبد اللّه بن شقيق عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ويزيدُ الفقير وأبو موسى [قال أبو داود: رجل من التابعين ليس بالأشعري] جميعاً عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقد قال بعضهم عن شعبة في حديث يزيد الفقير: أنهم قضوا ركعة أخرى، وكذلك رواه سماك بن الوليد الحنفي عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك رواه زيد بن ثابت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: فكانت للقوم ركعة ركعة وللنبي صلى اللّه عليه وسلم ركعتين.
1247ـ حدثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
فَرَضَ اللّه عزوجل الصلاة على لسان نبيكم صلى اللّه عليه وسلم في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
288- باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين [وتكون للإِمام أربعاً]
1248ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:
صلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في خوفٍ الظهرَ فصفَّ بعضهم خلفه وبعضهم بإِزاء العدو، فصلى بهم ركعتين ثم سلّم، فانطلق الذين صلَّوْا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلَّوْا خلفه فصلى بهم ركعتين ثم سلّم، فكانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعاً، ولأصحابه ركعتين ركعتين، وبذلك كان يُفْتِي الحسنُ.
قال أبو داود: وكذلك في المغرب: يكون للإِمام ستَّ ركعات، وللقوم ثلاثاً.
قال أبو داود: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك قال سليمان اليشكري عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
289- باب صلاة الطالب
1249ـ حدثنا أبو معمر عبد اللّه بن عمرو، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن ابن عبد اللّه بن أُنَيْسٍ، عن أبيه قال:
بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي، وكان نحو عُرَنَةَ وَعَرَفات فقال: إذهب فاقتله، قال: فرأيته وحضرَتْ صلاةُ العصر فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخرَ الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلِّي أومىء إيماءً نحوه، فلما دنوتُ منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعةً، حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد.
290- باب تفريع أبواب التطوع، وركعات السنة /كتاب التطوع .
1250ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا ابن عُلَية، ثنا داود بن أبي هند، حدثني النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت:
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة تطوُّعاً بني له بهن بيتٌ في الجنة".
1251ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا خالد، ح وثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد، المعنى عن عبد اللّه بن شقيق قال:
سألت عائشة عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من التطوع فقالت: كان يصلي قبل الظهر أربعاً في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً جالساً، فإِذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم يخرج فيُصَلي بالناس صلاة الفجر [صلى اللّه عليه وسلم].
1252ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.
1253ـ حدثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يَدَعُ أربعاً قبل الظهر، وركعتين قبل صلاة الغداة.
291- باب ركعتي الفجر
1254ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكن على شىء من النوافل أشدَّ معاهدةً منه على الركعتين قبل الصبح.
292- باب في تخفيفهما
1255ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني، ثنا زهير بن معاوية، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة قالت:
كان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخفِّفُ الركعتين قبل صلاة الفجر حتى إنني لأقول: هل قرأ فيهما بأمِّ القرآن؟.
1256ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و{قل هو اللّه أحدٌ}.
1257ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا عبد اللّه بن العلاء، حدثني أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة الكندي، عن بلال أنه حدثه
أنه أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة [رضي اللّه عنها] بلالاً بأمر سألته عنه حتى فضحه الصبح فأصبح جدًّا، قال: فقام بلال فآذنه بالصلاة وتابع أذانه، فلم يخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما خرج صلى بالناس، وأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدّاً، وأنه أبطأ عليه بالخروج فقال: "إنِّي كنت ركعت ركعتي الفجر" فقال: يارسول اللّه، إنك أصبحت جدّاً، قال: "لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما".
1258ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد، ثنا عبد الرحمن يعني ابن إسحاق المدني عن ابن زيد، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتدعوهما وإن طردتكم الخيل".
1259ـ حدثنا أحمد بن يوننس، ثنا زهير، ثنا عثمان بن حكيم، أخبرني سعيد بن يسار، عن عبد اللّه بن عباس
أن كثيراً مما كان يقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ركعتي الفجر بـ {آمنَّا باللّه وما أنزل إلينا} هذه الآية، قال: هذه في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بـ {آمنا باللّه واشهد بأنَّا مسلمون}.
1260ـ حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر يعني ابن موسى عن أبي الغيث، عن أبي هريرة
أنه سمع النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: {قل آمنا باللّه وما أنزل علينا} في الركعة الأولى، [وفي الركعة الأخرى] بهذه الآية: {ربننا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} أو {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} شك الدراورديُّ.
293- باب الاضطجاع بعدها
1261ـ حدثنا مسدد، وأبو كامل، وعبيد اللّه بن عمر بن ميسرة قالوا: ثنا عبد الواحد، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه" فقال له مروان بن الحكم: أما يجزىء أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد اللّه في حديثه قال: لا، قال: فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه قال: فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا، ولكنه اجترأ وجبُنَّا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
1262ـ حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا بشر بن عمر، ثنا مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر؛ فإِن كنت مستيقظةً حدثني، وإن كنت نائمة أيقظني، وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بصلاة الصبح، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يخرج إلى الصلاة.
1263ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عمن حدثه ابن أبي عتَّابٍ أو غيره عن أبي سلمة قال: قالت عائشة:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإِن كنت نائمة اضطجع، وإن كنتُ مستيقظةً حدثني.
1264ـ حدثنا عباس العنبري وزياد بن يحيى قالا: ثنا سهل بن حماد [أبو عتاب]، عن أبي مكين، ثنا أبو الفضل رجلٌ من الأنصار، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه قال:
خرجت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حرّكه برجله.
قال زياد بن يحيى قال: ثنا أبو الفضيل.
294- باب إذا أدرك الإِمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر
1265ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن عبد اللّه بن سرجسٍ قال:
جاء رجل والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يصلي الصبح فصلَّى الركعتين، ثم دخل مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في الصلاة، فلما انصرف قال: "يا فلان، أيتهما صلاتك التي صليت وحدك، أو التي صليت معنا"؟.
1266ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حماد بن سلمة، ح وحدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن وَرْقَاءَ، ح وحدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، ح وحدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن أيوب، ح وحدثنا محمد بن المتوكل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا زكريا بن إسحاق كلهم عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة".
295- باب من فاتته متى يقضيها؟
1267ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن سعد بن سعيد، حدثني محمد بن إبراهيم، عن قيس بن عمرو قال:
رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صلاة الصبح ركعتان" فقال الرجل: إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1268ـ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: قال سفيان بن عيينة: كان عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا الحديث عن سعد بن سعيد.
قال أبو داود: وروى عبد ربِّه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلاً أن جدَّهم زيداً صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه القصة.
296- باب الأربع قبل الظهر وبعدها
1269ـ حدثنا مؤمَّل بن الفضل، ثنا محمد بن شعيب، عن النعمان، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان قال: قالت أمُّ حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من حافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها، حرم على النار".
قال أبو داود: رواه العلاء بن الحارث وسليمان بن موسى عن مكحول بإِسناده مثله.
1270ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة قال: سمعت عبيدة يحدث عن إبراهيم، عن ابن منجابٍ، عن قرثع، عن أبي أيوب،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "أربع قبل الظهر ليس فيهنَّ تسليمٌ تفتح لهنَّ أبواب السماء".
قال أبو داود: بلغني عن يحيى بن سعيد القطان قال: لو حدثت عن عبيدة بشىء لحدثت عنه بهذا الحديث.
قال أبو داود: عبيدة ضعيف.
قال أبو داود: ابن منجاب هو سهم.
297- باب الصلاة قبل العصر
1271ـ حدثنا أحَمد بن إبراهيم، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن مهران القرشي، حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه امرأ صلى قبل العصر أربعاً".
1272ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ [كرم اللّه وجهه]
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين.
298- باب الصلاة بعد العصر
1273ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس أن عبد اللّه بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر، والمِسْوَرَ بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا:
إقرأ عليها السلام منَّا جميعاً وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل: إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عنهما، فدخلت عليها فبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أمَّ سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أمِّ سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت أمُّ سلمة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما، أما حين صلاهما فإِنه صلى العصر، ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول أم سلمة: يارسول اللّه، أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما، فإِن أشار بيده فاستأخري عنه، قالت: ففعلت الجارية، فأشار بيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: "يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني ناسٌ من عبد القيس بالإِسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان".
299- باب من رخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً
1274ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع، عن عليّ
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة.
1275ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي في إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر.
1276ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا أبان، ثنا قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال:
شهد عندي رجال مرضيُّونَ فيهم عمر بن الخطاب، وأرضاهم عندي عمرُ أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس".
1277ـ حدثنا الربيع بن نافع، ثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلاّم، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة السلمي أنه قال:
قلت: يارسول اللّه، أي الليل أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، فصلِّ ما شئت فإِن الصلاة مشهودةٌ مكتوبة، حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيس رمحٍ أو رمحين، فإِنها تطلع بين قرني شيطانٍ، ويصلي لها الكفار، ثم صلِّ ما شئت، فإِن الصلاة مشهودةٌ مكتوبةٌ حتى يعدل الرمح ظله، ثم أقصر فإِن جهنم تسجر وتفتح أبوابها، فإِذا زاغت الشمس فصل ما شئت، فإِن الصلاة مشهودةٌ حتى تصلي العصر، ثم أقصر حتى تغرب الشمس، فإِنها تغرب بين قرني شيطانٍ ويصلي لها الكفار" وقصَّ حديثاً طويلاً، قال العباس: هكذا حدثني أبو سلام، عن أبي أمامة إلا أن أخطىء شيئاً لا أريده، فأستغفر اللّه وأتوب إليه.
1278ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب، ثنا قدامة بن موسى، عن أيوب بن حُصَين، عن أبي علقمة، عن يسار مولى ابن عمر قال:
رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد طلوع الفجر فقال: يا يسار، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة فقال: "ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين".
1279ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق قالا: نشهد على عائشة [رضي اللّه عنها] أنها قالت:
ما من يوم يأتي على النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين.
1280ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمِّي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة أنها حدثته
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل، وينهى عن الوصال.
300- باب الصلاة قبل المغرب
1281ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن الحسين المعلم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن عبد اللّه المزني قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلوا قبل المغرب ركعتين" ثم قال: "صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء" خشية أن يتخذها الناس سنة.
1282ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، أخبرنا سعيد بن سليمان، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال:
صليت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: قلت لأنس: أرآكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم، رآنا فلم يأمرنا ولم ينهنا.
1283ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا ابن عُلَية، عن الجريري، عن عبيد اللّه بن بريدة، عن عبد اللّه بن مغفل قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "بين كلِّ أذانين صلاةٌ، بين كل أذانين صلاةٌ لمن شاء".
1284ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي شعيب، عن طاوس قال: سئل ابن عمر عن الركعتين قبل المغرب فقال:
ما رأيت أحداً على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصليهما ورخص في الركعتين بعد العصر.
قال أبو داود: سمعت يحيى بن مَعِين يقول: هو شعيب يعني وَهِمَ شعبة في اسمه ـ.
301- باب صلاة الضحى
1285ـ حدثنا أحمد بن منيع، عن عباد بن عباد، ح وثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، المعنى عن واصل، عن يحيى بن عُقَيلٍ، عن يحيى بن يَعمر، عن أبي ذر، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
"يصبح على كلِّ سلامى من ابن آدم صدقةٌ: تسليمه على من لقي صدقةٌ، وأمره بالمعروف صدقةٌ، ونهيه عن المنكر صدقةٌ، وإماطته الأذى عن الطريق صدقةٌ، وبضعة أهله صدقةٌ، ويجزىء من ذلك كله ركعتان من الضحى".
قال أبو داود: وحديث عباد أتمّ، ولم يذكر مسدد الأمر والنهي؛ زاد في حديثه وقال: كذا وكذا، وزاد ابن منيع في حديثه قالوا: يارسول اللّه، أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة؟ قال: "أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم؟".
1286ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدؤلي قال: بينما نحن عند أبي ذرّ قال:
يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقةٌ، فله بكل صلاة صدقة، وصيامٍ صدقة، وحجٍّ صدقة، وتسبيحٍ صدقة، وتكبيرٍ صدقة، وتحميدٍ صدقة، فعدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من هذه الأعمال الصالحة ثم قال: "يجزىء أحدكم من ذلك ركعتا الضحى".
1287ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيراً غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر".
1288ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا الهيثم بن حميد، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلاةٌ في إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في علِّيِّين".
1289ـ حدثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة أبي شجرة عن نعيم بن همار قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "يقول اللّه عزّوجلّ: يا ابن آدم لاتعجزني من أربع ركعاتٍ في أول نهارك أكفك آخره".
1290ـ حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح قالا: ثنا ابن وهب، حدثني عياض بن عبد اللّه، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، عن أم هانىء بنت أبي طالب
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومَ الفتح صلى سبحة الضحى ثماني ركعاتٍ يسلم من كل ركعتين، قال أحمد بن صالح: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى فذكر مثله، قال ابن السرح: إن أمّ هانىء قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولم يذكر سبحة الضحى بمعناه.
1291ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال:
ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى الضُّحى غير أمِّ هانىء فإِنها ذكرت أن النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة اغتسل في بيتها وصلى ثمان ركعاتٍ، فلم يرَهُ أحد صلاّهنّ بعد.
1292ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق قال: سألت عائشة:
هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلِّي الضحى؟ فقالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه، قلت: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرن بين السورتين؟ قالت: من المفصل.
1293ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
ما سبَّحَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها، وإن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
1294ـ حدثنا ابن نفيل وأحمد بن يونس قالا: ثنا زهير، ثنا سماك، قال: قلت لجابر بن سمرة:
أكنت تجالس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم كثيراً، فكان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الغداة حتى تطلع الشمس، فإِذا طلعت قام صلى اللّه عليه وسلم.
302- باب في صلاة النهار
1295ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن يعلَى بن عطاء، عن عليّ بن عبد اللّه البارقيِّ، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلاة الليلِ والنهارِ مثنى مثنى".
1296ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا شعبة، حدثني عبد ربه بن سعيد، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد اللّه بن نافع، عن عبد اللّه بن الحارث، عن المطلب،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، أن تشهد في كلِّ ركعتين، وأن تبأس وتمسكن وتقنع بيديك وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهي خداجٌ".
سئل أبو داود عن صلاة الليل مثنى قال: إن شئت مثنى، وإن شئت أربعاً.
303- باب صلاة التسبيح
1297ـ حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، ثنا موسى بن عبد العزيز، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "ياعباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصالٍ إذا أنت فعلت ذلك غفر اللّه لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته عشر خصالٍ: أن تصلي أربع ركعاتٍ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورةً، فإِذا فرغت من القراءة في أول ركعةٍ وأنت قائمٌ قلت: سبحان اللذه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر خمس عشرة مرةٍ، ثم تركع فتقولها وأنت راكعٌ عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجدٌ عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمسٌ وسبعون في كلِّ ركعةٍ تفعل ذلك في أربع ركعاتٍ إن استطعت أن تصليها في كلِّ يوم مرةً فافعل، فإِن لم تفعل ففي كلِّ جمعةٍ مرةً، فإِن لم تفعل ففي كلِّ شهر مرة، فإِن لم تفعل ففي كلِّ سنةٍ مرةً، فإِن لم تفعل ففي عمرك مرةً".
1298ـ حدثنا محمد بن سفيان الأبليُّ، ثنا حبان بن هلال أبو حبيب، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "ائتني غداً أحبوك وأثيبك وأعطيك" حتى ظننت أنه يعطيني عطية، قال: "إذا زال النهار فقم فصلِّ أربع ركعات" فذكر نحوه قال: "ثم ترفع رأسك يعني من السجدة الثانية فاسْتَو جالساً ولا تقم حتى تسبح عشراً وتحمد عشراً، وتكبر عشراً وتهلل عشراً، ثم تصنع ذلك في الأربع الركعات" قال: فإِنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك، قلت: فإِن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة؟ قال: "صلها من الليل والنهار".
قال أبو داود: وحبان بن هلال خال هلال الرئيِّ.
قال أبو داود: رواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد اللّه بن عمرو موقوفاً، ورواه روح بن المسيب وجعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النُّكري عنن أبي الجوزاء عن ابن عباس قوله، وقال في حديث روح فقال: حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1299ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم، قال: حدثني الأنصاري
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لجعفر بهذا الحديث فذكر نحوهم، قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن ميمون.
304- باب ركعتي المغرب أين تصليان؟
1300ـ حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: حدثني أبو مطرِّف محمد بن أبي الوزير، ثنا محمد بن موسى الفطري، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة، عن أبيه، عن جده
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهلِ فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: "هذه صلاة البيوت".
1301ـ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائيُّ، ثنا طلقُ بن غنام، ثنا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد.
قال أبو داود: رواه نصر المجدر عن يعقوب القمِّي وأسنده مثله.
قال أبو داود: حدثناه محمد بن عيسى بن الطباع ثنا نصر المجدّر عن يعقوب مثله.
1302ـ حدثنا أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي قالا: ثنا يعقوب، عن جعفر، عنن سعيد بن جبير عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه مرسلاً.
قال أبو داود: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كلُّ شيء حدثتكم عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فهو مسندٌ عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
305- باب الصلاة بعد العشاء
1303ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا زيد بن الحباب العكلي، حدثنا مالك بن مِغْوَل، حدثني مقاتل بن بشير العِجْلي، عن شريح بن هانىء، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قال: سألتها عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت:
ما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العشاء قطُّ فدخل عليَّ إلا صلى أربع ركعات أو ستَّ ركعات، ولقد مُطِرنا مرةً بالليل فطرحنا له نِطَعاً فكأني أنظر إلى ثُقْبٍ فيه ينْبَع الماء منه، وما رأيته متَّقياً الأرض بشىء من ثيابه قطُّ.
أبواب قيام الليل
306- باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه
1304ـ حدثنا أحمد بن محمد المروزي ابن شبويه، قال: حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
في المزمل {قم الليل إلا قليلاً نصفه} نسختها الآية التي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن} و{ناشئة الليل} أوله وكانت صلاتهم لأول الليل، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض اللّه عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإِنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {أَقْوَمُ قِيلاً} هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله: {إنَّ لك في النهار سبحاً طويلاً} يقول: فراغاً طويلاً.
1305ـ حدثنا أحمد بن محمد يعني المروزي ثنا وكيع، عن مسعر، عن سماك الحنفي، عن ابن عباس قال:
لما نزلت أول المزمِّل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنة.
307- باب قيام الليل
1306ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدٍ يضرب مكانَ كلِّ عقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإِن استيقظ فذكر اللّه [تعالى] انحلت عقدةٌ، فإِن توضأ انحلت عقدةٌ، فإِن صلّى انحلت عقدةٌ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
1307ـ حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة، عن يزيد بن خُمَيْرٍ قال: سمعت عبد اللّه بن أبي قيس يقول: قالت عائشة [رضي اللّه عنها]: لا تَدَعْ قيام الليل؛ فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كَسِلَ صلى قاعداً.
1308ـ حدثنا ابن بشار، ثنا يحيى، قال: ثنا ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإِن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأةً قامت من الليل فصلّتْ وأيقظت زوجها، فإِن أبى نضحت في وجهه الماء".
1309ـ حدثنا ابن كثير، ثنا سفيان، عن مِسْعر، عن علي بن الأقمر، ح وحدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر، المعنى عن الأغرّ، عن أبي سعيد، وأبي هريرة قالا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا، أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات" ولم يرفعه ابن كثير، ولا ذكر أبا هريرة، جعله كلام أبي سعيد.
قال أبو داود: رواه ابن مهدي عن سفيان قال: وأراه ذكر أبا هريرة.
قال أبو داود: وحديث سفيان موقوف.
308- [باب النعاس في الصلاة]
1310ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإِنَّ أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه".
1311ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبِّه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول فليضطجع".
1312ـ حدثنا زياد بن أيوب وهارون بن عباد الأزدي، أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، قال: ثنا عبد العزيز، عن أنس قال:
دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسجد وحبلٌ ممدود بين ساريتين فقال: "ماهذا الحبل"؟ فقيل: يارسول اللّه، هذه حمنة بنت جحش تصلي، فإِذا أعيت تعلقت به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لتصلّ ما أطاقت، فإِذا أعيت فلتجلس" قال زياد: فقال: "ما هذا"؟ فقالوا: لزينب تصلي، فإِذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: "حلوه" فقال: "ليصل أحدكم نشاطه، فإِذا كسل أو فتر فليقعد".
309- باب من نام عن حزبه
1313ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو صفوان عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، ح وثنا سليمان بن داود، ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابنُ وهب، المعنى عن يونس، عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد اللّه أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد قالا عن ابن وهب ابن عبدٍ القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".
310- باب من نوى القيام فنام
1314ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل عنده رضيٍّ أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبرته
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "مامن امرىءٍ تكون له صلاةٌ بليلٍ يغلبه عليها نومٌ إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة".
311- باب أيُّ الليل أفضل؟
1315ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد اللّه الأغر، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقولُ: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له".
312ـ باب وقت قيام النبي صلى اللّه عليه وسلم من الليل
1316ـ حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، ثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليوقظه اللّه [عزوجل] بالليل، فما يجيء السحر حتى يفرغ من حزبه.
1317ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا أبو الأحوص، ح وثنا هنّاد، عن أبي الأحوص، وهذا حديث إبراهيم، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق قال:
سألت عائشة [رضي اللّه عنها] عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت لها: أي حين كان يُصَلي؟ قالت: كان إذا سمع الصراخ قام فصلى.
1318ـ حدثنا أبو توبة، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة عن عائشة قالت:
ما ألفاه السحر عندي إلا نائماً، تعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم.
1319ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللّه الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلّى.
1320ـ حدثنا هشام بن عمار، ثنا الهقل بن زياد السكسكي، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول:
كنت أبيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته فقال: "سلني" فقلت: مرافقتك في الجنة قال: "أو غير ذلك" قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود".
1321ـ حدثنا أبو كاملٍ، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك في هذه الآية:
{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً وممَّا رزقناهم ينفقون} قال: كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون، وكان الحسن يقول: قيام الليل.
1322ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس في قوله عزوجل:
{كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} قال: كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء، زاد في حديث يحيى: وكذلك {تتجافى جنوبهم}.
313- باب افتتاح صلاة الليل بركعتين
1323ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا سليمان بن حيان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين".
قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وزهير بن معاوية وجماعة عن هشام عن محمد أوقفوه على أبي هريرة.
1324ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا إبراهيم يعني ابن خالد عن رباح [ابن زيد] عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: "إذا" بمعناه، زاد: ثم ليطوِّل بعد ما شاء.
قال أبو داود: رواه أيوب وابن عون موقوفاً على أبي هريرة ورواه ابن عون عن محمد قال: فيهما تجوّز.
1325ـ حدثنا ابن حنبل يعني أحمد قال: ثنا حجّاج قال: قال ابن جُريج: أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن عليّ الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "طول القيام".
314- باب صلاة الليل مثْنى مثْنى
1326ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع وعبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر أن رجلاً سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"صلاة الليل مثنى مثنى، فإِذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى".
315- باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل
1327ـ حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا ابن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
كانت قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت.
1328ـ حدثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة أنه قال:
كانت قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم بالليل يرفع طوراً ويخفض طوراً.
قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه هرمز.
1329ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد عن ثابت البناني، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ح وثنا الحسن بن الصباح، ثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج ليلة فإِذا هو بأبي بكر [رضي اللّه عنه] يصلي يخفض من صوته قال: ومرَّ بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعاً صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك" قال: قد أسمعت من ناجيت يارسول اللّه، قال: وقال لعمر: "مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك" قال: فقال يارسول اللّه أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان.
زاد الحسن في حديثه: فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً" وقال لعمر: "اخفض من صوتك شيئاً".
1330ـ حدثنا أبو حصين بن يحيى الرازي، ثنا أسباط بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه القصة لم يذكر "فقال لأبي بكر ارفع [من صوتك] شيئاً، ولا لعمر اخفض شيئاً" زاد: وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة قال: كلام طيب يجمعه اللّه تعالى بعضه إلى بعض فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "كلكم قد أصاب".
1331ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رجلاً قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يرحم اللّه فلاناً كأيٍّ من آيةٍ أذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها".
[قال أبو داود: ورواه هارون النحوي عن حماد بن سلمة في سورة آل عمران في الحروف {وكأيٍّ من نبيّ}].
1332ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال:
اعتكف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: "ألا إنَّ كلكم مناجٍ ربه فلا يؤذينَّ بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" أو قال: "في الصلاة".
1333ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة".
316- باب في صلاة الليل
1334ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن حنظلة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعاتٍ، ويوتر بسجدةٍ، ويسجد سجدتي الفجر، فذلك ثلاث عشرة ركعة.
1335ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعةً يوتر منها بواحدة، فإِذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن.
1336ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ونصر بن عاصم [الأنطاكي]، وهذا لفظه قالا: ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي وقال نصر: عن ابن أبي ذئب والأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإِذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن.
1337ـ حدثنا سليمان بن داود المهريُّ، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبرهم بإِسناده ومعناه قال:
ويوتر بواحدة، ويسجد سجدةً قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإِذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وساق معناه، قال: وبعضهم يزيد على بعض.
1338ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهْيب، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً يوتر منها بخمس لا يجلس في شىء من الخمس حتى يجلس في الآخرة فيسلم.
قال أبو داود: رواه ابن نمير عن هشام نحوه.
1339ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعةً، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين.
1340ـ حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم قالا: ثنا أبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة
أن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً، كان يصلي ثماني ركعات ويوتر بركعةٍ ثم يصلي، قال مسلم: بعد الوتر [ثم اتفقا] ركعتين وهو قاعد، فإِذا أراد أن يركع قام فركع، ويصلي بين أذان الفجر والإِقامة ركعتين.
1341ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم:
كيف كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يزيد في رمضَان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعةً: يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة [رضي اللّه عنها]: فقلت يارسول اللّه، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: "ياعائشة إنّ عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي".
1342ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا همام، ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام قال:
طلقت امرأتي فأتيت المدينة لأبيع عقاراً كان لي بها فأشتري به السلاح وأغزو، فلقيت نفراً من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: قد أراد نفرٌ منا ستة أن يفعلوا ذلك فنهاهم النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال:
{لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ} فأتيت ابن عباس فسألته عن وتر النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: أدلّك على أعلم الناس بوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فأت عائشة [رضي اللّه عنها] فأتيتها فاستتبعت حكيم بن أفلح فأبى، فناشدته فانطلق معي، فاستأذنا على عائشة فقالت: من هذا؟ قال: حكيم بن أفلح قالت: ومن معك؟ قال: سعد بن هشام قالت: هشام بن عامر الذي قتل يوم أحد؟ قال: قلت نعم، قالت: نعم المرء كان عامر، قال: قلت: يا أم المؤمنين حدثيني عن خُلقِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ فإِن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان القرآن، قال: قلت: حدثيني عن قيام الليل، قالت: ألست تقرأ {يا أيها المزمل}؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإِن أول هذه السورة نزلت، فقام أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم، وحبس خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً، ثم نزل آخرها فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة. قال: قلت: حدثيني عن وتر النبي صلى اللّه عليه وسلم، قالت: كان يوتر بثمان ركعات لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعةً أخرى، لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة ولا يسلم إلا في التاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ. فلما أسنَّ وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعاتٍ لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلم إلا في السابعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع ركعات يا بني. ولم يقم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلةً يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلةٍ قط، ولم يصم شهراً يتمّه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها: وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنومٍ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، قال: فأتيت ابن عباس فحدثته فقال: هذا واللّه هو الحديث، ولو كنت أكلمها لأتيتها حتى أشافهها به مشافهة، قال: قلت: لو علمت أنك لا تكلمها ما حدثتك.
1343ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة بإِسناده نحوه قال:
يصلي ثمان ركعاتٍ لا يجلس فيهنَّ إلا عند الثامنة فيجلس فيذكر اللّه عزوجل ثم يدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ثم يصلي ركعة، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ، فلما أسنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبعٍ وصلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم بمعناه إلى: مشافهةً.
1344ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد بهذا الحديث قال: يسلم تسليماً يسمعنا كما قال يحيى بن سعيد.
1345ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بهذا الحديث، قال ابن بشار بنحو حديث يحيى بن سعيد إلا أنه قال: ويسلم تسليمة يسمعنا.
1346ـ حدثنا علي بن حسين الدِّرهمي، ثنا ابن أبي عدي، عن بهز بن حكيم، ثنا زرارة بن أوفى أن عائشة [رضي اللّه عنها] سئلت عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في جوف الليل فقالت:
كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه وينام وطهوره مغطَّى عند رأسه، وسواكه موضوع حتى يبعثه اللّه ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعاتٍ يقرأ فيهنَّ بأمِّ الكتاب، وسورةٍ من القرآن وما شاء اللّه، ولا يقعد في شىء منها حتى يقعد في الثامنة ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة ثم يقعد، فيدعو بما شاء اللّه أن يدعوه ويسأله ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء اللّه أن يدعو ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدَّن، فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الست والسبع وركعتيه وهو قاعد حتى قُبِضَ على ذلك [صلى اللّه عليه وسلم].
1347ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا يزيد بن هارون أخبرنا بهزُ بن حكيم، فذكر هذا الحديث بإِسناده. قال: يصلي العشاء ثم يأوي إلى فراشه، لم يذكر الأربع ركعاتٍ وساق الحديث، وقال فيه: فيصلي ثماني ركعات يسوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولا يجلس في شىء منهن إلا في الثامنة فإِنه كان يجلس ثم يقوم ولا يسلم فيه فيصلي ركعة يوتر بها، ثم يسلم تسليمة يرفع بها صوته حتى يوقظنا، ثم ساق معناه.
1348ـ حدثنا عمر بن عثمان، ثنا مروان يعني ابن معاوية عن بهز، ثنا زرارة بن أوفى، عن عائشة أم المؤمنين أنها سئلت عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: كان يصلي بالناس العشاء، ثم يرجع إلى أهله فيصلي أربعاً، ثم يأوي إلى فراشه، ثم ساق الحديث بطوله، ولم يذكر: يسوي بينهنَّ في القراءة والركوع والسجود، ولم يذكر في التسليم: حتى يوقظنا.
1349ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد يعني ابن سلمة عن بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة [رضي اللّه عنها] بهذا الحديث، وليس في تمام حديثهم.
1350ـ حدثنا موسى يعني ابن إسماعيل ثنا حماد يعني ابن سلمة عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً يوتر بتسع، أو كما قالت، ويصلي ركعتين وهو جالسٌ، وركعتي الفجر بين الأذان والإِقامة.
1351ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعاتٍ، ثم أوتر بسبع ركعاتٍ، وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما، فإِذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد.
قال أبو داود: روى [هذين] الحديثين خالد بن عبد اللّه الواسطي [عن محمد بن عمرو] مثله قال فيه: قال علقمة بن وقَّاص: يا أُمَّتَاهُ، كيف كان يصلي الركعتين؟ فذكر معناه.
1352ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح وثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا هشام، عن الحسن عن سعد بن هشام قال:
قدمت المدينة فدخلت على عائشة، فقلت: أخبريني عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإِذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثماني ركعاتٍ يخيَّلُ إليَّ أنه يسوِّي بينهنَّ في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعةٍ، ثم يصلي ركعتين وهو جالسٌ، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة، ثم يغفي ، وربما شككت أغفي أو لا، حتى يؤذنه بالصلاة، فكانت تلك صلاته حتى أسنَّ ولحم، فذكرت من لحمه ما شاء اللّه، وساق الحديث.
[قال أبو داود: إنما كررت هذا الحديث لأنهم اضطربوا فيه ثم قال أبو داود: أصحابنا لا يرون الركعتين بعد الوتر].
1353ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فُضَيل، عن حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس
أنه رقد عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فرآه استيقظ فتسوَّك وتوضأ وهو يقول: {إ في خلق السموات والأرض} حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات، كل ذلك يستاك، ثم يتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر، قال عثمان: بثلاث ركعاتٍ، فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة، وقال ابن عيسى: ثم أوتر فأتاه بلال فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصلاة ثم اتفقا، وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل خلفي نوراً، وأمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم وأعظم لي نوراً".
1354ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن حصين نحوه قال: "وأعظم لي نوراً".
قال أبو داود: وكذلك قال أبو خالد الدّالاني عن حبيب في هذا، وكذلك قال في هذا الحديث، وقال سلمة بن كهيل: عن أبي رشدين عن ابن عباس.
1355ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا زهير بن محمد، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن كريب، عن الفضل بن عباس قال:
بتُّ ليلةً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم لأنظر كيف يُصَلي، فقام فتوضأ وصلى ركعتين قيامهُ مثل ركوعه وركوعه مثل سجوده، ثم نام ثم استيقظ فتوضأ واستن ، ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران: {إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} فلم يزل يفعل هذا حتى صلى عشر ركعاتٍ، ثم قام فصلى سجدةً واحدةً فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعدما سكت المؤذن، فصلى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلّى لصبح.
قال أبو داود: خفي عليَّ من ابنِ بشارٍ بعضه.
1356ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا محمد بن قيس الأسدي، عن الحكم بن عُتيبة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال:
بتُّ عند خالتي ميمونة، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعدما أمسى فقال: "أصلى الغلام؟" قالوا: نعم، فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء اللّه، قام فتوضأ ثم صلّى سبعاً أو خمساً أوترَ بهنَّ لم يسلم إلا في آخرهنَّ.
1357ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
بِتُّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث فصلى النبي صلى اللّه عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربعاً ثم نام، ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأدراني فأقامني عن يمينه فصلى خمساً ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الغداة.
1358ـ حدثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد المجيد، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير
أن ابن عباس حدثه في هذه القصة قال: قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس ولم يجلس بينهنّ.
1359ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحَرَّاني، حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتيه قبل الصبح: يصلي ستاً مثنى مثنى، ويوتر بخمس لا يقعد بينهنَّ إلا في آخرهنّ.
1360ـ حدثنا قتيبة، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب؛ عن عراكِ بن مالك؛ عن عروة؛ عن عائشة
أنها أخبرته أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعةً بركعتي الفجر.
1361ـ حدثنا نصر بن عليّ وجعفر بن مسافر أن عبد اللّه بن يزيد المقرىء أخبرهما عن سعيد بن أبي أيوب؛ عن جعفر بن ربيعة؛ عن عراك بن مالك؛ عن أبي سلمة؛ عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلى العشاء ثم صلى ثماني ركعات قائماً، وركعتين بين الأذانين، ولم يكن يدعهما، قال جعفر بن مسافر في حديثه: وركعتين جالساً بين الأذانين، زاد جالساً:
1362ـ حدثنا أحمد بن صالح: ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن أبي قيس قال: قلت لعائشة [رضي اللّه عنها]:
بكم كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوتر؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاثٍ، وست وثلاثٍ، وثمان وثلاثٍ، وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة.
قال أبو داود: زاد أحمد بن صالح ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر. قلت: ما يوتر؟ قالت: لم يكن يدع ذلك ولم يذكر أحمد: وستّ وثلاثٍ.
1363ـ حدثنا مؤمّل بن هشام، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الأسود بن يزيد أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالليل،
فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعةً من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين، ثم قبض صلى اللّه عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعاتٍ وكان آخر صلاته من الليل الوتر.
1364ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مخرمة بن سليمان أن كريباً مولى ابن عباس أخبره أنه قال:
سألت ابن عباس: كيف كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالليل؟ قال: بتُّ عنده ليلة وهو عند ميمونة، فنام حتَّى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ، فقام إلى شَنٍّ فيه ماء، فتوضأ وتوضَّأت معه، ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي كأنه يمسُّ أذني كأنه يوقظني، فصلى ركعتين خفيفتين قد قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة ثم سلّم، ثم صلى حتى صلى إحدى عشرة ركعة بالوتر ثم نام، فأتاه بلال فقال: الصلاة يارسول اللّه، فقام فركع ركعتين ثم صلى بالناس.
1365ـ حدثنا نوح بن حبيب ويحيى بن موسى قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عباس قال:
بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم يصَلي من الليل، فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر، حزرت قيامه في كل ركعة بقدر {يا أيها المزمل} لم يقل نوح: منها ركعتا الفجر.
1366ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال:
لأرمقنَّ صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الليلة، قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.
1367ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، أن عبد اللّه بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم وهي خالته قال:
فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنّ معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال عبد اللّه: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده اليمنى على راسي، فأخذ بأذني يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، قال القعنبي: ست مراتٍ، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذِّن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
317- باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة
1368ـ حدثنا قتيبة [بن سعيد] ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اكلفوا من العمل ما تطيقون فإِنَّ اللّه لا يملُّ حتى تملوا، فإِنَّ أحب العمل إلى اللّه أدومه وإن قلَّ" وكان إذا عمل عملاً أثبته.
1369ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون، فجاءه فقال: "ياعثمان، أرغبت عن سنتي"؟ قال لا: واللّه يارسول اللّه، ولكن سنتك أطلب، قال: "فإِنِّي أنام وأصلِّي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء فاتَّق اللّه يا عثمان فإِنَّ لأهلك عليك حقّاً، وإن لضيفك عليك حقّاً، وإنَّ لنفسك عليك حقّاً، فصم وأفطر، وصل ونم".
1370ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت عائشة:
كيف كان عمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان [كل] عمله ديمةً، وأيُّكم يستطيع ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستطيع؟!
باب تفريع أبواب شهر رمضان
318- باب في قيام شهر رمضان
1371ـ حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال الحسن في حديثه: ومالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: "مَنْ قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه وصدراً من خلافة عمر رضي اللّه عنه.
قال أبو داود: وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس "من قام رمضان" وروى عقيل "من صام رمضان وقامه".
1372ـ حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف، المعنى قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
يبلغ به النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال أبو داود: وكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة.
1373ـ حدثنا القعنبي، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما أصبح قال: "قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أني خشيت أن تفرض عليكم" وذلك في رمضان.
1374ـ حدثنا هناد [بن السري] ثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان الناس يصلون في المسجد في رمضان أوزاعاً فأمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضربت له حصيراً فصلى عليه، بهذه القصة، قالت فيه: قال تعني النبي صلى اللّه عليه وسلم "أيها الناس، أما والله ما بتُّ ليلتي هذه بحمد اللّه غافلاً، ولا خفي عليَّ مكانكم".
1375ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر قال:
صمنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبعٌ، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يارسول اللّه، لو نفَّلتنا قيام هذه الليلة قال: فقال "إن الرجل إذا صلى مع الإِمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة" قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح؟ قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر.
1376ـ حدثنا نصر بن عليّ وداود بن أمية أن سفيان أخبرهم عن أبي يعفور، وقال داود بن أمية: عن ابن عبيد بن نسطاس، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة
"أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وشد المئزر وأيقظ أهله".
قال أبو داود: وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نِسْطَاس.
1377ـ حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإِذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال: "ماهؤلاء"؟ فقيل: هؤلاء ناسٌ ليس معهم قرآن، وأبيُّ بن كعبٍ يصلي وهم يصلون بصلاته، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أصابوا، ونعم ما صنعوا".
قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقويّ، مسلم بن خالد ضعيف.
319- باب في ليلة القدر
1378ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، المعنى قالا: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن زرٍّ قال: قلت لأبيِّ بن كعب:
أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر، فإِن صاحبنا سئل عنها فقال: من يقم الحول يصبها فقال: رحم اللّه أبا عبد الرحمن، واللّه لقد علم أنها في رمضان، زاد مسدّد: ولكن كره أن يتَّكلوا أو أحبَّ أن لا يتكلوا ثم اتفقا: واللّه إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني، قلت: يا أبا المنذر أنَّى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قلت لزرٍّ: ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحةَ تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع.
1379ـ حدثنا أحمد بن حفص [بن عبد اللّه السلمي] ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن ضمرة بن عبد اللّه بن أُنَيْسٍ، عن أبيه قال:
كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا: من يسأل لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ليلة القدر؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فخرجت فوافيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة المغرب، ثم قمت بباب بيته، فمرَّ بي فقال: "ادخل" فدخلت، فأتي بعشائه فرآني أكفُّ عنه من قلته، فلما فرغ قال: "ناولني نعلي" فقام وقمت معه، فقال: "كأنَّ لك حاجةً" قلت: أجل، أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال: "كم الليلة؟" فقلت: اثنتان وعشرون قال: "هي الليلة" ثم رجع فقال: "أو القابلة" يريد ليلة ثلاث وعشرين.
1380ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، أخبرنا محمد بن إسحاق، ثني محمد بن إبراهيم، عن ابن عبد اللّه بن أنيس الجهني، عن أبيه قال:
قلت: يارسول اللّه، إن لي باديةً أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد اللّه، فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال: "انزل ليلة ثلاثٍ وعشرين" فقلت لابنه: فكيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح، فإِذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته.
1381ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
"التمسوها في العشر الأواخر من رمضان: في تاسعة تبقى، وفي سابعة تبقى، وفي خامسة تبقى".
320- باب فيمن قال: ليلة إحدى وعشرين
1382ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه قال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثمَّ أنسيتها، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطينٍ، فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كلِّ وتر".
قال أبو سعيد: فمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فقال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين.
1383ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، أخبرنا سعيد، عن أبي ننضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، والتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة" قال: قلت يا أبا سعيد، إنكم أعلم بالعدد منا، قال: أجل، قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة، وإذا مضى ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، وإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
قال أبو داود: لا أدري أخفي عليَّ منه شىء أم لا.
321- باب من روى أنها ليلة سبع عشرة
1384ـ حدثنا حكيم بن سيف الرقي، أخبرنا عبيد اللّه يعني ابن عمرو عن زيد يعني ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:
قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاثٍ وعشرين" ثم سكت.
322- باب من روى في السبع الأواخر
1385 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر".
223- باب من قال: سبع وعشرون
1386ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، أخبرنا شعبة، عن قتادة، أنه سمع مطرِّفاً، عن معاوية بن أبي سفيان،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في ليلة القدر قال: "[ليلة القدر] ليلة سبع وعشرين".
324- باب [من قال: هي] في كل رمضان
1387ـ حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عمر قال:
سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: "هي في كلِّ رمضان".
قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم.
أبواب قراءة القرآن، وتحزيبه وترتيله
325- باب في كم يقرأ القرآن؟
1388ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل قالا: أخبرنا أبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له:
"إقرأ القرآن في شهر" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في عشرين" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في خمس عشرة" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في عشرٍ" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في سبعٍ، ولا تزيدنَّ على ذلك".
قال أبو داود: وحديث مسلم أتمّ.
1389ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صم من كلِّ شهرٍ ثلاثة أيامٍ، واقرأ القرآن في شهرٍ" فناقصني وناقصته، فقال: "صم يوماً وأفطر يوماً" قال عطاء: واختلفنا عن أبي فقال بعضضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً.
1390ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الصمد، أخبرنا همام، أخبرنا قتادة، عن يزيد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال:
يارسول اللّه، في كم أقرأ القرآن؟ قال: "في شهرٍ" قال: إني أقوى من ذلك ردَّد الكلام أبو موسى، وتناقصه حتى قال: "اقرأه في سبعٍ" قال: إني أقوى من ذلك قال: "لايفقه من قرأه في أقل من ثلاث".
1391ـ حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان خال عيسى بن شاذان، أخبرنا أبو داود، أخبرنا الحريش بن سليم، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أقرأ القرآن في شهرٍ" قال: إن بي قوَّةً، قال: "اقرأه في ثلاثٍ".
قال أبو عليّ: سمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد يعني ابن حنبل يقول: عيسى بن شاذان كيِّسٌ.
326- باب تحزيب القرآن
1392ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، قال:
سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه، فقال لي نافع: لا تقل ما أحزبه فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "قرأت جزءاً من القرآن" قال: حسبت أنه ذكره عن المغيرة بن شعبة.
1393ـ حدثنا مسدد، ثنا قران بن تمام، ح وحدثنا عبد اللّه بن سعيد، ثنا أبو خالد وهذا لفظه، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد اللّه بن أوس، عن جده قال عبد اللّه بن سعيد في حديثه: أوس بن حذيفة قال:
قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بني مالك في قبَّةٍ له، قال مسدد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من ثقيف، قال: كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا، قال أبو سعيد: قائماً على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ثم يقول: "لا سواءٌ ، كنا مستضعفين مستذلين". قال مسدد: "بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم: ندال عليهم ويدالون علينا" فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلنا: لقد أبطأت عنا الليلة، قال: إنه طرأ عليَّ جزئي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمه"، قال أوس: سألت أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف تحزِّبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده.
قال أبو داود: وحديث أبي سعيد أتمُّ.
1394ـ حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللّه بن الشخير، عن عبد اللّه يعني ابن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لايفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث".
1395ـ حدثنا نوح بن حبيب، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عبد اللّه بن عمرو
أنه سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم: في كم يقرأ القرآن؟ قال: "في أربعين يوماً" ثم قال "في شهر" ثم قال "في عشرين" ثم قال "في خمس عشرة" ثم قال "في عشر" ثم قال "في سبعٍ" لم ينزل من سبع.
1396ـ حدثنا عباد بن موسى، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا:
أتى ابن مسعود رجلٌ فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة فقال: أهذًّا كهذِّ الشعر ونثراً كنثر الدقل؟! لكن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة {النجم، والرحمن} في ركعة، و{اقتربت، والحاقة، في ركعة، و{الطور، والذاريات} في ركعة، و{إذا وقعت، ونون} في ركعة، و{سأل سائلٌ، والنازعات} في ركعة، و{ويل للمطففين، وعبس} في ركعة، و{المدثر، والمزمل} في ركعة، و{هل أتى، ولا أقسم بيوم القيامة} في ركعة، و{عم يتساءلون، والمرسلات} في ركعة، و{الدخان، وإذا الشمس كورت} في ركعة.
قال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود [رحمه اللّه].
1397ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
سألت أبا مسعودٍ وهو يطوف بالبيت فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه".
1398ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو أن أبا سوية حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آيةٍ كتب من القانتين، ومن قام بألف آيةٍ كتب من المقنطرين".
قال أبو داود: ابن حجيرة الأصغر عبد اللّه بن عبد الرحمن بن حجيرة.
1399ـ حدثنا يحيى بن موسى البلخيُّ وهارون بن عبد اللّه قالا: ثنا عبد اللّه بن يزيد، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عياش بن عباس القتبانيُّ، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
أتى رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أقرئني يارسول اللّه فقال: "إقرأ ثلاثاً من ذوات {ا~لر}" فقال: كبرت سني واشتدَّ قلبي وغلظ لساني قال: "فاقرأ ثلاثاً من ذوات حاميم" فقال مثل مقالته، فقال: "إقرأ ثلاثاً من المسبحات" فقال مثل مقالته، فقال الرجل: يارسول اللّه، أقرئني سورة جامعة، فأقرأه النبي صلى اللّه عليه وسلم: {إذا زلزلت الأرض} حتى فرغ منها فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبداً ثم أدبر الرجل، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أفلح الرُّويجل" مرتين.
327- باب في عدد الآي
1400ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، أخبرنا قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "سورةٌ من القرآن ثلاثون آيةً تشفع لصاحبها حتى يغفر له {تبارك الذي بيده الملك}".
328- باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدةً في القرآن؟
1401ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع بن يزيد، عن الحارث بن سعيد العُتقي، عن عبد اللّه بن مُنَين من بني عبد كُلال، عن عمرو بن العاص
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أقرأه خَمْسَ عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان.
قال أبو داود: روي عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، وإسناده واهٍ.
1402ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة أن مشرح بن عاهان أبا المصعب حدثه أن عقبة بن عامر حدثه قال:
قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [يارسول اللّه] في سورة الحج سجدتان؟ قال: "نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
329- باب من [لم ير] السجود في المفصَّل
1403ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا أزهر بن القاسم، قال محمد: رأيته بمكة، ثنا أبو قدامة، عن مطرٍ الورَّاق، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يسجد في شىء من المفصل منذ تحوّل إلى المدينة.
[قال لنا أبو داود: ويروى مرسلاً].
1404ـ حدثنا هناد بن السريِّ، ثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد اللّه بن قُسَيْط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت قال:
قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها.
1405ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، ثنا أبو صخر، عن ابن قُسَيْط، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
قال أبو داود: كان زيد الإِمام فلم يسجد فيها.
330- باب من رأى فيها سجوداً
1406ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد اللّه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ [سورة] النجم فسجد فيها، وما بقي أحد من القوم إلاسجدَ، فأخذ رجل من القوم كفّاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا، قال عبد اللّه: فلقد رأيته بد ذلك قُتِل كافراً.
331- باب السجود في {إذا السماء انشقت}و{اقرأ}
1407ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة قال:
سجدنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و{إقرأ باسم ربك الذي خلق}.
[قال أبو داود: أسلم أبو هريرة سنة ستٍّ عام خَيْبر، وهذا السجود من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آخر فعله].
1408ـ حدثنا مسدد، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، قال: ثنا بكر، عن أبي رافع قال:
صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد فقلت: ما هذه السجدة؟ قال: سجدت بها خلف أبي القاسم [صلى اللّه عليه وسلم] فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه.
332- باب السجود في {ص~}
1409ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهَيْب، ثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
ليس {ص~} من عزائم السجود، وقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسجد فيها.
1410ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعني ابن الحارث عن ابن أبي هلال، عن عِيَاض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري أنه قال:
قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر {ص~}، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناسُ معه، فلما كان يومٌ آخرُ قرأها فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناس للسجود، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنما هي توبة نبيٍّ، ولكنِّي رأيتكم تشزَّنْتُمْ للسجود" فنزل فسجد وسجدوا.
333- باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب [أو في غير الصلاة]
1411ـ حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ عامَ الفتح سجدة، فسجد الناس كلهم: منهم الراكب والساجد في الأرض، حتى إن الراكب ليسجد على يده.
1412ـ حدثنا أحمد بن حننبل، ثنا يحيى بن سعيد، ح وثنا أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني، ثنا ابن نمير، المعنى عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ علينا السورة، قال ابن نمير: في غير الصلاة ثم إتفقا: فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكاناً لموضع جبهته.
1413ـ حدثنا أحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي، أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإِذا مرَّ بالسجدة كبَّر وسجد وسجدنا معه.
قال عبد الرزاق: وكان الثوري يعجبه هذا الحديث.
قال أبو داود: يعجبه لأنه كبَّر.
334- باب ما يقول إذا سجد
1414ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، ثنا خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، ن عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مراراً "سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته".
335- باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح
1415ـ حدثنا عبد اللّه بن الصباح العطار، ثنا أبو بحر، ثنا ثابت بن عمارة، ثنا أبو تميمة الهُجَيْمي قال:
لما بعثنا الركبَ. قال أبو داود: يعني إلى المدينة قال: كنت أقصُّ بعد صلاة الصبح فأسجد فيها، فنهاني ابن عمر فلم أنْتَهِ ثلاثَ مرارٍ، ثم عاد فقال: إني صليتُ خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان [رضي اللّه عنهم] فلم يسجدوا حتى تطلع الشمس.
[قال أبو داود: يعني بالركب أنهم كانوا بعثوه إلى المدينة ليسأل لهم عن سجود القرآن].
باب تفريع أبواب الوتر كتاب الوتر.
336- باب استحباب الوتر
1416ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي [رضي اللّه عنه] قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا أهل القرآن أوتروا فإِن اللّه وترٌ يحبُّ الوتر".
1417ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفص الأبَّار، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه، زاد: فقال أعرابي: ما تقول؟ قال: "ليس لك ولا لأصحابك".
1418ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد، المعنى قالا: ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن راشد الزَّوفي، عن عبد اللّه بن أبي مرة الزوفي، عن خارجة بن حذافة، قال أبو الوليد: العدوي قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "إنَّ اللّه عزوجل قد أمدكم بصلاةٍ وهي خيرٌ لكم من حمر النعم وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
337- باب فيمن لم يوتر
1419ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو إسحاق الطالقاني، ثنا الفضل بن موسى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه العتكي، عن عبد اللّه بن بُريدة، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "الوتر حقٌّ، فمن لم يوتر فليس منَّا، الوتر حقٌّ، فمن لم يوتر فليس منَّا، الوتر حقٌّ فمن لم يوتر فليس منَّا".
1420ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز
أن رجلاً من بني كنانة يُدْعَى المُخْدجي سمع رجلاً بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب، قال المُخدَجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت فأخبرته فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "خمس صلات كتبهنَّ اللّه على العباد، فمن جاء بهنَّ لم يضيع منهنَّ شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند اللّه عهدٌ أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند اللّه عهدٌ: إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة".
338- باب كم الوتر؟
1421ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن عبد اللّه بن شقيق، عن ابن عمر
أن رجلاً من أهل البادية سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال بأصبعيه هكذا مثنى مثنى، والوِتر ركعةٌ منْ آخرِ الليل.
1422ـ حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا قريش بن حيان العِجلي، ثنا بكر بن وائل، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الوتر حقٌّ على كلِّ مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمسٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوتر بواحدةٍ فليفعل".
339- باب ما يقرأ في الوتر
1423ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفص الأبَّار، ح وثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا محمد بن أنس وهذا لفظه عن الأعمش، عن طلحة وزُبَيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزَى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوتر بـ {سبِّح اسم ربك الأعلى} و{قل للذين كفروا} واللّه الواحد الصمد.
1424ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب، ثنا محمد بن سلمة، ثنا خصيف، عن عبد العزيز بن جُرَيج قال:
سألت عائشة أمَّ المؤمنين: بأي شىء كان يوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فذكر معناه قال: وفي الثالثة بـ{قل هو اللّه أحد} والمعوذتين.
340- باب القنوت في الوتر
1425ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن جوَّاس الحنفي قالا: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال:
قال الحسن بن عليّ [رضي اللّه عنهما]: علّمني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلماتٍ أقولهنّ في الوتر، قال ابن جواس: في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت وقني شرّ ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليت، [ولا يعز من عاديت] تباركت ربنا وتعاليت".
[قال أبو داود: أبو الحوْراء: ربيعة بن شيبان].
1426ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثننا زهير، ثنا أبو إسحاق بإِسناده ومعناه، قال في آخره قال: هذا يقول في الوتر في القنوت، ولم يذكر "أقولهنَّ في الوتر".
1427ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب [رضي اللّه عنه]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
قال أبو داود: هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة.
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قَنَتَ يعني في الوار قبل الركوع.
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضاً عن فِطْر بنِ خليفة عن زُبَيْد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزَى عن أبيه، عن أبيّ بن كعب، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله، ورُوِي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع.
قال أبو داود: وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيدُ بن زريع عن سعيد عن قتادة عن عَزْرَة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أُبَيّاً.
قال أبو داود: وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي، وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس ولم يذكروا القنوت.
وقد رواه أيضاً هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة، ولم يذكرا القنوت.
قال أبو داود: وحديث زُبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت، إلا ما رُوي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد؛ فإِنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع.
قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر.
قال أبو داود: ويروى أن أُبَيّاً كان يقنت في النصف من شهر رمضان.
1428ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا محمد بن بكر، أخبرنا هشام، عن محمد عن بعض أصحابه أن أبيّ بن كعب أمَّهم يعني في شهر رمضان وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان.
1429ـ حدثنا شجاع بن مخلد، ثنا هشيم، أخبرنا يونس بن عبيد، عن الحسن
أن عمر بن الخطاب [رضي اللّه عنه] جمع الناس على أبيّ بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي، فإِذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته، فكانوا يقولون: أبق أبيّ.
قال أبو داود: وهذا يدل على أن الذي ذُكِر في القنوت ليس بشىء، وهذان الحديثان يدلان على ضعف حديث أبيّ أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قنت في الوتر.
341- باب في الدعاء بعد الوتر
1430ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن أبي عبيدة، ثنا أبيّ، عن الأعمش، عن طلحة الأيامي، عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس".
1431ـ حدثنا محمد بن عوف، ثنا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره".
342- باب في الوتر قبل النوم
1432ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا أبو داود، ثنا أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أبي سعيد من أزد شنوءة ، عن أبي هريرة قال:
أوصاني خليلي صلى اللّه عليه وسلم بثلاث لا أدعهنَّ في سفرٍ ولا حضر: ركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيام من الشهر، وأن لا أنام إلى على وتر.
1433ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو اليمان، عن صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكوني، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال:
أوصاني خليلي صلى اللّه عليه وسلم بثلاث لا أدعهنَّ لشىء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنامُ إلا على وتر، وبسبحة الضحى في الحضر والسفر.
1434ـ حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينيُّ، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي بكر: "متى توتر؟" قال: أوتر من أول الليل، وقال لعمر "متى توتر؟" قال [أوتر] آخر الليل، فقال لأبي بكر: "أخذ هذا بالحزم" وقال لعمر: "أخذ هذا بالقوة".
343- باب في وقت الوتر
1435ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:
قلت لعائشة: متى كان يوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: كلَّ ذلك قد فعل، أوتر أول الليل، ووسطه، وآخره، ولكن انتهى وتره حين مات إلى السحر.
1436ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن أبي زائدة قال: حدثني عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر".
1437ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن أبي قيس قال:
سألت عائشة عن وتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت: ربما أوتر أول الليل، وربما أوتر من آخره؛ قلت: كيف كانت قراءته؟ أكان يُسِرُّ بالقراءة أم يجهر؟ قالت: كلَّ ذلك كان يفعل، ربما أسر وربما جهر، وربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام.
قال أبو داود: قال غير قتيبة: تعني في الجنابة.
1438ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً".
344- باب في نقض الوتر
1439ـ حدثنا مسدد، ثنا ملازم بن عمرو، ثنا عبد اللّه بن بدر، عن قيس بن طلق قال:
زارنا طلق بن عليّ في يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجده فصلّى بأصحابه، حتى إذا بقي الوتر قدم رجلاً فقال: أوتر بأصحابك، فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لاوتران في ليلةٍ".
345- باب القنوت في الصلاة
1440ـ حدثنا داود بن أمية، ثنا معاذ يعني ابن هشام حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، ثنا أبو هريرة قال:
واللّه لأُقَرِّبَنّ لكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة، وصلاة الصبح، فيدعو للمؤمنين ويَلْعَنُ الكافرين.
1441ـ حدثنا أبو الوليد ومسلم بن إبراهيم وحفص بن عمر، ح وثنا ابن معاذ، حدثني أبي، قالوا كلهم: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن البراء
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح. قال أبو داود: زاد ابن معاذ: وصلاةِ المغرب.
1442ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة العتمة شهراً يقول في قنوته: "اللهم نجِّ الوليد بن الوليد، اللهمَّ نجِّ سلمة بن هشام، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".
قال أبو هريرة: وأصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يومٍ فلم يدع لهم، فذكرت ذلك له فقال: "وما تراهم قد قدموا"؟
1443ـ حدثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، ثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال: "سمع اللّه لمن حمده" من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعلٍ وذكوان وعصية، ويؤمّن من خلفه.
1444ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد، عن أيوب، عن محمد ، عن أنس بن مالك أنه سئل:
هل قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة الصبح؟ فقال: نعم، فقيل له: قبل الركوع أو بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع، قال مسدد: بعده بيسير.
1445ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا حماد بن سلمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قَنَتَ شهراً، ثم تركه.
1446ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين قال:
حدثني من صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة الغداة فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قام هُنَيَّةً.
346- باب [في] فضل التطوع في البيت
1447ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه البزاز، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبد اللّه يعني ابن سعيد بن أبي هند عن أبي النضر، عن بُسْرِ بن سعيد، عن زيد بن ثابت أنه قال:
احْتَجَرَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد حُجْرةً، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخرج من الليل فيصلي فيها، قال: فصلّوْا معه بصلاته يعني رجالاً وكانوا يأتونه كل ليلة، حتى إذا كان ليلة من الليالي لم يخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فتنحنحوا ورفعوا أصواتهم، وحصبوا بابه قال: فخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُغْضَباً فقال: "يا أيها الناس، ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أن ستكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإِن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
1448ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، أخبرنا نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً".
347- باب طول القيام
1449ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا حجاج قال: قال ابن جُرَيج: حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عُبيد بن عُمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "طول القيام" قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جَهْدُ المقِلِّ" قيل: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر ما حرم اللّه عليه" قيل: فأيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأيُّ القتل أشرف؟ قال: "من أهريق دمه وعقر جواده".
348- باب الحث على قيام الليل
1450ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، ثنا القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأته فصلت، فإِن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأةً قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإِن أبى نضحت في وجهه الماء".
1451ـ حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين اللّه كثيراً والذاكرات".
[جماع أبواب فضائل القرآن]
349- باب في ثواب قراءة القرآن
1452ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن علقمة بن مرْثَدٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
1453ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زَبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا"؟
1454ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام وهمام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران".
1455ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللّه تعالى يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده".
1456ـ حدثنا سليمان بن داود المهْرِي، ثنا ابن وهب، قال: ثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال: "أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثمٍ باللّه عزوجلّ ولا قطع رحم"؟ قالوا: كلنا يارسول اللّه، قال: "فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب اللّه عزوجل خيرٌ له من ناقتين، وإن ثلاثٌ فثلاثٌ مثل أعدادهنَّ من الإِبل".
350- باب فاتحة الكتاب
1457ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "{الحمد للّه رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب، والسبع المثاني".
1458ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا خالد، ثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ به وهو يصلي فدعاه قال: فصليت ثم أتيته قال: فقال: "ما منعك أن تجيبني"؟ قال: كنت أصلي، قال: "ألم يقل اللّه عزوجل: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}؟ لأعلمنك أعظم سورةٍ من القرآن، أو في القرآن" شك خالد "قبل أن أخرج من المسجد" قال: قلت: يارسول اللّه قولك، قال: "{الحمد للّه رب العالمين} وهي السبع المثاني التي أوتيت والقرآن العظيم".
351- باب من قال: هي من الطول
1459ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أوتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى [عليه السلام] ستًّا، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقي أربع.
352- باب ما جاء في آية الكرسي
1460ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد بن إياس، عن أبي السليل، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن أبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أبا المنذر أيُّ آيةٍ معك من كتاب اللّه أعظم؟" قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: "أبا المنذر، أيُّ آيةٍ معك من كتاب اللّه أعظم"؟ قال: قلت: {اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري وقال: "لِيَهْنِ لك [يا] أبا المنذر العلم".
730ـ حدثنا أحمد بنن حنبل، ثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، ح وثنا مسدد، ثنا يحيى، وهذا حديث أحمد، قال: أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعديَّ في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منهم أبو قتادة، قال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قالوا: فلم؟ فو اللّه ما كنت بأكثرنا له تبعةً ولا أقدمنا له صحبة قال: بلى، قالوا: فاعرض، قال: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يكبر حتى يقر كل عظمٍ في موضعه معتدلاً، ثم يقرأ، ثم يكبر، فيرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، ثم يركع ويضع راحتيه على ركبتيه، ثم يعتدل فلا يصب رأسه ولا يقنع ، ثم يرفع رأسه فيقول: سمع اللّه لمن حمده، ثم يرفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه معتدلاً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يهوي إلى الأرض فيجافي يديه عن جنبيه، ثم يرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ويفتح أصابع رجليه إذا سجد، ويسجد ثم يقول: اللّه أكبر، ويرفع رأسه ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها حتى يُرجع كلَّ عظمٍ إلى موضعه، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، ثم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذيَ بهما منكبيه كما كبر عند افتتاح الصلاة، ثم يصنع ذلك في بقية صلاته، حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخر رجله اليسرى وقعد متوركاً على شقه الأيسر، قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي صلى الله عليه وسلم!
731ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد يعني ابن أبي حبيب عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو العامري، قال:
كنت في مجلس من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فتذاكروا صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال أبو حميد، فذكر بعض هذا الحديث، وقال: فإِذا ركع أمكن كفيه من ركبتيه وفرج بين أصابعه، ثم هصر ظهره غير مقنع رأسه ولا صافح بخده وقال: فإِذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإِذا كان في الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحية واحدة.
732ـ حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري، ثنا ابن وهب، عن الليث بن سعد، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو بن عطاء نحو هذا. قال:
فإِذا سجد وضع يديه غير مفترش ولا قابضهما، واستقبل بأطراف أصابعه القبلة.
733ـ حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، ثنا أبو بدر، حدثني زهير أبو خيثمة، ثنا الحسن بن الحر، حدثني عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن محمد بن عمرو بن عطاء أحد بني مالك، عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي أنه كان في مجلس فيه أبوه، وكان من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، وفي المجلس أبو هريرة وأبو حميد الساعدي وأبو أسيد بهذا الخبر يزيد أو ينقص، قال فيه:
ثم رفع رأسه يعني من الركوع فقال: سمع اللّه لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد، ورفع يديه ثم قال: اللّه أكبر، فسجد فانتصب على كفيه وركبتيه وصدور قدميه وهو ساجد، ثم كبر فجلس فتورك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبر فسجد، ثم كبر فقام ولم يتورك، ثم ساق الحديث؛ قال: ثم جلس بعد الركعتين حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبيرة، ثم ركع الركعتين الأخريين، ولم يذكر التورك في التشهد.
734ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، أخبرني فليح، قال: حدثني عباس بن سهل، قال: اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكروا صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال أبو حميد:
أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فذكر بعض هذا، قال: ثم ركع فوضع يديه على ركبتيه كأنه قابض عليهما، ووتر يديه فتجافى عن جنبيه قال: ثم سجد فأمكن أنفه وجبهته ونحى يديه عن جنبيه ووضع كفيه حذو منكبيه، ثم رفع رأسه حتى رجع كلُّ عظم في موضعه حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى وأقبل بصدر اليمنى على قبلته ووضع كفه اليمنى على ركبته اليمنى، وكفه اليسرى على ركبته اليسرى، وأشار بإِصبعه.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عتبة بن أبي حكيم عن عبد اللّه بن عيسى عن العباس بن سهل لم يذكر التورك، وذكر نحو حديث فليح، وذكر الحسن بن الحر نحو جلسة حديث فليح وعتبة.
735ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، حدثني عتبة، حدثني عبد اللّه بن عيسى، عن العباس بن سهل الساعدي، عن أبي حميد بهذا الحديث قال:
وإذا سجد فرج بين فخذيه غير حامل بطنه على شىء من فخذيه.
قال أبو داود: ورواه ابن المبارك: أنا فليح، سمعت عباس بن سهل يحدث، فلم أحفظه فحدثنيه، أراه ذكر عيسى بن عبد اللّه أنه سمعه من عباس بن سهل قال: حضرت أبا حميد الساعدي بهذا الحديث.
736ـ حدثنا محمد بن معمر، ثنا حجاج بن منهال، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفاه، قال: فلما سجد وضع جبهتهُ بين كفيه وجافى عن إبطيه.
قال حجاج: وقال همام: وحدثنا شقيق، حدثني عاصم بن كليب، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، وفي حديث أحدهما وأكبر علمي أنه حديث محمد بن جحادة وإذا نهض نهض على ركبتيه واعتمد على فخذه.
[قال أبو داود: رواه عفان عن همام قال: حدثنا شقيق أو الليث: ].
737ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن فطر، عن عبد الجبار بن وائل، عن أبيه، قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرفع إبهاميه في الصلاة إلى شحمة أذنيه.
738ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدّي، عن يحيى بن أيوب، عن عبد الملك بن عبد العزيز بن جريج، عن ابن شهاب، عن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن أبي هريرة أنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كبّر للصلاةِ جعلَ يديه حذو منكبيه، وإذا ركع فعل مثل ذلك، وإذا رفع للسجود فعل مثل ذلك، وإذا قام من الركعتين فعل مثل ذلك.
739ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن لهيعة، عن أبي هبيرة، عن ميمون المكيّ
أنه رأى عبد اللّه بن الزبير وصلّى بهمْ يشيرُ بكفيه: حين يقوم، وحين يركع، وحين يسجد، وحين ينهض للقيام، فيقوم فيشير بيديه، فانطلقت إلى ابن عباس فقلت: إني رأيت ابن الزبير صلى صلاة لم أر أحداً يصليها، فوصفت له هذه الإِشارة فقال: إن أحببت أن تنظر إلى صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاقتد بصلاة عبد اللّه بن الزبير.
740ـ حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن أبان، المعنى قالا: ثنا النضر بن كثير يعني السعدي قال:
صلى إلى جنبي عبد اللّه بن طاوس في مسجد الخيف فكان إذا سجد السجدة الأولى فرفع رأسه منها رفع يديه تلقاء وجهه فأنكرت ذلك، فقلت لوهيب بن خالد، فقال له وهيب بن خالد: تصنع شيئاً لم أر أحداً يصنعه؟ فقال ابن طاوس: رأيت أبي يصنعه، وقال أبي: رأيت ابن عباس يصنعه، ولا أعلم إلا أنه قال: كانن النبي صلى الله عليه وسلم يصنعه.
741ـ حدثنا نصر بن علي، ثنا عبد الأعلى، ثنا عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أنه كان إذا دخل في الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع، وإذا قال سمع اللّه لمن حمده، وإذا قام من الركعتين رفع يديه، ويرفع ذلك إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: الصحيح قول ابن عمر، وليس بمرفوع.
قال أبو داود: وروى بقية أوله عن عبيد اللّه وأسنده، ورواه الثقفي عن عبيد اللّه أوقفه على ابن عمر، وقال فيه: وإذا قام من الركعتين يرفعهما إلى ثدييه، وهذا هو الصحيح.
قال أبو داود: ورواه الليث بن سعد ومالك وأيوب وابن جريج موقوفاً، وأسنده حماد بن سلمة وحده عن أيوب، ولم يذكر أيوب ومالك الرفع إذا قام من السجدتين، وذكره الليث في حديثه، قال ابن جريج فيه: قلت لنافع: أكان ابن عمر يجعل الأولى أرفعهن؟ قال: لا، سواء، قلت: أشر لي، فأشار إلى الثديين أو أسفل من ذلك.
742ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع،
أن عبد اللّه بن عمر كان إذا ابتدأ الصلاة يرفع يديه حذو منكبيه، وإذا رفع رأسه من الركوع رفعهما دون ذلك.
قال أبو داود: لم يذكر "رفعهما دون ذلك" أحد غير مالك فيما أعلم.
118- باب [من ذكر أنه يرفع يديه إذا قام من الثنتين]
743ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبيد المحاربي قالا: ثنا محمد بن فضيل، عن عاصم بن كليب، عن محارب بن دثار، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه.
744ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، ثنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب ، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته وأراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شىء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبر.
قال أبو داود: وفي حديث أبي حميد الساعدي حين وصف صلاة النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قام من الركعتين كبر ورفع يديه حتى يحاذي بهما منكبيه، كما كبر عند افتتاح الصلاة.
745ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن قتادة، عن نصر بن عاصم، عن مالك بن الحويرث قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه إذا كبر، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع حتى يبلغ بهما فروع أذنيه.
746ـ حدثنا ابن معاذ، ثنا أبي، ح وحدثنا موسى بن مروان، ثنا شعيب يعني ابن إسحاق المعنى عن عمران، عن لاحق، عن بشير بن نهيك، قال: قال أبو هريرة:
لو كنت قدام النبي صلى الله عليه وسلم لرأيت إبطيه، زاد ابن معاذ قال: يقول لاحق: ألا ترى أنه في الصلاة ولا يستطيع أن يكون قدام رسول اللّه؟ وزاد موسى: يعنني إذا كبر رفع يديه.
747ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا ابن إدريس، عن عاصم بن كليب، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
علمنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الصلاة فكبر ورفع يديه، فلما ركع طبق يديه بين ركبتيه، قال: فبلغ ذلك سعداً فقال: صدق أخي، قد كنا نفعل هذا، ثم أمرنا بهذا، يعني الإِمساك على الركبتين.
119- باب من لم يذكر الرفع عند الركوع
748ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم يعني ابن كليب عن عبد الرحمن بن الأسود، عن علقمة قال: قال عبد اللّه بن مسعود:
ألا أصلِّي بكم صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم؟ قال: فصلّى فلم يرفع يديه إلا مرة.
[قال أبو داود: هذا حديث مختصر من حديث طويل، وليس هو بصحيح على هذا اللفظ].
749ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا شريك، عن يزيد بن أبي زياد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة رفع يديه إلى قريبٍ من أذنيه، ثم لا يعود.
750ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد الزهري، ثنا سفيان، عن يزيد نحو حديث شريك لم يقل "ثم لا يعود" قال سفيان: قال لنا بالكوفة بعد "ثم لا يعود".
قال أبو داود: وروى هذا الحديث هشيم وخالد وابن إدريس عن يزيد لم يذكروا "ثم لا يعود".
751ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا معاوية وخالد بن عمرو وأبو حذيفة، قالوا: ثنا سفيان بإِسناده بهذا قال:
فرفع يديه في أول مرة، وقال بعضهم: مرة واحدة.
752ـ حدثنا حسين بن عبد الرحمن، أخبرنا وكيع، عن ابن أبي ليلى، عن أخيه عيسى، عن الحكم، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بن عازب قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رفع يديه حين افتتح الصلاة، ثمّ لم يرفعهما حتى انصرف.
[قال أبو داود: هذا الحديث ليس بصحيح].
753ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن أبي ذئب، عن سعيد بن سمعان، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا دخل في الصلاة رفع يديه مدّا].
120- باب وضع اليمنى على اليسرى في الصلاة
754ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا أبو أحمد، عن العلاء بن صالح، عن زرعة بن عبد الرحمن قال: سمعت ابن الزبير يقول:
صفُّ القدمين ووضع اليد على اليد من السنة.
755ـ حدثنا محمد بن بكار بن الريان، عن هشيم بن بشير، عن الحجّاج بن أبي زينب، عن أبي عثمان النهدي، عن ابن مسعود
أنه كان يصلي فوضع يده اليسرى على اليمنى، فرآه النبي صلى الله عليه وسلم فوضع يده اليمنى على اليسرى.
756ـ حدثنا محمد بن محبوب، ثنا حفص بن غياث، عن عبد الرحمن بن إسحاق، عن زياد بن زيد، عن أبي جحيفة
أن عليّا رضي اللّه عنه قال: [من] السنة وضع الكف على الكف في الصلاة تحت السرة.
757ـ حدثنا محمد بن قدامة يعني ابن أعين عن أبي بدر، عن أبي طالوت عبد السلام، عن ابن جرير الضبي، عن أبيه قال:
رأيت عليّا رضي اللّه عنه يمسك شماله بيمينه على الرسغ فوق السرة.
قال أبو داود: وروي عن سعيد بن جبير "فوق السرة" وقال أبو مجلزٍ: "تحت السرة" وروي عن أبي هريرة وليس بالقوي.
758ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي، عن سيار أبي الحكم، عن أبي وائل، قال: قال أبو هريرة:
أخذُ الأكفِّ على الأكفِّ في الصلاة تحت السرة.
قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يضعف عبد الرحمن بن إسحاق الكوفي.
759ـ حدثنا أبو توبة، ثنا الهيثم يعني ابن حميد عن ثور، عن سليمان بن موسى، عن طاوس قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يضع يده اليمنى على يده اليسرى ثم يشد بينهما على صدره، وهو في الصلاة.
121- باب ما يستفتح به الصلاة من الدعاء
760ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عبد العزيز بن أبي سلمة، عن عمه الماجشون بن أبي سلمة، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام إلى الصلاة كبّر ثم قال: "وجهت وجهي للذي فطر السمواتِ والأرضَ حنيفاً مسلماً وما أنا من المشركين: إنّ صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي للّه ربِّ العالمين لا شريك له، وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين. اللهم أنتَ الملك لا إله إلا أنت، أنت ربي، وأنا عبدك، ظلمت نفسي، واعترفت بذنبي، فاغفر لي ذنوبي جميعاً؛ [إنه] لا يغفر الذنوب إلا أنت، واهدني لأحسن الأخلاق لا يهدني لأحسنها إلاَّ أنت، واصرف عني سيئها لا يصرف [عني] سيئها إلا أنت، لبيك وسعديك، والخير كله في يديك، [والشر ليس إليك]، أنا بك وإليك، تباركت وتعاليت، أستغفرك وأتوب إليك" وإذا ركع قال: "اللهم لك ركعت، وبك آمنت، ولك أسلمت، خشع لك سمعي وبصري ومخي وعظامي وعصبي" وإذا رفع قال: "سمع اللّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد ملء السموات والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شىء بعد" وإذا سجد قال: اللهم لك سجدت، وبك آمنت، ولك أسلمت، سجد وجهي للذي خلقه وصوره فأحسن صورته، وشقََّ سمعه وبصره، وتبارك اللّه أحسن الخالقين" وإذا سلم من الصلاة قال: "اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت، وما أعلنت، وما أسرفت وما أنت أعلم به مني؛ أنت المقدم والمؤخر، لا إله إلا أنت".
761ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا سليمان بن داود الهاشمي، أخبرنا عبد الرحمن بن أبي الزناد، عن موسى بن عقبة، عن عبد اللّه بن الفضل بن ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب؛ عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبيد اللّه بن أبي رافع، عن علي بن أبي طالب،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا قام إلى الصلاة المكتوبة كبر ورفع يديه حذو منكبيه، ويصنع مثل ذلك إذا قضى قراءته، وإذا أراد أن يركع، ويصنعه إذا رفع من الركوع، ولا يرفع يديه في شىء من صلاته وهو قاعد، وإذا قام من السجدتين رفع يديه كذلك وكبّر ودعا نحو حديث عبد العزيز في الدعاء يزيد وينقص الشىء، ولم يذكر "والخير كله في يديك والشر ليس إليك" وزاد فيه: ويقول عند انصرافه من الصلاة: "اللهم اغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أننت".
762ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا شريح بن يزيد، حدثني شعيب بن أبي حمزة قال:
قال لي محمد بن المنكدر وابن أبي فروة وغيرهما من فقهاء أهل المدينة، فإِذا قلت أنت ذاك فقل: "وأنا من المسلمين" يعني قوله: "وأنا أول المسلمين".
763ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، أخبرنا حماد، عن قتادة وثابت وحميد عن أنس بن مالك،
أن رجلاً جاء إلى الصلاة وقد حفزه النفس فقال: اللّه أكبر الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما قضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاته قال: "أيكم المتكلم بالكلمات؟ فإِنه لم يقل بأساً" فقال الرجل: أنا يا رسول اللّه، جئت وقد حفزني النفس فقلتها، فقال: "لقد رأيت اثني عشر ملكاً يبتدرونها أيهم يرفعها" وزاد حميد فيه "وإذا جاء أحدكم فليمش نحو ما كانن يمشي فليصل ما أدرك، وليقض ما سبقه".
764ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه
أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي صلاة، قال عمرو: لا أدري أيُّ صلاة هي؟ فقال: "اللّه أكبر كبيراً، اللّه أكبر كبيراً، اللّه أكبر كبيراً، والحمد للّه كثيراً، والحمد للّه كثيراً، والحمد للّه كثيراً، وسبحان اللّه بكرةً وأصيلا" ثلاثاً "أعوذ باللّه من الشيطان من نفخه ونفثه وهمزه" قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة .
765ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن مسعر، عن عمرو بن مرة، عن رجل، عن نافع بن جبير، عن أبيه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول في التطوع ذكر نحوه.
766ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا زيد بن الحباب، أخبرني معاوية بن صالح، أخبرني أزهر بن سعيد الحرازي، عن عاصم بن حميد قال:
سألت عائشة بأيِّ شىء كان يفتتح رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قيام الليل؟ فقالت: لقد سألتني عن شىء ما سألني عنه أحد قبلك، كان إذا قام كبر عشراً، وحمد اللّه عشراً، وسبح عشراً، وهلل عشراً، واستغفر عشراً وقال: "اللهم اغفر لي، واهدني، وارزقني وعافني" ويتعوذ من ضيق المقام يوم القيامة.
قال أبو داود: ورواه خالد بن معدان عن ربيعة الجرشي عن عائشة نحوه.
767ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عمر بن يونس، ثنا عكرمة، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن بن عوف قال:
سألت عائشة: بأيِّ شىء كان نبي اللّه صلى الله عليه وسلم يفتتح صلاته إذا قام من الليل؟ قالت: كان إذا قام من الليل يفتتح صلاته "اللهم رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختُلف فيه من الحق بإِذنك إنك أنت تهدي من تشاء إلى صراطٍ مستقيم".
768ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا أبو نوح قراد، ثنا عكرمة، بإِسناده بلا إخبار ومعناه قال: كان إذا قام بالليل كبر ويقول.
769ـ حدثنا القعنبي، عن مالك قال:
لابأس بالدعاء في الصلاة في أوله وأوسطه وفي آخره، في الفريضة وغيرها.
770ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر، عن علي بن يحيى الزرقي، عن أبيه، عن رفاعة بن رافع الزرقي قال:
كنا يوماً نصلي وراء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فلما رفع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رأسه من الركوع قال: سمع اللّه لمن حمده، قال رجل وراء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: اللهمَّ ربا ولك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه، فلما انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من المتكلم بها آنفاً"؟ فقال الرجل: أنا يارسول اللّه، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لقد رأيت بضعةً وثلاثين ملكاً يبتدرونها أيهم يكتبها أول".
771ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزبير، عن طاوس، عن ابن عباس،
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا قام إلى الصلاة من جوف الليل يقول: "اللهم لك الحمد أنت نور السموات والأرض، ولك الحمد أنت قيام السموات والأرض، ولك الحمد أنت رب السموات والأرض ومن فيهنَّ، أنت الحق، وقولك الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق؛ اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وأخرت، وأسررت وأعلنت، أنت إلهي لا إله إلا أنت".
772ـ حدثنا أبو كامل، ثنا خالد يعني ابن الحارث ثنا عمران بن مسلم أن قيس بن سعد حدثه قال: ثنا طاوس، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان في التهجد يقول بعدما يقول اللّه أكبر، ثم ذكر معناه.
773ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وسعيد بن عبد الجبار نحوه. قال قتيبة: ثنا رفاعة بن يحيى بن عبد اللّه بن رفاعة بن رافع، عن عم أبيه معاذ بن رفاعة بن رافع، عن أبيه قال:
صليت خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعطس رفاعة، لم يقل قتيبة رفاعة، فقلت: الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه مباركاً عليه كما يحب ربنا ويرضى، فلما صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف فقال: "من المتكلم في الصلاة"؟ ثم ذكر نحو حديث مالك وأتمَّ منه.
774ـ حدثنا العباس بن عبد العظيم، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك عن عاصم بن عبيد اللّه عن عبد اللّه بن عامر بن ربيعة، عن أبيه قال:
عطس شابٌّ من الأنصار خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فقال: الحمد للّه حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه حتى يرضى ربّنا وبعد ما يرضى من أمر الدنيا والآخرة، فلما انصرف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من القائل الكلمة"؟ قال: فسكت الشاب ثم قال: "من القائل الكلمة فإِنه لم يقل بأساً"؟ فقال: يارسول اللّه أنا قلتها لم أرد بها إلا خيراً، قال: "ما تناهت دون عرش الرحمن جل ذكره".
122- باب من رأى الاستفتاح بسبحانك اللهم وبحمدك
775ـ حدثنا عبد السلام بن مطهر، ثنا جعفر، عن علي بن علي الرفاعي، عن أبي المتوكل الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل كبّر ثم يقول: "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك ولا إله غيرك" ثم يقول: "لا إله إلا اللّه" ثلاثاً، ثم يقول: "اللّه أكبر كبيراً" ثلاثاً "أعوذ باللّه السميع العليم من الشيطان الرجيم من هَمْزِهِ ونفخه ونفثه" ثم يقرأ.
قال أبو داود: وهذا الحديث يقولون هو عن علي بن علي عن الحسن مرسلاً، الوهم من جعفر.
776ـ حدثنا حسين بن عيسى، ثنا طلق بن غنام، ثنا عبد السلام بن حرب الملائي، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا استفتح الصلاة قال: "سبحانك اللهم وبحمدك، وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك".
قال أبو داود: وهذا الحديث ليس بالمشهور عن عبد السلام بن حرب لم يروه إلا طلق بن غنام، وقد روى قصة الصلاة عن بديل جماعة لم يذكروا فيه شيئاً من هذا.
123- باب السكتة عند الافتتاح
777ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، عن يونس، عن الحسن قال: قال سمرة:
حفظت سكتتين في الصلاة: سكتة إذا كبّر الإِمام حتى يقرأ، وسكتة إذا فرغ من فاتحة الكتاب وسورة عند الركوع. قال: فأنكر ذلك عليه عمران بن حصين قال: فكتبوا في ذلك إلى المدينة إلى أبيّ، فصدق سمرة.
قال أبو داود: كذا قال حميد في هذا الحديث: "وسكتةً إذا فرغ من القراءة".
778ـ حدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا خالد بن الحارث، عن أشعث، عن الحسن، عن سمرة بن جندب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يسكت سكتتين: إذا استفتح، وإذا فرغ من القراءة كلها، فذكر معنى حديث يونس.
779ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد، ثنا سعيد، ثنا قتادة، عن الحسن أن سمرة بن جندب وعمران بن حصين تذاكرا، فحدث سمرة بن جندب
أنه حفظ عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سكتتين: سكتة إذا كبّر، وسكتة إذا فرغ من قراءة {غيرِ المغضوبِ عليهمْ ولا الضالينَ} فحفظ ذلك سمرة، وأنكر عليه عمران بن حصين، فكتبا في ذلك إلى أبيّ بن كعب فكان في كتابه إليهما أو في رده عليهما أن سمرة قد حفظ.
780ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد بهذا قال: عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال:
سكتتان حفظتهما عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال فيه: قلنا لقتادة: ما هاتان السكتتان؟ قال: إذا دخل في صلاته، وإذا فرغ من القراءة، ثم قال بعد: وإذا قال: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين}.
781ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب، ثنا محمد بن فضيل، عن عمارة، ح وثنا أبو كامل، ثنا عبد الواحد، عن عمارة، المعنى عن أبي زرعة، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كبر في الصلاة سكت بين التكبير والقراءة، فقلت له: بأبي أنت وأمي، أرأيت سكوتك بين التكبير والقراءة؟ أخبرنني ما تقول، قال: أقول: "اللهمَّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم أنقني من خطاياي كالثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني بالثلج والماء والبرد".
124- باب من لم ير الجهر ببسم اللّه الرحمن الرحيم
782ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن قتادة، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بـ {الحمد للّه رب العالمين}.
783ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن حسين المعلم، عن بديل بن ميسرة، عن أبي الجوزاء، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يفتتح الصلاة بالتكبير، والقراءة بـ {الحمد للّه رب العالمين}، وكان إذا ركع لم يشخص رأسه ولم يصوبه، ولكن بين ذلك، وكان إذا رفع رأسه من الركوع لم يسجد حتى يستوي قائماً، وكان إذا رفع رأسه من السجود لم يسجد حتى يستويَ قاعداً، [وكان يقول في كل ركعتين "التحيات"] وكان إذا جلس يفرش رجله اليسرى وينصب رجله اليمنى، وكان ينهى عن عقب الشيطان وعن فرشة السبع، وكان يختم الصلاة بالتسليم.
784ـ حدثنا هناد بن السري، ثنا ابن فضيل، عن المختار بن فلفل قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أنزلت عليَّ آنفاً سورةٌ" فقرأ {بسم اللّه الرحمن الرحيم، إنا أعطيناك الكوثر} حتى ختمها قال: "هل تدرون ما الكوثر"؟ قالوا: اللّه ورسوله أعلم، قال: "فإِنه نهر وعدنيه ربي عزوجل في الجنة".
785ـ حدثنا قطن بن نسير، ثنا جعفر، ثنا حميد الأعرج المكي، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، وذكر الإِفك قالت:
جلس رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكشف عن وجهه، وقال: أعوذُ بالسميع العليم من الشيطان الرجيم: {إنَّ الذين جاءوا بالإِفك عصبةٌ منكم} الآية.
قال أبو داود: وهذا حديث منكر، قد روى هذا الحديث جماعةٌ عن الزهري لم يذكروا هذا الكلام على هذا الشرح، وأخاف أن يكون أمر الاستعاذة من كلام حميد.
125- باب من جهر بها
786ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا هشيم، عن عوف، عن يزيد الفارسي قال: سمعت ابن عباس قال:
قلت لعثمان بن عفان: ما حملكم أن عمدتم إلى براءة وهي من المئين وإلى الأنفال وهي من المثاني فجعلتموهما في السبع الطّوَلِ، ولم تكتبوا بينهما سطر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}؟ قال عثمان: كان النبي صلى الله عليه وسلم مما تنزل عليه الآيات فيدعو بعض من كان يكتب له ويقول له "ضع هذه الآية في السورة التي يذكر فيها كذا وكذا" وتنزل عليه الآية والآيتان فيقول مثل ذلك، وكانت الأنفال من أول ما نزل عليه بالمدينة، وكانت براءة من آخر ما نزل من القرآن، وكانت قصتها شبيهة بقصتها، فظننت أنها منها، فمن هناك وضعتهما في السبع الطّوَلِ ولم أكتب بينهما سطر {بسم اللّه الرحمن الرحيم}.
787ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا مروان يعني ابن معاوية أخبرنا عوف الأعرابي، عن يزيد الفارسي، ثنا ابن عباس بمعناه قال فيه: فقبض رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ولم يبين لنا أنها منها.
قال أبو داود: قال الشعبي وأبو مالك وقتادة وثابت بن عمارة: إن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكتب {بسم اللّه الرحمن الرحيم} حتى نزلت سورة النمل، هذا معناه [وهذا مرسل].
788ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن محمد المروزي وابن السرح قالوا: ثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، قال قتيبة فيه: عن ابن عباس قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يعرف فصل السورة حتى تنزل عليه {بسم اللّه الرحمن الرحيم} وهذا لفظ ابن السرح.
126- باب تخفيف الصلاة للأمر يحدث
789ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا عمر بن عبد الواحد وبشر بن بكر، عن الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه".
127- باب في تخفيف الصلاة
790ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا سفيان، عن عمرو سمعه من جابر قال:
كان معاذ يصلي مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيؤمنا، قال مرة: ثم يرجع فيصلّي بقومه، فأخّر النبي صلى الله عليه وسلم ليلةً الصلاة، وقال مرة: العشاء، فصلى معاذ مع النبي صلى الله عليه وسلم ثم جاء يؤم قومه، فقرأ البقرة، فاعتزل رجل من القوم فصلّى، فقيل: نافقت يا فلان، فقال: ما نافقت، فأتى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: إن معاذاً يصلي معك ثم يرجع فيؤمنا يارسول اللّه، وإنما نحن أصحاب نواضح ونعمل بأيدينا، وإنه جاء يؤمنا فقرأ بسورة البقرة فقال: "يا معاذ، أفتانٌ أنت، أفتانٌ أنت؟ إقرأ بكذا، إقرأ بكذا" قال أبو الزبير: بـ {سبح اسم ربك الأعلى}، و{اللَّيل إذا يغشى} ذكرنا لعمرو فقال: أراه قد ذكره.
791ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا طالب بن حبيب، سمعت عبد الرحمن بن جابر يحدث عن حزم بن أبيّ بن كعب
أنه أتى معاذ بن جبل وهو يصلي بقومٍ صلاة المغرب في هذا الخبر قال: فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يامعاذ لا تكن فتاناً، فإِنه يصلي وراءك الكبير والضعيف وذو الحاجة والمسافر".
792ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا حسين بن علي، عن زائدة، عن سليمان، عن أبي صالح عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم لرجل: "كيف تقول في الصلاة"؟ قال: أتشهد وأقول: اللهم إني أسألك الجنة وأعوذ بك من النار، أما إني لا أحسن دندنتك، ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "حولها ندندن".
793ـ حدثنا يحيى بن حبيب، ثنا خالد بن الحارث، ثنا محمد بن عجلان عن عبيد اللّه بن مقسم عن جابر ذكر قصة معاذ قال:
وقال يعني النبي صلى الله عليه وسلم للفتى "كيف تصنع يا ابن أخي اذا صليت"؟ قال: أقرأ بفاتحة الكتاب، وأسأل اللّه الجنة، وأعوذ به من النار، وإني لا أدري ما دندنتك ولا دندنة معاذ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني ومعاذٌ حول هاتين" أو نحو هذا.
794ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإِن فيهم الضعيف والسقيم والكبير، وإذا صلّى لنفسه فليطول ما شاء".
795ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم للناس فليخفف؛ فإِن فيهم السقيم والشيخ الكبير وذا الحاجة".
128- باب ما جاء في نقصان الصلاة
796ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، عن بكر يعني ابن مضر عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد اللّه بن غَنَمَة المزني، عن عمار بن ياسر قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عشر صلاته تسعها ثمنها سبعها سدسها خمسها ربعها ثلثها نصفها".
129- باب ما جاء في القراءة في الظهر
797ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن قيس بن سعد، وعمارة بن ميمون وحبيب، عن عطاء بن أبي رباح
أن أبا هريرة رضي اللّه عنه قال: في كل صلاة يقرأ، فما أسمعنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أسمعناكم، وما أخفى علينا أخفينا عليكم.
798ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد اللّه، ح وثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن الحجّاج، وهذا لفظه، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، قال ابن المثنى وأبي سلمة، ثم اتفقا عن أبي قتادة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي بنا فيقرأ في الظهر والعصر في الركعتين الأوليين بفاتحة الكتاب وسورتين، ويسمعنا الآية أحياناً، وكان يطول الركعة الأولى من الظهر ويقصر الثانية، وكذلك في الصبح.
قال أبو داود: لم يذكر مسدد فاتحة الكتاب وسورة.
799ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام وأبان بن يزيد العطار، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه ببعض هذا، وزاد في الأخريين بفاتحة الكتاب، وزاد عن همام قال: وكان يطول في الركعة الأولى ما لا يطول في الثانية، وهكذا في صلاة العصر، وهكذا في صلاة الغداة.
800ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى، عن عبد اللّه بن أبي قتادة، عن أبيه قال:
فظننا أنه يريد بذلك أن يدرك الناس الركعة الأولى.
801ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الواحد بن زياد، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر قال: قلنا لخبابٍ:
هل كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال: نعم قلنا: بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال: باضطراب لحيته.
802ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عفان، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن رجل، عن عبد اللّه بن أبي أوفى
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقوم في الركعة الأولى من صلاة الظهر حتى لا يسمع وقع قدم.
130- باب تخفيف الأخريين
803ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن محمد بن عبيد اللّه أبي عون، عن جابر بن سمرة قال:
قال عمر لسعد: قد شكاك الناس في كل شىء حتى في الصلاة قال: أما أنا فأمدُّ في الأوليين وأحذف في الأخريين، ولا آلو ما اقتديت به من صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: ذاك الظنُّ بك.
804ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد يعني النفيلي ثنا هشيم، أخبرنا منصور، عن الوليد بن مسلم الهجيمي، عن أبي الصديق الناجي، عن أبي سعيد الخدري قال:
حزرنا قيام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحزرنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ثلاثين آية قدر {آلم تنزيل} السجدة، وحزرنا قيامه في الأخريين على النصف من ذلك، وحزرنا قيامه في الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، وحزرنا قيامه في الأخريين من العصر على النصف من ذلك.
131- باب قدر القراءة في صلاة الظهر والعصر
805ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة:
أنَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الظهر والعصر بـ {السماء والطارق}، و{السماء ذات البروج} ونحوهما من السور.
806ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سماك، سمع جابر بن سمرة قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا دحضت الشمس صلى الظهر وقرأ بنحوٍ من {والليل إذا يغشى} والعصر كذلك، والصلوات كذلك إلا الصبح فإِنه كان يطيلها.
807ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا معتمر بن سليمان ويزيد بن هارون وهشيم عن سليمان التيمي عن أمية عن أبي مجلزٍ عن ابن عمر:
أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد في صلاة الظهر ثم قام فركع، فرأينا أنه قرأ: {تنزيلٌ} السجدة" قال ابن عيسى: لم يذكر أمية أحدٌ إلا معتمر.
808ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد الوارث، عن موسى بن سالم، ثنا عبد اللّه بن عبيد اللّه قال:
دخلت على ابن عباس في شباب من بني هاشم، فقلنا لشابٍّ منا: سل ابن عباس أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ فقال: لا لا، فقيل له: فلعله كان يقرأ في نفسه فقال: خمشاً الحمار على الفرس.
809ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
لا أدري أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر أم لا.
132- باب قدر القراءة في المغرب
810ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة، عن ابن عباس
أن أم الفضل بنت الحارث سمعته وهو يقرأ {والمرسلات عرفاً} فقالت: يا بني لقد ذكرتني بقراءتك هذه السورة إنها لآخر ما سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بها في المغرب.
811ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ بـ {الطور} في المغرب.
812ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن ابن جريج، حدثني ابن أبي مليكة، عن عروة بن الزبير، عن مروان بن الحكم قال:
قال لي زيد بن ثابت: ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب بطولى الطوليين؟ قال: قلت ما طولي الطوليين؟ قال: الأعراف والأخرى الأنعام قال: وسألت أنا ابن أبي مليكة فقال لي من قبل نفسه: المائدة، والأعراف.
133- باب من رأى التخفيف فيها
813ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا هشام بن عروة
أن أباه كان يقرأ في صلاة المغرب بنحو ما تقرءون {والعادياتِ} ونحوها من السور.
قال أبو داود: هذا ما يدل على أن ذاك منسوخ وهذا أصح.
814ـ حدثنا أحمد بن سعيد السرخسي، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي، قال: سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده أنه قال:
ما من المفصل سورة صغيرة ولا كبيرة إلا وقد سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يؤم الناس بها في الصلاة المكتوبة.
815ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا قرة، عن النزال بن عمار عن أبي عثمان النهدي
أنه صلى خلف ابن مسعود المغرب، فقرأ بقل هو اللّه أحد.
134- باب الرجل يعيد سورة واحدة في الركعتين
816ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ، أخبرني عمرو، عن ابن أبي هلال، عن معاذ بن عبد اللّه الجهني
أن رجلاً من جهينة أخبره أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصبح {إذا زلزلت الأرض} في الركعتين كلتيهما، فلا أدري أنسي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أم قرأ ذلك عمداً؟.
135- باب القراءة في الفجر
817ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى يعني ابن يونس عن إسماعيل، عن أصبغ مولى عمرو بن حريث، عن عمرو بن حريث قال:
كأني أسمع صوت النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في صلاة الغداة: {فلا أقسم بالخنس. الجوار الكنس}.
136- باب من ترك القراءة في صلاته [بفاتحة الكتاب]
818ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا همام، عن قتادة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد قال:
أُمرنا أن نقرأ بفاتحة الكتاب وما تيسر.
819ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، عن جعفر بن ميمون البصري، ثنا أبو عثمان النهدي قال: حدثني أبو هريرة قال:
قال لي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اخرج فناد في المدينة: إنه لا صلاة إلا بقرآنٍ ولو بفاتحة الكتاب فما زاد".
820ـ حدثنا ابن بشار، ثنا يحيى، ثنا جعفر، عن أبي عثمان، عن أبي هريرة قال:
"أمرني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن أناديَ: إنه لا صلاة إلاّ بقراءة فاتحة الكتاب فما زاد".
821ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن العلاء بن عبد الرحمن أنه سمع أبا السائب مولى هشام بن زهرة يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاةً لم يقرأ فيها بأمِّ القرآن فهي خداجٌ فهي خداجٌ فهي خداجٌ: غير تمامٍ" قال: فقلت يا أبا هريرة: إني أكون أحياناً وراء الإِمام، قال: فغمز ذراعي وقال: اقرأ بها يافارسيُّ في نفسك فإِني سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "قال اللّه عزوجل: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فنصفها لي ونصفها لعبدي، ولعبدي ما سأل" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اقرءوا، يقول العبد {الحمد للّه ربِّ العالمين} يقول اللّه عزوجل: حمدني عبدي، يقول {الرحمنِ الرحيم} يقول اللّه عزوجل: أثنى عليَّ عبدي، يقول العبد {مالكِ يومِ الدين} يقول اللّه عزوجل: مجّدَني عبدي، يقول العبد {إياك نعبد وإياك نستعين} فهذه بيني وبين عبدي ولعبدي ما سأل، يقول العبد {اهدنا الصراط المستقيم صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فهؤلاء لعبدي ولعبدي ما سأل".
822ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وابن السرح قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"لا صلاةَ لمنْ لم يقرأ بفاتحة الكتاب فصاعداً" قال سفيان: لمن يصلي وحده.
823ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن مكحول، عن محمود بن الربيع، عن عبادة بن الصامت قال:
كنا خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صلاة الفجر، فقرأ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فثقلت عليه القراءة، فلما فرغ قال: "لعلكم تقرءون خلف إمامكم" قلنا: نعم هذّاً يارسول اللّه، قال: "لاتفعلوا إلا بفاتحة الكتاب فإِنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها".
824ـ حدثنا الربيع بن سليمان الأزدي، ثنا عبد اللّه بن يوسف، ثنا الهيثم بن حميد، أخبرني زيد بن واقد، عن مكحول، عن نافع بن محمود بن الربيع الأنصاري، قال نافع:
أبطأ عبادة بن الصامت عن صلاة الصبح، فأقام أبو نعيم المؤذن الصلاة فصلى أبو نعيم بالناس، وأقبل عبادة وأنا معه حتى صففنا خلف أبي نعيم، وأبو نعيم يجهر بالقراءة، فجعل عبادة يقرأ بأمِّ القرآن، فلما انصرف قلت لعبادة: سمعتك تقرأ بأمِّ القرآن وأبو نعيم يجهر قال: أجل، صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بعض الصلوات التي يجهر فيها بالقراءة قال: فالتبست عليه القراءة فلما انصرف أقبل علينا بوجهه فقال: "هل تقرءون إذا جهرت بالقراءة"؟ فقال بعضنا: إنا نصنع ذلك، قال: "فلا، وأنا أقول: ما لي ينازعني القرآن، فلا تقرءوا بشىء من القرآن إذا جهرت إلاّ بأمِّ القرآن".
825ـ حدثنا عليّ بن سهل الرملي، ثنا الوليد، عن ابن جابر وسعيد بن عبد العزيز وعبد اللّه بن العلاء، عن مكحول، عن عبادة نحو حديث الربيع بن سليمان قالوا:
فكان مكحول يقرأ في المغرب والعشاء والصبح بفاتحة الكتاب في كل ركعة سراً، قال مكحول: اقرأ بها فيما جهر به الإِمام إذا قرأ بفاتحة الكتاب وسكت سراً، فإِن لم يسكت اقرأ بها قبله ومعه وبعده، لا تتركها على كلِّ حال.
137- باب من كره القراءة [بفاتحة الكتاب إذا جهر الإِمام]
826ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن ابن أكيمة الليثي، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاةٍ جهر فيها بالقراءة فقال "هل قرأ معي أحدٌ منكم آنفاً"؟ فقال رجل: نعم يارسول اللّه، قال: "إني أقول ما لي أنازع القرآن"؟ قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم فيما جهر فيه النبي صلى الله عليه وسلم بالقراءة من الصلوات حين سمعوا ذلك من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: روى حديث ابن أكيمة هذا معمر ويونس وأسامة بن زيد عن الزهري على معنى مالك.
827ـ حدثنا مسدد وأحمد بن محمد المروزي، ومحمد بن أحمد بن أبي خلف، وعبد اللّه بن محمد الزهري وابن السرح قالوا: ثنا سفيان، عن الزهري، قال: سمعت ابن أكيمة يحدث سعيد بن المسيب قال: سمعت أبا هريرة يقول:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلاةً نظنُّ أنها الصبح، بمعناه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن".
قال أبو داود: قال مسدد في حديثه، قال معمر: فانتهى الناس عن القراءة فيما جهر به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال ابن السرح في حديثه، قال معمر عن الزهري: قال أبو هريرة: فانتهى الناس، وقال عبد اللّه بن محمد الزهري من بينهم: قال سفيان وتكلم الزهري بكلمة لم أسمعها، فقال معمر: إنه قال فانتهى الناس.
قال أبو داود: ورواه عبد الرحمن بن إسحاق عن الزهري وانتهى حديثه إلى قوله: "ما لي أنازع القرآن" ورواه الأوزاعي عن الزهري قال فيه: قال الزهري فاتَّعظ المسلمون بذلك، فلم يكونوا يقرءون معه فيما يجهر به صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: سمعت محمد بن يحيى بن فارس قال: قوله "فانتهى الناس" من كلام الزهري.
138- باب من رأى القراءة إذا لم يجهر [الإِمام بقراءته]
828ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، ح وثنا محمد بن كثير العبدي أخبرنا شعبة، المعنى عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فجاء رجل فقرأ خلفه: بـ{ سبح اسم ربك الأعلى} فلما فرغ قال: "أيكم قرأ"؟ قالوا: رجل قال: "قد عرفت أن بعضكم خالجنيها.
قال أبو داود: قال أبو الوليد في حديثه: قال شعبة فقلت لقتادة: أليس قول سعيد أنصت للقرآن؟ قال: ذاك إذا جهر به، وقال ابن كثير في حديثه قال: قلت لقتادة كأنه كرهه، قال: لو كرهه نهى عنه.
829ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد، عن قتادة، عن زرارة، عن عمران بن حصين
أن نبي اللّه صلى الله عليه وسلم صلى بهم الظهر فلما انفتل قال: "أيكم قرأ بـ{سبح اسم ربك الأعلى}؟ فقال رجل: أنا، فقال: "علمت أنَّ بعضكم خالجنيها".
139- باب ما يجزىء الأميَّ والأعجميَّ من القراءة
830ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن حميد الأعرج، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد اللّه قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ونحن نقرأ القرآن وفينا الأعرابي والعجمي فقال: "اقرءوا فكلٌّ حسنٌ، وسيجيء أقوامٌ يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه ولا يتأجلونه".
831ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو وابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن وفاء بنن شريح الصدفي، عن سهل بن سعد الساعدي قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوماً ونحن نقترىء فقال: "الحمد للّه، كتاب اللّه واحدٌ، وفيكم الأحمر، وفيكم الأبيض، وفيكم الأسود، اقرءوه قبل أن يقرأه أقوامٌ يقيمونه كما يقوم السهم يتعجل أجره ولا يتأجله".
832ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع بن الجراح، ثنا سفيان الثوري، عن أبي خالد الدالاني، عن إبراهيم السكسكي، عن عبد اللّه بن أبي أوفى قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ من القرآن شيئاً فعلمني ما يجزئني منه فقال: "قل سبحان اللّه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه، واللّه أكبر، ولا حول ولا قوة إلا باللّه [العلي العظيم]" قال: يارسول اللّه، هذا للّه عزوجل فما لي؟ قال: "قل اللهم ارحمني وارزقني وعافني واهدني" فلما قام قال هكذا بيده، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أما هذا فقد ملأ يده من الخير".
833ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، أخبرنا أبو إسحاق يعني الفزاري عن حميد، عن الحسن، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كنا نصلي التطوع ندعوا قياماً وقعوداً، ونسبح ركوعاً وسجوداً.
834ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عنن حميد مثله لم يذكر التطوع قال:
كان الحسن يقرأ في الظهر والعصر إماماً أو خلف إمام بفاتحة الكتاب، ويسبح ويكبر ويهلل قدر {ق~} و{الذاريات}.
140- باب تمام التكبير
835ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن غيلان بن جرير، عن مطرف قال:
صليت أنا وعمران بن حصين خلف علي بن أبي طالب رضي اللّه عنه فكان إذا سجد كبر، وإذا ركع كبر، وإذا نهض من الركعتين كبر، فلما انصرفنا أخذ عمران بيدي وقال: لقد صلى هذا قبل أو قال: لقد صلى بنا هذا قبل صلاة محمد صلى الله عليه وسلم.
836ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبيٌّ وبقية، عن شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن وأبو سلمة
أن أبا هريرة كان يكبر في كل صلاة من المكتوبة وغيرها: يكبر حين يقوم، ثم يكبّر حين يركع، ثم يقول: سمع اللّه لمن حمده، ثم يقول: ربنا ولك الحمد قبل أن يسجد، ثم يقول: اللّه أكبر حين يهوي ساجداً، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يكبر حين يسجد، ثم يكبّر حين يرفع رأسه، ثم يكبّر حين يقوم من الجلوس في اثنتين، فيفعل ذلك في كل ركعة حتى يفرغ من الصلاة، ثم يقول حين ينصرف: والذي نفسي بيده إني لأقربكم شبهاً بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إن كانت هذه لصلاته حتى فارق الدنيا.
قال أبو داود: هذا الكلام الأخير يجعله مالك والزبيدي وغيرهما عن الزهري، عن عليّ بن حسين، ووافق عبد الأعلى عن معمر شعيب بن أبي حمزة، عن الزهري.
837ـ حدثنا محمد بن بشار وابن المثنى قالا: ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن الحسن بن عمران، قال ابن بشار: الشامي، قال أبو داود: أبو عبد اللّه العسقلاني، عن ابن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه
أنه صلى مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وكان لا يتم التكبير.
[قال أبو داود: معناه إذا رفع رأسه من الركوع وأراد أن يسجد لم يكبر، وإذا قام من السجود لم يكبر].
141- باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه؟
838ـ حدثنا الحسن بن علي وحسين بن عيسى قالا: ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا شريك، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه، وإذا نهض رفع يديه قبل ركبتيه.
839ـ حدثنا محمد بن معمر، ثنا حجاج بنن منهال، ثنا همام، ثنا محمد بن جحادة، عن عبد الجبَّار بن وائل، عن أبيه
أن النبي صلى الله عليه وسلم فذكر حديث الصلاة قال: فلما سجد وقعتا ركبتاه إلى الأرض قبل أن تقع كفّاه.
قال همام: وحدثني شقيق قال: حدثني عاصم بن كليب عن أبيه عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثل هذا، وفي حديث أحدهما وأكبر علمي أنه في حديث محمد بن جحادة وإذا نهض نهض على ركبتيه، واعتمد على فخذيه.
840ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا عبد العزيز بن محمد، حدثني محمد بن عبد اللّه بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه".
841ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا عبد اللّه بن نافع، عن محمد بن عبد اللّه بن حسن، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يعمد أحدكم في صلاته فيبرك كما يبرك الجمل".
142- باب النهوض في الفرد
842ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب، عن أبي قلابة قال: جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا فقال:
واللّه إني لأصلِّي بكم وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: قلت لأبي قلابة: كيف صلى؟ قال: مثل صلاة شيخنا هذا، يعني عمرو بن سلمة إمامهم وذكر أنه كان إذا رفع رأسه من السجدة الآخرة في الركعة الأولى قعد ثم قام.
843ـ حدثنا زياد بن أيوب، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن أبي قلابة قال:
جاءنا أبو سليمان مالك بن الحويرث إلى مسجدنا فقال:
واللّه إني لأصلّي وما أريد الصلاة، ولكني أريد أن أريكم كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي، قال: فقعد في الركعة الأولى حين رفع رأسه من السجدة الآخرة.
844ـ حدثنا مسدد، ثنا هشيم، عن خالد، عن أبي قلابة، عن مالك بن الحويرث
أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم إذا كان في وترٍ من صلاته لم ينهض حتى يستويَ قاعداً.
143- باب الإِقعاء بين السجدتين
845ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا حجاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوساً يقول:
قلنا لابن عباس في الإِقعاء على القدمين في السجود فقال: هي السنة، قال: قلنا إنا لنراه جفاءً بالرجل، فقال ابن عباس: هي سنة [نبيك صلى الله عليه وسلم].
144- باب ما يقول إذا رفع رأسه من الركوع
846ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا عبد اللّه بن نمير وأبو معاوية ووكيع ومحمد بن عبيد، كلهم عن الأعمش، عن عبيد بن الحسن قال:
سمعت عبد اللّه بن أبي أوفى يقول: كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا رفع رأسه من الركوع يقول: "سمع اللّه لمن حمده، اللهم ربنا لك الحمد ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد".
قال أبو داود: قال سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج عن عبيد أبي الحسن: هذا الحديث ليس فيه "بعد الركوع" قال سفيان: لقينا الشيخ عبيداً أبا الحسن بعدُ فلم يقل فيه "بعد الركوع".
قال أبو داود: ورواه شعبة عن أبي عصمة عن الأعمش عن عبيد قال: "بعد الركوع".
847ـ حدثنا مؤمّل بن الفضل الحراني، ثنا الوليد، ح وثنا محمود بن خالد، ثنا أبو مسهر، ح وثنا ابن السرح، ثنا بشر بن بكر، ح وثنا محمد بن مصعب، ثنا عبد اللّه بن يوسف كلهم عن سعيد بن عبد العزيز، عن عطية بن قيس، عن قزعة بن يحيى، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقول حين يقول: سمع اللّه لمن حمده: "اللهم ربنا لك الحمد، ملء السماء" قال مؤمل: "ملء السموات وملء الأرض وملء ما شئت من شىء بعد، أهل الثناء والمجد، أحقُّ ما قال العبد، وكلنا لك عبدٌ: لا مانع لما أعطيت" زاد محمود "ولامعطي لما منعت" ثم اتفقوا "ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجدُّ" وقال بشر: "ربنا لك الحمد" [لم يقل "اللهم"] لم يقل محمود "اللهم" قال "ربنا ولك الحمد".
[رواه الوليد بن مسلم عن سعيد قال: "اللهم ربنا لك الحمد"، ولم يقل: "ولا معطي لما منعت" أيضاً. قال أبو داود: لم يجىء به إلا أبو مسهر].
848ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن سميٍّ، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإِمام: سمع اللّه لمن حمده، فقولوا اللهم ربنا لك الحمد؛ فإِنه من وافق قوله قول الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
849ـ حدثنا بشر بن عمار، ثنا أسباط، عن مطرِّف، عن عامر قال:
لايقول القوم خلف الإِمام: "سمع اللّه لمن حمده" ولكن يقولون: "ربنا لك الحمد".
145- باب الدعاء بين السجدتين
850ـ حدثنا محمد بن مسعود، ثنا زيد بن الحباب، ثنا كامل أبو العلاء، حدثني حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول بين السجدتين: "اللهمَّ اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني".
146- باب رفع النساء إذا كنَّ مع الرجال رءُوسهنَّ من السجدة
851ـ حدثنا محمد بن المتوكل العسقلاني، ثنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن عبد اللّه بن مسلم أخي الزهري، عن مولى لأسماء ابنة أبي بكر، عن أسماء بنت أبي بكر قالت:
سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "من كان منكنَّ يؤمن باللّه واليوم الآخر فلا ترفع رأسها حتى يرفع الرجال رءُوسهم" كراهية أن يرين من عورات الرجال.
147- باب طول القيام من الركوع، وبين السجدتين
852ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن البراء
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان سجوده وركوعه [وقعوده] وما بين السجدتين قريباً من السواء.
853ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، أخبرنا ثابت وحميد، عن أنس بن مالك قال:
ما صليت خلف رجلٍ أوجز صلاةً من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في تمامٍ، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قال: "سمع اللّه لمن حمده" قام حتى نقول: قد [أ] وهم ثم يكبر ويسجد، وكان يقعد بين السجدتين حتى نقول: قد [أ] وهم.
854ـ حدثنا مسدد وأبو كامل، دخل حديث أحدهما في الآخر قالا: ثنا أبو عوانة، عن هلال بن أبي حميد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن البراء بنن عازب قال:
رمقت محمداً صلى الله عليه وسلم، وقال أبو كامل: رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة فوجدت قيامه كركعته وسجدته، واعتداله في الركعة كسجدته، وجلسته بين السجدتين، وسجدته ما بين التسليم والانصراف قريباً من السواء.
قال أبو داود: قال مسدد: فركعته واعتداله بين الركعتين فسجدته فجلسته بين السجدتين فسجدته فجلسته بين التسليم والانصراف قريباً من السواء.
148- باب صلاة من لا يقيم صلبه في الركوع والسجود
855ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، ثنا شعبة، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن أبي معمر عن أبي مسعود البدري قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لاتجزىء صلاة الرجل حتى يقيم ظهره في الركوع والسجود".
856ـ حدثنا القعنبي، حدثنا أنس يعني ابن عياض ح وثنا ابن المثنى، حدثني يحيى بن سعيد، عن عبيد اللّه، وهذا لفظ ابن المثنى، حدثني سعيد بن أبي سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم دخل المسجد فدخل رجلٌ فصلى، ثم جاء فسلم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فردَّ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عليه السلام وقال: "ارجع فصلِّ فإِنك لم تصلِّ" فرجع الرجل فصلى كما كان صلى، ثم جاء إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم فسلم عليه، فقال له رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "وعليك السلام" ثم قال: "ارجع فصلِّ فإِنك لم تصلِّ" حتى فعل ذلك ثلاث مرار، فقال الرجل: والذي بعثك بالحق ما أحسن غير هذا فعلمني، قال: "إذا قمت إلى الصلاة فكبر، ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئنَّ راكعاً، ثم ارفع حتى تعتدل قائماً، ثم اسجد حتى تطمئنَّ ساجداً، ثم اجلس حتَّى تطمئنَّ جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها".
قال القعنبي عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة، وقال في آخره: "فإِذا فعلت هذا فقد تمت صلاتك، وما انتقصت من هذا شيئاً فإِنما انتقصته من صلاتك" وقال فيه: "إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء".
857ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن عليّ بن يحيى بن خلاد، عن عمه:
أن رجلاً دخل المسجد فذكر نحوه، قال فيه: فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إنه لا تتم صلاة لأحد من الناس حتى يتوضأ فيضع الوضوء" يعني مواضعه "ثم يكبر ويحمد اللّه عزوجل ويثني عليه، ويقرأ بما تيسر من القرآن ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يركع حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: سمع اللّه لمن حمده حتى يستوي قائماً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يقول: اللّه أكبر ويرفع رأسه حتى يستوي قاعداً، ثم يقول: اللّه أكبر، ثم يسجد حتى تطمئنَّ مفاصله، ثم يرفع رأسه فيكبر، فإِذا فعل ذلك فقد تمت صلاته".
858ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا هشام بن عبد الملك والحجاج بن منهال قالا: ثنا همام، ثنا إسحاق بن عبد اللّه بن أبي طلحة، عن علي بن يحيى بن خلاد عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع بمعناه قال:
فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنها لا تتم صلاة أحدكم حتى يسبغ الوضوء كما أمره اللّه عزوجل: فيغسل وجهه ويديه إلى المرفقين ويمسح برأسه ورجليه إلى الكعبين، ثم يكبر اللّه عزوجل ويحمده، ثم يقرأ من القرآن ما أذن له فيه وتيسر" فذكر نحو حديث حماد قال: "ثم يكبر فيسجد فيمكن وجهه" قال همام: وربما قال "جبهته من الأرض حتى تطمئن مفاصله وتسترخي، ثم يكبر فيستوي قاعداً على مقعده ويقيم صلبه" فوصف الصلاة هكذا أربع ركعات حتى فرغ "لاتتم صلاة أحدكم حتى يفعل ذلك".
859ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن محمد يعني ابن عمرو عن علي بن يحيى بن خلاد [عن أبيه] عن رفاعة بن رافع بهذه القصة قال: "إذا قمت فتوجهت إلى القبلة فكبر، ثم اقرأ بأمِّ القرآن وبما شاء اللّه أن تقرأ، وإذا ركعت فضع راحتيك على ركبتيك وامدد ظهرك" وقال: "إذا سجدت فمكِّنْ لسجودك، فإِذا رفعت فاقعد على فخذك اليسرى".
860ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن محمد بن إسحاق، حدثني علي بن يحيى بن خلاد بن رافع، عن أبيه، عن عمه رفاعة بن رافع، عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة قال: "إذا أنت قمت في صلاتك فكبر اللّه عزوجل، ثم اقرأ ما تيسر عليك من القرآن" وقال فيه" "فإِذا جلست في وسط الصلاة فاطمئنَّ وافترش فخذك اليسرى ثم تشهد، ثم إذا قمت فمثل ذلك حتى تفرغ من صلاتك".
861ـ حدثنا عباد بن موسى الختلي، ثنا إسماعيل يعني ابن جعفر أخبرني يحيى بن علي بن يحيى بن خلاد بن رافع الزرقي، عن أبيه، عن جده، عن رفاعة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقصَّ هذا الحديث، قال فيه: "فتوضأ كما أمرك اللّه عزوجل، ثم تشهد فأقم، ثم كبر: فإِن كان معك قرآنٌ فاقرأ به، وإلا فاحمد اللّه عزوجل وكبره وهلله"، وقال فيه: "وإن انتقصت منه شيئاً انتقصت من صلاتك".
862ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسيّ، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن جعفر بن الحكم، ح وثنا قتيبة، ثنا الليث، عن جعفر بن عبد اللّه الأنصاري عن تميم بن محمود، عن عبد الرحمن بن شبلٍ قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن نقرة الغراب، وافتراش السبع، وأن يوطن الرجل المكان في المسجد كما يوطن البعير. هذا لفظ قتيبة.
863ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا جرير، عن عطاء بن السائب، عن سالم البراد قال:
أتينا عقبة بن عمرو الأنصاري أبا مسعود فقلنا له: حدثنا عن صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقام بين أيدينا في المسجد فكبَّر، فلما ركع وضع يديه على ركبتيه وجعل أصابعه أسفل من ذلك وجافى بين مرفقيه، حتى استقر كلُّ شىء منه، ثم قال: سمع اللّه لمن حمده، فقام حتى استقر كل شىء منه، ثم كبّر وسجد ووضع كفيه على الأرض، ثم جافى بين مرفقيه حتى استقر كلُّ شىء منه، ثم رفع رأسه فجلس حتى استقر كلُّ شىء منه. ففعل مثل ذلك أيضاً، ثم صلى أربع ركعات مثل هذه الركعة فصلى صلاته، ثم قال: هكذا رأينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يُصَلّي.
149- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم "كل صلاة لايُتمها صاحبها تتمُّ من تطوعه"
864ـ حدثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا إسماعيل، ثنا يونس، عن الحسن، عن أنس بن حكيم الضَّبيِّ قال:
خاف من زيادٍ أو ابن زياد، فأتى المدينة فلقي أبا هريرة قال: فنسبني فانتسبت له فقال: يا فتى ألا أحدثك حديثاً؟ قال: قلت بلى، رحمك اللّه، قال يونس: وأحسبه ذكره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أولَ ما يحاسبُ الناسُ به يوم القيامة من أعمالهم الصلاة قال: يقول ربنا عزوجل لملائكته وهو أعلم ـ: انظروا في صلاة عبدي أتمها أم نقصها، فإِن كانت تامةً كتبت له تامة، وإن كان انتقص منها شيئاً قال: انظروا هل لعبدي من تطوعٍ؟ فإِن كان له تطوع قال: أتموا لعبدي فريضته من تطوعه، ثم تؤخذ الأعمال على ذاكم".
865ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن الحسن، عن رجل من بني سليط، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه.
866ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن داود بن أبي هند، عن زرارة بن أوفى، عن تميم الداريّ،
عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا المعنى قال: "ثم الزكاة مثل ذلك، ثم تؤخذ الأعمال على حسب ذلك".
تفريع أبواب الركوع والسجود
150- باب وضع اليدين على الركبتين
867ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي يعفور، [قال أبو داود: واسمه وقدان]، عن مصعب بن سعد قال:
صليت إلى جنب أبي، فجعلت يديَّ بين ركبتيَّ، فنهاني عن ذلك، فعدت فقال: لا تصنع هذا، فإِنا كنا نفعله، فنهينا عن ذلك، وأمرنا أن نضع أيدينا على الركب.
868ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة والأسود، عن عبد اللّه قال:
إذا ركع أحدكم فليفرش ذراعيه على فخذيه وليطبق بين كفّيه، فكأني أنظر إلى اختلاف أصابع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
151- باب ما يقول الرجل في ركوعه وسجوده
869ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، وموسى بن إسماعيل، المعنى قالا: ثنا ابن المبارك، عن موسى، قال أبو سلمة: موسى بن أيوب، عن عمه، عن عقبة بن عامر قال:
لما نزلت {فسبح باسم ربكَ العظيم} قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوها في ركوعكم" فلما نزلت {سبح اسم ربك الأعلى} قال: "اجعلوها في سجودكم".
870ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا الليث يعني ابن سعد عن أيوب بن موسى، أو موسى بن أيوب، عن رجل من قومه، عن عقبة بن عامر بمعناه، زاد قال:
فكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا ركع قال: "سبحان ربي العظيم وبحمده" ثلاثاً، وإذا سجد قال: "سبحان ربي الأعلى وبحمده" ثلاثاً.
قال أبو داود: وهذه الزيادة نخاف أن لا تكون محفوظة.
[قال أبو داود: انفرد أهل مصر بإِسناد هذين الحديثين: حديث الربيع، وحديث أحمد بن يونس].
871ـ حدثنا حفص بن عمر، قال: ثنا شعبة قال: قلت لسليمان: أدعو في الصلاة إذا مررت بآية تخوف؟ فحدثني عن سعد بن عبيدة، عن مستورد، عن صلة بن زفر، عن حذيفة
أنه صلى مع النبيِّ صلى الله عليه وسلم فكان يقول في ركوعه: "سبحان ربيَ العظيم" وفي سجوده: "سبحان ربي الأعلى" وما مر بآية رحمة إلا وقف عندها فسأل، ولا بآية عذاب إلا وقف عندها، فتعوذ.
872ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، ثنا قتادة، عن مطرِّف، عن عائشة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في ركوعه وسجوده "سبوحٌ قدوسٌ رب الملائكة والروح".
873ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ثنا معاوية بن صالح، عن عمرو بن قيس، عن عاصم بن حميد، عن عوف بن مالك الأشجعي قال:
قمت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ليلةً فقام فقرأ سورة البقرة: لا يمرُّ بآية رحمة إلا وقف فسأل، ولا يمر بآية عذاب إلا وقف فتعوَّذ، قال: ثم ركع بقدر قيامه يقول في ركوعه: "سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة" ثم سجد بقدر قيامه، ثم قال في سجوده مثل ذلك، ثم قام فقرأ بآل عمران، ثم قرأ سورة سورة.
874ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي وعليّ بن الجعد قالا: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن أبي حمزة مولى الأنصار، عن رجل من بني عبس، عن حذيفة
أنه رأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي من الليل فكان يقول: "اللّه أكبر" ثلاثاً، "ذو الملكوت والجبروت والكبرياء والعظمة"، ثم استفتح فقرأ البقرة، ثم ركع فكان ركوعه نحواً من قيامه، وكان يقول في ركوعه: "سبحان ربي العظيم، سبحان ربي العظيم"، ثم رفع رأسه من الركوع فكان قيامه نحواً من ركوعه، يقول: "لربي الحمد"، ثم سجد فكان سجوده نحواً من قيامه، فكان يقول في سجوده: "سبحان ربي الأعلى"، ثم رفع رأسه من السجود، وكان يقعد فيما بين السجدتين نحواً من سجوده، وكان يقول: "ربِّ اغفر لي، رب اغفر لي"، فصلى أربع ركعات، فقرأ فيهن البقرة، وآل عمران، والنساء، والمائدة أو الأنعام، شكَّ شعبة.
152- باب [في] الدعاء في الركوع والسجود
875ـ حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح ومحمد بن سلمة، قالوا: ثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو يعني ابن الحارث عن عمارة بن غزية، عن سميٍّ مولى أبي بكر أنه سمع أبا صالح ذكوان يحدث عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "أقرب ما يكون العبد من ربهِ وهو ساجدٌ، فأكثروا الدعاء".
876ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن سليمان بن سحيم، عن إبراهيم بن عبد اللّه بن معبد، عن أبيه، عن ابن عباس:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كشف الستارة والناسُ صفوف خلف أبي بكر فقال: "يا أيُّها الناس، إنه لم يبق من مبشرات النبوة إلا الرؤيا الصالحة يراها المسلم، أو ترى له، وإنِّي نهيت أن أقرأ راكعاً أو ساجداً، فأما الركوع فعظموا الرب فيه، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم".
877ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يكثر أن يقول في ركوعه وسجوده: "سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي" يتأول القرآن.
878ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، ح وثنا أحمد بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن عمارة بن غزية، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول في سجوده: "اللهم اغفر لي ذنبي كله دقه وجله وأوله وآخره" زاد ابن السرح "علانيته وسره".
879ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبدة، عن عبيد اللّه، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن عبد الرحمن الأعرج، عن أبي هريرة، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
فقدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فلمست المسجد فإِذا هو ساجد وقدماه منصوبتان وهو يقول: "أعوذ برضاك من سخطك، وأعوذ بمعافاتك من عقوبتك، وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
153- باب الدعاء في الصلاة
880ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا بقية، ثنا شعيب، عن الزهري، عن عروة أن عائشة أخبرته
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يدعو في صلاته: "اللهم إنِّي أعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات، اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم" فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟! فقال: "إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف".
[قال أبو داود: المسيح مَثَقَّلٌ: الدجال والمسيح مخفف: عيسى صلى اللّه عليه.
قال الحربي: والناس كل واحد منهما تخفف، ويروى عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أما مسيح الضلالة"].
881ـ حدثنا مسدد، ثنا عبد اللّه بن داود، عن ابن أبي ليلى، عن ثابت البناني، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبيه قال:
صليت إلى جنب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في صلاة تطوعٍ فسمعته يقول: "أعوذ باللّه من النار، ويلٌ لأهل النار".
882ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، أن أبا هريرة قال:
قام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى الصلاة وقمنا معه، فقال أعرابيٌّ في الصلاة: اللهم ارحمني ومحمداً، ولا ترحم معنا أحداً، فلما سلم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للأعرابيِّ "لقد تحجرت واسعاً" يريد رحمة اللّه عزوجل.
883ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا وكيع، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأ {سبح اسم ربك الأعلى} قال: "سبحان ربي الأعلى".
قال أبو داود: خولف وكيع في هذا الحديث، رواه أبو وكيع وشعبة عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير عن ابن عباس موقوفاً.
884ـ حدثنا محمد بن المثنى، حدثني محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن موسى بن أبي عائشة قال:
كان رجل يصلي فوق بيته، وكان إذا قرأ: {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحييَ الموتى} قال: سبحانك، فبلى، فسألوه عن ذلك فقال: سمعته من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
قال أبو داود: قال أحمد: يعجبني في الفريضة أن يدعو بما في القرآن.
154- باب مقدار الركوع والسجود
885ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد بن عبد اللّه، ثنا سعيد الجريري، عن السعدي، عن أبيه أو عن عمه قال:
رمقت النبي صلى الله عليه وسلم في صلاته، فكان يتمكن في ركوعه وسجوده قدر ما يقول "سبحان اللّه وبحمده" ثلاثاً.
886ـ حدثنا عبد الملك بن مروان الأهوازي، ثنا أبو عامر وأبو داود عن ابن أبي ذئب، عن إسحاق بن يزيد الهذلي، عن عون بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا ركع أحدكم فليقل ثلاث مراتٍ: سبحان ربي العظيم، وذلك أدناه، وإذا سجد فليقل: سبحان ربي الأعلى ثلاثاً، وذلك أدناه".
قال أبو داود: هذا مرسل، عون لم يدرك عبد اللّه.
887ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد الزهري، ثنا سفيان، حدثني إسماعيل بن أمية قال: سمعت أعرابياً يقول: سمعت أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من قرأ منكم بـ {التِّين والزيتون} فانتهى إلى آخرها {أليس اللّه بأحكم الحاكمين} فليقل بلى، وأنا على ذلك من الشاهدين، ومن قرأ: {لا أقسم بيوم القيامة} فانتهى إلى {أليس ذلك بقادرٍ على أن يحيى الموتى} فليقل بلى، ومن قرأ: {والمرسلات} فبلغ {فبأي حديث بعده يؤمنون} فليقل: آمنا باللّه" قال إسماعيل: ذهبت أعيد على الرجل الأعرابي وأنظر لعله، فقال: يا ابن أخي، أتظن أني لم أحفظه؟! لقد حججت ستين حجة ما منها حجة إلا وأنا أعرف البعير الذي حججت عليه.
888ـ حدثنا أحمد بن صالح وابن رافع قالا: ثنا عبد اللّه بن إبراهيم بن عمر بن كيسان، حدثني أبي، عن وهب بن مأنوس قال: سمعت سعيد بن جبير يقول: سمعت أنس بن مالك يقول:
ماصليت وراء أحد بعد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أشبه صلاةً برسول اللّه صلى الله عليه وسلم من هذا الفتى، يعني عمر بن عبد العزيز قال: فحزرنا في ركوعه عشر تسبيحات، وفي سجوده عشر تسبيحات.
قال أبو داود: قال أحمد بن صالح، قلت له: مأنوس أو مأبوس؟ فقال: أما عبد الرزاق فيقول: مأبوس، وأما حفظي فمأنوس، وهذا لفظ ابن رافع، قال أحمد: عن سعيد بن جبير عن أنس بن مالك.
155- باب أعضاء السجود
889ـ حدثنا مسدد وسليمان بن حرب قالا: ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت قال حماد: أمر نبيّكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعةٍ ولا يكفّ شعراً ولا ثوباً".
890ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا شعبة، عن عمرو بن دينار، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أمرت وربما قال: أمر نبيكم صلى الله عليه وسلم أن يسجد على سبعة آراب".
891ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا بكر يعني ابن مضر عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عامر بن سعد، عن العباس بن عبد المطلب
أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "إذا سجد العبد سجد معه سبعة آرابٍ: وجهه، وكفاه، وركبتاه، وقدماه".
892ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا إسماعيل يعني ابن إبراهيم عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رفعه قال:
"إن اليدين تسجدان كما يسجد الوجه، فإِذا وضع أحدكم وجهه فليضع يديه، وإذا رفعه فليرفعهما".
156- باب [في] الرجل يدرك الإِمام ساجداً كيف يصنع؟
893ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس أن سعيد بن الحكم حدثهم، أخبرنا نافع بن يزيد، حدثني يحيى بن أبي سليمان، عن زيد بن أبي العتاب وابن المقبري، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا جئتم إلى الصلاة ونحن سجودٌ فاسجدوا، ولا تعدوها شيئاً، ومن أدرك الركعة فقد أدرك الصلاة".
157- باب السجود على الأنف والجبهة
894ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا صفوان بن عيسى، ثنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رؤِيَ عَلَى جبهته، وعلى أرنبته ، أثر طينٍ من صلاة صلاها بالناس.
895ـ حدثنا محمد بن يحيى، ثنا عبد الرزاق، عن معمر نحوه.
158- باب صفة السجود
896ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا شريك، عن أبي إسحاق قال:
وصف لنا البراء بن عازب فوضع يديه واعتمد على ركبتيه ورفع عجيزته وقال: هكذا كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسجد.
897ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "اعتدلوا في السجود، ولا يفترش أحدكم ذراعيه افتراش الكلب".
898ـ حدثنا قتيبة، ثنا سفيان، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن عمه يزيد بن الأصم، عن ميمونة
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى بين يديه، حتى لو أن بهمة أرادت أن تمرَّ تحت يديه مرت.
899ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو إسحاق، عن التميمي الذي يحدث بالتفسير، عن ابن عباس قال:
أتيت النبيَّ صلى الله عليه وسلم من خلفه فرأيت بياض إبطيه وهو مُجَخٍّ قد فرج يديه.
900ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا عباد بن راشد، ثنا الحسن، ثنا أحمر بن جزء صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا سجد جافى عضديه عن جنبيه حتى نأوِيَ له.
901ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، ثنا ابن وهب، ثنا الليث، عن دراج، عن ابن حجيرة، عن أبي هريرة
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا سجد أحدكم فلا يفترش يديه افتراش الكلب وليضم فخذيه".
159- باب الرخصة في ذلك[للضرورة]
902ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سميّ، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
اشتكى أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى النبيِّ صلى الله عليه وسلم مشقة السجود عليهم إذا انفرجوا، فقال: "استعينوا بالركب".
تفريع أبواب العمل في الصلاة
160- باب في التحضُّر والإِقعاء
903ـ حدثنا هنَّاد بن السري، عن وكيع، عن سعيد بن زياد، عن زياد بن صبيح الحنفي قال:
صليت إلى جنب ابن عمر فوضعت يديّ على خاصرتي، فلما صلى قال: هذا الصلب في الصلاة، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ينهى عنه.
161- باب البكاء في الصلاة
904ـ حدثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلام، ثنا يزيد يعني ابن هارون أخبرنا حماد يعني ابن سلمة عن ثابت، عن مطرِّف، عن أبيه قال:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي وفي صدره أزيزٌ كازيز الرَّحَى من البكاء صلى الله عليه وسلم.
162- باب كراهية الوسوسة وحديث النفس في الصلاة
905ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا هشام يعني ابن سعد عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن خالد الجهني
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من توضأ فأحسن وضوءه، ثم صلى ركعتين لايسهو فيهما؛ غفر له ما تقدم من ذنبه".
906ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا زيد بن الحباب، ثنا معاوية بن صالح، عن ربيعة بن يزيد، عن أبي إدريس الخولانيِّ، عن جبير بن نفير الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "ما من أحدٍ يتوضأ فيحسن الوضوء ويصلي ركعتين يقبل بقلبه ووجهه عليهما إلاَّ وجبت له الجنة".
163- باب في الفتح على الإِمام في الصلاة
907ـ حدثنا محمد بن العلاء وسليمان بن عبد الرحمن الدمشقي قالا: أخبرنا مروان بن معاوية، عن يحيى الكاهلي، عن المسور بن يزيد المالكي
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال يحيى: وربما قال: شهدت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في الصلاة فترك شيئاً لم يقرأه، فقال له رجل: يارسول اللّه، تركت آية كذا وكذا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم. "هلا أذكرتنيها" قال سليمان في حديثه قال: كنت أراها نسخت.
وقال سليمان: قال حدثنا يحيى بن كثير [الأزدي قال: ثني المسور بن يزيد الأسدي المالكي] حدثنا يزيد بن محمد الدمشقي، ثنا هشام بن إسماعيل، ثنا محمد بن شعيب، أخبرنا عبد اللّه بن العلاء بن زبرٍ، عن سالم بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى صلاةً فقرأ فيها فلبس عليه، فلما انصرف قال لأبيّ "أصليت معنا"؟ قال: ننعم، قال: "فما منعك"؟
164- باب النهي عن التلقين
908ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا محمد بن يوسف الفريابي، عن يونس بن أبي إسحاق، عن الحارث، عن علي رضي اللّه عنه قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "يا عليًّ، لا تفتح على الإِمام في الصلاة".
قال أبو داود: أبو إسحاق لم يسمع من الحارث إلا أربعة أحاديث ليس هذا منها.
165- باب الإِلتفات في الصلاة
909ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: سمعت أبا الأحوص يحدثنا في مجلس سعيد بن المسيب قال: قال أبو ذرّ
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لايزال اللّه عزوجل مقبلاً على العبد وهو في صلاته ما لم يلتفت، فإِذا التفت انصرف عنه".
910ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، عن الأشعث يعني ابن سليم عن أبيه، عن مسروق، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
سألت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن التفات الرجل في الصلاة، فقال: "إنما هو اختلاسٌ يختلسه الشيطان من صلاة العبد".
166- باب السجود على الأنف
911ـ حدثنا مؤمل بن الفضل، ثنا عيسى، عن معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم رؤي على جبهته وعلى أرنبته أثر طينٍ من صلاةٍ صلاها بالناس.
قال أبو عليّ: هذا الحديث لم يقرأه أبو داود في العرضة الرابعة.
167- باب النظر في الصلاة
912ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، وهذا حديثه وهو أتمُّ، عن الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم بن طرفة الطائي، عن جابر بن سمرة قال عثمان: [هو ابن أبي شيبة، قال: ]
دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المسجد فرأى فيه ناساً يصلون رافعي أيديهم إلى السماء ثم اتفقا، فقال: "لينتهينَّ رجالٌ يشخصون أبصارهم إلى السماء" قال مسدد: "في الصلاة أولا ترجع إليهم أبصارهم".
913ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، أن أنس بن مالك حدَّثهم قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما بالُ أقوامٍ يرفعون أبصارهم في صلاتهم؟" فاشتد قوله في ذلك فقال: "لينتهُنَّ عن ذلك أو لتُخطفنََّ أبصارهم".
914ـ حدثنا عثمان أبي شيبة، ثنا سفيان بن عيينة، عن الزهري، عن عروة عن عائشة قالت:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في خميصة لها أعلام فقال: "شغلتني أعلام هذه، اذهبوا بها إلى أبي جهم وأتوني بانبجانية".
915ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا عبد الرحمن يعني ابن أبي الزناد قال: سمعت هشاماً يحدث عن أبيه، عن عائشة بهذا الخبر قال:
وأخذ كردياً كان لأبي جهمٍ فقيل: يارسول اللّه، الخميصة كانت خيراً من الكرديّ.
168- باب الرخصة في ذلك
916ـ حدثنا الربيع بن نافع، ثنا معاوية يعني ابن سلام عن زيد أنه سمع أبا سلام قال: حدثني السلوليّ [هو أبو كبشة] عن سهل بن الحنظلية قال:
ثوب بالصلاة يعني صلاة الصبح فجعل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي وهو يلتفت إلى الشعب.
قال أبو داود: وكان أرسل فارساً إلى الشعب من الليل يحرس.
169- باب العمل في الصلاة
917ـ حدثنا القعنبي، ثنا مالك، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن عمرو بن سليم، عن أبي قتادة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو حاملٌ أمامة بنت زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فإِذا سجد وضعها، وإذا قام حملها.
918ـ حدثنا قتيبة يعني ابن سعيد ثنا الليث، عن سعيد بن أبي سعيد، عن عمرو بن سليم الزرقي أنه سمع أبا قتادة يقول:
بينا نحن في المسجد جلوس خرج علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يحمل أمامة بنت أبي العاص بن الربيع، وأمها زينب بنت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهي صبية يحملها على عاتقه، فصلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهي على عاتقه: يضعها إذا ركع، ويعيدها إذا قام، حتى قضى صلاته، يفعل ذلك بها.
919ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن مخرمة، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي قال: سمعت أبا قتادة الأنصاريّ يقول:
رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي للناس وأمامة بنت أبي العاص على عنقهِ، فإِذا سجد وضعها.
قال أبو داود: لم يسمع مخرمة من أبيه إلا حديثاً واحداً.
920ـ حدثنا يحيى بن خلف، ثنا عبد الأعلى، ثنا محمد يعني ابن إسحاق عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن عمرو بن سليم الزرقي، عن أبي قتادة صاحب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال:
بينما نحن ننتظر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم للصلاة في الظهر أو العصر، وقد دعاه بلال للصلاة، إذ خرج إلينا وأمامة بنت أبي العاص بنت ابنته على عنقه، فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مصلاه، وقمنا خلفه، وهي في مكانها الذي هي فيه قال: فكبر فكبرنا قال: حتى إذا أراد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن يركع أخذها فوضعها، ثم ركع وسجد، حتى إذا فرغ من سجوده ثم قام أخذها فردها في مكانها، فما زال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع بها ذلك في كل ركعةٍ حتى فرغ من صلاته صلى الله عليه وسلم.
921ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا علي بن المبارك، عن يحيى بن أبي كثير عن ضمضم بن جوس عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اقتلوا الأسودين في الصلاة: الحية والعقرب".
922ـ حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد، وهذا لفظه، قال: ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا برد، عن الزهري، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال أحمد: يصلي والبابُ عليه مغلقٌ، فجئت فاستفتحت قال أحمد: فمشى ففتح لي، ثم رجع إلى مصلاه وذكر أن الباب كان في القبلة.
170- باب ردّ السلام في الصلاة
923ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا ابن فضيل، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة عن عبد اللّه قال:
كنا نسلّم على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو في الصلاة فيردُّ علينا، فلما رجعنا من عندِ النجاشي سلمنا عليه فلم يرد علينا، وقال: "إنَّ في الصلاة لشغلاً".
924ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا عاصم، عن أبي وائل، عن عبد اللّه قال:
كنّا نسلّم في الصلاة ونأمر بحاجتنا، فقدمت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه فلم يردّ عليّ السلام، فأخذني ما قدم وما حدث، فلما قضى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن اللّه عزوجل يحدث من أمره ما يشاء، وإن اللّه تعالى قد أحدث من أمره أن لا تكلموا في الصلاة" فرد عليَّ السلام.
925ـ حدثنا يزيد بن خالد بن موهب وقتيبة بن سعيد أن الليث حدثهم عن بكير، عن نابل صاحب العباء، عن ابن عمر، عن صهيب أنه قال:
مررت برسول اللّه صلى الله عليه وسلم وهو يصلي فسلمت عليه، فردَّ إشارةً، وقال: ولا أعلمه إلا قال: إشارةً بإِصبعه، وهذا لفظ حديث قتيبة.
926ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:
أرسلني نبيُّ اللّه صلى الله عليه وسلم إلى بني المصطلق، فأتيته وهو يصلي على بعيره فكلمته، فقال لي بيده هكذا، ثم كلمته فقال لي بيده هكذا، وأنا أسمعه يقرأ ويومىء برأسه، فلما فرغ قال: "مافعلت في الذي أرسلتك؟ فإِنه لم يمنعني أن أكلمك إلا أنِّي كنت أصلي".
927ـ حدثنا الحسين بن عيسى الخراساني الدامغاني، ثنا جعفر بن عون، ثنا هشام بن سعد، ثنا نافع قال: سمعت عبد اللّه بن عمر يقول:
خرج رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى قباء يصلي فيه قال: فجاءته الأنصار فسلموا عليه وهو يصلي، قال: فقلت لبلال: كيف رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يرد عليهم حين كانوا يسلمون عليه وهو يصلي؟ قال: يقول هكذا، وبسط كفه، وبسط جعفر بن عون كفه، وجعل بطنه أسفل، وجعل ظهره إلى فوق.
928ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان، عن أبي مالك الأشجعي، عن أبي حازم، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا غرار في صلاةٍ ولا تسليمٍ" قال أحمد: يعني فيما أرى أن لا تسلم ولا يسلم عليك، ويغرر الرجل بصلاته فينصرف وهو فيها شاكّ.
929ـ حدثنا محمد بن العلاء، أخبرنا معاوية بن هشام، عن سفيان، عن أبي مالك، عن أبي حازم، عن أبي هريرة قال:
أراه رفعه، قال: "لا غرار في تسليمٍ ولا صلاةٍ".
قال أبو داود: ورواه ابن فضيل على لفظ ابن مهدي ولم يرفعه.
171- باب تشميت العاطس في الصلاة
930ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، المعنى عن حجّاج الصّوّاف، حدثني يحيى بن أبي كثير، عن هلال بن أبي ميمونة، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلميِّ قال:
صليت مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فعطس رجل من القوم فقلت: يرحمك اللّه! فرماني القوم بأبصارهم فقلت: واثكل أمياه! ما شأنكم تنظرون إليَّ؟ فجعلوا يضربون بأيديهم على أفخاذهم، فعرفت أنهم يصمتوني ، فقال عثمان: فلما رأيتهم يسكتوني، لكني سكت قال: فلما صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بأبي وأمي ما ضربني ولا كهرني ولا سبني ثم قال: "إن هذه الصلاة لا يحلُّ فيها شىء من كلام الناس هذا، إنما هو التسبيح والتكبير وقراءة القرآن" أو كما قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قلت: يارسول اللّه، إنا قوم حديثُ عهدٍ بجاهلية، وقد جاءنا اللّه بالإِسلام، ومنّا رجالٌ يأتون الكهان، قال: "فلا تأتهم" قال: قلت ومنا رجال يتطيرون، قال: "ذلك شىء يجدونه في صدورهم فلا يصدهم" قال قلت: ومنا رجال يخطون، قال: "كان نبيُّ من الأنبياء يخطُّ، فمن وافق خطه فذاك" قال: قلت جارية لي كانت ترعى غنيمات قبل أحد والجوانية إذ إطلعت عليها اطلاعة، فإِذا الذئب قد ذهب بشاة منها، وأنا من بني آدم آسف كما يأسفون، لكني صككتها صكة، فعظَّم ذاك علي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقلت: أفلا أعتقها؟ قال: "ائتني بها" قال: فجئته بها، فقال: "أين اللّه"؟ قالت: في السماء، قال: "من أنا"؟ قالت: أنت رسول اللّه، قال: "أعتقها فإِنها مؤمنة".
931ـ حدثنا محمد بن يونس النسائي، ثنا عبد الملك بن عمرو، ثنا فليح، عن هلال بن عليّ، عن عطاء بن يسار، عن معاوية بن الحكم السلمي قال:
لما قدمت على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم علمت أموراً من أمور الإِسلام فكان فيما علمت أن قال لي: "إذا عطست فاحمد اللّه وإذا عطس العاطس فحمد اللّه فقل: يرحمك اللّه" قال: فبينما أنا قائم مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة إذا عطس رجل فحمد اللّه، فقلت: يرحمك اللّه، رافعا بها صوتي، فرماني الناس بأبصارهم حتى احتملني ذلك، فقلت: ما لكم تنظرون إليَّ بأعين شزرٍ؟ قال: فسبحوا، فلما قضى النبيُّ صلى الله عليه وسلم الصلاة قال: "من المتكلم"؟ قيل: هذا الأعرابيُّ، فدعاني رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال لي: "إنما الصلاة لقراءة القرآنن، وذكر اللّه عزوجل فإِذا كنت فيها فليكن ذلك شأنك" فما رأيت معلماً قطُّ أرفق من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
172- باب التأمين وراء الإِمام
932ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن سلمة، عن حجر أبي العنبس الحضرمي، عن وائل بن حجر قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قرأ {ولا الضالين} قال: "آمين" ورفع بها صوته.
933ـ حدثنا مخلد بن خالد الشعيري، ثنا ابن نمير، ثنا علي بن صالح، عن سلمة بن كهيل، عن حجر بن عنبس، عن وائل بن حجر
أنه صلّى خلفَ رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فجهر بآمين، وسلم عن يمينه وعن شماله، حتى رأيت بياض خده.
934ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا صفوان بن عيسى، عن بشر بن رافع، عن أبي عبد اللّه ابن عم أبي هريرة، عن أبي هريرة رضي اللّه عنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا تلا {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} قال: "آمين" حتى يسمع من يليه من الصف الأول.
935ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سمي مولى أبي بكر، عن أبي صالح السمان، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قال الإِمام {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا "آمين" فإِنه من وافق قوله قول الملائكة، غفر له ما تقدم من ذنبه".
936ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن أنهما أخبراه عن أبي هريرة رضي اللّه عنه
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا أمَّن الإِمام فأمنوا؛ فإِنه من وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال ابن شهاب: وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "آمين".
937ـ حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن راهويه، قال: أخبرنا وكيع، عن سفيان، عن عاصم، عن أبي عثمان، عن بلال أنه قال:
يارسول اللّه لا تسبقني بآمين.
938ـ حدثنا الوليد بن عتبة الدمشقي ومحمود بن خالد قالا: ثنا الفريابي، عن صبيح بن محرز الحمصي، قال: حدثني أبو مصبح المقرائي قال: كنا نجلس إلى أبي زهير النميري، وكان من الصحابة فيتحدث أحسن الحديث، فإِذا دعا الرجل منا بدعاء قال: اختمه بآمين، فإِن آمين مثل الطابع على الصحيفة، قال أبو زهير: أخبركم عن ذلك؟
خرجنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذات ليلة فأتينا على رجل قد ألحَّ في المسألة، فوقف النبيُّ صلى الله عليه وسلم يستمع منه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أوجب إن ختم" فقال رجل من القوم: بأيّ شىء يخنم؟ قال: "بآمين؛ فإِنه إن ختم بآمين فقد أوجب" فانصرف الرجل الذي سأل النبيَّ صلى الله عليه وسلم فأتى الرجل فقال: اختم يا فلان بآمين وأبشر. وهذا لفظ محمود.
قال أبو داود: المقراء قبيلة من حمير.
173- باب التصفيق في الصلاة
939ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "التسبيح للرجال، والتصفيق للنساء".
940ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي حازم بن دينار، عن سهل بن سعد
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم وحانت الصلاة، فجاء المؤذن إلى أبي بكر رضي اللّه عنه فقال: أتصلي بالناس فأقيم؟ قال: نعم، فصلى أبو بكر، فجاء رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والناس في الصلاة، فتخلص حتى وقف في الصف، فصفق الناس، وكان أبو بكر لا يلتفت في الصلاة، فلما أكثر الناس التصفيق التفت فرأى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فأشار إليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أن امكث مكانك، فرفع أبو بكر يديه فحمد اللّه على ما أمره به رسول اللّه صلى الله عليه وسلم من ذلك، ثم استأخر أبو بكر حتى استوى في الصف، وتقدم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فصلى، فلما انصرف قال: "يا أبا بكر، ما منعك أن تثبت إذ أمرتك؟" قال أبو بكر: ما كان لابن أبي قحافة أن يصلي بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ما لي رأيتكم أكثرتم من التصفيح؟ من نابه شىء في صلاته فليسبح، فإِنه إذا سبح التفت إليه، وإنما التصفيح للنساء".
[قال أبو داود: وهذا في الفريضة].
941ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا حماد بن زيد، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كان قتالٌ بين بني عمرو بن عوف، فبلغ ذلك النبيَّ صلى الله عليه وسلم، فأتاهم ليصلح بينهم بعد الظهر، فقال لبلال: "إن حضرت صلاةَ العصر ولم آتك فمر أبا بكرٍ فليصلِّ بالناس" فلما حضرت العصر أذن بلال ثم أقام، ثم أمر أبا بكر فتقدم، قال في آخره: "إذا نابكم شىء في الصلاة فليسبح الرجال، وليصفح النساء".
942ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، عن عيسى بن أيوب قال: قوله "التصفيح للنساء" فضرب بإصبعين من يمينها على كفها اليسرى.
174- باب الإِشارة في الصلاة
943ـ حدثنا أحمد بن محمد بن شبويه المروزي ومحمد بن رافع قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يشير في الصلاة.
944ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد، ثنا يونس بن بكير، عن محمد بن إسحاق، عن يعقوب بن عتبة بن الأخنس، عن أبي غطفان، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "التسبيح للرجال" يعني في الصلاة "والتصفيق للنساء؛ من أشار في صلاته إشارةً تفهم عنه فليعد لهَا" يعني الصلاة.
قال أبو داود: هذا الحديث وهم.
175- باب في مسح الحصى في الصلاة
945ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي الأحوص شيخ من أهل المدينة، أنه سمع أبا ذر يرويه
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا قام أحدكم إلى الصلاة فإِن الرحمة تواجهه فلا يمسح الحصى".
946ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن معيقيب
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لاتمسح وأنت تصلي؛ فإِن كنت لابد فاعلاً فواحدةً، تسوية الحصى".
176- باب الرجل يصلي مختصراً
947ـ حدثنا يعقوب بن كعب يعني الأنطاكي، ثنا محمد بن سلمة، عن هشام، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عن الاختصار في الصلاة.
قال أبو داود: يعني يضع يده على خاصرته.
177- باب الرجل يعتمد في الصلاة على عصاً
948ـ حدثنا عبد السلام بن عبد الرحمن الوابصي، ثنا أبي، عن شيبان، عن حصين بن عبد الرحمنن، عن هلال بن يساف قال:
قدمت الرقة فقال لي بعض أصحابي: هل لك في رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم؟ قال: قلت غنيمةٌ، فدفعنا إلى وابصة، قلت لصاحبي؟ نبدأ فننظر إلى دله، فإِذا عليه قلنسوة لاطئة ذات أذنين وبرنسُ خزٍّ أغبر، وإذا هو معتمد على عصاً في صلاته فقلنا [له] بعد أن سلمنا فقال: حدثتني أم قيس بنت محصن أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لما أسنَّ وحمل اللحم اتخذ عموداً في مصلاه يعتمد عليه.
178- باب النهي عن الكلام في الصلاة
949ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد عن الحارث بن شبيل، عن أبي عمرو الشيباني، عن زيد بن أرقم قال:
كان أحدنا يكلم الرجل إلى جنبه في الصلاة، فنزلت {وقوموا للّه قانتين} فأمرنا بالسكوت ونهينا عن الكلام.
179- باب في صلاة القاعدة
950ـ حدثنا محمد بن قدامة بن أعين، قال: ثنا جرير، عن منصور، عن هلال يعني ابن يساف عن أبي يحيى، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
حدثت أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة" فأتيته فوجدته يصلي جالساً، فوضعت يدي على رأسي فقال: ما لك يا عبد اللّه بن عمرو؟ قلت: حدثت يارسول اللّه أنك قلت "صلاة الرجل قاعداً نصف الصلاة" وأنت تصلي قاعداً؟ قال: "أجل، ولكنِّي لست كأحدٍ منكم".
951ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن حسين المعلّم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن عمران بن حصين
أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن صلاة الرجل قاعداً فقال: "صلاته قائماً أفضل من صلاته قاعداً، وصلاته قاعداً على النصف من صلاته قائماً، وصلاته نائماً على النصف من صلاته قاعداً".
952ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا وكيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن حسين المعلم، عن ابن بريدة، عن عمران بن حصين قال:
كان بي الناصور فسألت النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "صل قائماً، فإِن لم تستطع فقاعداً، فإِن لم تستطع فعلى جنبٍ".
953ـ حدثنا أحمد بن عبد اللّه بن يونس، ثنا زهير، ثنا هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:
ما رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ في شىء من صلاة الليل جالساً قط، حتى دخل في السنِّ، فكان يجلس فيها فيقرأ، حتى إذا بقي أربعون أو ثلاثون آية قام فقرأها ثم سجد.
954ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن يزيد وأبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يصلي وهو جالس، فإِذا بقي من قراءته قدر ما يكون ثلاثين أو أربعين آية، قام فقرأها وهو قائم، ثم ركع، ثم سجد، ثم يفعل في الركعة الثانية مثل ذلك.
قال أبو داود: رواه علقمة بن وقاص عن النبي صلى الله عليه وسلم نحوه.
955ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد قال: سمعت بديل بن ميسرة وأيوب يحدثان، عن عبد اللّه بن شقيق، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً قاعداً، فإِذا صلّى قائماً ركع قائماً، وإذا صلى قاعداً ركع قاعداً.
956ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا كهمس بن الحسن، عن عبد اللّه بن شقيق قال: سألت عائشة:
أكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقرأ السورة في ركعة؟ قالت: المفصل، قال: قلت فكان يصلي قاعداً؟ قالت: حين حطمه الناس.
تفريع أبواب التشهد
180- باب: كيف الجلوس في التشهد؟
957ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، عن عاصم بن كليب، عن أبيه، عن وائل بن حجر قال:
قلت لأنظرنّ إلى صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كيف يصلي؟ فقام رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فاستقبل القبلة فكبّر، فرفع يديه حتى حاذتا بأذنيه، ثم أخذ شماله بيمينه، فلما أراد أن يركع فرفعهما [إلى] مثل ذلك، قال: ثم جلس فافترش رجله اليسرى ووضع يده اليسرى على فخذه اليسرى، وحد مرفقه الأيمن على فخذه اليمنى وقبض ثنتين وحلق حلقةً، ورأيته يقول هكذا، وحلّق بشر الإِبهام والوسطى وأشار بالسبابة.
958ـ [حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الرحمن بن القاسم عن عبد اللّه بن عبد اللّه عن عبد اللّه بن عمر قال:
سنة الصلاة أن تنصب رجلك اليمنى، وتثني رجلك اليسرى.
959ـ حدثنا ابن معاذ، ثنا عبد الوهاب قال: سمعت يحيى قال: سمعت القاسم يقول: أخبرني عبد اللّه بن عبد اللّه أنه سمع عبد اللّه بن عمر يقول:
من سنة الصلاة أن تُضجع رجلك اليسرى وتنصب اليمنى.
960ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن يحيى، بإِسناده مثله.
قال أبو داود: قال حماد بن زيد عن يحيى أيضاً: من السنة كما قال جرير.
961ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد
أن القاسم بن محمد أراهم الجلوس في التشهد فذكر الحديث.
962ـ حدثنا هناد بن السريِّ، عن وكيع، عن سفيان، عن الزبير بن عديّ، عن إبراهيم قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في الصلاة افترش رجله اليسرى حتى اسودَّ ظهر قدمه].
181- باب من ذكر التورُّك في الرابعة
963ـ حدثنا أحمد بن حنبل، حدثنا أبو عاصم الضحاك بن مخلد، أخبرنا عبد الحميد يعني ابن جعفر ح وثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، ثنا عبد الحميد يعني ابن جعفر حدثني محمد بن عمرو، عن أبي حميد الساعدي قال:
سمعته في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، وقال أحمد: قال أخبرني محمد بن عمرو بن عطاء قال: سمعت أبا حميد الساعديَّ في عشرة من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: منهم أبو قتادة، قال أبو حميد: أنا أعلمكم بصلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قالوا: فاعرض، فذكر الحديث قال: ويفتخ أصابع رجليه إذا سجد ثم يقول: "اللّه أكبر"، ويرفع، ويثني رجله اليسرى فيقعد عليها، ثم يصنع في الأخرى مثل ذلك، فذكر الحديث قال: حتى إذا كانت السجدة التي فيها التسليم أخَّر رجله اليسرى وقعد متورِّكاً على شقه الأيسر، زاد أحمد قالوا: صدقت، هكذا كان يصلي، ولم يذكرا في حديثهما الجلوس في الثنتين كيف جلس.
964ـ حدثنا عيسى بن إبراهيم المصري، ثنا ابن وهب، عن الليث، عن يزيد بن محمد القرشي ويزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حَلْحَلَة، عن محمد بن عمرو بن عطاءٍ
أنه كان جالساً مع نفر من أصحاب رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث، ولم يذكر أبا قتادة قال: فإِذا جلس في الركعتين جلس على رجله اليسرى، فإِذا جلس في الركعة الأخيرة قدم رجله اليسرى وجلس على مقعدته.
965ـ حدثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن يزيد بن أبي حبيب، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن محمد بن عمرو العامري قال:
كنت في مجلس، بهذا الحديث قال فيه: فإِذا قعد في الركعتين قعد على بطن قدمه اليسرى ونصب اليمنى، فإِذا كانت الرابعة أفضى بوركه اليسرى إلى الأرض وأخرج قدميه من ناحيةٍ واحدة.
966ـ حدثنا علي بن الحسين بن إبراهيم، ثنا أبو بدر، حدثنا زهير أبو خيثمة، ثنا الحسن بن الحرِّ، ثنا عيسى بن عبد اللّه بن مالك، عن عباس أو عياش بن سهل الساعدي، أنه كان في مجلس فيه أبوه، فذكر فيه قال:
فسجد فانتصب على كفَّيه وركبتيه وصدور قدميه وهو جالس فتورَّك ونصب قدمه الأخرى، ثم كبّر فسجد، ثم كبّر فقام ولم يتورَّك، ثم عاد فركع الركعة الأخرى فكبّر كذلك، ثم جلس بعد الركعتين، حتى إذا هو أراد أن ينهض للقيام قام بتكبير، ثم ركع الركعتين الأخريين، فلما سلم سلم عن يمينه وعن شماله.
قال أبو داود: ولم يذكر في حديثه ما ذكر عبد الحميد في التورُّك والرفع إذا قام من ثنتين.
967ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الملك بن عمرو، أخبرني فليح، أخبرني عباس بن سهل قال:
اجتمع أبو حميد وأبو أسيد وسهل بن سعد ومحمد بن مسلمة فذكر هذا الحديث، ولم يذكر الرفع إذا قام من ثنتين ولا الجلوس، قال: حتى فرغ، ثم جلس فافترش رجله اليسرى، وأقبل بصدر اليمنى على قبلته.
182- باب التشهد
968ـ حدثنا مسدّد، أخبرنا يحيى، عن سليمان الأعمش، حدثني شقيق بن سلمة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
كنا إذا جلسنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في الصلاة قلنا: السلام على اللّه قبل عباده، السلام على فلان وفلان، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لاتقولوا السلام على اللّه؛ فإِن اللّه هو السلام، ولكن إذا جلس أحدكم فليقل: التحيات للّه، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عبادِ اللّهِ الصالحِينَ، فإِنكم إذا قلتم ذلك أصاب كل عبدٍ صالحٍ في السماءِ والأرضِ" أو "بين السماء والأرض، أشهد أنن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم ليتخير أحدكم من الدعاء أعجبه إليه فيدعو به".
969ـ حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه قال:
كنا لا ندري ما نقول إذا جلسنا في الصلاة، وكان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قد علم، فذكر نحوه.
قال شريك: وحدثنا جامع يعني ابن شداد عن أبي وائل عن عبد اللّه بمثله، قال: وكان يعلمنا كلماتٍ، ولم يكن يعلمناهنَّ كما يعلمنا التشهد: اللهم ألف بين قلوبنا، وأصلح ذات بيننا، واهدنا سبل السلام، ونجنا من الظلمات إلى النور، وجنبنا الفواحش ما ظهر منها وما بطن، وبارك لنا في أسماعنا، وأبصارنا، وقلوبنا، وأزواجنا، وذرياتنا، وتب علينا؛ إنك أنت التواب الرحيم، واجعلنا شاكرين لنعمتك، مثنين بها قابليها، وأتمها علينا.
970ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا الحسن بن الحر، عن القاسم بن مخيمرة قال:
أخذ علقمة بيدي فحدثني أن عبد اللّه بن مسعود أخذ بيده، وأن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أخذ بيد عبد اللّه فعلمَّه التشهد في الصلاة، فذكر مثل دعاء حديث الأعمش "إذا قلت هذا أو قضيت هذا فقد قضيت صلاتك، إن شئت أن تقوم فقم، وإن شئت أن تقعد فاقعد".
971ـ حدثنا نصر بن علي، حدثني أبي، ثنا شعبة، عن أبي بشر، سمعت مجاهداً يحدث، عن ابن عمر،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في التشهد "التحيات للّه، الصلوات الطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته" قال: قال ابن عمر: زدت فيها "وبركاته" "السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه" قال ابن عمر: زدت [فيها] "وحده لا شريكم له" "وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله".
972ـ حدثنا عمرو بن عون، أخبرنا أبو عوانة، عن قتادة، ح وثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى بن سعيد، ثنا هشام، عن قتادة، عن يونس بن جبير، عن حطان بن عبد اللّه الرقاشي، قال:
صلى بنا أبو موسى الأشعريُّ، فلما جلس في آخر صلاته قال رجل من القوم: أقرت الصلاة بالبر والزكاة، فلما انفتل أبو موسى أقبل على القوم فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم ، فقال: أيكم القائل كلمة كذا وكذا؟ قال: فأرمَّ القوم، قال: فلعلك يا حطان أنت قلتها، قال: ما قلتها، ولقد رهبت أن تبكعني بها. قال: فقال رجل من القوم: أنا قلتها، وما أردت بها إلا الخير، فقال أبو موسى: أما تعلمون كيف تقولون في صلاتكم؟ إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خطبنا فعلمنا وبيّنَ لنا سنتنا وعلّمنا صلاتنا فقال: "إذا صليتم فأقيموا صفوفكم، ثم ليؤمكم أحدكم، فإِذا كبر فكبروا، وإذا قرأ: {غير المغضوب عليهم ولا الضالين} فقولوا: آمين؛ يجبكم اللّه، وإذا كبر وركع فكبروا واركعوا، فإِنَّ الإِمام يركعُ قبلكم ويرفع قبلكم" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "فتلك بتلك" "وإذا قال سمع اللّه لمن حمده فقولوا: اللهم ربنا لك الحمد؛ يسمع اللّه لكم؛ فإِنَّ اللّه تعالى قال على لسان نبيِّهِ صلى الله عليه وسلم: سمع اللّه لمن حمده، وإذا كبر وسجد فكبروا واسجدوا؛ فإِنََّ الإِمام يسجد قبلكم ويرفع قبلكم" قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "فتلك بتلك" "فإِذا كان عند القعدة فليكن من أول قول أحدكم أن يقول: التحيات الطيبات الصلوات للّه، السلام عليك أيها النبيُّ ورحمةُ اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله" لم يقل أحمد "وبركاته" ولا قال: "وأشهد" قال: "وأن محمداً".
973ـ حدثنا عاصم بن النضر، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، قال: ثنا قتادة عن أبي غلاَّب، يحدثه عن حطان بن عبد اللّه الرقاشي بهذا الحديث زاد:
"فإِذا قرأ فأنصتوا"، وقال في التشهد بعد أشهد أن لا إله إلا اللّه زاد "وحده لا شريك له".
قال أبو داود: وقوله: "فأنصتوا" ليس بمحفوظ، لم يجىء به إلا سليمان التيمي في هذا الحديث.
974ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن أبي الزبير، عن سعيد بن جبير، وطاوس عن ابن عباس أنه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يعلِّمنا التشهد كما يعلمنا القرآن، وكان يقول: "التحيات المباركات الصلوات الطيبات للّه، السلام عليك أيها النبي ورحمة اللّه وبركاته، السلام علينا وعلى عباد اللّه الصالحين، أشهد أن لا إله إلا اللّه، وأشهد أنَّ محمداً رسول اللهّ"ـ صلى اللّه عليه وسلم .
975ـ حدثنا محمد بن داود بن سفيان، ثنا يحيى بن حسان، ثنا سليمان بن موسى أبو داود، ثنا جعفر بن سعد بن سمرة بن جندب، قال: حدثني خبيب بن سليمان عن أبيه سليمان بن سمرة، عن سمرة بن جندب:
أما بعد أمرنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا كان في وسط الصلاة أو حين انقضائها فابدءوا قبل التسليم فقولوا: "التحيات الطيبات والصلوات والملك للّه" ثم سلموا على اليمين، ثم سلموا على قارئكم، وعلى أنفسكم.
قال أبو داود: سليمان بن موسى كوفي الأصل كان بدمشق.
قال أبو داود: ودلت هذه الصحيفة على أن الحسن سمع من سمرة.
183- باب الصلاة على النبي صلى اللّه عليه وسلم بعد التشهد
976ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن كعب بن عجرة قال:
قلنا، أو قالوا: يارسول اللّه، أمرتنا أن نصلي عليك وأن نسلم عليك، فأمَّا السلام فقد عرفناه، فكيف نصلي عليك؟ قال: "قولوا: اللهم صلِّ على محمدٍ وآل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمدٍ وآل محمدٍ، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
977ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع؛ ثنا شعبة بهذا الحديث قال:
"صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على آل إبراهيم".
978ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا ابن بشر، عن مسعر، عن الحكم بإِسناده بهذا، قال:
"اللهم صلِّ على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما صليت على إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ، اللهمَّ بارك على محمدٍ وعلى آل محمدٍ، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
قال أبو داود: رواه الزبير بن عديٍّ عن ابن أبي ليلى كما رواه مسعر إلا أنه قال: "كما صليت على آلِ إبراهيم، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارك على محمدٍ" وساق مثله.
979ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، ح وثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقيِّ، أنه قال: أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا:
يارسول اللّه، كيف نصلي عليك؟ قال: قولوا: "اللهم صلِّ على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمدٍ وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
980ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نعيم بن عبد اللّه المجمر أن محمد بن عبد اللّه بن زيد وعبد اللّه بن زيد هو الذي أريَ النداء بالصلاة أخبره عن أبي مسعود الأنصاري أنه قال:
أتانا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشير بن سعد: أمرنا اللّه أن نصلي عليك يارسول اللّه، فكيف نصلي عليك؟ فسكت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم حتى تمنينا أنه لم يسأله، ثم قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم "قولوا" فذكر معنى حديث كعب بن عجرة. زاد في آخره: "في العالمين إنك حميدٌ مجيدٌ".
981ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن إبراهيم بن الحارث، عن محمد بن عبد اللّه بن زيد، عن عقبة بن عمرو بهذا الخبر، قال:
"قولوا: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ النبيِّ الأميِّ وعلى آل محمدٍ".
982ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حبان بن يسار الكلابي، حدثني أبو مطرف عبيد اللّه بن طلحة بن عبيد اللّه بن كريز، حدثني محمد بن علي الهاشمي، عن المجمر، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من سره أن يكتالَ بالمكيالِ الأوفى إذا صلَّى علينا أهل البيت فليقل: اللهم صلِّ على محمدٍ النبيِّ وأزواجه أمهات المؤمنين وذريته وأهل بيته، كما صليت على آل إبراهيم؛ إنك حميدٌ مجيدٌ".
184- باب ما يقول بعد التشهد
983ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا الأوزاعي، حدثني حسان بن عطية، حدثني محمد بن أبي عائشة أنه سمع أبا هريرة يقول:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ باللّه من أربع: من عذاب جهنم، ومن عذاب القبر، من فتنة المحيا والممات، ومن شرِّ المسيح الدجال".
984ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا عمر بن يونس اليمامي، حدثني محمد بن عبد اللّه بن طاوس، عن أبيه، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول بعد التشهد: "اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الدجال، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات".
985ـ حدثنا عبد اللّه بن عمرو أبو معمر، ثنا عبد الوارث، ثنا الحسين المعلِّم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن حنظلة بن علي أن محجن بن الأدرع حدثه قال:
دخل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المسجد، فإِذا هو برجل قد قضى صلاته وهو يتشهد وهو يقول: اللهمَّ إني أسألك يا اللّه الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفواً أحدٌ أن تغفر لي ذنوبي، إنك أنت الغفور الرحيم، قال: فقال: "قد غفر له، قد غفر له" ثلاثاً.
185- باب إخفاء التشهد
986ـ حدثنا عبد اللّه بن سعيد الكندي، ثنا يونس يعني ابن بكير عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن عبد اللّه قال: من السنة أن يُخفى التشهد.
186- باب الإِشارة في التشهد
987ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن مسلم بن أبي مريم، عن علي بن عبد الرحمن المعاويّ، قال:
رآني عبد اللّه بن عمر وأنا أعبث بالحصى في الصلاة، فلما انصرف نهاني وقال: إصنع كما كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع، فقلت: وكيف كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع؟ قال: كان إذا جلس في الصلاة وضع كفه اليمنى على فخذه اليمنى وقبض أصابعه كلها، وأشار بإِصبعه التي تلي الإِبهام، ووضع كفّه اليسرى على فخذه اليسرى.
988ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، ثنا عفان، ثنا عبد الواحد بن زياد، ثنا عثمان بن حكيم، ثنا عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه قال:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى تحت فَخِذِهِ اليمنى وساقِهِ، وفرش قدمه اليمنى، ووضع يده اليسرى على ركبته اليسرى، ووضع يده اليمنى على فخذه اليمنى، وأشار بإِصبعه، وأرانا عبد الواحد، وأشار بالسبابة.
989ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصيُّ، ثنا حجاج، عن ابن جريج، عن زياد، عن محمد بن عجلان، عن عامر بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن الزبير
أنه ذكر أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يشير بإِصبعه إذا دعا، ولا يحركها.
قال ابن جريج: وزاد عمرو بن دينار قال: أخبرني عامر عن أبيه أنه رأى النبيَّ صلى الله عليه وسلم يدعو كذلك، ويتحامل النبيُّ صلى الله عليه وسلم بيده اليسرى على فخذه اليسرى.
990ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، ثنا ابن عجلان، عن عامر بن عبد اللّه بن الزبير، عن أبيه بهذا الحديث قال:
لا يجاوز بصره إشارته، وحديث حجاج أتم.
991ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا عثمان يعني ابن عبد الرحمن ثنا عصام بن قدامة من بني بجيلة ، عن مالك بن نمير الخزاعي، عن أبيه قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم واضعاً ذراعه اليمنى على فخذه اليمنى، رافعاً إصبعه السبابة قد حناها شيئاً.
187- باب كراهية الاعتماد على اليد في الصلاة
992ـ حدثنا أحمد بن حنبل، وأحمد بن محمد بن شبويه، ومحمد بن رافع، ومحمد بن عبد الملك الغزال قالوا: ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
نهى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، قال أحمد بن حنبل: أن يجلس الرجل في الصلاة، وهو معتمد على يده. وقال ابن شبُّويه: نهى أن يعتمد الرجل على يده في الصلاة، وقال ابن رافع: نهى أن يصليَ الرجل وهو معتمد على يده، وذكر في باب الرفع من السجود، وقال ابن عبد الملك: نهى أن يعتمد الرجل على يديه إذا نهض في الصلاة.
993ـ حدثنا بشر بن هلال، ثنا عبد الوارث، عن إسماعيل بن أمية، قال:
سألت نافعاً عن الرجل يصلي وهو مشبِّك يديه؟ قال: قال ابن عمر: تلك صلاة المغضوب عليهم.
994ـ حدثنا هارون بن زيد بن أبي الزرقاء، ثنا أبي، ح وثنا محمد بن سلمة، قال: ثنا ابن وهب، وهذا لفظه، جميعاً عن هشام بن سعد، عن نافع، عن ابن عمر
أنه رأى رجلاً يتَّكىءُ على يده اليسرى وهو قاعد في الصلاة، وقال هارون بن زيد: ساقطاً على شقه الأيسر ثم اتفقا: فقال له: لا تجلس هكذا؛ فإِن هكذا يجلس الذين يعذبون.
188- باب في تخفيف القعود
995ـ حدثنا حفص بن عمر، قال: ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي عبيدة، عن أبيه
أن النبيَّ صلى الله عليه وسلم كان في الركعتين الأوليين كأنه على الرضف قال: قلنا حتى يقوم؟ قال: حتى يقوم.
189- باب في السلام
996ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، ح وثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، ح وثنا مسدد ثنا أبو الأحوص، ح وثنا محمد بن عبيد المحاربي وزياد بن أيوب قالا: ثنا عمر بن عبيد الطنافسي، ح وثنا تميم بن المنتصر، قال: أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، ح وثنا أحمد بن منيع، ثنا حسين بن محمد، ثنا إسرائيل كلهم عن أبي إسحاق، عن أبي الأحوص، عن عبد اللّه، وقال إسرائيل: عن أبي الأحوص والأسود، عن عبد اللّه
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسلِّم عن يمينه وعن شماله حتى يرى بياض خده: "السلام عليكم ورحمة اللّه، السلام عليكم ورحمة اللّه".
قال أبو داود: وهذا لفظ حديث سفيان، وحديث شريك لم يفسره.
قال أبو داود: ورواه زهير عن أبي إسحاق، ويحيى بن آدم عن إسرائيل عن أبي إسحاق عن عبد الرحمن بن الأسود عن أبيه، وعلقمة عن عبد اللّه.
قال أبو داود: شعبة كان ينكر هذا الحديث حديث أبي إسحاق أن يكون مرفوعاً.
997ـ حدثنا عبدة بن عبد اللّه، ثنا يحيى بن آدم، ثنا موسى بن قيس الحضرمي، عن سلمة بن كهيل، عن علقمة بن وائل، عن أبيه قال:
صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان يسلم عن يمينه "السلام عليكم ورحمة اللّه" وعن شماله "السلام عليكم ورحمة اللّه".
998ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا يحيى بن زكريا ووكيع، عن مسعر، عن عبيد اللّه بن القبطية، عن جابر بن سمرة قال:
كنا إذا صلينا خلف رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسلم أحدنا أشار بيده من عن يمينه ومن عن يساره، فلما صلى قال: "ما بال أحدكم يومىء بيده كأنها أذناب خيلٍ شُمسٍ؟ إنما يكفي أحدكم، أو ألا يكفي أحدكم أن يقول هكذا" وأشار بإِصبعه "يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله".
999ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا أبو نعيم، عن مسعر بإِسناده ومعناه، قال:
"أما يكفي أحدكم أو حدهم أن يضع يده على فخذه ثم يسلم على أخيه من عن يمينه ومن عن شماله".
1000ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، ثنا الأعمش، عن المسيب بن رافع، عن تميم الطائي، عن جابر بن سمرة قال:
دخل علينا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم والناس رافعوا أيديهم، قال زهير: أراه قال: في الصلاة فقال: "ما لي أراكم رافعي أيديكم كأنها أذناب خيلٍ شُمسٍ؟! اسكنوا في الصلاة".
190- باب الرد على الإِمام
1001ـ حدثنا محمد بن عثمان أبو الجماهر، ثنا سعيد بن بشير، عن قتادة، عن الحسن، عن سمرة قال:
أمرنا النبيُّ صلى الله عليه وسلم أن نردَّ على الإِمام وأن نتحابَّ، وأن يسلم بعضنا على بعض.
191- باب التكبير بعد الصلاة
1002ـ حدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سفيان، عن عمرو، عن أبي معبد، عن ابن عباس قال:
كان يُعلم انقضاء صلاة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالتكبير.
1003ـ حدثنا يحيى بن موسى البلخي، ثنا عبد الرزاق، أخبرني ابن جريج، أخبرنا عمرو بن دينار أن أبا معبد مولى ابن عباس أخبره أن ابن عباس أخبره
أن رفع الصوت للذكر حين ينصرف الناس من المكتوبة كان ذلك على عهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وأن ابن عباس قال: كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك وأسمعه.
192- باب حذف السلام
1004ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، حدثني محمد بن يوسف الفريابي، ثنا الأوزاعي، عن قرَّة بن عبد الرحمن، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هرسرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "حذف السلام سنةٌ".
[قال عيسى: نهاني ابن المبارك عن رفع هذا الحديث.
قال أبو داود: سمعت أبا عمير عيسى بن يونس الفاخوري الرملي قال: لما رجع الفريابي من مكة ترك رفع هذا الحديث وقال: نهاه أحمد بن حنبل عن رفعه].
193- باب إذا أحدث في صلاته [يستقبل]
1005ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن عاصم الأحول، عن عيسى بن حطان، عن مسلم بن سلام، عن علي بن طلقٍ قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا فسا أحدكم في الصلاة فلينصرف فليتوضأ وليعد صلاته".
194- باب في الرجل يتطوع في مكانه الذي صلى فيه المكتوبة
1006ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد وعبد الوارث، عن ليث، عن الحجّاج بن عبيد، عن إبراهيم بن إسماعيل، عن أبي هيرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "أيعجز أحدكم" قال عن عبد الوارث: "أنّ يتقدّمَ أو يتأخّر أو عن يمينه أو عن شماله" زاد في حديث حماد "في الصلاة" يعني في السبحة.
1007ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أشعث بن شعبة، عن المنهال بن خليفة، عن الأزرق بن قيس قال:صلى بنا إمام لنا يكنى أبا رمثة فقال: صليت هذه الصلاة، أو مثل هذه الصلاة مع النبي صلى الله عليه وسلم قال: وكان أبو بكر وعمر يقومان في الصف المقدم عن يمينه وكان رجل قد شهد التكبيرة الأولى من الصلاة، فصلّى نبيُّ اللّه صلى الله عليه وسلم، ثم سلّم عن يمينه وعن يساره حتى رأينا بياض خدّيه، ثم انفتل كانفتال أبي رمثةَ يعني نفسه، فقام الرجل الذي أدرك معه التكبيرة الأولى من الصلاة يشفع، فوثب إليه عمر فأخذ بمنكبيه فهزّهُ ثم قال: أجلس فإِنه لم يهلك أهل الكتاب إلا أنه لم يكن بين صلواتهم فصلٌ، فرفع النبيُّ صلى الله عليه وسلم بصره فقال: "أصاب اللّه بك يا ابن الخطاب".
[قال أبو داود: وقد قيل أبو أمية مكان أبي رمثة].
جماع أبواب التشهد في الصلاة
195- باب السهو في السجدتين
1008ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إحدى صلاتي العشي الظهر أو العصر، قال: فصلى بنا ركعتين ثم سلم، ثم قام إلى خشبة في مقدم المسجد فوضع يديه عليها إحداهما على الأخرى يعرف في وجهه الغضب، ثم خرج سرعان الناس وهم يقولون: قصرت الصلاة، قصرت الصلاة، وفي الناس أبو بكر وعمر فهاباه أن يكلماه، فقام رجل كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يسميه ذا اليدين فقال: يارسول اللّه، أنسيت أم قصرت الصلاة؟ قال: "لم أنس ولم تقصر الصلاة" قال: بل نسيت يارسول اللّه، فأقبل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم على القوم فقال: "أصدق ذو اليدين" فأومئوا: إي نعم، فرجع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى مقامه فصلَّى الركعتين الباقيتين ثم سلم، ثم كبّر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبّر، ثم كبّر وسجد مثل سجوده أو أطول، ثم رفع وكبّر قال: فقيل لمحمد: سلم في السهو؟ فقال: لم أحفظه عن أبي هريرة، ولكن نُبِّئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلّم.
1009ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أيوب، عن محمد بإِسناده، وحديث حماد أتم قال:
ثمَّ صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم لم يقل "بنا" ولم يقل "فأومئوا" قال: فقال الناس: نعم، قال: ثم رفع ولم يقل وكبر، ثم كبر وسجد مثل سجوده أو أطول ثم رفع، وتمَّ حديثه لم يذكر ما بعده، ولم يذكر "فأومئوا" إلا حماد بن زيد.
[قال أبو داود: وكل من روى هذا الحديث لم يقل "فكبّر" ولا ذكر "رجع"].
1010ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا سلمة يعني ابن علقمة عن محمد، عن أبي هريرة قال:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، بمعنى حديث حماد كله، إلى آخر قوله: "نبئت أن عمران بن حصين قال: ثم سلم" قال: قلت فالتشهد؟ قال: لم أسمع في التشهد وأَحَبُ إليَّ أن يتشهد، ولم يذكر "كان يسميه ذا اليدين" ولا ذكر "فأومئوا" ولا ذكر الغضب، وحديث حماد عن أيوب أتمُّ.
1011ـ حدثنا علي بن نصر بن علي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، وهشام، ويحيى بن عتيق، وابن عون، عن محمد، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة ذي اليدين أنه كبر وسجد، وقال هشام يعني ابن حسان كبّر، ثم كبّر وسجد.
قال أبو داود: روى هذا الحديث أيضاً حبيب بن الشهيد، وحميد، ويونس، وعاصم الأحول، عن محمد، عن أبي هريرة لم يذكر أحد منهم ما ذكر حماد بن زيد، عن هشام أنه كبّر، ثم كبّر وسجد، وروى حماد بن سلمة وأبو بكر بن عيّاش هذا الحديث عن هشام، لم يذكرا عنه هذا الذي ذكره حماد بن زيد أنه كبر ثم كبر.
1012ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن كثير، عن الأوزاعي، عن الزهري، عن سعيد بن المسيب وأبي سلمة، وعبيد اللّه بن عبد اللّه، عن أبي هريرة بهذه القصة قال:
ولم يسجد سجدتي السهو حتى يقنه اللّه ذلك.
1013ـ حدثنا حجاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب يعني ابن إبراهيم ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة أخبره
أنه بلغه أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بهذا الخبر قال: ولم يسجد السجدتين اللتين تسجدان إذا شك حين لقاه الناس.
قال ابن شهاب: وأخبرني بهذا الخبر سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة، قال: وأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن وأبو بكر بن الحارث بن هشام وعبيد اللّه بن عبد اللّه.
قال أبو داود: رواه يحيى بن أبي كثير، وعمران بن أبي أنس، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن والعلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه جميعاً عن أبي هريرة بهذه القصة، ولم يذكر أنه سجد السجدتين.
[قال أبو داود: ورواه الزبيدي، عن الزهري، عن أبي بكر بن سليمان بن أبي حثمة، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: ولم يسجد سجدتي السهو].
1014ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن سعد بن إبراهيم سمع أبا سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر فسلم في الركعتين، فقيل له: نقضت الصلاة؟ فصلى ركعتين، ثم سجد سجدتين.
1015ـ حدثنا إسماعيل بن أسد، أخبرنا شبابة، ثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة
أن النبي صلى الله عليه وسلم انصرف من الركعتين من صلاة المكتوبة فقال له رجل: أقصرت الصلاة يارسول اللّه أم نسيت؟ قال: "كلُّ ذلك لم أفعل" فقال الناس: قد فعلت ذلك يارسول اللّه، فركع ركعتين أخريين ثم انصرف، ولم يسجد سجدتي السهو.
قال أبو داود: رواه داود بن الحصين عن أبي سفيان مولى ابن أبي أحمد عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذه القصة قال: ثم سجد سجدتين وهو جالس بعد التسليم.
1016ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا هاشم بن القاسم، ثنا عكرمة بن عمار، عن ضمضم بن جوس الهفَّاني، حدثني أبو هريرة بهذا الخبر، قال: ثم سجد سجدتي السهو بعد ما سلّم.
1017ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت، ثنا أبو أسامة، ح وثنا محمد بن العلاء، أخبرنا أبو أسامة، أخبرني عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر، قال:
صلَّى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فسلّم في الركعتين، فذكر نحو حديث ابن سيرين عن أبي هريرة قال: ثم سلم، ثم سجد سجدتي السهو.
1018ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ح وثنا مسدد، ثنا مسلمة بن محمد قالا: ثنا خالد الحذاء، ثنا أبو قلابة، عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين قال:
سلّم رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في ثلاثة ركعات من العصر ثم دخل، قال عن مسلمة: الحجر، فقام إليه رجل يقال له الخرباق كان طويل اليدين فقال له: أقصرت الصلاة يارسول اللّه؟ فخرج مغضباً يجرُّ رداءه فقال: "أصدق"؟ قالوا نعم، فصلى تلك الركعة، [ثم سلم]، ثم سجد سجدتيها، ثم سلم.
196- باب إذا صلَّى خمساً
1019ـ حدثنا حفص بن عمر ومسلم بن إبراهيم، المعنى قال حفص: ثنا شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه قال:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الظهر خمساً، فقيل له، أزيد في الصلاة؟ قال: "وماذاك"؟ قال: صليت خمساً، فسجد سجدتين بعد ما سلم.
1020ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
صلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال إبراهيم: فلا أدري زاد أم نقص، فلما سلم قيل له: يارسول اللّه، أحدث في الصلاة شىء؟ قال: "وما ذاك"؟ قالوا: صليت كذا وكذا فثنى رجله واستقبل القبلة، فسجد بهم سجدتين ثم سلّم، فلما انفتل أقبل علينا بوجهه [صلى الله عليه وسلم] فقال: "إنه لو حدث في الصلاة شىءٌ أنبأتكم به، ولكن إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون، فإِذا ننسيت فذكروني" وقال: "إذا شك أحدكم في صلاته فليتحر الصواب، فليتم عليه ثم ليسلم ثم ليسجد سجدتين".
1021ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن ننمير، ثنا أبي، ثنا الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عبد اللّه بهذا قال:
"فإذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين" ثم تحول فسجد سجدتين.
قال أبو داود: رواه حصين نحو حديث الأعمش.
1022ـ حدثنا حدثنا نصر بن علي، أخبرنا جرير، ح وثنا يوسف بن موسى، ثنا جرير، وهذا حديث يوسف، عن الحسن بن عبيد اللّه، عن إبراهيم بن سويد، عن علقمة قال: قال عبد اللّه:
صلى بنا رسول اللّه صلى الله عليه وسلم خمساً، فلما انفتل توشوش القوم بينهم فقال: "ماشأنكم"؟ قالوا: يارسول اللّه، هل زيد في الصلاة؟ قال: "لا" قالوا: فإِنك قد صليت خمساً، فانفتل فسجد سجدتين ثم سلم، ثم قال: "إنما أنا بشرٌ أنسى كما تنسون".
1023ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث يعني ابن سعد عن يزيد بن أبي حبيب، أن سويد بن قيس أخبره عن معاوية بن حُديج
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلى يوماً فسلم، وقد بقيت من الصلاة ركعة، فأدركه رجل فقال: نسيت من الصلاة ركعة، فرجع فدخل المسجد وأمر بلالاً، فأقام الصلاة فصلى للناس ركعة، فأخبرت بذلك الناس فقالوا لي: أتعرف الرجل؟ قلت: لا إلا أن أراه فمرّ بي، فقلت: هذا هو، فقالوا: هذا طلحة بن عبيد اللّه.
197- باب إذا شك في الثنتين والثلاث من قال: يلقي الشك
1024ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو خالد، عن ابن عجلان، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدريِّ قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا شك أحدكم في صلاته فليلق الشكَّ، وليبن على اليقين، فإِذا استيقن التمام سجد سجدتين، فإِن كانت صلاته تامةً كانت الركعة نافلة والسجدتان، وإن كانت ناقصة كانت الركعة تماماً لصلاته وكانت السجدتان مرغمتي الشيطان".
قال أبو داود: رواه هشام بن سعد، ومحمد بن مطرف، عن زيد، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي صلى الله عليه وسلم وحديث أبي خالد أشبع.
1025ـ [حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد اللّه بن كيسان، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم سمَّى سجدتي السهو المرغمتين].
1026ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شكَّ أحدكم في صلاته فلا يدري كم صلّى ثلاثاً أو أربعاً فليصلِّ ركعةً وليسجد سجدتين وهو جالسٌ قبل التسليم، فإِن كانت الركعة التي صلّى خامسةً شفعها بهاتين، وإن كانت رابعةً فالسجدتان ترغيم للشيطان".
1027ـ حدثنا قتيبة، قال: ثنا يعقوب بن عبد الرحمن القاري، عن زيد بن أسلم بإِسناد مالك قال:
إن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا شكَّ أحدكم في صلاته فإِن استيقن أن قد صلى ثلاثاً فليقم فليتمَّ ركعةً بسجودها ثمَّ يجلس فيتشهد، فإِذا فرغ فلم يبق إلا أن يسلم فليسجد سجدتين وهو جالس ثم ليسلم" ثم ذكر معنى مالك.
قال أبو داود: وكذلك رواه ابن وهب عن مالك وحفص بن ميسرة وداود بن قيس وهشام بن ساعد، إلا أن هشاماً بلغ به أبا سعيد الخدريَّ.
198- [باب من قال]: يتم على أكبر ظنه
1028ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن خصيف، عن أبي عبيدة بن عبد اللّه، عن أبيه،
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كنت في صلاة فشككت في ثلاث أو أربعٍ، وأكبر ظنك على أربع تشهدت ثم سجدت سجدتين وأنت جالسٌ قبل أن تسلَّم، ثم تشهدت أيضاً، ثم تُسَلِّم".
قال أبو داود: رواه عبد الواحد عن خصيف ولم يرفعه، ووافق عبد الواحد أيضاً سفيان وشريك وإسرائيل، واختلفوا في الكلام في متن الحديث ولم يسندوه.
1029ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، ثنا هشام الدستوائي، ثنا يحيى بن أبي كثير، ثنا عياض، ح وثنا موسى بن إسماعيل، ثنا أبان، ثنا يحيى، عن هلال بن عياض عن أبي سعيد الخدري
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إذا صلى أحدكم فلم يدر زاد أم نقص فليسجد سجدتين وهو قاعدٌ، فإِذا أتاه الشيطان فقال: إنك قد أحدثت فليقلْ: كذبت إلا ما وجد ريحاً بأنفه أو صوتاً بأذنه" وهذا لفظ حديث أبان.
قال أبو داود: وقال معمر وعليُّ بن المبارك: عياض بن هلال، وقال الأوزاعي عياض بن أبي زهير.
1030ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "إن أحدكم إذا قام يصلي جاءه الشيطان فلبس عليه حتى لا يدري كم صلى، فإِذا وجد أحدكم ذلك فليسجد سجدتين وهو جالسٌ".
قال أبو داود: وكذا رواه ابن عيينة ومعمر والليث.
1031ـ حدثنا حجّاج بن أبي يعقوب، ثنا يعقوب، أخبرنا ابن أخي الزهري، عن محمد بن مسلم بهذا الحديث بإِسناده،
زاد "وهو جالس قبل التسليم".
1032ـ حدثنا حجاج، ثنا يعقوب، أخبرنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن مسلم الزهري بإِسناده ومعناه قال:
"فليسجد سجدتين قبل أن يسلم ثم ليسلم".
199- باب من قال: بعد التسليم
1033ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا حجّاج، عن ابن جريج، قال: أخبرني عبد اللّه بن مسافع أن مصعب بن شيبة أخبره، عن عتبة بن محمد بن الحارث عن عبد اللّه بن جعفر
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من شكَّ في صلاتهِ فليسجد سجدتين بعد ما يسلم".
200- باب من قام ثنتين ولم يتشهد
1034ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن الأعرج، عن عبد اللّه بن بحينة أنه قال:
صلى لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتين ثم قام فلم يجلس، فقام الناس معه، فلما قضى صلاته وانتظرنا التسليم كبّر فسجد سجدتين وهو جالس قبل التسليم، ثم سلم [صلى اللّه عليه وسلم].
1035ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا أبي وبقية، قالا: ثنا شعيب، عن الزهري بمعنى إسناده وحديثه، زاد "وكان منا المتشهد في قيامه".
قال أبو داود: وكذلك سجدهما ابن الزبير، قام من ثنتين قبل التسليم، وهو قول الزهري.
201- باب من نسي أن يتشهد وهو جالس
1036ـ حدثنا الحسن بن عمرو، عن عبد اللّه بن الوليد، عن سفيان، عن جابر، يعني الجعفي قال: ثنا المغيرة بن شبيل الأحمسي، عن قيس بن أبي حازم، عن المغيرة بن شعبة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إذا قام الإِمام في الركعتين: فإِن ذكر قبل أن يستويَ قائماً فليجلس، فإِن استوى قائماً فلا يجلس، ويسجد سجدتي السهو".
[قال أبو داود: وليس في كتابي عن جابر الجعفي إلا هذا الحديث].
1037ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر الجشمي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا المسعودي، عن زياد بن علاقة قال:
صلى بنا المغيرة بن شعبة فنهض في الركعتين قلنا: سبحان اللّه، قال: سبحان اللّه ومضى، فلما أتمَّ صلاته وسلّم سجد سجدتي السهو، فلما انصرف قال: رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصنع كما صنعت.
قال أبو داود: وكذلك رواه ابن أبي ليلى عن الشعبي عن المغيرة بن شعبة، ورفعه، ورواه أبو عميس عن ثابت بن عبيد قال: صلى بنا المغيرة بن شعبة، مثل حديث زياد بن علاقة.
قال أبو داود: أبو عميس أخو المسعودي، وفعل سعد بن أبي وقاص مثل ما فعل المغيرة وعمران بن حصين والضحاك بن قيس ومعاوية بن أبي سفيان، وابن عباس أفتى بذلك، وعمر بن عبد العزيز.
قال أبو داود: وهذا فيمن قام من ثنتين، ثم سجدوا بعدما سلّموا.
1038ـ حدثنا عمرو بن عثمان والربيع بن نافع وعثمان بن أبي شيبة وشجاع بن مخلد بمعنى الإِسناد أن ابن عياش حدثهم، عن عبيد اللّه بن عبيد الكلاعي عن زهير يعني ابن سالم العنسي عن عبد الرحمن بن جبير بن نفير، قال عمرو وحده: عن أبيه، عن ثوبان،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لكل سهوٍ سجدتان بعدما يسلم" ولم يذكر "عن أبيه" غير عمرو.
202- باب سجدتي السهو فيهما تشهدٌ وتسليم
1039ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا محمد بن عبد اللّه بن المثنى، حدثني أشعث، عن محمد بن سيرين، عن خالد يعني الحذاء عن أبي قلابة عن أبي المهلب، عن عمران بن حصين
أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم فسها فسجد سجدتين ثم تشهد، ثم سلم.
ماتسمى سجدتا السهو
حدثنا أبو داود قال: حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة قال: حدثنا الفضل بن موسى عن عبد اللّه بن كيسان عن عكرة عن ابن عباس
أن النبي صلى الله عليه وسلم سمى سجدتي السهو المرغمتين].
203- باب انصراف النساء قبل الرجال من الصلاة
1040ـ حدثنا محمد بن يحيى ومحمد بن رافع قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن هند بنت الحارث، عن أم سلمة قالت:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا سلّم مكث قليلاً، وكانوا يرون أن ذلك كيما ينفذ النساء قبل الرجال.
204- باب كيف الإِنصراف من الصلاة
1041ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا شعبة، عن سماك بن حرب عن قبيصة بن هُلْب رجلٍ من طيٍّ، عن أبيه
أنه صلى مع النبي صلى الله عليه وسلم فكان ينصرف عن شقيه.
1042ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن سليمان، عن عمارة بن عمير، عن الأسود بن يزيد، عن عبد اللّه قال:
لا يجعل أحدكم نصيباً للشيطان من صلاته ألاّ ينصرف إلا عن يمينه، وقد رأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أكثر ما ينصرف عن شماله، قال عمارة: أتيت المدينة بعد فرأيت منازل النبي صلى الله عليه وسلم عن يساره.
205- باب صلاة الرجل التطوع في بيته
1043ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، أخبرني نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم، ولا تتخذوها قبوراً".
1044ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني سليمان بن بلال، عن إبراهيم بن أبي النضر، عن أبيه، عن بسر بن سعيد، عن زيد بن ثابت
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "صلاة المرء في بيته أفضل من صلاته في مسجدي هذا، إلا المكتوبة".
206- باب من صلى لغير القبلة ثم علم
1045ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن ثابت وحميد، عن أنس
أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه كانوا يصلُّون نحو بيت المقدس، فلما نزلت هذه الآية: {فولِّ وجهك شطر المسجد الحرام وحيث ما كنتم فولوا وجوهكم شطره} فمرَّ رجل من بني سلمة فناداهم وهم ركوع في صلاة الفجر نحو بيت المقدس: ألا إنَّ القبلة قد حوِّلتْ إلى الكعبة، مرتين، قال: فمالوا كما هم ركوع إلى الكعبة.
باب تفريع أبواب الجمعة
207- [باب فضل يوم الجمعة وليلة الجمعة]
1046ـ حدثنا القعنبي عن مالك، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "خير يومٍ طلعت فيه الشمس يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه أهبط، وفيه تيب عليه، وفيه مات، وفيه تقوم الساعة، وما من دابةٍ إلاّ وهي مسيخة يوم الجمعة من حين تصبح حتى تطلع الشمس شفقاً من الساعة، إلاَّ الجنَّ والإِنس، وفيه [تقوم] ساعةٌ لا يصادفها عبدٌ مسلمٌ وهو يصلي يسأل اللّه عزوجل حاجةً إلا أعطاه إياها" قال كعب: ذلك في كل سنة يوم، فقلت: بل في كل جمعة. قال: فقرأ كعب التوراة، فقال: صدق رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: قال أبو هريرة: ثم لقيت عبد اللّه بن سلام فحدثته بمجلسي مع كعب، فقال عبد اللّه بن سلام: قد علمت أيةُ ساعة هي؟ قال أبو هريرة: فقلت له فأخبرني بها، فقال عبد اللّه بن سلام: هي آخر ساعة من يوم الجمعة، فقلت: كيف هي آخر ساعة من يوم الجمعة، وقد قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "لايصادفها عبد مسلمٌ وهو يصلي" وتلك الساعة لا يصلى فيها؟ فقال عبد اللّه بن سلام: ألم يقل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من جلس مجلساً ينتظر الصلاة فهو في صلاة حتى يصلي"؟ قال: فقلت بلى، قال: هو ذاك.
1047ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا حسين بن علي، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، عن أبي الأشعث الصنعانني، عن أوس بن أوس قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنَّ من أفضل أيامكم يوم الجمعة: فيه خلق آدم، وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة فيه؛ فإِنَّ صلاتكم معروضةٌ علي" قال: قالوا: يارسول اللّه، وكيف تعرض صلاتنا عليك وقد أرمت ؟ يقولون: بليت، فقال: "إن اللّه عزوجل حرم على الأرض أجساد الأنبياء".
208- باب الإِجابة، أية ساعة هي في يوم الجمعة؟
1048ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعني ابن الحارث أن الجلاح مولى عبد العزيز، حدثه أن أبا سلمة يعني ابن عبد الرحمن حدثه عن جابر بن عبد اللّه
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "يوم الجمعة ثنتا عشرة" يريد ساعةً "لايوجد مسلمٌ يسأل اللّه عزوجل شيئاً إلا آتاه اللّه عزوجل، فالتمسوها آخر ساعةٍ بعد العصر".
1049ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني مخرمة يعني ابن بكير عن أبيه، عن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري قال: قال لي عبد اللّه بن عمر:
أسمعت أباك يحدث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في شأن الجمعة، يعني الساعة؟ قال: قلت نعم، سمعته يقول: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول: "هي ما بين أن يجلس الإِمام إلى أن تقضى الصلاة".
قال أبو داود: يعني على المنبر.
209- باب فضل الجمعة
1050ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بين الجمعة إلى الجمعة وزيادة ثلاثة أيامٍ، ومن مسَّ الحصى فقد لغا".
1051ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر قال: حدثني عطاء الخراساني، عن مولى امراته أمّ عثمان قال:
سَمعت علياً رضي اللّه عنه على منبر الكوفة يقول: إذا كان يوم الجمعة غدت الشياطين براياتها إلى الأسواق فيرمون الناس بالترابيث، أو الربائث ، ويثبطونهم عن الجمعة، وتغدو الملائكة فيجلسون على أبواب المسجد فيكتبون الرجل من ساعة والرجل من ساعتين حتى يخرج الإِمام، فإِذا جلس الرجل مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر فأنصت ولم يلغ كان له كفلان من أجر، فإِن نأى وجلس حيث لا يسمع فانصت ولم يلغ كان له كفلٌ من أجره، وإن جلس مجلساً يستمكن فيه من الاستماع والنظر فلغا ولم ينصت كان له كفلٌ من وزرٍ، ومن قال يوم الجمعة لصاحبه "صه" فقد لغا، ومن لغا فليس له في جمعته تلك شىء، ثم يقول في آخر ذلك: سمعت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك.
قال أبو داود: رواه الوليد بن مسلم عن ابن جابر قال: بالربائث وقال: مولى امرأته أم عثمان بن عطاء.
210- باب التشديد في ترك الجمعة
1052ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن محمد بن عمرو قال: حدثني عبيدة بن سفيان الحضرمي، عن أبي الجعد الضمري وكانت له صحبة
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك ثلاث جُمَعٍ تهاوناً بها طبع اللّه على قلبه".
211- باب كفارة من تركها
1053ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا همام، ثنا قتادة، عن قدامة بن وبرة العجيفي، عن سمرة بن جندب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من ترك الجمعة من غير عذرٍ فليتصدق بدينارٍ، فإِن لم يجد فبنصف دينارٍ".
قال أبو داود: وهكذا رواه خالد بن قيس، وخالفه في الإِسناد، ووافقه في المتن.
1054ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا محمد بن يزيد وإسحاق بن يوسف، عن أيوب أبي العلاء، عن قتادة، عن قدامة بن وبرة قال:
قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "من فاته الجمعة من غير عذر فليتصدق بدرهم، أو نصف درهم، أو صاع حنطة، أو نصف صاعٍ".
قال أبو داود: رواه سعيد بن بشير عن قتادة هكذا إلا أنه قال: مدا ونصف مد، وقال: عن سمرة.
[قال أبو داود: سمعت أحمد بن حنبل يسأل عن اختلاف هذا الحديث، فقال: همام عندي أحفظ من أيوب، يعني أبا العلاء].
212- باب من تجبُ عليه الجمعة
1055ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، عن عبيد اللّه بن أبي جعفر أن محمد بن جعفر حدثه، عن عروة بن الزبير،
عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت: كان الناس ينتابون الجمعة من منازلهم، ومن العوالي.
1056ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا قبيصة، ثنا سفيان، عن محمد بن سعيد يعني الطائفي عن أبي سلمة بن نبيه، عن عبد اللّه بن هارون، عن عبد اللّه بن عمرو،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة على كل من سمع النداء".
قال أبو داود: روى هذا الحديث جماعة عن سفيان مقصوراً على عبد اللّه بن عمرو، ولم يرفعوه وإنما أسنده قبيصة.
213- باب الجمعة في اليوم المطير
1057ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن أبي المليح عن أبيه
أن يوم حُنَيْن كان يوم مطر، فأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم مناديه أن الصلاة في الرحال.
1058ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد، عن صاحب له، عن أبي مليح أن ذلك كان يوم جمعة.
1059ـ حدثنا نصر بن علي، قال سفيان بن حبيب: خُبِّرنا، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة، عن أبي المليح، عن أبيه
أنه شهد النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية في يوم جمعة وأصابهم مطر لم يبتلَّ أسفلُ نعالهم، فأمرهم أن يصلوا في رحالهم.
214- باب التخلف عن الجماعة في الليلة الباردة [أو الليلة المطيرة]
1060ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن نافع،
أن ابن عمر نزل بضجنان في ليلة باردة، فأمر المنادي فنادى أن الصلاة في الرحال.
قال أيوب: وحدّث نافع عن ابن عمر أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان إذا كانت ليلة باردة أو مطيرة أمر المناديَ فنادى: الصلاة في الرحال.
1061ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع قال:
نادى ابن عمر بالصلاة بضجنان، ثم نادى: أن صلوا في رحالكم، قال فيه: ثم حدّث عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه كان يأمر المناديَ فينادي بالصلاة، ثم ينادي: أن صلُّوا في رحالكم في الليلة الباردة، وفي الليلة المطيرة في السفر.
قال أبو داود: ورواه حماد بن سلمة عن أيوب وعبيد اللّه قال فيه: في السفر، في الليلة القرة أو المطيرة.
1062ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو أسامة، عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر
أنه نادى بالصلاة بضجنان في ليلة ذات بردٍ وريح، فقال في آخر ندائه: ألا صلوا في رحالكم، ألا صلوا في الرحال، ثم قال: إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر في سفر يقول: ألا صلُّوا في رحالكم.
1063ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع أن ابن عمر يعني أذن بالصلاة في ليلة ذات برد وريح فقال: ألا صلُّوا في الرحال، ثم قال:
إن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يأمر المؤذن إذا كانت ليلة باردة أو ذات مطر يقول: ألا صلُّوا في الرحال.
1064ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال:
نادى منادي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بذلك في المدينة في الليلة المطيرة والغداة القرة.
قال أبو داود: روى هذا الخبر يحيى بن سعيد الأنصاري عن القاسم عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيه: في السفر.
1065ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا الفضل بن دكين، ثنا زهير، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
كنا مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم في سفر فمُطرنا، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "ليصل من شاء منكم في رحله".
1066ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرني عبد الحميد صاحب الزِّيادي، ثنا عبد اللّه بن الحارث ابن عم محمد بن سيرين
أن ابن عباس قال لمؤذنه في يوم مطير إذا قلت: "أشهد أن محمداً رسول اللّه" فلا تقل "حيَّ على الصلاة" قل: "صلوا في بيوتكم" فكأن الناس استنكروا ذلك فقال: قد فعل ذا من هو خير مني، إنَّ الجمعة عزمةٌ، وإني كرهت أن أحرجكم فتمشون في الطين والمطر.
215- باب الجمعة للمملوك والمرأة
1067ـ حدثنا عباس بن عبد العظيم، حدثني إسحاق بن منصور، ثنا هريم، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "الجمعة حقُّ واجبٌ على كلِّ مسلمٍ في جماعةٍ إلا أربعةً: عبدٌ مملوكٌ، أو امرأةٌ أو صبيٌّ، أو مريضٌ".
قال أبو داود: طارق بن شهاب قد رأى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسمع منه شيئاً.
216- باب الجمعة في القُرَى
1068ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد بن عبد اللّه المخرميّ لفظه قالا: ثنا وكيع، عن إبراهيم بن طهمان، عن أبي جمرة، عن ابن عباس قال:
إن أول جمعة جمعت في الإِسلام بعد جمعة جمعت في مسجد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم بالمدينة لجمعةٌ جمعت بجواثاء قريةٍ من قرى البحرين، قال عثمان: قرية من قرى عبد القيس.
1069ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن أبي أمامة بن سهل، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن كعب بن مالك، وكان قائد أبيه بعدما ذهب بصره، عن أبيه كعب بن مالك أنه كان إذا سمع النداء يوم الجمعة ترحَّم لأسعد بن زرارة، فقلت له: إذا سمعت النداء ترحمت لأسعد بن زرارة قال: لأنه أول من جمَّع بنا في هزم النبيت من حرة بني بياضة في نقيع يقال له نقيع الخضمات، قلت: كم أنتم يومئذٍ؟ قال: أربعون.
217- باب إذا وافق يومُ الجمعة يوم عيدٍ
1070ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا إسرائيل، ثنا عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي، قال: شهدت معاوية بن أبي سفيان وهو يسأل زيد بن أرقم قال:
أشهِدْتَ مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم؟ قال: نعم، قال: فكيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: "من شاء أن يصلي فليصل".
1071ـ حدثنا محمد بن طريف البجلي، ثنا أسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح قال:
صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أولَ النهار، ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحدانا، وكان ابن عباس بالطائف، فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال: أصاب السنة.
1072ـ حدثنا يحيى بن خلف، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج قال: قال عطاءٌ:
اجتمع يومُ جمعة ويومُ فطرٍ على عهد ابن الزبير فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمعهما جميعاً، فصلاهما ركعتين بكرةً لم يزد عليهما حتى صلى العصر.
1073ـ حدثنا محمد بن المصفى وعمر بن حفص الوصابي، المعنى قالا: ثنا بقية، قال: ثنا شعبة، عن المغيرة الضبِّيِّ، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
عن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قد اجتمع في يومكم هذا عيدان: فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون" قال عمر: عن شعبة.
218- باب ما يقرأ في صلاة الصبح يوم الجمعة
1074ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو عوانة، عن مخول بن راشد، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الفجر يوم الجمعة {تنزيلُ} السجدة، و{هل أتى على الإِنسان حينٌ من الدهر}.
1075ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، عن مخول بإِسناده ومعناه، وزاد:
في صلاة الجمعة بسورة الجمعة، و{إذا جاءك المنافقون}.
219- باب اللُّبس للجمعة
1076ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر،
أن عمر بن الخطاب رأى حلة سيراء يعني تباع عند باب المسجد فقال: يارسول اللّه، لو اشتريت هذه فلبستها يوم الجمعة وللوفد إذا قدموا عليك، فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنما يلبس هذه من لا خلاق له في الآخرة" ثم جاءت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم منها حللٌ فأعطى عمر بن الخطاب منها حلةً، فقال عمر: يارسول اللّه كسوتنيها وقد قلت في حلة عطاردٍ ما قلت؟ فقال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: "إنِّي لم أكسكها لتلبسها" فكساها عمر أخاً له مشركاً بمكة.
1077ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس وعمرو بن الحارث، عن ابن شهاب عن سالم، عن أبيه قال:
وجد عمر بن الخطاب حلة إستبرقٍ تباع بالسوق فأخذها فأتى بها رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: ابتع هذه تجمل بها للعيد وللوفود، ثم ساق الحديث، والأول أتمّ.
1078ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو، أن يحيى بن سعيد الأنصاري حدثه أن محمد بن يحيى بن حبان حدثه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما على أحدكم إن وجد، أو ما على أحدكم إن وجدتم أن يتخذ ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبي مهنته"؟
قال عمرو: وأخبرني ابن أبي حبيب، عن موسى بن سعد، عن ابن حبَّان، عن ابن سلام أنه سمع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقول ذلك على المنبر.
قال أبو داود: ورواه وهب بن جرير عن أبيه عن يحيى بن أيوب عن يزيد بن أبي حبيب عن موسى بن سعد عن يوسف بن عبد اللّه بن سلام عن النبي صلى الله عليه وسلم.
220- باب التحلُّق يوم الجمعة قبل الصلاة
1079ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن رسول اللّه صلى الله عليه وسلم نهى عن الشراء والبيع في المسجد، وأن تنشد فيه ضالةٌ، وأن ينشد فيه شعر، ونهى عن التحلق قبل الصلاة يوم الجمعة.
221- باب [في] إتخاذ المنبر
1080ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا يعقوب بن عبد الرحمن بن محمد بن عبد اللّه بن عبدٍ القاريُّ القرشي، حدثني أبو حازم بن دينار
أن رجالاً أتوا سهل بن سعد الساعدي وقد امتروا في المنبر مم عوده؟ فسألوه عن ذلك، فقال: واللّه إني لأعرف مما هو، ولقد رأيته أول يوم وضع، وأول يوم جلس عليه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: أرسل رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلى فلانة امرأةٍ قد سماها سهل أن مري غلامك النجارَ أن يعمل لي أعواداً أجلس عليهنّ إذا كلمتُ النناس، فأمرته فعملها من طرفاء الغابة ثم جاء بها، فأرسلته إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم فأمر بها فوضعت ههنا، فرأيت رسول اللّه صلى الله عليه وسلم صلى عليها وكبر عليها ثم ركع وهو عليها ثم نزل القهقرى فسجد في أصل المنبر ثم عاد، فلما فرغ أقبل على الناس فقال: "أيها الناسُ: إنما صنعت هذا لتأتمُّوا ولتعلموا صلاتي".
1081ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن أبي رواد، عن نافعٍ، عن ابن عمر،
أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بدن قال له تميم الداريُّ: ألا أتخذ لك منبراً يارسول اللّه يجمع أو يحمل عظامك؟ قال: "بلى" فاتخذ له منبراً.
222- باب موضع المنبر
1082ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي اللّه عنه قال:
كان بين منبر رسول اللّه صلى الله عليه وسلم وبين الحائط كقدر ممرِّ الشاة.
223- باب الصلاة يوم الجمعة قبل الزوال
1083ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا حسان بن إبراهيم، عن ليث، عن مجاهد، عن أبي الخليل، عن أبي قتادة،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كره الصلاة نصف النهار إلا يوم الجمعة وقال: "إنَّ جهنم تُسْجَرُ إلا يوم الجمعة".
قال أبو داود: وهو مرسل؛ مجاهد أكبر من أبي الخليل، وأبو الخليل لم يسمع من أبي قتادة.
224- باب في وقت الجمعة
1084ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا زيد بن الحباب، حدثني فُلَيْح بن سليمان، حدثني عثمان بن عبد الرحمن التَّيْمي، قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
كان رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يصلِّي الجمعة إذا مالت الشمس.
1085ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا يعلى بن الحارث، قال: سمعت إياس بن سلمة بن الأكوع يحدث عن أبيه قال:
كنا نصلي مع رسول اللّه صلى الله عليه وسلم الجمعة، ثم ننصرف وليس للحيطان فيءٌ.
1086ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال:
كنَّا نقيلُ ونتغدّى بعد الجمعة.
225- باب النداء يوم الجمعة
1087ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب، قال: أخبرني السائب بن يزيد
أن الأذان كان أوله حين يجلس الإِمام على المنبر يوم الجمعة: في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر [رضي اللّه عنهما] فلما كان خلافة عثمان وكثر الناس أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذِّنَ به على الزوراء ، فثبت الأمر على ذلك.
1088ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن السائب بن يزيد قال:
كان يؤذن بين يدي رسول اللّه صلى الله عليه وسلم إذا جلس على المنبر يوم الجمعة على باب المسجد وأبي بكر وعمر، ثم ساق نحو حديث يونس.
1089ـ حدثنا هنّاد بن السريِّ، ثنا عبدة، عن محمد يعني ابن إسحاق عن الزهري، عن السائب قال:
لم يكن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم إلا مؤذن واحد: بلال، ثم ذكر معناه.
1090ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، ثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ أخبره قال:
ولم يكن لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم غير مؤذن واحد، وساق هذا الحديث وليس بتمامه.
226- باب الإِمام يكلم الرجل في خطبته
1091ـ حدثنا يعقوب بن كعب الأنطاكي، ثنا مخلد بن يزيد، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن جابر قال:
لما استوى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة قال: "اجلسوا" فسمع ذلك ابن مسعود فجلس على باب المسجد فرآه رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: "تعال يا عبد اللّه بن مسعود".
قال أبو داود: هذا يعرف مرسلاً، إنما رواه الناس عن عطاء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ومخلد: هو شيخ.
227- باب الجلوس إذا صعد المنبر
1092ـ حدثنا محمد بن سليمان الأنباري، ثنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء عن العُمَري، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب خطبتين: كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ، أُراه "المؤذن" ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب
228- باب الخطبة قائماً
1093ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا زهير، عن سِمَاكٍ، عن جابر بن سمرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يخطب قائماً ثم يجلس، ثم يقوم فيخطب قائماً؛ فمن حدثك أنه كان يخطب جالساً فقد كَذَبَ فقال: فقد واللّه صليتُ معه أكثر من ألفَيْ صلاةٍ.
1094ـ حدثنا إبراهيم بن موسى وعثمان بن أبي شيبة، المعنى عن أبي الأحوص، ثنا سِمَاكٌ، عن جابر بن سمرة قال:
كان لرسول اللّه صلى الله عليه وسلم خطبتان يجلس بينهما يقرأ القرآن، ويذكِّر الناس.
1095ـ [حدثنا أبو كامل، ثنا أبو عوانة، عن سماك بن حرب، عن جابر بن سمرة قال:
رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يخطب قائماً، ثم يقعد قَعْدَةً لا يتكلم، وساق الحديث].
229- باب الرجل يخطب على قوس
1096ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا شهاب بن خِرَاش، حدثني شعيب بن رُزَيْقِ الطائفي قال:
جلست إلى رجل له صحبة من رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يقال له الحكم بن حَزْنٍ الكُلَفِيُّ فأنشأ يحدثنا قال: وَفَدتُ إلى رسول اللّه صلى الله عليه وسلم سابع سبعةٍ، أو تاسع تسعةٍ، فدخلنا عليه فقلنا: يارسول اللّه، زُرْنَاكَ فادْعُ اللّه لنا بخير، فأمر بنا، أو أمر لنا بشىء من التمر، والشانُ إذ ذاك دونٌ، فأقمنا بها أياماً شهدنا فيها الجمعة مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقام متَوَكِّئاً على عصاً أو قوس، فحمد اللّه وأثنى عليه كلماتٍ خفيفاتٍ طيباتٍ مباركاتٍ ثم قال: "أيُّها الناس: إنكم لن تطيقوا، أو لن تفعلوا كل ما أمرتم به، ولكن سددوا وأبشروا".
قال أبو علي: سمعت أبا داود قال: ثبتني في شىء منه بعض أصحابنا، [وقد كان انقطع من القرطاس].
1097ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا عمران، عن قتادة، عن عبد ربه، عن أبي عياض، عن ابن مسعود
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا تشهَّدَ قال: "الحمد للّه نستعينه ونستغفره، ونعوذ باللّه من شرور أنفسنا، من يهده اللّه فلا مضل له، ومن يضلل فلا هاديَ له وأشهد أن لا إله إلاَّ اللّه، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة، من يطع اللّه ورسوله فقد رشد، ومن يعصهما فإِنه لا يضر إلا نفسه، ولا يضر اللّه شيئاً".
1098ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، أخبرنا ابن وهب، عن يونس،
أنه سأل ابن شهاب عن تشهد رسول اللّه صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة، فذكر نحوه قال: "ومن يعصهما فقد غوى ونسأل اللّه ربنا أن يجعلنا ممن يطيعه ويطيع رسوله ويتبع رضوانه ويجتنب سخطه؛ فإِنما نحن به وله".
1099ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان بن سعيد، حدثني عبد العزيز بن رفيع، عن تميم الطائي، عن عدي بن حاتم
أن خطيباً خطب عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: من يطع اللّه ورسوله ومن يعصهما فقال: "قم أو اذهب، بئس الخطيب [أنت]".
1100ـ حدثنا محمد بن بشار، قال: ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن خبيب، عن عبد اللّه بن محمد بن مَعْن، عن بنت الحارث بن النعمان قالت:
ماحفظت قاف إلا من في رسول اللّه صلى الله عليه وسلم كان يخطب بها كل جمعة، قالت: وكان تنُّورُ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وتنورنا واحداً.
قال أبو داود: قال روح بن عبادة عن شعبة قال: بنت حارثة بن النعمان، وقال ابن إسحاق: أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
1101ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني سماك، عن جابر بن سمرة قال:
كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قصداً، وخطبته قصداً: يقرأ آياتٍ من القرآن، ويذكر الناس.
1102ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا مروان، ثنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أختها قالت:
ما أخذت قاف إلا من في رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كان يقرؤها في كل جمعة.
قال أبو داود: كذا رواه يحيى بن أيوب وابن أبي الرجال عن يحيى بن سعيد عن عمرة عن أم هشام بنت حارثة بن النعمان.
1103ـ حدثنا ابن السرح، ثنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن أخت لعمرة بنت عبد الرحمن كانت أكبر منها بمعناه.
230- باب رفع اليدين على المنبر
1104ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زائدة، عن حصين بن عبد الرحمن، قال:
رأى عمارة بن رويبة بشر بن مروان وهو يدعو في يوم جمعة، فقال عمارة: قبح اللّه هاتين اليدين! قال زائدة: قال حصين: حدثني عمارة قال: لقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر ما يزيد على هذه، يعني السبابة التي تلي الإِبهام.
1105ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر يعني ابن المفضل ثنا عبد الرحمن يعني ابن إسحاق عن عبد الرحمن بن معاوية، عن ابن أبي ذُباب، عن سهل بن سعد قال:
ما رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شاهراً يديه قط يدعو على منبره، ولا على غيره، ولكن رأيته يقول هكذا وأشار بالسبابة، وعقد الوسطى بالإِبهام.
231- باب إقصار الخطب
1106ـ حدثنا محمد بن عبد اللّه بن نمير، ثنا أبي، ثنا العلاء بن صالح، عن عدي بن ثابت، عن أبي راشد، عن عمار بن ياسر، قال:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بإِقصار الخطب.
1107ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا الوليد، أخبرني شيبان أبو معاوية، عن سِمَاك بن حرب، عن جابر بن سمرة السوائي قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هنَّ كلمات يسيرات.
232- باب الدنو من الإِمام عند الموعظة
1108ـ حدثنا علي بن عبد اللّه، ثنا معاذ بن هشام قال: وجدت في كتاب أبي بخط يده ولم أسمعه منه: قال قتادة، عن يحيى بن مالك، عن سمرة بن جندب
إن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "احضروا الذكر وادنوا من الإِمام؛ فإِن الرجل لا يزال يتباعد حتى يؤخر في الجنة وإن دخلها".
233- باب الإِمام يقطع الخطبة للأمر يحدث
1109ـ حدثنا محمد بن العلاء أن زيد بن حباب حدثهم، ثنا حسين بن واقد، حدثني عبد اللّه بن بريدة، عن أبيه قال:
خطبنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فأقبل الحسن والحسين [رضي اللّه عنهما] عليهما قميصان أحمران يعثران ويقومان، فنزل فأخذهما فصعد بهما المنبر، ثم قال: "صدق اللّه {إنما أموالكم وأولادكم فتنةٌ} رأيت هذين فلم أصبر" ثم أخذ في الخطبة.
234- باب الاحتباء والإِمام يخطب
1110ـ حدثنا محمد بن عوف، ثنا المقرىء، ثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي مرحوم، عن سهل بن معاذ بن أنس، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الحُبْوَةِ يوم الجمعة والإِمام يخطب.
1111ـ حدثنا داود بن رشيد، ثنا خالد بن حيان الرقي، ثنا سليمان بن عبد اللّه بن الزبرقان، عن يعلى بن شداد بن أوس قال:
شهدت مع معاوية بيت المقدس، فجمع بنا فنظرت فإِذا جلُّ مَنْ في المسجد أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم، فرأيتهم محتبين والإِمام يخطب.
قال أبو داود: كان ابن عمر يحتبي والإِمام يخطب، وأنس بن مالك وشريح وصعصعة بن صوحان وسعيد بن المسيب وإبراهيم النخعي ومكحول وإسماعيل بن محمد بن سعد، ونعيم بن سلامة قال: لا بأس بها.
قال أبو داود: ولم يبلغني أن أحداً كرهها إلا عبادة بن نُسيٍّ.
235- باب الكلام والإِمام يخطب
1112ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن سعيد، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا قلت أنصت والإِمام يخطب فقد لغوت".
1113ـ حدثنا مسدد وأبو كامل قالا: ثنا يزيد، عن حبيب المعلم، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "يحضر الجمعة ثلاثة نفرٍ: رجَلٌ حضرها يلغو وهو حظه منها، ورجلٌ حضرها يدعو فهو رجلٌ دعا اللّه عزَّ وجلَّ: إن شاء أعطاه، وإن شاء منعه، ورجلٌ حضرها بإِنصاتٍ وسكوتٍ ولم يتخطَّ رقبة مسلمٍ ولم يؤذ أحداً فهي كفارةٌ إلى الجمعة التي تليها وزيادة ثلاثة أيامٍ، وذلك بأنَّ اللّه عزََّ وجلَّ يقول: {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها}.
236- باب استئذان المحدث للإِمام
1114ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن المصيصي، ثنا حجاج، ثنا ابن جريج، أخبرني هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة قالت:
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أحدث أحدكم في صلاته فليأخذ بأنفه ثم لينصرف".
قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة وأبو أسامة عن هشام عن أبيه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم: "إذا دخل والإِمام يخطب" لم يذكرا عائشة [رضي اللّه عنها].
237- باب إذا دخل الرجل والإِمام يخطب
1115ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عمرو وهو ابن دينار عن جابر
أن رجلاً جاء يوم الجمعة والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال: "أصليت يا فلان"؟ قال: لا، قال: "قم فاركع".
1116ـ حدثنا محمد بن محبوب وإسماعيل بن إبراهيم، المعنى قالا: ثنا حفص بن غياث، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن جابر وعن أبي صالح، عن أبي هريرة قالا:
جاء سُلَيْكٌ الغطفاني ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال له: "أصليت شيئاً؟" قال: لا، قال: "صلِّ ركعتين تجوز فيهما".
1117ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، عن سعيد، عن الوليد أبي بشر، عن طلحة أنه سمع جابر بن عبد اللّه يحدث أن سُلَيْكاً جاء فذكر نحوه، زاد: ثم أقبل على الناس قال:
"إذا جاء أحدكم والإِمام يخطب فليصلِّ ركعتين يتجوز فيهما".
238- باب تخطّي رقاب الناس يوم الجمعة
1118ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا بشر بن السَّرِيِّ، ثنا معاوية بن صالح، عن أبي الزاهرية قال:
كنا مع عبد اللّه بن بسر صاحب النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم الجمعة، فجاء رجل يتخطَّى رقابَ الناس، فقال عبد اللّه بن بسر: جاء رجل يتخطى رقاب الناس يوم الجمعة والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخطب فقال له النبي صلى اللّه عليه وسلم: "اجلس؛ فقد آذيت".
239- باب الرجل ينعس والإِمام يخطب
1119ـ حدثنا هنَّاد بن السري، عن عبدة، عن ابن إسحاق، عن نافع، عن ابن عمر قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "إذا نعس أحدكم وهو في المسجد فليتحول من مجلسه ذلك إلى غيره".
240- باب الإِمام يتكلم بعدما ينزل من المنبر
1120ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، عن جرير هو ابن حازم لا أدري كيف قاله مسلم أولا، عن ثابت، عن أنس قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينزل من المنبر فيَعرض له الرجل في الحاجة فيقوم معه حتى يقضي حاجته، ثم يقوم فيصلي.
قال أبو داود: الحديث ليس بمعروف عن ثابت هو مما تفرد به جرير بن حازم.
241- باب من أدرك من الجمعة ركعة
1121ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من أدرك ركعةً من الصلاة فقد أدرك الصلاة".
242- باب ما يقرأ به في الجمعة
1122ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو عوانة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن حبيب بن سالم، عن النعمان بن بشير
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في العيدين، ويوم الجمعة بِـ {سَبِّحِ اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية} قال: وربما اجتمعا في يوم واحدٍ فقرأ بهما.
1123ـ حدثنا القعنبي، عن مالك؛ عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة
أن الضحّاك بن قيس سأل النعمان بن بشير: ماذا يقرأ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الجمعة على إثر سورة الجمعة؟ فقال: كان يقرأ بـ {هل أتاك حديث الغاشية}.
1124ـ حدثنا القعنبي، ثنا سليمان يعني ابن بلال عن جعفر، عن أبيه، عن ابن أبي رافع قال: صلّى بنا أبو هريرة يوم الجمعة فقرأ بسورة الجمعة، وفي الركعة الآخرة: {إذا جاءك المنافقون} قال: فأدركت أبا هريرة حين انصرف، فقلت له: إنك قرأت بسورتين كان عليُّ [رضي اللّه عنه] يقرأ بهما بالكوفة، قال أبو هريرة: فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ بهما يوم الجمعة.
1125ـ حدثنا مسدد، عن يحيى بن سعيد؛ عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن زيد بن عقبة، عن سمرة بن جندب
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ في صلاة الجمعة بـ {سبح اسم ربك الأعلى} و{هل أتاك حديث الغاشية}.
243- باب الرجل يأتمّ بالإِمام وبينهما جدارٌ
1126ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا هشيم، أخبرنا يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حجرته والناس يأتمون به من وراء الحجرة.
244- باب الصلاة بعد الجمعة
1127ـ حدثنا محمد بن عبيد، وسليمان بن داود، المعنى قالا: ثنا حماد بن زيد، ثنا أيوب، عن نافع
أن ابن عمر رأى رجلاً يصلي ركعتين يوم الجمعة في مقامه، فدفعه وقال: أتصلي الجمعة أربعاً؟ وكان عبد اللّه يصلي يوم الجمعة ركعتين في بيته ويقول: هكذا فعل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1128ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، أخبرنا أيوب، عن نافع قال:
كان ابن عمر يطيلُ الصلاة قبل الجمعة ويصلي بعدها ركعتين في بيته، ويحدِّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يفعل ذلك.
1129ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن جريج، أخبرني عمر بن عطاء بن أبي الخوار أن نافع بن جبير أرسله إلى السائب بن يزيد ابن أخت نمرٍ يسأله عن شىء رأى منه معاوية في الصلاة فقال:
صليت معه الجمعة في المقصورة، فلما سلمت قمت في مقامي فصليت فلما دخل أرسل إليّ فقال: لا تعدْ لما صنعت، إذا صليت الجمعة فلا تصلها بصلاة حتى تكلم أو تخرج، فإِن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم أمر بذلك أن لا توصل صلاةٌ بصلاةٍ حتى تتكلم أو تخرج.
1130ـ حدثنا محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة المروزي، أخبرنا الفضل بن موسى، عن عبد الحميد بن جعفر، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عطاء، عن ابن عمر قال:
كان إذا كان بمكة فصلى الجمعة تقدم فصلى ركعتين، ثم تقدم فصلى أربعاً، وإذا كان بالمدينة صلى الجمعة، ثم رجع إلى بيته فصلى ركعتين ولم يصلِّ في المسجد فقيل له، فقال: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يفعل ذلك.
1131ـ [حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ح، وحدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا إسماعيل بن زكريا]، عن سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: قال ابن الصباح قال: "من كان مصلياً بعد الجمعة فليصل أربعاً" وتمّ حديثه، وقال ابن يونس: "إذا صليتم الجمعة فصلوا بعدها أربعاً" قال: فقال لي أبي: يا بنيَّ، فإِن صليت في المسجد ركعتين، ثم أتيت المنزل أو البيت، فصلِّ ركعتين.
1132ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي بعد الجمعة ركعتين في بيته.
قال أبو داود: وكذلك رواه عبد اللّه بن دينار عن ابن عمر.
1133ـ حدثنا إبراهيم بن الحسن، ثنا حجّاج بن محمد، عن ابن جريج، أخبرني عطاء
أنه رأى ابن عمر يصلي بعد الجمعة فينماز عن مصلاه الذي صلّى فيه الجمعة قليلاً غير كثير قال: فيركع ركعتين قال: ثم يمشي أنفس من ذلك، فيركع أربع ركعاتٍ، قلت لعطاء: كم رأيت ابن عمر يصنع ذلك؟ قال: مراراً.
قال أبو داود: رواه عبد الملك بن أبي سليمان ولم يتمه.
... [باب في القعود بين الخطبتين
حدثنا محمد بن سليمان الأنباريّ، ثنا عبد الوهاب يعني ابن عطاء عن العمريّ عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يخطب خطبتين، كان يجلس إذا صعد المنبر حتى يفرغ، أراه قال المؤذن ثم يقوم فيخطب، ثم يجلس فلا يتكلم، ثم يقوم فيخطب].
245- باب صلاة العيدين
1134ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن حميد، عن أنس قال:
قدم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: "ما هذان اليومان"؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنَّ اللّه قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر".
246- باب وقت الخروج إلى العيد
1135ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا صفوان، ثنا يزيد بن خُمير الرحبيُّ قال:
خرج عبد اللّه بن بسرٍ صاحب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مع الناس في يوم عيد فطرٍ أو أضحى، فأنكر إبطاء الإِمام، فقال: إنا كنا قد فرغنا ساعتنا هذه، وذلك حين التسبيح.
247- باب خروج النساء في العيد
1136ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن أيوب ويونس وحبيب ويحيى بن عتيق وهشام في آخرين، عن محمد أن أم عطية قالت:
أمرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن نخرج ذوات الخدور يوم العيد، قيل: فالحُيَّض؟ قال: "ليشهدن الخير ودعوة المسلمين" قال: فقالت امرأة: يارسول اللّه، إن لم يكن لإِحداهن ثوبٌ كيف تصنع؟ قال: "تلبسها صاحبتها طائفةً من ثوبها".
1137ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن محمد، عن أم عطية بهذا الخبر قال:
ويعتزل الحُيَّض مصلّى المسلمين ولم يذكر الثوب قال: وحدث عن حفصة عن امرأة تحدثه عن امرأة أخرى قالت: قيل يارسول اللّه، فذكر معنى موسى في الثوب.
1138ـ حدثنا النفيلي، ثنا زهير، ثنا عاصم الأحول، عن حفصة بنت سيرين، عن أم عطية قالت:
كنا نؤمر بهذا الخبر قالت: والحُيَّض يكنَّ خلف الناس فيكبرون مع الناس.
1139ـ حدثنا أبو الوليد يعني الطيالسي ومسلم قالا: ثنا إسحاق بن عثمان، حدثني إسماعيل بن عبد الرحمن بن عطية، عن جدته أم عطية، أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لما قدم المدينة جمع نساء الأنصار في بيت فأرسل إلينا عمر بن الخطاب، فقام على الباب فسلم علينا فرددنا عليه السلام، ثم قال: أنا رسول رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إليكنَّ، وأمرنا بالعيدين أن نخرج فيهما الحيَّض والعتَّق ولا جمعة علينا، ونهانا عن اتباع الجنائز.
248- باب الخطبة يوم العيد
1140ـ حدثنا محمد بن العلاء، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن إسماعيل بن رجاء، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري، ح وعن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي سعيد الخدري قال:
أخرج مروان المنبر في يوم عيد، فبدأ بالخطبة قبل الصلاة، فقام رجل فقال: يا مروان، خالفت السنة، أخرجت المنبر في يوم عيد ولم يكن يُخْرَجُ فيه، وبدأت بالخطبة قبل الصلاة، فقال أبو سعيد الخدري: من هذا؟ قالوا: فلان ابن فلان، فقال: أما هذا فقد قضى ما عليه سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "من رأى منكراً فاستطاع أن يغيره بيده فليغيره بيده، فإِن لم يستطع فبلسانه، فإِن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإِيمان".
1141ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جريج، أخبرني عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال: سمعته يقول:
إن النبي صلى اللّه عليه وسلم قام يوم الفطر، فصلّى فبدأ بالصلاة قبل الخطبة ثم خطب الناس، فلما فرغ نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم نزل فأتى النساء فذكرهنَّ وهو يتوكأ على يد بلالٍ، وبلالٌ باسط ثوبه تلقي فيه النساء الصدقة، قال: تلقي المرأة فتخها، ويلقين ويلقين، وقال ابن بكر: فتختها.
1142ـ حدثنا حفص بن عمر النمري، قال: ثنا شعبة، ح وحدثنا ابن كثير، أخبرنا شعبة، عن أيوب، عن عطاء قال:
أشهد على ابن عباس، وشهد ابنُ عباس على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه خرج يوم فطر، فصلى ثم خطب، ثم أتى النساء ومعه بلال، قال ابن كثير: أكبرُ علم شعبة فأمرهنَّ بالصدقة، فجعلن يلقين.
1143ـ حدثنا مسدد وأبو معمر عبد اللّه بن عمرو قالا: ثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن عطاء عن ابن عباس بمعناه قال:
فظنَّ أنه لم يسمع النساء فمشى إليهن وبلال معهن فوعظهنَّ وأمرهنَّ بالصدقة، فكانت المرأة تلقى القرط والخاتم في ثوب بلال.
1144ـ حدثنا محمد بن عبيد، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن عطاء عن ابن عباس في هذا الحديث قال:
فجعلت المرأة تعطي القُرْطَ والخاتم، وجعل بلال يجعله في كسائه قال: فقسمه على فقراء المسلمين.
249- [باب يخطب على قوس]
1145ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا ابن عُيَيْنَةَ، عن أبي جنابٍ، عن يزيد بن البراء، عن أبيه
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم نُوِّل يوم العيد قوساً فخطب عليه.
250- باب ترك الأذان في العيد
1146ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن عبد الرحمن بن عابس قال: سأل رجل ابن عباس:
أشهدت العيد مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم، ولولا منزلتي منه ما شهدته من الصغر، فأتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العلم الذي عند دار كثير بن الصلت فصلى ثم خطب، ولم يذكر أذاناً ولا إقامة قال: ثم أمر بالصدقة قال: فجعلن النساء يشرن إلى آذانهنَّ وحلوقهنَّ قال: فأمر بلالاً فأتاهنَّ، ثم رجع إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1147ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، عن الحسن بن مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة، وأبا بكر وعمر أو عثمان، شك يحيى.
1148ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وهنَّاد لفظه قالا: ثنا أبو الأحوص عن سماك يعني ابن حرب عن جابر بن سمرة قال:
صليت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم غير مرة ولا مرتين العيدين بغير أذان ولا إقامة.
251- باب التكبير في العيدين
1149ـ حدثنا قتيبة، ثنا ابن لهيعة، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يكبّر في الفطر والأضحى في الأُولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً.
1150ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني ابن لهيعة، عن خالد بن يزيد، عن ابن شهاب بإِسناده ومعناه قال: سوى تكبيرتي الركوع.
1151ـ حدثنا مسدد، ثنا المعتمر قال: سمعت عبد اللّه بن عبد الرحمن الطائفي يحدث، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
قال نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم "التكبير في الفطر سبعٌ في الأولى، وخمسٌ في الآخرة، والقراءة بعدهما كلتيهما".
1152ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، قال: ثنا سليمان يعني ابن حيان عن أبي يعلى الطائفي، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يكبّر في الفطر في الأولى سبعاً، ثم يقرأ ثم يكبّر، ثم يقوم فيكبّر أربعاً، ثم يقرأ ثم يركع.
قال أبو داود: رواه وكيع وابن المبارك قالا: سبعاً وخمساً.
1153ـ حدثنا محمد بن العلاء وابن أبي زياد، المعنى قريب قالا: ثنا زيد يعني ابن حباب عن عبد الرحمن بن ثوبان، عن أبيه، عن مكحول قال:
أخبرني أبو عائشة جليسٌ لأبي هريرة أن سعيد بن العاص سأل أبا موسى الأشعريَّ وحذيفة بن اليمان: كيف كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يكبّر في الأضحى والفطر؟ فقال أبو موسى: كان يكبر أربعاً تكبيره على الجنائز، فقال حذيفة: صدق، فقال أبو موسى: كذلك كنت أكبر في البصرة حيث كنت عليهم، قال أبو عائشة: وأنا حاضر سعيد بن العاص.
252- باب ما يقرأ في الأضحى والفطر
1154ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ضمرة بن سعيد المازني، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه بن عتبة بن مسعود
أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثيَّ ماذا كان يقرأ به رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ قال: كان يقرأ فيهما بـ {ق~ والقرآن المجيد} و{اقتربت الساعة وانشق القمر}.
253- باب الجلوس للخطبة
1155ـ حدثنا محمد بن الصباح البزاز، ثنا الفضل بن موسى السيناني، ثنا ابن جريج، عن عطاء، عن عبد اللّه بن السائب قال:
شهدت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العيد، فلما قضى الصلاة قال: "إنا نخطب فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يذهب فليذهب".
قال أبو داود: وهذا مرسل [عن عطاء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم].
254- باب الخروج إلى العيد في طريق، ويرجع في طريق
1156ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا عبد اللّه يعني ابن عمر عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أخذ يوم العيد في طريق ثم رجع في طريق آخر.
[قال أبو داود: رُوي هذا الحديث عن أبي هريرة وغيره].
255- باب إذا لم يخرج الإِمام للعيد من يومه يخرج من الغد
1157ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن جعفر بن أبي وحشية، عن أبي عمير بن أنس، عن عمومة له من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم:
أن ركباً جاءوا إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم أن يُفْطِرُوا، وإذا أصبحوا [أن] يغدوا إلى مصلاهم.
1158ـ حدثنا حمزة بن نصير، ثنا ابن أبي مريم، ثنا إبراهيم بن سويد، أخبرني أُنَيْس بن أبي يحيى، أخبرني إسحاق بن سالم مولى نوفل بن عدي، أخبرني بكر بن مبشر الأنصاري قال:
كنت أغدو مع أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المصلّى يوم الفطر ويوم الأضحى، فنسلك بطن بطحان حتى نأتيَ المصلَّى فنصلِّي مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم نرجع من بطن بطحان إلى بيوتنا.
256- [باب الصلاة بعد صلاة العيد]
1159ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، حدثني عدي بن ثابت، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم فطر، فصلى ركعتين لم يصلّ قبلهما ولا بعدهما، ثم أتى النساء ومعه بلال فأمرهُنَّ بالصدقة فجعلت المرأة تلقى خُـِرْصَها وسخابها].
257- باب يصلى بالناس العيد في المسجد إذا كان يوم مطر
1160ـ حدثنا هشام بن عمار، ثنا الوليد، ح وثنا الربيع بن سليمان المؤذن، ثنا عبد اللّه بن يوسف، قال ثنا الوليد بن مسلم، ثنا رجل من الفرويين، وسماه الربيع في حديثه عيسى بن عبد الأعلى بن أبي فروة سمع أبا يحيى عبيد اللّه التيميَّ يحدث عن أبي هريرة
أنه أصابهم مطر في يوم عيد، فصلى بهم النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة العيد في المسجد.
258- جماع أبواب صلاة الاستسقاء وتفريعها
1161ـ حدثنا أحمد بن محمد بن ثابت المروزي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عباد بن تميم، عن عمه:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج بالناس يَسْتَسْقِي، فصلى بهم ركعتين جهر بالقراءة فيهما، وحول رداءه ورفع يديه، فدعا واستسقى واستقبل القبلة.
1162ـ حدثنا ابن السرح، وسليمان بن داود قالا: أخبرنا ابن وهب قال: أخبرني ابن أبي ذئب ويونس، عن ابن شهاب قال أخبرني عباد بن تميم المازني أنه سمع عمه وكان من أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوماً يستسقي، فحوَّل إلى الناس ظهره يدعو اللّه عزوجل، قال سليمان بن داود: واستقبل القبلة، وحوَّل رداءه ثم صلى ركعتين، قال ابن أبي ذئب: وقرأ فيهما، زاد ابن السرح: يريد الجهر.
1163ـ حدثنا محمد بن عوف قال: قرأت في كتاب عمرو بن الحارث يعني الحمصي عن عبد اللّه بن سالم، عن الزبيدي، عن محمد بن مسلم بهذا الحديث بإِسناده لم يذكر الصلاة قال:
وحوَّل رداءه فجعل عطافه الأيمن على عاتقه الأيسر، وجعل عطافَهُ الأيسر على عاتقه الأيمن، ثم دعا اللّه عزوجل.
1164ـ حدثنا قتيبة بن سعيد الثقفي، ثنا عبد العزيز، عن عُمارة بن غزية، عن عباد بن تميم، عن عبد اللّه بن زيد قال:
استسقى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعليه خميصة له سوداء، فأراد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أن يأخذ بأسفلها فيجعله أعلاها، فلما ثقُلَتْ قلبها على عاتقه.
1165ـ حدثنا النفيلي، وعثمان بن أبي شيبة نحوه قالا: حدثنا حاتم بن إسماعيل، ثنا هشام بن إسحاق بن عبد اللّه بن كنانة قال أخبرني أبي قال: أرسلني الوليد بن عتبة، قال عثمان: ابن عقبة وكان أمير المدينة إلى ابن عباس أسأله عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في الاستسقاء فقال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم متبذِّلاً متواضعاً متضرعاً حتى أتى المصلّى، زاد عثمان: فرقى على المنبر ثم اتفقا: ولم يخطب خطبكم هذه، ولكن لم يزل في الدعاء والتضرع والتكبير، ثم صلى ركعتين كما يصلي في العيد.
قال أبو داود: والإِخبار للنفيلي، والصواب ابن عتبة.
259- باب في أيّ وقت يحوِّل رداءه إذا استسقى
1166ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، ثنا سليمان يعني ابن بلال عن يحيى، عن أبي بكر بن محمد، عن عباد بن تميم أن عبد اللّه بن زيد أخبره
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج إلى المصلى يستسقي، وأنه لما أراد أن يدعو استقبل القبلة ثم حول رداءه.
1167ـ حدثنا القعنبي عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر أنه سمع عباد بن تميم يقول: سمعت عبد اللّه بن زيد المازنيَّ يقول:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المصلَّى فاستسقى وحوَّل رداءه حين استقبل القبلة.
260- باب رفع اليدين في الاستسقاء
1168ـ حدثنا محمد بنن سلمة المرادي، أخبرنا ابن وهب، عن حيوة، وعمر بن مالك، عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن عمير مولى بني آبي اللحم
أنه رأى النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يستسقي عند أحجار الزيت قريباً من الزوراء قائماً يدعو يستسقي رافعاً يديه قبل وجهه لا يجاوز بهما رأسه.
1169ـ حدثنا ابن أبي خلف، ثنا محمد بن عبيد، ثنا مسعر، عن يزيد الفقير، عن جابر بن عبد اللّه قال:
أتت النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم بواكيَ ، فقال: "اللهم اسقنا غيثاً مغيثاً مريئاً نافعاً غير ضارٍّ، عاجلاً غير آجلٍ" قال: فأطبقت عليهم السماء.
1170ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يرفع يديه في شىء من الدعاء إلا في الاستسقاء، فإِنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه.
1171ـ حدثنا الحسن بن محمد الزعفراني، ثنا عفان، ثنا حماد، أخبرنا ثابت، عن أنس
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يستسقي هكذا، يعني ومدَّ يديه وجعل بطونهما مما يلي الأرض حتى رأيت بياض إبطيه.
1172ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن إبراهيم، أخبرني من رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه.
1173ـ حدثنا هارون بن سعيد الأيلي، ثنا خالد بن نزار، قال: حدثني القاسم بن مبرور، عن يونس، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
شكا الناس إلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قحوط المطر، فأمر بمنبر فوضع له في المصلّى ووعد الناس يوماً يخرجون فيه، قالت عائشة: فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حين بدأ حاجب الشمس فقعد على المنبر فكبر [صلى اللّه عليه وسلم] وحمد اللّه عزوجل ثم قال: "إنكم شكوتم جدب دياركم واستئخار المطر عن إبان زمانه عنكم، وقد أمركم اللّه عزوجل أن تدعوه، ووعدكم أن يستجيب لكم" ثم قال: {الحمد للّه رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين} لا إله إلا اللّه يفعل ما يريد، اللهم أنت اللّه لا إله إلا أنت الغنيُّ ونحن الفقراء، أنزل علينا الغيث، واجعل ما أنزلت لنا قوة وبلاغاً إلى حينٍ" ثم رفع يديه فلم يزل في الرفع حتى بدا بياض إبطيه، ثم حوَّل إلى الناس ظهره وقلب أو حول رداءه وهو رافع يديه، ثم أقبل على الناس ونزل فصلى ركعتين، فأنشأ اللّه سحابة فرعدت وبرقت، ثم أمطرت بإِذن اللّه فلم يأت مسجده حتى سالت السيول، فلما رأى سرعتهم إلى الكن ضحك [صلى اللّه عليه وسلم] حتى بدت نواجذه فقال: "أشهد أن اللّه على كل شىء قدير، وأنِّي عبد اللّه ورسوله".
قال أبو داود: وهذا حديث غريب إسناده جيد، أهل المدينة يقرءون: {ملك يوم الدين} وإن هذا الحديث حجة لهم.
1174ـ حدثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك؛ ويونس بن عبيد، عن ثابت، عن أنس بن مالك قال:
أصاب أهل المدينة قحطٌ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فبيننما هو يخطبنا يوم جمعة إذ قام رجل فقال: يارسول اللّه، هلك الكراع هلك الشاء، فادع اللّه أن يسقينا، فمدَّ يديه ودعا، قال أنس: وإن السماء لمثل الزجاجة، فهاجت ريح ثم أنشأت سحابة، ثم اجتمعت ثم أرسلت السماء عزاليها ، فخرجنا نخوض الماء حتى أتينا منازلنا، فلم يزل المطر إلى الجمعة الأخرى، فقام إليه ذلك الرجل أو غيره فقال: يارسول اللّه، تهدمت البيوت فادع اللّه أن يحبسه، فتبسم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثم قال: "حوالينا ولا علينا" فنظرت إلى السحاب يتصدع حول المدينة كأنه إكليل.
1175ـ حدثنا عيسى بن حماد، أخبرنا الليث، عن سعيد المقبري، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن أنس بن مالك أنه سمعه يقول فذكر نحو حديث عبد العزيز قال:
فرفع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يديه بحذاء وجهه فقال: "اللهمَّ اسقنا" وساق الحديث نحوه.
1176ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول ح وحدثنا سهل بن صالح، ثنا علي بن قادم، أخبرنا سفيان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا استسقى قال: "اللهم اسق عبادك وبهائمك، وانشر رحمتك، وأحي بلدك الميت" هذا لفظ حديث مالك.
261- باب صلاة الكسوف
1177ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، قال: ثنا إسماعيل ابن علية، عن ابن جريج، عن عطاء، عن عبيد بن عمير، أخبرني من أصدق، وظننت أنه يريد عائشة قال:
كسفت الشمس على عهد النبي صلى اللّه عليه وسلم فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم قياماً شديداً: يقوم بالناس ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع ثم يقوم، ثم يركع؛ فركع ركعتين في كل ركعة ثلاث ركعات، يركع الثالثة ثم يسجد حتى إن رجالاً يومئذٍ ليُغْشَى عليهم مما قام بهم، حتى إنَّ سِجَالَ الماء لتصب عليهم يقول إذا ركع: اللّه أكبر، وإذا رفع: سمع اللّه لمن حمده، حتى تجلت الشمس ثم قال: "إن الشمس والقمر لا ينكسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنهما آيتان من آيات اللّه عزوجل يخوف بهما عباده، فإِذا كسفا فافزعوا إلى الصلاة".
262- باب من قال: أربع ركعات
1178ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبد الملك، حدثني عطاء، عن جابر بن عبد اللّه قال:
كُسِفَتِ الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وكان ذلك في اليوم الذي مات فيه إبراهيم ابن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقال الناس: إنما كسفت لموت ابراهيم [ابنه صلى اللّه عليه وسلم] فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم فصلّى بالناس ستَ ركعاتٍ في أربع سجدات: كبّر ثم قرأ فأطال القراءة، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ دون القراءة الأولى، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فقرأ القراءة الثالثة دون القراءة الثانية، ثم ركع نحواً مما قام، ثم رفع رأسه فانحدر للسجود فسجد سجدتين، ثم قام فركع ثلاث ركعات قبل أن يسجد ليس فيها ركعة إلا التي قبلها أطول من التي بعدها، إلا أن ركوعه نحوٌ من قيامه، قال: ثم تأخر في صلاته فتأخرتِ الصفوفُ معه، ثم تقدم فقام في مقامه وتقدمت الصفوف فقضى الصلاة وقد طلعت الشمس، فقال: "يا أيها الناس، إنَّ الشمس والقمر آيتان من آيات اللّه عزوجل لا ينكسفان لموت بشرٍ، فإِذا رأيتم شيئاً من ذلك فصلوا حتى تنجلي" وساق بقية الحديث.
1179ـ حدثنا مؤمل بن هشام، ثنا إسماعيل، عن هشام، ثنا أبو الزبير، عن جابر قال:
كُسِفَتِ الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في يوم شديد الحرِّ، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بأصحابه فأطال القيام حتى جعلوا يخرُّون، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم ركع فأطال، ثم رفع فأطال، ثم سجد سجدتين، ثم قام فصنع نحواً من ذلك، فكان أربع ركعات وأربع سجدات، وساق الحديث.
1180ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، [ح] وحدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يونس، عن ابن شهاب أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم قالت:
خُسِفَتِ الشمس في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرج رسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى المسجد فقام فكبر وصف الناس وراءه، فاقترأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قراءةً طويلةً، ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً، ثم رفع رأسه فقال: سمع اللّه لمن حمده، ربنا ولك الحمد، ثم قام فاقترأ قراءة طويلة هي أدنى من القراءة الأولى، ثم كبر فركع ركوعاً طويلاً هو أدنى من الركوع الأول، ثم قال: سمع اللّه لمن حمده ربنا ولك الحمد، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك فاستكمل أربع ركعات وأربع سجدات، وانجلت الشمس قبل أن ينصرف.
1181ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عنبسة، ثنا يونس، عن ابن شهاب قال: كان كثير بن عباس يحدث
أن عبد اللّه بن عباس كان يحدِّث أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلى في كسوف الشمس، مثل حديث عروة عن عائشة عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أنه صلى ركعتين في كل ركعة ركعتين.
1182ـ حدثنا أحمد بن الفرات بن خالد أبو مسعود الرازي، أخبرنا محمد بن عبد اللّه بن أبي جعفر الرازي، عن أبيه، عن أبي جعفر الرازي، قال أبو داود: وحُدِثْتُ عن عمر بن شقيق، قال: ثنا أبو جعفر الرازي، وهذا لفظه وهو أتم، عن الربيع بن أنس، عن أبي العالية، عن أبيّ بن كعب قال:
انكسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وإن النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى بهم فقرأ بسورة من الطُّوَلِ ، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم قام الثانية فقرأ سورة من الطُّوَلِ، وركع خمس ركعات وسجد سجدتين، ثم جلس كما هو مستقبل القبلة يدعو حتى انجلى كسوفها.
1183ـ حدثنا مسدد بن مسرهد، ثنا يحيى، عن سفيان، قال: ثنا حبيب بن أبي ثابت، عن طاوس، عن ابن عباس،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم أنه صلّى في كسوف الشمس: فقرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم قرأ ثم ركع، ثم سجد والأخرى مثلها.
1184ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا الأسود بن قيس، قال: حدثني ثعلبة بن عِبادٍ العبدي من أهل البصرة
أنه شهد خطبةً يوماً لسمرة بن جندب قال: قال سمرة: بينما أنا وغلام من الأنصار نرمي غرضين لنا، حتى إذا كانت الشمس قيد رمحين أو ثلاثة في عين الناظر من الأفق اسودت حتى آضت كأنها تنُّومةٌ، فقال أحدنا لصاحبه: انطلق بنا إلى المسجد فواللّه ليحدثن شأن هذه الشمس لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في أمته حدثاً، قال: فدفعنا فإِذا هو بارز فاستقدم فصلى، فقام بنا كأطول ما قام بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً، قال: ثم ركع بنا كأطول ما ركع بنا في صلاة قط لا نسمع له صوتاً، [قال ثم سجد بنا كأطول ما سجد بنا في صلاة قطٍ لا نسمع له صوتاً]، ثم فعل في الركعة الأخرى مثل ذلك قال: فوافق تجلِّي الشمس جلوسه في الركعة الثانية، قال: ثم سلم، ثم قام فحمد اللّه وأثنى عليه وشهد أن لا إله إلا اللّه، وشهد أنه عبده ورسوله، ثم ساق أحمد بن يونس خطبة النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1185ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، ثنا أيوب، عن أبي قلابة عن قبيصة الهلالي قال:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فخرج فزعاً يجرُّ ثوبه وأنا معه يومئذٍ بالمدينة، فصلّى ركعتين فأطال فيهما القيام، ثم انصرف وانجلت، فقال: "إنما هذه الآيات يخوف اللّه عزوجل بها، فإِذا رأيتموها فصلُّوا كأحدث صلاةٍ صليتموها من المكتوبة".
1186ـ حدثنا أحمد بن إبراهيم، ثنا ريحان بن سعيد، ثنا عباد بن منصور، عن أيوب، عن أبي قلابة، عن هلال بن عامر
أن قبيصة الهلاليّ حدثه أن الشمس كسفت بمعنى حديث موسى قال: حتى بدت النجوم.
263- باب القراءة في صلاة الكسوف
1187ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمى، ثنا أبي، عن محمد بن إسحاق، قال: حدثني هشام بن عروة وعبد اللّه بن أبي سلمة، عن سليمان بن يسار كلهم قد حدثني عن عروة، عن عائشة قالت:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فصلى بالناس فقام فحزَرْتُ قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة البقرة وساق الحديث، ثم سجد سجدتين ثم قام فأطال القراءة، فحزرت قراءته فرأيت أنه قرأ بسورة آل عمران.
1188ـ حدثنا العباس بن الوليد بن مزيد، أخبرني أبي، قال: ثنا الأوزاعي، أخبرني الزهري، أخبرني عروة بن الزبير، عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ قراءة طويلة فجهرَ بها، يعني في صلاة الكسوف.
[قال أبو داود: الذي تفرد به الجهر بالقراءة].
1189ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن ابن عباس قال:
خسِفَتِ الشمسُ فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والناس معه، فقام قياماً طويلاً بنحو من سورة البقرة، ثم ركع وساق الحديث.
264- باب ينادي فيها بالصلاة
1190ـ حدثنا عمرو بن عثمان، ثنا الوليد، ثنا عبد الرحمن بن نمِرِ أنه سال الزهري، فقال الزهري: أخبرني عروة، عن عائشة قالت:
كسفت الشمس، فأمر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً فنادى: أن الصلاة جامعة.
265- باب الصدقة فيها
1191ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الشمس والقمر لايخسفان لموت أحدٍ ولا لحياته، فإِذا رأيتم ذلك فادعو اللّه عزوجل وكبروا، وتصدقوا".
266- باب العتق فيها
1192ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا معاوية بن عمرو، ثنا زائدة، عن هشام، عن فاطمة، عن أسماء قالت:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يأمرُ بالعتاقةِ في صلاة الكسوف.
267- باب من قال يركع ركعتين
1193ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، حدثني الحارث بن عمير البصري، عن أيوب السختياني، عن أبي قلابة، عن النعمان بن بشير قال:
كسفت الشمس على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجعل يصلّي ركعتين ركعتين، ويسأل عنها حتى انجلت.
1194ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
انكسفت الشمسُ على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكد يركع ثم ركع، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، فلم يكد يسجد ثم سجد، فلم يكد يرفع ثم رفع، وفعل في الركعة الأخرى مثل ذلك، ثم نفخ في آخر سجوده فقال: "أف أف"، ثم قال: "ربِّ ألم تعدني أن لا تعذبهم وأنا فيهم؟ ألم تعدني ألا تعذبهم وهم يستغفرون"؟ ففرغ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من صلاته وقد أمحصت الشمس، وساق الحديث.
1195ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا الجريري، عن حيان بن عمير، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
بينما أنا أترَمّى بأسهمٍ في حياة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذ كسفت الشمس فنبذتهنَّ وقلت: لأنظرنَّ ما أحدث لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كسوف الشمس اليوم، فانتهيتُ إليه وهو رافع يديه يسبح ويحمد ويهلل ويدعو، حتى حُسِرَ عن الشمس فقرأ بسورتين وركع ركعتين.
268- باب الصلاة عند الظلمة ونحوها
1196ـ حدثنا محمد بن عمرو بن جبلة بن أبي رَوَّادٍ، حدثني حَرمِيُّ بن عمارة، عن عبيد اللّه بن النضر، قال: حدثني أبي قال:
كانت ظلمةٌ على عهد أنس بن مالك، قال: فأتيت أنساً، فقلت: يا أبا حمزة: هل كان يصيبكم مثل هذا على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: معاذ اللّه إن كانت الريح لتشتدُّ فنبادر المسجد مخافة القيامة.
269- باب السجود عند الآيات
1197ـ حدثنا محمد بن عثمان بن أبي صفوان الثقفي، ثنا يحيى بن كثير، ثنا سلم بن جعفر، عن الحكم بن أبان، عن عكرمة قال: قيل لابن عباس:
ماتت فلانة، بعض أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم، فخر ساجداً فقيل له: [أ] تسجد هذه الساعة؟ فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا رأيتم آيةً فاسجدوا" وأيُّ آيةٍ أعظم من ذهاب أزواج النبي صلى اللّه عليه وسلم؟
تفريع أبواب صلاة السفر
270- باب صلاة المسافر
1198ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن صالح بن كيسان، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي اللّه عنها قالت:
فُرِضت الصلاة ركعتين ركعتين في الحضر والسفر؛ فأُقِرَّت صلاة السفر وزيد في صلاة الحَضَرِ.
1199ـ حدثنا أحمد بن حنبل ومسدد قالا: ثنا يحيى، عن ابن جُرَيج، ح وثنا خُشَيْش يعني ابن أصرَم قال: ثنا عبد الرزاق، عن ابن جُرَيج قال: حدثني عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أبي عمار، عن عبد اللّه بن بابَيْه، عن يعلى بن أمية قال: قلت لعمر بن الخطاب:
أرأيت إقصارَ الناسِ الصلاةَ، وإنما قال اللّه عزوجلّ: {إن خِفْتُمْ أَنْ يفتنكم الذين كفروا} فقد ذهب ذلك اليوم، فقال: عجبتُ مما عجبت منه، فذكرت ذلك لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "صدقةٌ تصدق اللّه بها عليكم فاقبلوا صدقته".
1200ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق ومحمد بن بكر قالا: أخبرنا ابن جُرَيج، قال: سمعت عبد اللّه بن أبي عمار يحدث فذكره نحوه.
قال أبو داود: رواه أبو عاصم وحماد بن مَسْعدة كما رواه ابن بكر.
271- باب متى يقصر المسافر؟
1201ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن يحيى بن يزيد الهُنَائي قال: سألت أنس بن مالك عن قصر الصلاة، فقال أنس:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو ثلاثة فراسخ، شعبة شكَّ، يصلِّي ركعتين.
1202ـ حدثنا زهير بن حرب، ثنا ابن عُيَيْنة، عن محمد بن المنكدر وإبراهيم بن ميسرة، سمعا أنس بن مالكٍ يقول:
صليتُ مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر بالمدينة أربعاً، والعصر بذي الحليفة ركعتين.
272- باب الأذان في السفر
1203ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن وهب، عن عمرو بن الحارث أن أبا عشانة المعافري حدثه، عن عقبة بن عامر قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "يعجب ربك عزوجل من راعي غنمٍ في رأس شظيةٍ بجبلٍ يؤذن للصلاة ويصلي، فيقول اللّه عزوجل: انظروا إلى عبدي هذا يؤذن ويقيم الصلاة يخاف منِّي، قد غفرت لعبدي، وأدخلته الجنة".
273- باب المسافر يصلِّي وهو يشك في الوقت
1204ـ حدثنا مسدد، ثنا أبو معاوية، عن المسحَاج بن موسى قال: قلت لأنس بن مالك: حدثنا ما سمعت من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال:
كنا إذا كنَّا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في السفر فقلنا زالت الشمس أو لم تزل صلى الظهر ثم ارتحل.
1205ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن شعبة، حدثني حمزة العائذي رجلٌ من بني ضبة قال: سمعت أنس بن مالك يقول:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا نزل منزلاً لم يرتحل حتى يصلي الظهر، فقال له رجل: وإن كان بنصف النهار؟ قال: وإن كان بنصف النهار.
274- باب الجمع بين الصلاتين
1206ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزبير المكي، عن أبي الطُّفَيْل عامر بن واثلة،
أن معاذ بن جبل أخبرهم أنهم خرجوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في غزوة تبوك، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يجمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء، فأخَّر الصلاة يوماً، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل ثم خرج فصلّى المغرب والعشاء جميعاً.
1207ـ حدثنا سليمان بن داود العتكي، ثنا حماد، ثنا أيوب، عن نافع،
أن ابن عمر استصرخ على صفية وهو بمكة، فسار حتى غربت الشمس وَبَدَتِ النجوم فقال: إن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا عَجَّلَ به أمر في سفر جمع بين هاتين الصلاتين، فسار حتى غاب الشفق، فنزل فجمع بينهما.
1208ـ حدثنا يزيد بن خالد بن يزيد بن عبد اللّه بن مَوْهَبٍ الرملي الهمداني، ثنا المفضل بن فضالة والليث بن سعد، عن هشام بن سعد، عن أبي الزبير، عن أبي الطُّفَيْل، عن معاذ بن جبل
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان في غزوة تبُوكٍ إذا زاغت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين الظهر والعصر، وإن يرتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر حتى ينزل للعصر، وفي المغرب مثل ذلك: إن غابت الشمس قبل أن يرتحل جمع بين المغرب والعشاء، وإن يرتحل قبل أن تغيب الشمسُ أخّر المغرب حتى ينزل للعشاء، ثم جمع بينهما.
قال أبو داود: رواه هشام بن عروة عن حسين بن عبد اللّه عن كريب عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم نحو حديث المفضل والليث.
1209ـ حدثنا قتيبة، ثنا عبد اللّه بن نافع، عن أبي مودود، عن سليمان بن أبي يحيى، عن ابن عمر قال:
ماجمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين المغرب والعشاء قطُّ في السفر إلا مرة.
قال أبو داود: وهذا يُرْوَى عن أيوب عن نافع عن ابن عمر موقوفاً على ابن عمر أنه لم يُرَ ابن عمر جمع بينهما قط إلا تلك الليلة، يعني ليلة اسْتُصْرخ على صفية، ورُوِيَ من حديث مكحول عن نافع أنه رأى ابن عمر فَعَل ذلك مرة أو مرتين.
1210ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن أبي الزبير المكي، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عباس قال:
صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الظهر والعصر جميعاً، والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر.
قال مالك: أرَى ذلك كان في مطر.
قال أبو داود: رواه حماد بن سلمة نحوه عن أبي الزبير، ورواه قرة بن خالد عن أبي الزبير قال: في سفرة سافرناها إلى تبوك.
1211ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، ثنا الأعمش، عن حبيب بن أبي ثابت، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
جمع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة من غير خوف ولا مطر، فقيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لاتُحْرَجَ أمته.
1212ـ حدثنا محمد بن عُبيد المحاربي، ثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن نافع وعبد اللّه بن واقد
أن مؤذن ابن عمر قال: الصلاة، قال: سِرْ [سر] حتى إذا كان قبل غيوب الشفق نزل فصلّى المغرب، ثم انتظر حتى غاب الشفق فصلّى العشاء ثم قال: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا عَجَّلَ به أمر صنع مثل الذي صنعتُ، فسار في ذلك اليوم والليلة مسيرة ثلاث.
قال أبو داود: رواه ابن جابر عن نافع نحو هذا بإِسناده.
1213ـ حدثنا إبراهيم بن موسى الرازي، أخبرنا عيسى، عن ابن جابر بهذا المعنى.
قال أبو داود: ورواه عبد اللّه بن العلاء بن زبر عن نافع قال: حتى إذا كان عند ذهاب الشفق نزل فجمع بينهما.
1214ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد بن زيد، ح وحدثنا عمرو بن عون، ثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر بن زيد، عن ابن عباس قال:
صلّى بنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالمدينة ثمانياً وسبعاً، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، ولم يقل سليمان ومسدد "بنا".
قال أبو داود: ورواه صالح مولى التوأمة عن ابن عباس قال: في غير مطر.
1215ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا يحيى بن محمد الجاري، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن مالك، عن أبي الزبير، عن جابر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم غابت له الشمس بمكة فجمع بينهما بِسَرِفَ.
1216ـ حدثنا محمد بن هشام جارُ أحمد بن حنبل، ثنا جعفر بن عون، عن هشام بن سعد قال:
بينهما عشرة أميال يعني بين مكة وسرف .
1217ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب، ثنا ابن وهب، عن الليث قال: قال ربيعة يعني كتبَ إليه حدثني عبد اللّه بن دينار قال:
غابت الشمس وأنا عند عبد اللّه بن عمر، فسرنا فلما رأيناه قد أمسى قلنا: الصلاة، فسار حتى غاب الشفق وتصوَّبَتِ النجوم، ثم إنه نزل فصلّى الصلاتين جميعاً ثم قال: رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا جدَّ به السير صلّى صلاتي هذه يقول: يجمع بينهما بعد ليلٍ.
قال أبو داود: رواه عاصم بن محمد عن أخيه عن سالم، ورواه ابن أبي نجيح عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب أن الجمع بينهما من ابن عمر كان بعد غيوب الشفق.
1218ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وابن موهب، المعنى قالا: ثنا المفضل، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أنس بن مالك قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخَّر الظهر إلى وقت العصر، ثم نزل فجمع بينهما، فإِن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلّى الظهر ثم ركب صلى اللّه عليه وسلم.
قال أبو داود: كان مفضل قاضي مصر، وكان مجاب الدعوة وهو ابن فضالة.
1219ـ حدثنا سليمان بن داود المهريُّ، ثنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني جابر بن إسماعيل، عن عقيل بهذا الحديث بإِسناده؛ قال:
ويؤخر المغرب حتى يجمع بينهما وبين العشاء حين يغيب الشفق.
1220ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الطفيل عامر بن واثلة، عن مُعاذ بن جبل
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان في غزوة تُبوكٍ إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر حتى يجمعها إلى العصر فيصليهما جميعاً، وإذا ارتحل بعد زيغ الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم سار، وكان إذا ارتحل قبل المغرب أخّر المغرب حتى يصليها مع العشاء، وإذا ارتحل بعد المغرب عَجَّلَ العشاء فصلاها مع المغرب.
قال أبو داود: ولم يرو هذا الحديث إلا قتيبة وحده.
275- باب قصر قراءة الصلاة في السفر
1221ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عَدِيِّ بن ثابت، عن البراء، قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في سفر، فصلى بنا العشاء الآخِرَةَ فقرأ في إحدى الركعتين بالتين والزيتون.
276- باب التطوع في السفر
1222ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث، عن صفوان بن سليم، عن أبي بسرة الغفاري، عن البراء بن عازب الأنصاري قال:
صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ثمانية عشر سفراً، فما رأيته ترك ركعتين إذا زاغت الشمس قبل الظهر.
1223ـ حدثنا القعنبي، ثنا عيسى بن حفص بن عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه قال:
صحبت ابن عمر في طريق، قال: فصلى بنا ركعتين ثم أقبل، فرأى ناساً قياماً فقال: ما يصنع هؤلاء؟ قلت: يسبحون قال: لو كنت مسبحاً أتممت صلاتي، يا ابن أخي إني صحبت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في السفر، فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه عزوجل، وصحبت أبا بكر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزوجل]، وصحبت عمر فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزّ وجلََّ، ]، وصحبت عثمان فلم يزد على ركعتين حتى قبضه اللّه [عزوجل]، وقد قال اللّه عزوجل: {لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ}.
277- باب التطوع إلى الراحلة والوتر
1224ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن سالم، عن أبيه قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسبحُ على الراحلة أيَّ وجه توجه، ويوتر عليها غير أنه لا يصلي المكتوبة عليها.
1225ـ حدثنا مسدد، ثنا ربعيُّ بن عبد اللّه بن الجارود، حدثني عمرو بن أبي الحجّاج، قال: حدثني الجارود بن أبي سبرة، قال: حدثني أنس بن مالك
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان إذا سافر فأراد أن يتطوع استقبل بناقته القبلة فكبّر، ثم صلّى حيث وجّهه ركابه.
1226ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عمرو بن يحيى المازني، عن أبي الحُبَاب سعيد بن يسار، عن عبد اللّه بن عمر أنه قال:
رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلّي على حِمارٍ وهو متوجه إلى خيبر.
1227ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، عن سفيان، عن أبي الزبير، عن جابر قال:
بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في حاجة، قال: فجئت وهو يصلي على راحلته نحو المشرق، والسجود أخفض من الركوع.
278- باب الفريضة على الراحلة من عُذرٍ
1228ـ حدثنا محمود بن خالد، ثنا محمد بن شعيب، عن النعمان بن المنذر، عن عطاء بن أبي رباح أنه سأل عائشة [رضي اللّه عنها]:
هل رخص للنساء أن يصلين على الدواب؟ قالت: لم يرخص لهن في ذلك في شدة ولا رخاء، قال محمد: هذا في المكتوبة.
279- باب متى يتمُّ المسافر؟
1229ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، ح وحدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا ابن عُليَّة وهذا لفظه، قال: أخبرنا علي بن زيد، عن أبي نضرة، عن عمران بن حُصَين قال:
غزوت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وشهدت معه الفتح، فأقام بمكة ثمانيَ عشرة ليلةً لا يصلِّي إلا ركعتين، ويقول: "يا أهل البلد، صلُّوا أربعاً فإِنَّا قومٌ سفرٌ".
1230ـ حدثنا محمد بن العلاء، وعثمان بن أبي شيبة، المعنى واحد قالا: ثنا حفص، عن عاصم، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقام سبعَ عشرَةَ بمكة يقصر الصلاة، قال ابن عباس: ومن أقام سبع عشرة قصر، ومن أقام أكثر أتمَّ.
قال أبو داود: قال عباد بن منصور، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: أقام تسع عشرة.
1231ـ حدثنا النفيلي، ثنا محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه، عن ابن عباس قال:
أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بمكة عام الفتح خمس عشرة يقصر الصلاة.
قال أبو داود: روى هذا الحديث عبدةُ بن سليمان، وأحمد بن خالد الوهبي، وسلمة بن الفضل، عن ابن إسحاق لم يذكروا فيه ابن عباس.
1232ـ حدثنا نصر بن علي، أخبرني أبي، ثنا شريك، عن ابن الأصبهاني، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أقام بمكة سبع عشرة يصلي ركعتين.
1233ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ومسلم بن إبراهيم، المعنى قالا: ثنا وهيبٌ، حدثني يحيى بن أبي إسحاق، عن أنس بن مالك قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فكان يصلي ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة فقلنا: هل أقمتم بها شيئاً؟ قال: أقمنا عشراً.
1234ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة وابن المثنى وهذا لفظ ابن المثنى قالا: ثنا أبو أسامة، قال ابن المثنى قال: أخبرني عبد اللّه بن محمد بن عمر بن علي بن أبي طالب، عن أبيه، عن جده
أن عليًّا [رضي اللّه عنه] كان إذا سافر سار بعدما تغرب الشمس حتى تكاد أن تظلم، ثم ينزل فيصلي المغرب، ثم يدعو بعشائه فيتعشّى، ثم يصلي العشاء ثم يرتحل ويقول: هكذا كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصنع.
قال عثمان: عن عبد اللّه بن محمد بن عمر بن عليّ.
سمعت أبا داود يقول: وروى أسامة بن زيد عن حفص بن عبيد اللّه يعني ابن أنس بن مالك أن أنساً كان يجمع بينهما حين يغيب الشفق ويقول: كان النبي صلى اللّه عليه وسلم يصنع ذلك.
قال أبو داود: ورواية الزهري عن أننس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله.
280- باب إذا أقام بأرض العدوّ [ثم] يقصُرُ
1235ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن يحيى بن أبي كثير، عن محمد بن عبد الرحمن بن ثوبان، عن جابر بن عبد اللّه قال:
أقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة.
قال أبو داود: غير معمر يرسله لا يسنده.
281- باب صلاة الخوف
من رأى أن يصلي بهم وهم صفان، فيكبر بهم جميعاً، ثم يركع بهم جميعاً، ثم يسجد الإِمام والصف الذي يليه، والآخرون قيامٌ يحرسونهم فإِذا قاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصف الذي يليه إلى مقام الآخرين وتقدم الصف الأخير إلى مقامهم، ثم يركع الإِمام ويركعون جميعاً، ثم يسجد ويسجد الصف الذي يليه والآخرون يحرسونهم، فإِذا جلس الإِمام والصف الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً ثم سلّم عليهم جميعاً.
قال أبو داود: هذا قول سفيان.
1236ـ حدثنا سعيد بن منصور، ثنا جرير بن عبد الحميد، عن منصور، عن مجاهد، عن أبي عيَّاش الزرقيِّ قال:
كنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعسفان، وعلى المشركين خالد بن الوليد فصلينا الظهر، فقال المشركون: لقد أصبنا غرة، لقد أصبنا غفلة، لو كنا حملنا عليهم وهم في الصلاة فنزلت آية القصر بين الظهر والعصر، فلما حضرت العصر قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مستقبل القبلة والمشركون أمامه، فصف خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صفٌّ، وصف بعد ذلك الصف صفٌّ آخر، فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذي يلونه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما صلى هؤلاء السجدتين وقاموا سجد الآخرون الذين كانوا خلفهم، ثم تأخر الصفُّ الذي يليه إلى مقام الآخرين، وتقدم الصفُّ الأخير إلى مقام الصفِّ الأول، ثم ركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وركعوا جميعاً، ثم سجد وسجد الصف الذي يليه، وقام الآخرون يحرسونهم، فلما جلس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والصفُّ الذي يليه سجد الآخرون، ثم جلسوا جميعاً فسلّم عليهم جميعاً، فصلاها بعسفان، وصلاها يوم بني سليم.
قال أبو داود: روى أيوب وهشام عن أبي الزبير عن جابر هذا المعنى عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك رواه داود بن حصين عن عكرمة عن ابن عباس، وكذلك عبد الملك عن عطاء عن جابر، وكذلك قتادة عن الحسن عن حِطَّان عن أبي موسى فعله، وكذلك عكرمة بن خالد عن مجاهد عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك هشام بن عروة عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم وهو قول الثوري.
282- باب من قال: يقوم صفٌّ مع الإِمام وصفٌّ وجاه العدوِّ، فيصلي بالذين يلونه ركعة، ثم يقوم قائماً حتى يصليَ الذين معه ركعة أخرى، ثم ينصرفون فيصفون وجاه العدوِّ، وتجيء الطائفة الأخرى فيصلي بهم ركعة ويثبت جالساً، فيتمون لأنفسهم ركعة أخرى، ثم يسلِّم بهم جميعاً.
1237ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا شعبة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن صالح بن خوَّات، عن سهل بن أبي حثمة
أن النبي صلّى بأصحابه في خوفٍ، فجعلهم خلفه صفّين، فصلى بالذين يلونه ركعة ثم قام، فلم يزل قائماً حتى صلّى الذين خلفهم ركعة، ثم تقدموا وتأخر الذين كانوا قدامهم، فصلى بهم النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم ركعةً، ثم قعد حتى صلّى الذين تخلفوا ركعة، ثم سلّم.
283- باب من قال: إذا صلى ركعة، وثبت قائماً: اتمُّوا لأنفسهم ركعة، ثم سلموا، ثم انصرفوا، فكانوا وجاه العدوِّ واختلف في السلام
1238ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن رومان، عن صالح بن خوَّات،
عمَّن صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم ذات الرِّقاعِ صلاةَ الخوفِ أن طائفة صفَّتْ معه، وطائفة وِجَاهَ العدوِّ، فصلى بالتي معه ركعة، ثم ثبت قائماً وأتموا لأنفسهم، ثم انصرفوا، وصفوا وِجَاهَ العدو، وجاءت الطائفة الأخرى فصلى بهم الركعة التي بقيت من صلاته، ثم ثبت جالساً وأتموا لأنفسهم، ثم سلّم بهم.
قال مالك: وحديث يزيد بن رُومانَ أحب ما سمعت إليَّ.
1239ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، عن صالح بن خوَّات الأنصاري أن سهلَ بن أبي حثمة الأنصاري، حدثه أن صلاة الخوف: أن يقوم الإِمام وطائفةٌ من أصحابه، وطائفة مواجهة العدوِّ، فيركع الإِمام ركعة، ويسجد بالذين معه ثم يقوم، فإِذا استوى قائماً ثبت قائماً، وأتموا لأنفسهم الركعة الباقية، ثم سلّموا وانصرفوا والإِمام قائم، فكانوا وِجَاهَ العدو، ثم يُقْبِلُ الآخرون الذين لم يصلوا فكبّرون وراء الإِمام فيركع بهم ويسجد بهم ثم يسلّم، فيقومون فيركعون لأنفسهم الركعة الباقية ثم يسلمون.
قال أبو داود: وأما رواية يحيى بن سعيد عن القاسم نحو رواية يزيد بن رومان، إلا أنه خالفه في السلام، ورواية عبيد اللّه نحو رواية يحيى بن سعيد قال: ويثبت قائماً.
284- باب من قال: يكبِّرون جميعاً وإن كان مُسْتَدْبِرِي القبلة، ثم يصلي بمن معه ركعة، ثم يأتون مصافَّ أصحابهم، ويجيء الآخرون فيركعون لأنفسهم ركعة، ثم يصلي بهم ركعة، ثم تُقبِلُ الطائفة التي كانت مقابل العدوِّ، فيصلون لأنفسهم ركعة والإِمام قاعد، ثم يسلم بهم كلهم [جميعاً].
1240ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عبد الرحمن المقري، ثنا حيوة بن شريح، وابن لهيعة قالا: أخبرنا أبو الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يحدث عن مروان بن الحكم أنه سأل أبا هريرة:
هل صليت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف؟ قال أبو هريرة: نعم، فقال مروان: متى؟ فقال أبو هريرة: عام غزوة نجد، قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى صلاة العصر، فقامت معه طائفة، وطائفة أخرى مقابل العدو وظهورهم إلى القبلة، فكبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكبروا جميعاً الذين معه والذين مقابلو العدوِّ، ثم ركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة واحدة، وركعت الطائفة التي معه، ثم سجد فسجدت الطائفةُ التي تليه، والآخرون قيامٌ مقابلو العدوِّ، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وقامت الطائفة التي معه، فذهبوا إلى العدوِّ فقابلوهم، وأقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو فركعوا وسجدوا، ورسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قائم كما هو، ثم قاموا فركع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة أخرى وركعوا معه وسجد وسجدوا معه، ثم أقبلت الطائفة التي كانت مقابلي العدو، فركعوا وسجدوا ورسولُ اللّه صلى اللّه عليه وسلم قاعدٌ ومَنْ كان معه، ثم كان السلام فسلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا جميعاً فكان لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتان، ولكل رجل من الطائفتين ركعة ركعة.
1241ـ حدثنا محمد بن عمرو الرازي، ثنا سلمة، قال: حدثني محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، ومحمد بن الأسود، عن عروة بن الزبير، عن أبي هريرة قال:
خرجنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى نجد، حتى إذا كنا بذات الرِّقاع من نَخْل لقي جمعاً من غطفان فذكر معناه، ولفظه على غير لفظ حيوة وقال فيه: حين ركع بمن معه وسجد قال: فلما قاموا مشوا القهقرَى إلى مصافِّ أصحابهم، ولم يذكر استدبار القبلة.
1242ـ قال أبو داود: وأما عبيد اللّه بن سعد فحدثنا قال: حدثني عمي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، قال: حدثني محمد بن جعفر بن الزبير، أن عروة بن الزبير حدثه أن عائشة حدثته بهذه القصة قالت:
كبّر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وكبّرت الطائفة الذين صفُّوا معه، ثم ركع فركعوا، ثم سجد فسجدوا، ثم رفع فرفعوا، ثم مكث رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم جالساً، ثم سجدوا هم لأنفسهم الثانية، ثم قاموا فنكصوا على أعقابهم يمشون القهقرى، حتى قاموا من ورائهم، وجاءت الطائفة الأخرى فقاموا فكبّروا، ثم ركعوا لأنفسهم ثم سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فسجدوا معه، ثم قام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسجدوا لأنفسهم الثانية، ثمَّ قامت الطائفتان جميعاً فصلّوا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فركع فركعوا، ثمَّ سجد فسجدوا جميعاً، ثم عاد فسجد الثانية وسجدوا معه سريعاً كأسرع الإِسراع جاهداً لا يألون سراعاً، ثمَّ سلّم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وسلّموا، فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، وقد شاركه الناس في الصلاة كلها.
285- باب من قال: يصلِّي بكل طائفة ركعة ثم يسلم فيقوم كل صف، فيصلون لأنفسهم ركعة
1243ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، عن معمر، عن الزهري، عن سالم، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلّى بإِحدى الطائفتين ركعة، والطائفةُ الأخرى مواجهة العدوِّ، ثم انصرفوا فقاموا في مقام أولئك، وجاء أولئك فصلّى بهم ركعة أخرى ثم سلّم عليهم؛ ثم قام هؤلاء فقضوا ركعتهم، وقام هؤلاء فقضوا ركعتهم.
قال أبو داود: وكذلك رواه نافع وخالد بن معدان عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك قول مسروق ويوسف بن مِهْرَانَ عن ابن عباس، وكذلك روى يونس عن الحسن عن أبي موسى أنه فَعَله.
286- باب من قال: يصلِّي بكل طائفة ركعة ثم يسلم فيقوم الذين خلفه فيصلون ركعة ثم يجيء الآخرون إلى مقام هؤلاء فيصلون ركعة
1244ـ حدثنا عمران بن ميسرة، ثنا ابن فضيل، ثنا خصيفٌ، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه بن مسعود قال:
صلّى [بنا] رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف، فقاموا [صفين] صفّاً خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وصفّ مستقبل العدو، فصلى بهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعة، ثم جاء الآخرون فقاموا مقامهم، واستقبل هؤلاء العدوَّ، فصلى بهم النبي صلى اللّه عليه وسلم ركعةً ثم سلّم، فقام هؤلاء فصلوا لأنفسهم ركعة ثم سلّموا ثم ذهبوا، فقاموا مقام أولئك مستقبلي العدوِّ، ورجع أولئك إلى مقامهم فَصَلَّوا لأنفسهم ركعة ثم سلموا.
1245ـ حدثنا تميم بن المنتصر، أخبرنا إسحاق يعني ابن يوسف عن شريك، عن خصيفٍ بإِسناده ومعناه قال:
فكبّر نبيُّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم فكبّر الصفان جميعاً.
قال أبو داود: رواه الثوري بهذا المعنى عن خُصَيف، وصلى عبد الرحمن بن سمرة هكذا، إلا أن الطائفة التي صلى بهم ركعة ثم سلّم مضَوْا إلى مقام أصحابهم، وجاء هؤلاء فَصَلَّوْا لأنفسهم ركعة ثم رجعوا إلى مقام أولئك فصلّوا لأنفسهم ركعة.
قال أبو داود حدثنا بذلك مسلم بن إبراهيم، ثنا عبد الصمد بن حبيب قال: أخبرني أبي أنهم غزوا مع عبد الرحمن بن سمرة كابُل فصلّى بنا صلاة الخوفِ .
287- باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعة ولا يقْضُون
1246ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن سفيان، حدثني الأشعث بن سليم، عن الأسود بن هلال، عن ثعلبة بن زَهْدَمٍ قال:
كنا مع سعيد بن العاص بطبرستان فقام فقال: أيُّكم صلى مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة الخوف؟ فقال حذيفة: أنا، فصلى بهؤلاء ركعة وبهؤلاء ركعة، ولم يقضوا.
قال أبو داود: وكذا رواه عبيد اللّه بن عبد اللّه ومجاهد عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وعبد اللّه بن شقيق عن أبي هريرة عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ويزيدُ الفقير وأبو موسى [قال أبو داود: رجل من التابعين ليس بالأشعري] جميعاً عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وقد قال بعضهم عن شعبة في حديث يزيد الفقير: أنهم قضوا ركعة أخرى، وكذلك رواه سماك بن الوليد الحنفي عن ابن عمر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك رواه زيد بن ثابت عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: فكانت للقوم ركعة ركعة وللنبي صلى اللّه عليه وسلم ركعتين.
1247ـ حدثنا مسدد وسعيد بن منصور قالا: ثنا أبو عوانة، عن بكير بن الأخنس، عن مجاهد، عن ابن عباس قال:
فَرَضَ اللّه عزوجل الصلاة على لسان نبيكم صلى اللّه عليه وسلم في الحضر أربعاً، وفي السفر ركعتين، وفي الخوف ركعة.
288- باب من قال: يصلي بكل طائفة ركعتين [وتكون للإِمام أربعاً]
1248ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، ثنا الأشعث، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:
صلى النبي صلى اللّه عليه وسلم في خوفٍ الظهرَ فصفَّ بعضهم خلفه وبعضهم بإِزاء العدو، فصلى بهم ركعتين ثم سلّم، فانطلق الذين صلَّوْا معه فوقفوا موقف أصحابهم، ثم جاء أولئك فصلَّوْا خلفه فصلى بهم ركعتين ثم سلّم، فكانت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم أربعاً، ولأصحابه ركعتين ركعتين، وبذلك كان يُفْتِي الحسنُ.
قال أبو داود: وكذلك في المغرب: يكون للإِمام ستَّ ركعات، وللقوم ثلاثاً.
قال أبو داود: وكذلك رواه يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن جابر بن عبد اللّه، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، وكذلك قال سليمان اليشكري عن جابر عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
289- باب صلاة الطالب
1249ـ حدثنا أبو معمر عبد اللّه بن عمرو، ثنا عبد الوارث، ثنا محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر، عن ابن عبد اللّه بن أُنَيْسٍ، عن أبيه قال:
بعثني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إلى خالد بن سفيان الهذلي، وكان نحو عُرَنَةَ وَعَرَفات فقال: إذهب فاقتله، قال: فرأيته وحضرَتْ صلاةُ العصر فقلت: إني لأخاف أن يكون بيني وبينه ما أن أؤخرَ الصلاة، فانطلقت أمشي وأنا أصلِّي أومىء إيماءً نحوه، فلما دنوتُ منه قال لي: من أنت؟ قلت: رجل من العرب، بلغني أنك تجمع لهذا الرجل فجئتك في ذاك، قال: إني لفي ذاك، فمشيت معه ساعةً، حتى إذا أمكنني علوته بسيفي حتى برد.
290- باب تفريع أبواب التطوع، وركعات السنة /كتاب التطوع .
1250ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا ابن عُلَية، ثنا داود بن أبي هند، حدثني النعمان بن سالم، عن عمرو بن أوس، عن عنبسة بن أبي سفيان، عن أم حبيبة قالت:
قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "من صلى في يومٍ ثنتي عشرة ركعة تطوُّعاً بني له بهن بيتٌ في الجنة".
1251ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا هشيم، أخبرنا خالد، ح وثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا خالد، المعنى عن عبد اللّه بن شقيق قال:
سألت عائشة عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من التطوع فقالت: كان يصلي قبل الظهر أربعاً في بيتي، ثم يخرج فيصلي بالناس، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي بالناس المغرب، ثم يرجع إلى بيتي فيصلي ركعتين وكان يصلي بهم العشاء، ثم يدخل بيتي فيصلي ركعتين، وكان يصلي من الليل تسع ركعات فيهن الوتر، وكان يصلي ليلاً طويلاً قائماً، وليلاً طويلاً جالساً، فإِذا قرأ وهو قائم ركع وسجد وهو قائم، وإذا قرأ وهو قاعد ركع وسجد وهو قاعد، وكان إذا طلع الفجر صلى ركعتين ثم يخرج فيُصَلي بالناس صلاة الفجر [صلى اللّه عليه وسلم].
1252ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع، عن عبد اللّه بن عمر،
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي قبل الظهر ركعتين وبعدها ركعتين، وبعد المغرب ركعتين في بيته، وبعد صلاة العشاء ركعتين، وكان لا يصلي بعد الجمعة حتى ينصرف فيصلي ركعتين.
1253ـ حدثنا مسدد، قال: ثنا يحيى، عن شعبة، عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر، عن أبيه، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان لا يَدَعُ أربعاً قبل الظهر، وركعتين قبل صلاة الغداة.
291- باب ركعتي الفجر
1254ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن ابن جريج، قال: حدثني عطاء، عن عبيد بن عمير، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يكن على شىء من النوافل أشدَّ معاهدةً منه على الركعتين قبل الصبح.
292- باب في تخفيفهما
1255ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني، ثنا زهير بن معاوية، ثنا يحيى بن سعيد، عن محمد بن عبد الرحمن، عن عمرة، عن عائشة قالت:
كان النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يخفِّفُ الركعتين قبل صلاة الفجر حتى إنني لأقول: هل قرأ فيهما بأمِّ القرآن؟.
1256ـ حدثنا يحيى بن معين، ثنا مروان بن معاوية، ثنا يزيد بن كيسان، عن أبي حازم، عن أبي هريرة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قرأ في ركعتي الفجر: {قل يا أيها الكافرون}، و{قل هو اللّه أحدٌ}.
1257ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا أبو المغيرة، ثنا عبد اللّه بن العلاء، حدثني أبو زيادة عبيد اللّه بن زيادة الكندي، عن بلال أنه حدثه
أنه أتى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليؤذنه بصلاة الغداة، فشغلت عائشة [رضي اللّه عنها] بلالاً بأمر سألته عنه حتى فضحه الصبح فأصبح جدًّا، قال: فقام بلال فآذنه بالصلاة وتابع أذانه، فلم يخرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فلما خرج صلى بالناس، وأخبره أن عائشة شغلته بأمر سألته عنه حتى أصبح جدّاً، وأنه أبطأ عليه بالخروج فقال: "إنِّي كنت ركعت ركعتي الفجر" فقال: يارسول اللّه، إنك أصبحت جدّاً، قال: "لو أصبحت أكثر مما أصبحت لركعتهما وأحسنتهما وأجملتهما".
1258ـ حدثنا مسدد، ثنا خالد، ثنا عبد الرحمن يعني ابن إسحاق المدني عن ابن زيد، عن ابن سيلان، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لاتدعوهما وإن طردتكم الخيل".
1259ـ حدثنا أحمد بن يوننس، ثنا زهير، ثنا عثمان بن حكيم، أخبرني سعيد بن يسار، عن عبد اللّه بن عباس
أن كثيراً مما كان يقرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في ركعتي الفجر بـ {آمنَّا باللّه وما أنزل إلينا} هذه الآية، قال: هذه في الركعة الأولى، وفي الركعة الآخرة بـ {آمنا باللّه واشهد بأنَّا مسلمون}.
1260ـ حدثنا محمد بن الصباح بن سفيان، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عثمان بن عمر يعني ابن موسى عن أبي الغيث، عن أبي هريرة
أنه سمع النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم يقرأ في ركعتي الفجر: {قل آمنا باللّه وما أنزل علينا} في الركعة الأولى، [وفي الركعة الأخرى] بهذه الآية: {ربننا آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين} أو {إنا أرسلناك بالحق بشيراً ونذيراً ولا تسأل عن أصحاب الجحيم} شك الدراورديُّ.
293- باب الاضطجاع بعدها
1261ـ حدثنا مسدد، وأبو كامل، وعبيد اللّه بن عمر بن ميسرة قالوا: ثنا عبد الواحد، ثنا الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا صلَّى أحدكم الركعتين قبل الصبح فليضطجع على يمينه" فقال له مروان بن الحكم: أما يجزىء أحدنا ممشاه إلى المسجد حتى يضطجع على يمينه؟ قال عبيد اللّه في حديثه قال: لا، قال: فبلغ ذلك ابن عمر فقال: أكثر أبو هريرة على نفسه قال: فقيل لابن عمر: هل تنكر شيئاً مما يقول؟ قال: لا، ولكنه اجترأ وجبُنَّا، قال: فبلغ ذلك أبا هريرة قال: فما ذنبي إن كنت حفظت ونسوا.
1262ـ حدثنا يحيى بن حكيم، ثنا بشر بن عمر، ثنا مالك بن أنس، عن سالم أبي النضر، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا قضى صلاته من آخر الليل نظر؛ فإِن كنت مستيقظةً حدثني، وإن كنت نائمة أيقظني، وصلى الركعتين، ثم اضطجع حتى يأتيه المؤذن فيؤذنه بصلاة الصبح، فيصلي ركعتين خفيفتين، ثم يخرج إلى الصلاة.
1263ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن زياد بن سعد، عمن حدثه ابن أبي عتَّابٍ أو غيره عن أبي سلمة قال: قالت عائشة:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا صلى ركعتي الفجر فإِن كنت نائمة اضطجع، وإن كنتُ مستيقظةً حدثني.
1264ـ حدثنا عباس العنبري وزياد بن يحيى قالا: ثنا سهل بن حماد [أبو عتاب]، عن أبي مكين، ثنا أبو الفضل رجلٌ من الأنصار، عن مسلم بن أبي بكرة، عن أبيه قال:
خرجت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم لصلاة الصبح فكان لا يمر برجل إلا ناداه بالصلاة أو حرّكه برجله.
قال زياد بن يحيى قال: ثنا أبو الفضيل.
294- باب إذا أدرك الإِمام ولم يصلِّ ركعتي الفجر
1265ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن عبد اللّه بن سرجسٍ قال:
جاء رجل والنبيُّ صلى اللّه عليه وسلم يصلي الصبح فصلَّى الركعتين، ثم دخل مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في الصلاة، فلما انصرف قال: "يا فلان، أيتهما صلاتك التي صليت وحدك، أو التي صليت معنا"؟.
1266ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا حماد بن سلمة، ح وحدثنا أحمد بن حنبل، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن وَرْقَاءَ، ح وحدثنا الحسن بن علي، ثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، ح وحدثنا الحسن بن علي، ثنا يزيد بن هارون، عن حماد بن زيد، عن أيوب، ح وحدثنا محمد بن المتوكل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا زكريا بن إسحاق كلهم عن عمرو بن دينار، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة".
295- باب من فاتته متى يقضيها؟
1267ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبد اللّه بن نمير، عن سعد بن سعيد، حدثني محمد بن إبراهيم، عن قيس بن عمرو قال:
رأى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رجلاً يصلي بعد صلاة الصبح ركعتين، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صلاة الصبح ركعتان" فقال الرجل: إني لم أكن صليت الركعتين اللتين قبلهما فصليتهما الآن، فسكت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم.
1268ـ حدثنا حامد بن يحيى البلخي قال: قال سفيان بن عيينة: كان عطاء بن أبي رباح يحدث بهذا الحديث عن سعد بن سعيد.
قال أبو داود: وروى عبد ربِّه ويحيى ابنا سعيد هذا الحديث مرسلاً أن جدَّهم زيداً صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه القصة.
296- باب الأربع قبل الظهر وبعدها
1269ـ حدثنا مؤمَّل بن الفضل، ثنا محمد بن شعيب، عن النعمان، عن مكحول، عن عنبسة بن أبي سفيان قال: قالت أمُّ حبيبة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من حافظ على أربع ركعاتٍ قبل الظهر وأربعٍ بعدها، حرم على النار".
قال أبو داود: رواه العلاء بن الحارث وسليمان بن موسى عن مكحول بإِسناده مثله.
1270ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة قال: سمعت عبيدة يحدث عن إبراهيم، عن ابن منجابٍ، عن قرثع، عن أبي أيوب،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "أربع قبل الظهر ليس فيهنَّ تسليمٌ تفتح لهنَّ أبواب السماء".
قال أبو داود: بلغني عن يحيى بن سعيد القطان قال: لو حدثت عن عبيدة بشىء لحدثت عنه بهذا الحديث.
قال أبو داود: عبيدة ضعيف.
قال أبو داود: ابن منجاب هو سهم.
297- باب الصلاة قبل العصر
1271ـ حدثنا أحَمد بن إبراهيم، ثنا أبو داود، ثنا محمد بن مهران القرشي، حدثني جدي أبو المثنى عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه امرأ صلى قبل العصر أربعاً".
1272ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن عليّ [كرم اللّه وجهه]
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي قبل العصر ركعتين.
298- باب الصلاة بعد العصر
1273ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني عمرو بن الحارث، عن بكير بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس أن عبد اللّه بن عباس وعبد الرحمن بن أزهر، والمِسْوَرَ بن مخرمة أرسلوه إلى عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا:
إقرأ عليها السلام منَّا جميعاً وسلها عن الركعتين بعد العصر وقل: إنا أخبرنا أنك تصلينهما، وقد بلغنا أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم نهى عنهما، فدخلت عليها فبلغتها ما أرسلوني به، فقالت: سل أمَّ سلمة، فخرجت إليهم فأخبرتهم بقولها، فردوني إلى أمِّ سلمة بمثل ما أرسلوني به إلى عائشة، فقالت أمُّ سلمة: سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ينهى عنهما ثم رأيته يصليهما، أما حين صلاهما فإِنه صلى العصر، ثم دخل وعندي نسوة من بني حرام من الأنصار فصلاهما فأرسلت إليه الجارية فقلت: قومي بجنبه فقولي له: تقول أم سلمة: يارسول اللّه، أسمعك تنهى عن هاتين الركعتين وأراك تصليهما، فإِن أشار بيده فاستأخري عنه، قالت: ففعلت الجارية، فأشار بيده فاستأخرت عنه، فلما انصرف قال: "يا بنت أبي أمية، سألت عن الركعتين بعد العصر، إنه أتاني ناسٌ من عبد القيس بالإِسلام من قومهم فشغلوني عن الركعتين اللتين بعد الظهر، فهما هاتان".
299- باب من رخَّص فيهما إذا كانت الشمس مرتفعةً
1274ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا شعبة، عن منصور، عن هلال بن يساف، عن وهب بن الأجدع، عن عليّ
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم نهى عن الصلاة بعد العصر إلا والشمس مرتفعة.
1275ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا سفيان، عن أبي إسحاق، عن عاصم بن ضمرة، عن علي قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي في إثر كل صلاة مكتوبة ركعتين إلا الفجر والعصر.
1276ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم: ثنا أبان، ثنا قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس قال:
شهد عندي رجال مرضيُّونَ فيهم عمر بن الخطاب، وأرضاهم عندي عمرُ أن نبي اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "لاصلاة بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا صلاة بعد صلاة العصر حتى تغرب الشمس".
1277ـ حدثنا الربيع بن نافع، ثنا محمد بن المهاجر، عن العباس بن سالم، عن أبي سلاّم، عن أبي أمامة، عن عمرو بن عبسة السلمي أنه قال:
قلت: يارسول اللّه، أي الليل أسمع؟ قال: "جوف الليل الآخر، فصلِّ ما شئت فإِن الصلاة مشهودةٌ مكتوبة، حتى تصلي الصبح، ثم أقصر حتى تطلع الشمس فترتفع قيس رمحٍ أو رمحين، فإِنها تطلع بين قرني شيطانٍ، ويصلي لها الكفار، ثم صلِّ ما شئت، فإِن الصلاة مشهودةٌ مكتوبةٌ حتى يعدل الرمح ظله، ثم أقصر فإِن جهنم تسجر وتفتح أبوابها، فإِذا زاغت الشمس فصل ما شئت، فإِن الصلاة مشهودةٌ حتى تصلي العصر، ثم أقصر حتى تغرب الشمس، فإِنها تغرب بين قرني شيطانٍ ويصلي لها الكفار" وقصَّ حديثاً طويلاً، قال العباس: هكذا حدثني أبو سلام، عن أبي أمامة إلا أن أخطىء شيئاً لا أريده، فأستغفر اللّه وأتوب إليه.
1278ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا وهيب، ثنا قدامة بن موسى، عن أيوب بن حُصَين، عن أبي علقمة، عن يسار مولى ابن عمر قال:
رآني ابن عمر وأنا أصلي بعد طلوع الفجر فقال: يا يسار، إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم خرج علينا ونحن نصلي هذه الصلاة فقال: "ليبلغ شاهدكم غائبكم، لا تصلوا بعد الفجر إلا سجدتين".
1279ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود ومسروق قالا: نشهد على عائشة [رضي اللّه عنها] أنها قالت:
ما من يوم يأتي على النبي صلى اللّه عليه وسلم إلا صلى بعد العصر ركعتين.
1280ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمِّي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق، عن محمد بن عمرو بن عطاء، عن ذكوان مولى عائشة أنها حدثته
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بعد العصر وينهى عنها، ويواصل، وينهى عن الوصال.
300- باب الصلاة قبل المغرب
1281ـ حدثنا عبيد اللّه بن عمر، ثنا عبد الوارث بن سعيد، عن الحسين المعلم، عن عبد اللّه بن بريدة، عن عبد اللّه المزني قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلوا قبل المغرب ركعتين" ثم قال: "صلوا قبل المغرب ركعتين لمن شاء" خشية أن يتخذها الناس سنة.
1282ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم البزاز، أخبرنا سعيد بن سليمان، ثنا منصور بن أبي الأسود، عن المختار بن فلفل، عن أنس بن مالك قال:
صليت الركعتين قبل المغرب على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: قلت لأنس: أرآكم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم، رآنا فلم يأمرنا ولم ينهنا.
1283ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثنا ابن عُلَية، عن الجريري، عن عبيد اللّه بن بريدة، عن عبد اللّه بن مغفل قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "بين كلِّ أذانين صلاةٌ، بين كل أذانين صلاةٌ لمن شاء".
1284ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن أبي شعيب، عن طاوس قال: سئل ابن عمر عن الركعتين قبل المغرب فقال:
ما رأيت أحداً على عهد رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصليهما ورخص في الركعتين بعد العصر.
قال أبو داود: سمعت يحيى بن مَعِين يقول: هو شعيب يعني وَهِمَ شعبة في اسمه ـ.
301- باب صلاة الضحى
1285ـ حدثنا أحمد بن منيع، عن عباد بن عباد، ح وثنا مسدد، ثنا حماد بن زيد، المعنى عن واصل، عن يحيى بن عُقَيلٍ، عن يحيى بن يَعمر، عن أبي ذر، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
"يصبح على كلِّ سلامى من ابن آدم صدقةٌ: تسليمه على من لقي صدقةٌ، وأمره بالمعروف صدقةٌ، ونهيه عن المنكر صدقةٌ، وإماطته الأذى عن الطريق صدقةٌ، وبضعة أهله صدقةٌ، ويجزىء من ذلك كله ركعتان من الضحى".
قال أبو داود: وحديث عباد أتمّ، ولم يذكر مسدد الأمر والنهي؛ زاد في حديثه وقال: كذا وكذا، وزاد ابن منيع في حديثه قالوا: يارسول اللّه، أحدنا يقضي شهوته وتكون له صدقة؟ قال: "أرأيت لو وضعها في غير حلها ألم يكن يأثم؟".
1286ـ حدثنا وهب بن بقية، أخبرنا خالد، عن واصل، عن يحيى بن عقيل، عن يحيى بن يعمر، عن أبي الأسود الدؤلي قال: بينما نحن عند أبي ذرّ قال:
يصبح على كل سلامى من أحدكم في كل يوم صدقةٌ، فله بكل صلاة صدقة، وصيامٍ صدقة، وحجٍّ صدقة، وتسبيحٍ صدقة، وتكبيرٍ صدقة، وتحميدٍ صدقة، فعدّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من هذه الأعمال الصالحة ثم قال: "يجزىء أحدكم من ذلك ركعتا الضحى".
1287ـ حدثنا محمد بن سلمة المرادي، ثنا ابن وهب، عن يحيى بن أيوب، عن زبان بن فائد، عن سهل بن معاذ بن أنس الجهني، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قعد في مصلاه حين ينصرف من صلاة الصبح حتى يسبح ركعتي الضحى لا يقول إلا خيراً غفر له خطاياه، وإن كانت أكثر من زبد البحر".
1288ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا الهيثم بن حميد، عن يحيى بن الحارث، عن القاسم بن عبد الرحمن، عن أبي أمامة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلاةٌ في إثر صلاة لا لغو بينهما كتابٌ في علِّيِّين".
1289ـ حدثنا داود بن رشيد، ثنا الوليد، عن سعيد بن عبد العزيز، عن مكحول، عن كثير بن مرة أبي شجرة عن نعيم بن همار قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "يقول اللّه عزّوجلّ: يا ابن آدم لاتعجزني من أربع ركعاتٍ في أول نهارك أكفك آخره".
1290ـ حدثنا أحمد بن صالح وأحمد بن عمرو بن السرح قالا: ثنا ابن وهب، حدثني عياض بن عبد اللّه، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، عن أم هانىء بنت أبي طالب
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يومَ الفتح صلى سبحة الضحى ثماني ركعاتٍ يسلم من كل ركعتين، قال أحمد بن صالح: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوم الفتح صلى سبحة الضحى فذكر مثله، قال ابن السرح: إن أمّ هانىء قالت: دخل عليّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ولم يذكر سبحة الضحى بمعناه.
1291ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى قال:
ما أخبرنا أحد أنه رأى النبي صلى اللّه عليه وسلم صلى الضُّحى غير أمِّ هانىء فإِنها ذكرت أن النبي صلى اللّه عليه وسلم يوم فتح مكة اغتسل في بيتها وصلى ثمان ركعاتٍ، فلم يرَهُ أحد صلاّهنّ بعد.
1292ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا الجريري، عن عبد اللّه بن شقيق قال: سألت عائشة:
هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلِّي الضحى؟ فقالت: لا، إلا أن يجيء من مغيبه، قلت: هل كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرن بين السورتين؟ قالت: من المفصل.
1293ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أنها قالت:
ما سبَّحَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سبحة الضحى قط وإني لأسبحها، وإن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليدع العمل وهو يحب أن يعمل به خشية أن يعمل به الناس فيفرض عليهم.
1294ـ حدثنا ابن نفيل وأحمد بن يونس قالا: ثنا زهير، ثنا سماك، قال: قلت لجابر بن سمرة:
أكنت تجالس رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قال: نعم كثيراً، فكان لا يقوم من مصلاه الذي صلى فيه الغداة حتى تطلع الشمس، فإِذا طلعت قام صلى اللّه عليه وسلم.
302- باب في صلاة النهار
1295ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، عن يعلَى بن عطاء، عن عليّ بن عبد اللّه البارقيِّ، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "صلاة الليلِ والنهارِ مثنى مثنى".
1296ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا معاذ بن معاذ، ثنا شعبة، حدثني عبد ربه بن سعيد، عن أنس بن أبي أنس، عن عبد اللّه بن نافع، عن عبد اللّه بن الحارث، عن المطلب،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الصلاة مثنى مثنى، أن تشهد في كلِّ ركعتين، وأن تبأس وتمسكن وتقنع بيديك وتقول: اللهم اللهم، فمن لم يفعل ذلك فهي خداجٌ".
سئل أبو داود عن صلاة الليل مثنى قال: إن شئت مثنى، وإن شئت أربعاً.
303- باب صلاة التسبيح
1297ـ حدثنا عبد الرحمن بن بشر بن الحكم النيسابوري، ثنا موسى بن عبد العزيز، ثنا الحكم بن أبان، عن عكرمة، عن ابن عباس:
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال للعباس بن عبد المطلب: "ياعباس يا عماه ألا أعطيك؟ ألا أمنحك؟ ألا أحبوك؟ ألا أفعل بك عشر خصالٍ إذا أنت فعلت ذلك غفر اللّه لك ذنبك أوله وآخره، قديمه وحديثه، خطأه وعمده، صغيره وكبيره، سره وعلانيته عشر خصالٍ: أن تصلي أربع ركعاتٍ تقرأ في كل ركعة فاتحة الكتاب وسورةً، فإِذا فرغت من القراءة في أول ركعةٍ وأنت قائمٌ قلت: سبحان اللذه، والحمد للّه، ولا إله إلا اللّه واللّه أكبر خمس عشرة مرةٍ، ثم تركع فتقولها وأنت راكعٌ عشراً، ثم ترفع رأسك من الركوع فتقولها عشراً، ثم تهوي ساجداً فتقولها وأنت ساجدٌ عشراً، ثم ترفع رأسك من السجود فتقولها عشراً، ثم تسجد فتقولها عشراً، ثم ترفع رأسك فتقولها عشراً، فذلك خمسٌ وسبعون في كلِّ ركعةٍ تفعل ذلك في أربع ركعاتٍ إن استطعت أن تصليها في كلِّ يوم مرةً فافعل، فإِن لم تفعل ففي كلِّ جمعةٍ مرةً، فإِن لم تفعل ففي كلِّ شهر مرة، فإِن لم تفعل ففي كلِّ سنةٍ مرةً، فإِن لم تفعل ففي عمرك مرةً".
1298ـ حدثنا محمد بن سفيان الأبليُّ، ثنا حبان بن هلال أبو حبيب، ثنا مهدي بن ميمون، ثنا عمرو بن مالك، عن أبي الجوزاء قال: حدثني رجل كانت له صحبة يرون أنه عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي النبيُّ صلى اللّه عليه وسلم: "ائتني غداً أحبوك وأثيبك وأعطيك" حتى ظننت أنه يعطيني عطية، قال: "إذا زال النهار فقم فصلِّ أربع ركعات" فذكر نحوه قال: "ثم ترفع رأسك يعني من السجدة الثانية فاسْتَو جالساً ولا تقم حتى تسبح عشراً وتحمد عشراً، وتكبر عشراً وتهلل عشراً، ثم تصنع ذلك في الأربع الركعات" قال: فإِنك لو كنت أعظم أهل الأرض ذنباً غفر لك بذلك، قلت: فإِن لم أستطع أن أصليها تلك الساعة؟ قال: "صلها من الليل والنهار".
قال أبو داود: وحبان بن هلال خال هلال الرئيِّ.
قال أبو داود: رواه المستمر بن الريان عن أبي الجوزاء عن عبد اللّه بن عمرو موقوفاً، ورواه روح بن المسيب وجعفر بن سليمان عن عمرو بن مالك النُّكري عنن أبي الجوزاء عن ابن عباس قوله، وقال في حديث روح فقال: حديث النبي صلى اللّه عليه وسلم.
1299ـ حدثنا أبو توبة الربيع بن نافع، ثنا محمد بن مهاجر، عن عروة بن رويم، قال: حدثني الأنصاري
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال لجعفر بهذا الحديث فذكر نحوهم، قال في السجدة الثانية من الركعة الأولى كما قال في حديث مهدي بن ميمون.
304- باب ركعتي المغرب أين تصليان؟
1300ـ حدثنا أبو بكر بن أبي الأسود، قال: حدثني أبو مطرِّف محمد بن أبي الوزير، ثنا محمد بن موسى الفطري، عن سعد بن إسحاق بن كعب بن عُجْرَة، عن أبيه، عن جده
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أتى مسجد بني عبد الأشهلِ فصلى فيه المغرب، فلما قضوا صلاتهم رآهم يسبحون بعدها فقال: "هذه صلاة البيوت".
1301ـ حدثنا حسين بن عبد الرحمن الجرجرائيُّ، ثنا طلقُ بن غنام، ثنا يعقوب بن عبد اللّه، عن جعفر بن أبي المغيرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يطيل القراءة في الركعتين بعد المغرب حتى يتفرق أهل المسجد.
قال أبو داود: رواه نصر المجدر عن يعقوب القمِّي وأسنده مثله.
قال أبو داود: حدثناه محمد بن عيسى بن الطباع ثنا نصر المجدّر عن يعقوب مثله.
1302ـ حدثنا أحمد بن يونس وسليمان بن داود العتكي قالا: ثنا يعقوب، عن جعفر، عنن سعيد بن جبير عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه مرسلاً.
قال أبو داود: سمعت محمد بن حميد يقول: سمعت يعقوب يقول: كلُّ شيء حدثتكم عن جعفر عن سعيد بن جبير عن النبي صلى اللّه عليه وسلم فهو مسندٌ عن ابن عباس عن النبي صلى اللّه عليه وسلم.
305- باب الصلاة بعد العشاء
1303ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا زيد بن الحباب العكلي، حدثنا مالك بن مِغْوَل، حدثني مقاتل بن بشير العِجْلي، عن شريح بن هانىء، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قال: سألتها عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت:
ما صلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم العشاء قطُّ فدخل عليَّ إلا صلى أربع ركعات أو ستَّ ركعات، ولقد مُطِرنا مرةً بالليل فطرحنا له نِطَعاً فكأني أنظر إلى ثُقْبٍ فيه ينْبَع الماء منه، وما رأيته متَّقياً الأرض بشىء من ثيابه قطُّ.
أبواب قيام الليل
306- باب نسخ قيام الليل والتيسير فيه
1304ـ حدثنا أحمد بن محمد المروزي ابن شبويه، قال: حدثني علي بن حسين، عن أبيه، عن يزيد النحوي، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
في المزمل {قم الليل إلا قليلاً نصفه} نسختها الآية التي فيها: {علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن} و{ناشئة الليل} أوله وكانت صلاتهم لأول الليل، يقول: هو أجدر أن تحصوا ما فرض اللّه عليكم من قيام الليل، وذلك أن الإِنسان إذا نام لم يدر متى يستيقظ، وقوله: {أَقْوَمُ قِيلاً} هو أجدر أن يفقه في القرآن، وقوله: {إنَّ لك في النهار سبحاً طويلاً} يقول: فراغاً طويلاً.
1305ـ حدثنا أحمد بن محمد يعني المروزي ثنا وكيع، عن مسعر، عن سماك الحنفي، عن ابن عباس قال:
لما نزلت أول المزمِّل كانوا يقومون نحواً من قيامهم في شهر رمضان حتى نزل آخرها، وكان بين أولها وآخرها سنة.
307- باب قيام الليل
1306ـ حدثنا عبد اللّه بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقدٍ يضرب مكانَ كلِّ عقدةٍ: عليك ليلٌ طويلٌ فارقد، فإِن استيقظ فذكر اللّه [تعالى] انحلت عقدةٌ، فإِن توضأ انحلت عقدةٌ، فإِن صلّى انحلت عقدةٌ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان".
1307ـ حدثنا محمد بن بشار قال: ثنا أبو داود قال: ثنا شعبة، عن يزيد بن خُمَيْرٍ قال: سمعت عبد اللّه بن أبي قيس يقول: قالت عائشة [رضي اللّه عنها]: لا تَدَعْ قيام الليل؛ فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كَسِلَ صلى قاعداً.
1308ـ حدثنا ابن بشار، ثنا يحيى، قال: ثنا ابن عجلان، عن القعقاع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلى وأيقظ امرأته، فإِن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأةً قامت من الليل فصلّتْ وأيقظت زوجها، فإِن أبى نضحت في وجهه الماء".
1309ـ حدثنا ابن كثير، ثنا سفيان، عن مِسْعر، عن علي بن الأقمر، ح وحدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر، المعنى عن الأغرّ، عن أبي سعيد، وأبي هريرة قالا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا أيقظ الرجل أهله من الليل فصليا، أو صلى ركعتين جميعاً كتبا في الذاكرين والذاكرات" ولم يرفعه ابن كثير، ولا ذكر أبا هريرة، جعله كلام أبي سعيد.
قال أبو داود: رواه ابن مهدي عن سفيان قال: وأراه ذكر أبا هريرة.
قال أبو داود: وحديث سفيان موقوف.
308- [باب النعاس في الصلاة]
1310ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "إذا نعس أحدكم في الصلاة فليرقد حتى يذهب عنه النوم؛ فإِنَّ أحدكم إذا صلى وهو ناعس لعله يذهب يستغفر فيسب نفسه".
1311ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن همام بن منبِّه، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فاستعجم القرآن على لسانه، فلم يدر ما يقول فليضطجع".
1312ـ حدثنا زياد بن أيوب وهارون بن عباد الأزدي، أن إسماعيل بن إبراهيم حدثهم، قال: ثنا عبد العزيز، عن أنس قال:
دخل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم المسجد وحبلٌ ممدود بين ساريتين فقال: "ماهذا الحبل"؟ فقيل: يارسول اللّه، هذه حمنة بنت جحش تصلي، فإِذا أعيت تعلقت به، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لتصلّ ما أطاقت، فإِذا أعيت فلتجلس" قال زياد: فقال: "ما هذا"؟ فقالوا: لزينب تصلي، فإِذا كسلت أو فترت أمسكت به فقال: "حلوه" فقال: "ليصل أحدكم نشاطه، فإِذا كسل أو فتر فليقعد".
309- باب من نام عن حزبه
1313ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا أبو صفوان عبد اللّه بن سعيد بن عبد الملك بن مروان، ح وثنا سليمان بن داود، ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابنُ وهب، المعنى عن يونس، عن ابن شهاب أن السائب بن يزيد وعبيد اللّه أخبراه أن عبد الرحمن بن عبد قالا عن ابن وهب ابن عبدٍ القاري قال: سمعت عمر بن الخطاب يقول:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من نام عن حزبه أو عن شيء منه، فقرأه ما بين صلاة الفجر وصلاة الظهر كتب له كأنما قرأه من الليل".
310- باب من نوى القيام فنام
1314ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن سعيد بن جبير، عن رجل عنده رضيٍّ أن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم أخبرته
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "مامن امرىءٍ تكون له صلاةٌ بليلٍ يغلبه عليها نومٌ إلا كتب له أجر صلاته، وكان نومه عليه صدقة".
311- باب أيُّ الليل أفضل؟
1315ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، وعن أبي عبد اللّه الأغر، عن أبي هريرة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "ينزل ربنا تبارك وتعالى كلَّ ليلةٍ إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقولُ: من يدعوني فأستجيب له؟ من يسألني فأعطيه؟ من يستغفرني فأغفر له".
312ـ باب وقت قيام النبي صلى اللّه عليه وسلم من الليل
1316ـ حدثنا حسين بن يزيد الكوفي، ثنا حفص، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
إن كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليوقظه اللّه [عزوجل] بالليل، فما يجيء السحر حتى يفرغ من حزبه.
1317ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، قال: ثنا أبو الأحوص، ح وثنا هنّاد، عن أبي الأحوص، وهذا حديث إبراهيم، عن أشعث، عن أبيه، عن مسروق قال:
سألت عائشة [رضي اللّه عنها] عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقلت لها: أي حين كان يُصَلي؟ قالت: كان إذا سمع الصراخ قام فصلى.
1318ـ حدثنا أبو توبة، عن إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة عن عائشة قالت:
ما ألفاه السحر عندي إلا نائماً، تعني النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم.
1319ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا يحيى بن زكريا، عن عكرمة بن عمار، عن محمد بن عبد اللّه الدؤلي، عن عبد العزيز ابن أخي حذيفة، عن حذيفة قال:
كان النبي صلى اللّه عليه وسلم إذا حزبه أمرٌ صلّى.
1320ـ حدثنا هشام بن عمار، ثنا الهقل بن زياد السكسكي، ثنا الأوزاعي، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة قال: سمعت ربيعة بن كعب الأسلمي يقول:
كنت أبيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آتيه بوضوئه وبحاجته فقال: "سلني" فقلت: مرافقتك في الجنة قال: "أو غير ذلك" قلت: هو ذاك، قال: "فأعني على نفسك بكثرة السجود".
1321ـ حدثنا أبو كاملٍ، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أنس بن مالك في هذه الآية:
{تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً وممَّا رزقناهم ينفقون} قال: كانوا يتيقظون ما بين المغرب والعشاء يصلون، وكان الحسن يقول: قيام الليل.
1322ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا يحيى بن سعيد، وابن أبي عديّ، عن سعيد، عن قتادة، عن أنس في قوله عزوجل:
{كانوا قليلاً من الليل ما يهجعون} قال: كانوا يصلون فيما بين المغرب والعشاء، زاد في حديث يحيى: وكذلك {تتجافى جنوبهم}.
313- باب افتتاح صلاة الليل بركعتين
1323ـ حدثنا الربيع بن نافع أبو توبة، ثنا سليمان بن حيان، عن هشام بن حسان، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إذا قام أحدكم من الليل فليصل ركعتين خفيفتين".
قال أبو داود: روى هذا الحديث حماد بن سلمة وزهير بن معاوية وجماعة عن هشام عن محمد أوقفوه على أبي هريرة.
1324ـ حدثنا مخلد بن خالد، ثنا إبراهيم يعني ابن خالد عن رباح [ابن زيد] عن معمر، عن أيوب، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة قال: "إذا" بمعناه، زاد: ثم ليطوِّل بعد ما شاء.
قال أبو داود: رواه أيوب وابن عون موقوفاً على أبي هريرة ورواه ابن عون عن محمد قال: فيهما تجوّز.
1325ـ حدثنا ابن حنبل يعني أحمد قال: ثنا حجّاج قال: قال ابن جُريج: أخبرني عثمان بن أبي سليمان، عن عليّ الأزدي، عن عبيد بن عمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أيُّ الأعمال أفضل؟ قال: "طول القيام".
314- باب صلاة الليل مثْنى مثْنى
1326ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن نافع وعبد اللّه بن دينار، عن عبد اللّه بن عمر أن رجلاً سأل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم:
"صلاة الليل مثنى مثنى، فإِذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعةً واحدة توتر له ما قد صلى".
315- باب رفع الصوت بالقراءة في صلاة الليل
1327ـ حدثنا محمد بن جعفر الوركاني، ثنا ابن أبي الزناد، عن عمرو بن أبي عمرو مولى المطلب عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
كانت قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم على قدر ما يسمعه من في الحجرة وهو في البيت.
1328ـ حدثنا محمد بن بكار بن الريان، ثنا عبد اللّه بن المبارك، عن عمران بن زائدة، عن أبيه، عن أبي خالد الوالبي عن أبي هريرة أنه قال:
كانت قراءة النبي صلى اللّه عليه وسلم بالليل يرفع طوراً ويخفض طوراً.
قال أبو داود: أبو خالد الوالبي اسمه هرمز.
1329ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد عن ثابت البناني، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم، ح وثنا الحسن بن الصباح، ثنا يحيى بن إسحاق، أخبرنا حماد بن سلمة، عن ثابت البناني، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم خرج ليلة فإِذا هو بأبي بكر [رضي اللّه عنه] يصلي يخفض من صوته قال: ومرَّ بعمر بن الخطاب وهو يصلي رافعاً صوته، قال: فلما اجتمعا عند النبي صلى اللّه عليه وسلم قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أبا بكر مررت بك وأنت تصلي تخفض صوتك" قال: قد أسمعت من ناجيت يارسول اللّه، قال: وقال لعمر: "مررت بك وأنت تصلي رافعاً صوتك" قال: فقال يارسول اللّه أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان.
زاد الحسن في حديثه: فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "يا أبا بكر ارفع من صوتك شيئاً" وقال لعمر: "اخفض من صوتك شيئاً".
1330ـ حدثنا أبو حصين بن يحيى الرازي، ثنا أسباط بن محمد، عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه القصة لم يذكر "فقال لأبي بكر ارفع [من صوتك] شيئاً، ولا لعمر اخفض شيئاً" زاد: وقد سمعتك يا بلال وأنت تقرأ من هذه السورة ومن هذه السورة قال: كلام طيب يجمعه اللّه تعالى بعضه إلى بعض فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "كلكم قد أصاب".
1331ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن هشام بن عروة، عن عروة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رجلاً قام من الليل فقرأ فرفع صوته بالقرآن، فلما أصبح قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يرحم اللّه فلاناً كأيٍّ من آيةٍ أذكرنيها الليلة كنت قد أسقطتها".
[قال أبو داود: ورواه هارون النحوي عن حماد بن سلمة في سورة آل عمران في الحروف {وكأيٍّ من نبيّ}].
1332ـ حدثنا الحسن بن علي، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن إسماعيل بن أمية، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قال:
اعتكف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد، فسمعهم يجهرون بالقراءة فكشف الستر وقال: "ألا إنَّ كلكم مناجٍ ربه فلا يؤذينَّ بعضكم بعضاً، ولا يرفع بعضكم على بعض في القراءة" أو قال: "في الصلاة".
1333ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا إسماعيل بن عياش، عن بحير بن سعد، عن خالد بن معدان، عن كثير بن مرة الحضرمي، عن عقبة بن عامر الجهني قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الجاهر بالقرآن كالجاهر بالصدقة، والمسرُّ بالقرآن كالمسرِّ بالصدقة".
316- باب في صلاة الليل
1334ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا ابن أبي عدي، عن حنظلة، عن القاسم بن محمد، عن عائشة، قالت: كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي من الليل عشر ركعاتٍ، ويوتر بسجدةٍ، ويسجد سجدتي الفجر، فذلك ثلاث عشرة ركعة.
1335ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعةً يوتر منها بواحدة، فإِذا فرغ منها اضطجع على شقه الأيمن.
1336ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ونصر بن عاصم [الأنطاكي]، وهذا لفظه قالا: ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي وقال نصر: عن ابن أبي ذئب والأوزاعي، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي فيما بين أن يفرغ من صلاة العشاء إلى أن ينصدع الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ثنتين ويوتر بواحدة، ويمكث في سجوده قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإِذا سكت المؤذن بالأولى من صلاة الفجر قام فركع ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يأتيه المؤذن.
1337ـ حدثنا سليمان بن داود المهريُّ، ثنا ابن وهب، أخبرني ابن أبي ذئب وعمرو بن الحارث ويونس بن يزيد أن ابن شهاب أخبرهم بإِسناده ومعناه قال:
ويوتر بواحدة، ويسجد سجدةً قدر ما يقرأ أحدكم خمسين آية قبل أن يرفع رأسه، فإِذا سكت المؤذن من صلاة الفجر وتبين له الفجر وساق معناه، قال: وبعضهم يزيد على بعض.
1338ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهْيب، ثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً يوتر منها بخمس لا يجلس في شىء من الخمس حتى يجلس في الآخرة فيسلم.
قال أبو داود: رواه ابن نمير عن هشام نحوه.
1339ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعةً، ثم يصلي إذا سمع النداء بالصبح ركعتين خفيفتين.
1340ـ حدثنا موسى بن إسماعيل ومسلم بن إبراهيم قالا: ثنا أبان، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن عائشة
أن نبيَّ اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً، كان يصلي ثماني ركعات ويوتر بركعةٍ ثم يصلي، قال مسلم: بعد الوتر [ثم اتفقا] ركعتين وهو قاعد، فإِذا أراد أن يركع قام فركع، ويصلي بين أذان الفجر والإِقامة ركعتين.
1341ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه أخبره أنه سأل عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم:
كيف كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في رمضان؟ فقالت: ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يزيد في رمضَان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعةً: يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنَّ وطولهنَّ، ثم يصلي أربعاً فلا تسأل عن حسنهنّ وطولهنّ، ثم يصلي ثلاثاً، قالت عائشة [رضي اللّه عنها]: فقلت يارسول اللّه، أتنام قبل أن توتر؟ فقال: "ياعائشة إنّ عينيَّ تنامان، ولا ينام قلبي".
1342ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا همام، ثنا قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام قال:
طلقت امرأتي فأتيت المدينة لأبيع عقاراً كان لي بها فأشتري به السلاح وأغزو، فلقيت نفراً من أصحاب النبي صلى اللّه عليه وسلم فقالوا: قد أراد نفرٌ منا ستة أن يفعلوا ذلك فنهاهم النبي صلى اللّه عليه وسلم وقال:
{لقد كان لكم في رسول اللّه أسوةٌ حسنةٌ} فأتيت ابن عباس فسألته عن وتر النبي صلى اللّه عليه وسلم فقال: أدلّك على أعلم الناس بوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فأت عائشة [رضي اللّه عنها] فأتيتها فاستتبعت حكيم بن أفلح فأبى، فناشدته فانطلق معي، فاستأذنا على عائشة فقالت: من هذا؟ قال: حكيم بن أفلح قالت: ومن معك؟ قال: سعد بن هشام قالت: هشام بن عامر الذي قتل يوم أحد؟ قال: قلت نعم، قالت: نعم المرء كان عامر، قال: قلت: يا أم المؤمنين حدثيني عن خُلقِ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قالت: ألست تقرأ القرآن؟ فإِن خلق رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان القرآن، قال: قلت: حدثيني عن قيام الليل، قالت: ألست تقرأ {يا أيها المزمل}؟ قال: قلت: بلى، قالت: فإِن أول هذه السورة نزلت، فقام أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى انتفخت أقدامهم، وحبس خاتمتها في السماء اثني عشر شهراً، ثم نزل آخرها فصار قيام الليل تطوعاً بعد فريضة. قال: قلت: حدثيني عن وتر النبي صلى اللّه عليه وسلم، قالت: كان يوتر بثمان ركعات لا يجلس إلا في الثامنة، ثم يقوم فيصلي ركعةً أخرى، لا يجلس إلا في الثامنة والتاسعة ولا يسلم إلا في التاسعة، ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ. فلما أسنَّ وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعاتٍ لم يجلس إلا في السادسة والسابعة، ولم يسلم إلا في السابعة ثم يصلي ركعتين وهو جالس، فتلك تسع ركعات يا بني. ولم يقم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ليلةً يتمها إلى الصباح، ولم يقرأ القرآن في ليلةٍ قط، ولم يصم شهراً يتمّه غير رمضان، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها: وكان إذا غلبته عيناه من الليل بنومٍ صلى من النهار ثنتي عشرة ركعة، قال: فأتيت ابن عباس فحدثته فقال: هذا واللّه هو الحديث، ولو كنت أكلمها لأتيتها حتى أشافهها به مشافهة، قال: قلت: لو علمت أنك لا تكلمها ما حدثتك.
1343ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى بن سعيد، عن سعيد، عن قتادة بإِسناده نحوه قال:
يصلي ثمان ركعاتٍ لا يجلس فيهنَّ إلا عند الثامنة فيجلس فيذكر اللّه عزوجل ثم يدعو، ثم يسلم تسليماً يسمعنا، ثم يصلي ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم ثم يصلي ركعة، فتلك إحدى عشرة ركعة يا بنيَّ، فلما أسنَّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأخذ اللحم أوتر بسبعٍ وصلى ركعتين وهو جالس بعد ما يسلم بمعناه إلى: مشافهةً.
1344ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن بشر، ثنا سعيد بهذا الحديث قال: يسلم تسليماً يسمعنا كما قال يحيى بن سعيد.
1345ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا ابن أبي عدي، عن سعيد بهذا الحديث، قال ابن بشار بنحو حديث يحيى بن سعيد إلا أنه قال: ويسلم تسليمة يسمعنا.
1346ـ حدثنا علي بن حسين الدِّرهمي، ثنا ابن أبي عدي، عن بهز بن حكيم، ثنا زرارة بن أوفى أن عائشة [رضي اللّه عنها] سئلت عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في جوف الليل فقالت:
كان يصلي صلاة العشاء في جماعة، ثم يرجع إلى أهله فيركع أربع ركعات، ثم يأوي إلى فراشه وينام وطهوره مغطَّى عند رأسه، وسواكه موضوع حتى يبعثه اللّه ساعته التي يبعثه من الليل فيتسوك ويسبغ الوضوء، ثم يقوم إلى مصلاه فيصلي ثمان ركعاتٍ يقرأ فيهنَّ بأمِّ الكتاب، وسورةٍ من القرآن وما شاء اللّه، ولا يقعد في شىء منها حتى يقعد في الثامنة ولا يسلم، ويقرأ في التاسعة ثم يقعد، فيدعو بما شاء اللّه أن يدعوه ويسأله ويرغب إليه، ويسلم تسليمة واحدة شديدة يكاد يوقظ أهل البيت من شدة تسليمه، ثم يقرأ وهو قاعد بأم الكتاب ويركع وهو قاعد، ثم يقرأ الثانية فيركع ويسجد وهو قاعد، ثم يدعو ما شاء اللّه أن يدعو ثم يسلم وينصرف، فلم تزل تلك صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى بدَّن، فنقص من التسع ثنتين، فجعلها إلى الست والسبع وركعتيه وهو قاعد حتى قُبِضَ على ذلك [صلى اللّه عليه وسلم].
1347ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه، ثنا يزيد بن هارون أخبرنا بهزُ بن حكيم، فذكر هذا الحديث بإِسناده. قال: يصلي العشاء ثم يأوي إلى فراشه، لم يذكر الأربع ركعاتٍ وساق الحديث، وقال فيه: فيصلي ثماني ركعات يسوِّي بينهن في القراءة والركوع والسجود، ولا يجلس في شىء منهن إلا في الثامنة فإِنه كان يجلس ثم يقوم ولا يسلم فيه فيصلي ركعة يوتر بها، ثم يسلم تسليمة يرفع بها صوته حتى يوقظنا، ثم ساق معناه.
1348ـ حدثنا عمر بن عثمان، ثنا مروان يعني ابن معاوية عن بهز، ثنا زرارة بن أوفى، عن عائشة أم المؤمنين أنها سئلت عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقالت: كان يصلي بالناس العشاء، ثم يرجع إلى أهله فيصلي أربعاً، ثم يأوي إلى فراشه، ثم ساق الحديث بطوله، ولم يذكر: يسوي بينهنَّ في القراءة والركوع والسجود، ولم يذكر في التسليم: حتى يوقظنا.
1349ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد يعني ابن سلمة عن بهز بن حكيم، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة [رضي اللّه عنها] بهذا الحديث، وليس في تمام حديثهم.
1350ـ حدثنا موسى يعني ابن إسماعيل ثنا حماد يعني ابن سلمة عن محمد بن عمرو، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعةً يوتر بتسع، أو كما قالت، ويصلي ركعتين وهو جالسٌ، وركعتي الفجر بين الأذان والإِقامة.
1351ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن علقمة بن وقاص، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يوتر بتسع ركعاتٍ، ثم أوتر بسبع ركعاتٍ، وركع ركعتين وهو جالس بعد الوتر يقرأ فيهما، فإِذا أراد أن يركع قام فركع ثم سجد.
قال أبو داود: روى [هذين] الحديثين خالد بن عبد اللّه الواسطي [عن محمد بن عمرو] مثله قال فيه: قال علقمة بن وقَّاص: يا أُمَّتَاهُ، كيف كان يصلي الركعتين؟ فذكر معناه.
1352ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، ح وثنا ابن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا هشام، عن الحسن عن سعد بن هشام قال:
قدمت المدينة فدخلت على عائشة، فقلت: أخبريني عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت: إن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بالناس صلاة العشاء، ثم يأوي إلى فراشه فينام، فإِذا كان جوف الليل قام إلى حاجته وإلى طهوره فتوضأ ثم دخل المسجد فصلى ثماني ركعاتٍ يخيَّلُ إليَّ أنه يسوِّي بينهنَّ في القراءة والركوع والسجود، ثم يوتر بركعةٍ، ثم يصلي ركعتين وهو جالسٌ، ثم يضع جنبه، فربما جاء بلال فآذنه بالصلاة، ثم يغفي ، وربما شككت أغفي أو لا، حتى يؤذنه بالصلاة، فكانت تلك صلاته حتى أسنَّ ولحم، فذكرت من لحمه ما شاء اللّه، وساق الحديث.
[قال أبو داود: إنما كررت هذا الحديث لأنهم اضطربوا فيه ثم قال أبو داود: أصحابنا لا يرون الركعتين بعد الوتر].
1353ـ حدثنا محمد بن عيسى، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، ح وثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فُضَيل، عن حصين، عن حبيب بن أبي ثابت، عن محمد بن عليّ بن عبد اللّه بن عباس، عن أبيه، عن ابن عباس
أنه رقد عند النبي صلى اللّه عليه وسلم فرآه استيقظ فتسوَّك وتوضأ وهو يقول: {إ في خلق السموات والأرض} حتى ختم السورة، ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود، ثم انصرف فنام حتى نفخ، ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات، كل ذلك يستاك، ثم يتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر، قال عثمان: بثلاث ركعاتٍ، فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة، وقال ابن عيسى: ثم أوتر فأتاه بلال فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر، ثم خرج إلى الصلاة ثم اتفقا، وهو يقول: "اللهم اجعل في قلبي نوراً، واجعل في لساني نوراً، واجعل في سمعي نوراً، واجعل في بصري نوراً، واجعل خلفي نوراً، وأمامي نوراً، واجعل من فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، اللهم وأعظم لي نوراً".
1354ـ حدثنا وهب بن بقية، عن خالد، عن حصين نحوه قال: "وأعظم لي نوراً".
قال أبو داود: وكذلك قال أبو خالد الدّالاني عن حبيب في هذا، وكذلك قال في هذا الحديث، وقال سلمة بن كهيل: عن أبي رشدين عن ابن عباس.
1355ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا أبو عاصم، ثنا زهير بن محمد، عن شريك بن عبد اللّه بن أبي نمر، عن كريب، عن الفضل بن عباس قال:
بتُّ ليلةً عند النبي صلى اللّه عليه وسلم لأنظر كيف يُصَلي، فقام فتوضأ وصلى ركعتين قيامهُ مثل ركوعه وركوعه مثل سجوده، ثم نام ثم استيقظ فتوضأ واستن ، ثم قرأ بخمس آيات من آل عمران: {إنَّ في خلق السموات والأرض واختلاف الليل والنهار} فلم يزل يفعل هذا حتى صلى عشر ركعاتٍ، ثم قام فصلى سجدةً واحدةً فأوتر بها، ونادى المنادي عند ذلك فقام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعدما سكت المؤذن، فصلى سجدتين خفيفتين، ثم جلس حتى صلّى لصبح.
قال أبو داود: خفي عليَّ من ابنِ بشارٍ بعضه.
1356ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا وكيع، ثنا محمد بن قيس الأسدي، عن الحكم بن عُتيبة، عن سعيد بن جُبير، عن ابن عباس قال:
بتُّ عند خالتي ميمونة، فجاء رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بعدما أمسى فقال: "أصلى الغلام؟" قالوا: نعم، فاضطجع حتى إذا مضى من الليل ما شاء اللّه، قام فتوضأ ثم صلّى سبعاً أو خمساً أوترَ بهنَّ لم يسلم إلا في آخرهنَّ.
1357ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا ابن أبي عديّ، عن شعبة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
بِتُّ في بيت خالتي ميمونة بنت الحارث فصلى النبي صلى اللّه عليه وسلم العشاء، ثم جاء فصلى أربعاً ثم نام، ثم قام يصلي فقمت عن يساره فأدراني فأقامني عن يمينه فصلى خمساً ثم نام حتى سمعت غطيطه أو خطيطه، ثم قام فصلى ركعتين، ثم خرج فصلى الغداة.
1358ـ حدثنا قتيبة، ثنا عبد العزيز بن محمد، عن عبد المجيد، عن يحيى بن عباد، عن سعيد بن جبير
أن ابن عباس حدثه في هذه القصة قال: قام فصلى ركعتين ركعتين حتى صلى ثماني ركعات، ثم أوتر بخمس ولم يجلس بينهنّ.
1359ـ حدثنا عبد العزيز بن يحيى الحَرَّاني، حدثني محمد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة بن الزبير، عن عائشة قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يصلي ثلاث عشرة ركعة بركعتيه قبل الصبح: يصلي ستاً مثنى مثنى، ويوتر بخمس لا يقعد بينهنَّ إلا في آخرهنّ.
1360ـ حدثنا قتيبة، ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب؛ عن عراكِ بن مالك؛ عن عروة؛ عن عائشة
أنها أخبرته أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يصلي بالليل ثلاث عشرة ركعةً بركعتي الفجر.
1361ـ حدثنا نصر بن عليّ وجعفر بن مسافر أن عبد اللّه بن يزيد المقرىء أخبرهما عن سعيد بن أبي أيوب؛ عن جعفر بن ربيعة؛ عن عراك بن مالك؛ عن أبي سلمة؛ عن عائشة
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلى العشاء ثم صلى ثماني ركعات قائماً، وركعتين بين الأذانين، ولم يكن يدعهما، قال جعفر بن مسافر في حديثه: وركعتين جالساً بين الأذانين، زاد جالساً:
1362ـ حدثنا أحمد بن صالح: ومحمد بن سلمة المرادي قالا: ثنا ابن وهب، عن معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن أبي قيس قال: قلت لعائشة [رضي اللّه عنها]:
بكم كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوتر؟ قالت: كان يوتر بأربع وثلاثٍ، وست وثلاثٍ، وثمان وثلاثٍ، وعشر وثلاث ولم يكن يوتر بأنقص من سبع، ولا بأكثر من ثلاث عشرة.
قال أبو داود: زاد أحمد بن صالح ولم يكن يوتر بركعتين قبل الفجر. قلت: ما يوتر؟ قالت: لم يكن يدع ذلك ولم يذكر أحمد: وستّ وثلاثٍ.
1363ـ حدثنا مؤمّل بن هشام، ثنا إسماعيل بن إبراهيم، عن منصور بن عبد الرحمن، عن أبي إسحاق الهمداني، عن الأسود بن يزيد أنه دخل على عائشة فسألها عن صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالليل،
فقالت: كان يصلي ثلاث عشرة ركعةً من الليل، ثم إنه صلى إحدى عشرة ركعة وترك ركعتين، ثم قبض صلى اللّه عليه وسلم حين قبض وهو يصلي من الليل تسع ركعاتٍ وكان آخر صلاته من الليل الوتر.
1364ـ حدثنا عبد الملك بن شعيب بن الليث، حدثني أبي، عن جدي، عن خالد بن يزيد، عن سعيد بن أبي هلال، عن مخرمة بن سليمان أن كريباً مولى ابن عباس أخبره أنه قال:
سألت ابن عباس: كيف كانت صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالليل؟ قال: بتُّ عنده ليلة وهو عند ميمونة، فنام حتَّى إذا ذهب ثلث الليل أو نصفه استيقظ، فقام إلى شَنٍّ فيه ماء، فتوضأ وتوضَّأت معه، ثم قام فقمت إلى جنبه على يساره فجعلني على يمينه، ثم وضع يده على رأسي كأنه يمسُّ أذني كأنه يوقظني، فصلى ركعتين خفيفتين قد قرأ فيهما بأم القرآن في كل ركعة ثم سلّم، ثم صلى حتى صلى إحدى عشرة ركعة بالوتر ثم نام، فأتاه بلال فقال: الصلاة يارسول اللّه، فقام فركع ركعتين ثم صلى بالناس.
1365ـ حدثنا نوح بن حبيب ويحيى بن موسى قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن عكرمة بن خالد، عن ابن عباس قال:
بتُّ عند خالتي ميمونة، فقام النبي صلى اللّه عليه وسلم يصَلي من الليل، فصلى ثلاث عشرة ركعة منها ركعتا الفجر، حزرت قيامه في كل ركعة بقدر {يا أيها المزمل} لم يقل نوح: منها ركعتا الفجر.
1366ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن أبي بكر، عن أبيه أن عبد اللّه بن قيس بن مخرمة أخبره عن زيد بن خالد الجهني أنه قال:
لأرمقنَّ صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم الليلة، قال: فتوسدت عتبته أو فسطاطه، فصلى رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ركعتين خفيفتين، ثم صلى ركعتين طويلتين طويلتين طويلتين، ثم صلى ركعتين وهما دون اللتين قبلهما، ثم صلى ركعتين دون اللتين قبلهما، ثم أوتر فذلك ثلاث عشرة ركعة.
1367ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن مخرمة بن سليمان، عن كريب مولى ابن عباس، أن عبد اللّه بن عباس أخبره أنه بات عند ميمونة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم وهي خالته قال:
فاضطجعت في عرض الوسادة، واضطجع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأهله في طولها، فنام رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم حتى إذا انتصف الليل، أو قبله بقليل، أو بعده بقليل، استيقظ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فجلس يمسح النوم عن وجهه بيده، ثم قرأ العشر الآيات الخواتم من سورة آل عمران، ثم قام إلى شنّ معلقة، فتوضأ منها فأحسن وضوءه، ثم قام يصلي قال عبد اللّه: فقمت فصنعت مثل ما صنع، ثم ذهبت فقمت إلى جنبه فوضع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يده اليمنى على راسي، فأخذ بأذني يفتلها، فصلى ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، ثم ركعتين، قال القعنبي: ست مراتٍ، ثم أوتر، ثم اضطجع حتى جاءه المؤذِّن فقام فصلى ركعتين خفيفتين، ثم خرج فصلى الصبح.
317- باب ما يؤمر به من القصد في الصلاة
1368ـ حدثنا قتيبة [بن سعيد] ثنا الليث، عن ابن عجلان، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة، عن عائشة [رضي اللّه عنها]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "اكلفوا من العمل ما تطيقون فإِنَّ اللّه لا يملُّ حتى تملوا، فإِنَّ أحب العمل إلى اللّه أدومه وإن قلَّ" وكان إذا عمل عملاً أثبته.
1369ـ حدثنا عبيد اللّه بن سعد، ثنا عمي، ثنا أبي، عن ابن إسحاق عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم بعث إلى عثمان بن مظعون، فجاءه فقال: "ياعثمان، أرغبت عن سنتي"؟ قال لا: واللّه يارسول اللّه، ولكن سنتك أطلب، قال: "فإِنِّي أنام وأصلِّي، وأصوم وأفطر، وأنكح النساء فاتَّق اللّه يا عثمان فإِنَّ لأهلك عليك حقّاً، وإن لضيفك عليك حقّاً، وإنَّ لنفسك عليك حقّاً، فصم وأفطر، وصل ونم".
1370ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت عائشة:
كيف كان عمل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان [كل] عمله ديمةً، وأيُّكم يستطيع ما كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يستطيع؟!
باب تفريع أبواب شهر رمضان
318- باب في قيام شهر رمضان
1371ـ حدثنا الحسن بن علي ومحمد بن المتوكل قالا: ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، قال الحسن في حديثه: ومالك بن أنس، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يرغِّب في قيام رمضان من غير أن يأمرهم بعزيمة، ثم يقول: "مَنْ قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" فتوفي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر رضي اللّه عنه وصدراً من خلافة عمر رضي اللّه عنه.
قال أبو داود: وكذا رواه عقيل ويونس وأبو أويس "من قام رمضان" وروى عقيل "من صام رمضان وقامه".
1372ـ حدثنا مخلد بن خالد وابن أبي خلف، المعنى قالا: ثنا سفيان، عن الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة،
يبلغ به النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".
قال أبو داود: وكذا رواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة ومحمد بن عمرو عن أبي سلمة.
1373ـ حدثنا القعنبي، عن مالك بن أنس، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي صلى اللّه عليه وسلم
أن النبيَّ صلى اللّه عليه وسلم صلى في المسجد فصلى بصلاته ناس، ثم صلى من القابلة فكثر الناس ثم اجتمعوا من الليلة الثالثة فلم يخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فلما أصبح قال: "قد رأيت الذي صنعتم، فلم يمنعني من الخروج إليكم إلاّ أني خشيت أن تفرض عليكم" وذلك في رمضان.
1374ـ حدثنا هناد [بن السري] ثنا عبدة، عن محمد بن عمرو، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان الناس يصلون في المسجد في رمضان أوزاعاً فأمرني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فضربت له حصيراً فصلى عليه، بهذه القصة، قالت فيه: قال تعني النبي صلى اللّه عليه وسلم "أيها الناس، أما والله ما بتُّ ليلتي هذه بحمد اللّه غافلاً، ولا خفي عليَّ مكانكم".
1375ـ حدثنا مسدد، ثنا يزيد بن زريع، ثنا داود بن أبي هند، عن الوليد بن عبد الرحمن، عن جبير بن نفير، عن أبي ذر قال:
صمنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم رمضان، فلم يقم بنا شيئاً من الشهر حتى بقي سبعٌ، فقام بنا حتى ذهب ثلث الليل، فلما كانت السادسة لم يقم بنا، فلما كانت الخامسة قام بنا حتى ذهب شطر الليل، فقلت: يارسول اللّه، لو نفَّلتنا قيام هذه الليلة قال: فقال "إن الرجل إذا صلى مع الإِمام حتى ينصرف حسب له قيام الليلة" قال: فلما كانت الرابعة لم يقم، فلما كانت الثالثة جمع أهله ونساءه والناس فقام بنا حتى خشينا أن يفوتنا الفلاح؟ قال: قلت: وما الفلاح؟ قال: السحور، ثم لم يقم بنا بقية الشهر.
1376ـ حدثنا نصر بن عليّ وداود بن أمية أن سفيان أخبرهم عن أبي يعفور، وقال داود بن أمية: عن ابن عبيد بن نسطاس، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة
"أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحيا الليل وشد المئزر وأيقظ أهله".
قال أبو داود: وأبو يعفور اسمه عبد الرحمن بن عبيد بن نِسْطَاس.
1377ـ حدثنا أحمد بن سعيد الهمداني، قال: ثنا عبد اللّه بن وهب، أخبرني مسلم بن خالد، عن العلاء بن عبد الرحمن، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
خرج رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فإِذا أناس في رمضان يصلون في ناحية المسجد فقال: "ماهؤلاء"؟ فقيل: هؤلاء ناسٌ ليس معهم قرآن، وأبيُّ بن كعبٍ يصلي وهم يصلون بصلاته، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أصابوا، ونعم ما صنعوا".
قال أبو داود: ليس هذا الحديث بالقويّ، مسلم بن خالد ضعيف.
319- باب في ليلة القدر
1378ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد، المعنى قالا: ثنا حماد بن زيد، عن عاصم، عن زرٍّ قال: قلت لأبيِّ بن كعب:
أخبرني عن ليلة القدر يا أبا المنذر، فإِن صاحبنا سئل عنها فقال: من يقم الحول يصبها فقال: رحم اللّه أبا عبد الرحمن، واللّه لقد علم أنها في رمضان، زاد مسدّد: ولكن كره أن يتَّكلوا أو أحبَّ أن لا يتكلوا ثم اتفقا: واللّه إنها لفي رمضان ليلة سبع وعشرين لا يستثني، قلت: يا أبا المنذر أنَّى علمت ذلك؟ قال: بالآية التي أخبرنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قلت لزرٍّ: ما الآية؟ قال: تصبح الشمس صبيحةَ تلك الليلة مثل الطست ليس لها شعاع حتى ترتفع.
1379ـ حدثنا أحمد بن حفص [بن عبد اللّه السلمي] ثنا أبي، ثنا إبراهيم بن طهمان، عن عباد بن إسحاق، عن محمد بن مسلم الزهري، عن ضمرة بن عبد اللّه بن أُنَيْسٍ، عن أبيه قال:
كنت في مجلس بني سلمة وأنا أصغرهم فقالوا: من يسأل لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن ليلة القدر؟ وذلك صبيحة إحدى وعشرين من رمضان، فخرجت فوافيت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم صلاة المغرب، ثم قمت بباب بيته، فمرَّ بي فقال: "ادخل" فدخلت، فأتي بعشائه فرآني أكفُّ عنه من قلته، فلما فرغ قال: "ناولني نعلي" فقام وقمت معه، فقال: "كأنَّ لك حاجةً" قلت: أجل، أرسلني إليك رهط من بني سلمة يسألونك عن ليلة القدر فقال: "كم الليلة؟" فقلت: اثنتان وعشرون قال: "هي الليلة" ثم رجع فقال: "أو القابلة" يريد ليلة ثلاث وعشرين.
1380ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، أخبرنا محمد بن إسحاق، ثني محمد بن إبراهيم، عن ابن عبد اللّه بن أنيس الجهني، عن أبيه قال:
قلت: يارسول اللّه، إن لي باديةً أكون فيها وأنا أصلي فيها بحمد اللّه، فمرني بليلة أنزلها إلى هذا المسجد فقال: "انزل ليلة ثلاثٍ وعشرين" فقلت لابنه: فكيف كان أبوك يصنع؟ قال: كان يدخل المسجد إذا صلى العصر فلا يخرج منه لحاجة حتى يصلي الصبح، فإِذا صلى الصبح وجد دابته على باب المسجد فجلس عليها فلحق بباديته.
1381ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وهيب، أخبرنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال:
"التمسوها في العشر الأواخر من رمضان: في تاسعة تبقى، وفي سابعة تبقى، وفي خامسة تبقى".
320- باب فيمن قال: ليلة إحدى وعشرين
1382ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يزيد بن عبد اللّه بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يعتكف العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاماً حتى إذا كانت ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج فيها من اعتكافه قال: "من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد رأيت هذه الليلة ثمَّ أنسيتها، وقد رأيتني أسجد من صبيحتها في ماء وطينٍ، فالتمسوها في العشر الأواخر والتمسوها في كلِّ وتر".
قال أبو سعيد: فمطرت السماء من تلك الليلة، وكان المسجد على عريش فوكف المسجد فقال أبو سعيد: فأبصرت عيناي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وعلى جبهته وأنفه أثر الماء والطين من صبيحة إحدى وعشرين.
1383ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، أخبرنا سعيد، عن أبي ننضرة، عن أبي سعيد الخدري، قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، والتمسوها في التاسعة، والسابعة، والخامسة" قال: قلت يا أبا سعيد، إنكم أعلم بالعدد منا، قال: أجل، قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرون فالتي تليها التاسعة، وإذا مضى ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة، وإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
قال أبو داود: لا أدري أخفي عليَّ منه شىء أم لا.
321- باب من روى أنها ليلة سبع عشرة
1384ـ حدثنا حكيم بن سيف الرقي، أخبرنا عبيد اللّه يعني ابن عمرو عن زيد يعني ابن أبي أنيسة عن أبي إسحاق، عن عبد الرحمن بن الأسود، عن أبيه، عن ابن مسعود، قال:
قال لنا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اطلبوها ليلة سبع عشرة من رمضان وليلة إحدى وعشرين، وليلة ثلاثٍ وعشرين" ثم سكت.
322- باب من روى في السبع الأواخر
1385 حدثنا القعنبي، عن مالك، عن عبد اللّه بن دينار، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر".
223- باب من قال: سبع وعشرون
1386ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا أبي، أخبرنا شعبة، عن قتادة، أنه سمع مطرِّفاً، عن معاوية بن أبي سفيان،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم في ليلة القدر قال: "[ليلة القدر] ليلة سبع وعشرين".
324- باب [من قال: هي] في كل رمضان
1387ـ حدثنا حميد بن زنجويه النسائي، أخبرنا سعيد بن أبي مريم، حدثنا محمد بن جعفر بن أبي كثير، أخبرنا موسى بن عقبة، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبير، عن عبد اللّه بن عمر قال:
سئل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وأنا أسمع عن ليلة القدر، فقال: "هي في كلِّ رمضان".
قال أبو داود: رواه سفيان وشعبة عن أبي إسحاق موقوفاً على ابن عمر، لم يرفعاه إلى النبي صلى اللّه عليه وسلم.
أبواب قراءة القرآن، وتحزيبه وترتيله
325- باب في كم يقرأ القرآن؟
1388ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، وموسى بن إسماعيل قالا: أخبرنا أبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عبد اللّه بن عمرو، أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال له:
"إقرأ القرآن في شهر" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في عشرين" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في خمس عشرة" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في عشرٍ" قال: إني أجد قوة، قال: "اقرأ في سبعٍ، ولا تزيدنَّ على ذلك".
قال أبو داود: وحديث مسلم أتمّ.
1389ـ حدثنا سليمان بن حرب، ثنا حماد، عن عطاء بن السائب، عن أبيه، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "صم من كلِّ شهرٍ ثلاثة أيامٍ، واقرأ القرآن في شهرٍ" فناقصني وناقصته، فقال: "صم يوماً وأفطر يوماً" قال عطاء: واختلفنا عن أبي فقال بعضضنا: سبعة أيام، وقال بعضنا: خمساً.
1390ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا عبد الصمد، أخبرنا همام، أخبرنا قتادة، عن يزيد بن عبد اللّه، عن عبد اللّه بن عمرو أنه قال:
يارسول اللّه، في كم أقرأ القرآن؟ قال: "في شهرٍ" قال: إني أقوى من ذلك ردَّد الكلام أبو موسى، وتناقصه حتى قال: "اقرأه في سبعٍ" قال: إني أقوى من ذلك قال: "لايفقه من قرأه في أقل من ثلاث".
1391ـ حدثنا محمد بن حفص أبو عبد الرحمن القطان خال عيسى بن شاذان، أخبرنا أبو داود، أخبرنا الحريش بن سليم، عن طلحة بن مصرف، عن خيثمة، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
قال لي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أقرأ القرآن في شهرٍ" قال: إن بي قوَّةً، قال: "اقرأه في ثلاثٍ".
قال أبو عليّ: سمعت أبا داود يقول: سمعت أحمد يعني ابن حنبل يقول: عيسى بن شاذان كيِّسٌ.
326- باب تحزيب القرآن
1392ـ حدثنا محمد بن يحيى بن فارس، أخبرنا ابن أبي مريم، أخبرنا يحيى بن أيوب، عن ابن الهاد، قال:
سألني نافع بن جبير بن مطعم فقال لي: في كم تقرأ القرآن؟ فقلت: ما أحزبه، فقال لي نافع: لا تقل ما أحزبه فإِن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "قرأت جزءاً من القرآن" قال: حسبت أنه ذكره عن المغيرة بن شعبة.
1393ـ حدثنا مسدد، ثنا قران بن تمام، ح وحدثنا عبد اللّه بن سعيد، ثنا أبو خالد وهذا لفظه، عن عبد اللّه بن عبد الرحمن بن يعلى، عن عثمان بن عبد اللّه بن أوس، عن جده قال عبد اللّه بن سعيد في حديثه: أوس بن حذيفة قال:
قدمنا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في وفد ثقيف، قال: فنزلت الأحلاف على المغيرة بن شعبة، وأنزل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بني مالك في قبَّةٍ له، قال مسدد: وكان في الوفد الذين قدموا على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من ثقيف، قال: كان كل ليلة يأتينا بعد العشاء يحدثنا، قال أبو سعيد: قائماً على رجليه حتى يراوح بين رجليه من طول القيام، وأكثر ما يحدثنا ما لقي من قومه من قريش، ثم يقول: "لا سواءٌ ، كنا مستضعفين مستذلين". قال مسدد: "بمكة، فلما خرجنا إلى المدينة كانت سجال الحرب بيننا وبينهم: ندال عليهم ويدالون علينا" فلما كانت ليلة أبطأ عن الوقت الذي كان يأتينا فيه فقلنا: لقد أبطأت عنا الليلة، قال: إنه طرأ عليَّ جزئي من القرآن، فكرهت أن أجيء حتى أتمه"، قال أوس: سألت أصحاب رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: كيف تحزِّبون القرآن؟ قالوا: ثلاث، وخمس، وسبع، وتسع، وإحدى عشرة، وثلاث عشرة، وحزب المفصل وحده.
قال أبو داود: وحديث أبي سعيد أتمُّ.
1394ـ حدثنا محمد بن المنهال، ثنا يزيد بن زريع، ثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي العلاء يزيد بن عبد اللّه بن الشخير، عن عبد اللّه يعني ابن عمرو قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "لايفقه من قرأ القرآن في أقل من ثلاث".
1395ـ حدثنا نوح بن حبيب، ثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن سماك بن الفضل، عن وهب بن منبه، عن عبد اللّه بن عمرو
أنه سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم: في كم يقرأ القرآن؟ قال: "في أربعين يوماً" ثم قال "في شهر" ثم قال "في عشرين" ثم قال "في خمس عشرة" ثم قال "في عشر" ثم قال "في سبعٍ" لم ينزل من سبع.
1396ـ حدثنا عباد بن موسى، ثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن علقمة والأسود قالا:
أتى ابن مسعود رجلٌ فقال: إني أقرأ المفصل في ركعة فقال: أهذًّا كهذِّ الشعر ونثراً كنثر الدقل؟! لكن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقرأ النظائر السورتين في ركعة {النجم، والرحمن} في ركعة، و{اقتربت، والحاقة، في ركعة، و{الطور، والذاريات} في ركعة، و{إذا وقعت، ونون} في ركعة، و{سأل سائلٌ، والنازعات} في ركعة، و{ويل للمطففين، وعبس} في ركعة، و{المدثر، والمزمل} في ركعة، و{هل أتى، ولا أقسم بيوم القيامة} في ركعة، و{عم يتساءلون، والمرسلات} في ركعة، و{الدخان، وإذا الشمس كورت} في ركعة.
قال أبو داود: هذا تأليف ابن مسعود [رحمه اللّه].
1397ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبد الرحمن بن يزيد قال:
سألت أبا مسعودٍ وهو يطوف بالبيت فقال: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قرأ الآيتين من آخر سورة البقرة في ليلةٍ كفتاه".
1398ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرنا عمرو أن أبا سوية حدثه أنه سمع ابن حجيرة يخبر عن عبد اللّه بن عمرو بن العاص قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من قام بعشر آيات لم يكتب من الغافلين، ومن قام بمائة آيةٍ كتب من القانتين، ومن قام بألف آيةٍ كتب من المقنطرين".
قال أبو داود: ابن حجيرة الأصغر عبد اللّه بن عبد الرحمن بن حجيرة.
1399ـ حدثنا يحيى بن موسى البلخيُّ وهارون بن عبد اللّه قالا: ثنا عبد اللّه بن يزيد، ثنا سعيد بن أبي أيوب، حدثني عياش بن عباس القتبانيُّ، عن عيسى بن هلال الصدفي، عن عبد اللّه بن عمرو قال:
أتى رجل رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: أقرئني يارسول اللّه فقال: "إقرأ ثلاثاً من ذوات {ا~لر}" فقال: كبرت سني واشتدَّ قلبي وغلظ لساني قال: "فاقرأ ثلاثاً من ذوات حاميم" فقال مثل مقالته، فقال: "إقرأ ثلاثاً من المسبحات" فقال مثل مقالته، فقال الرجل: يارسول اللّه، أقرئني سورة جامعة، فأقرأه النبي صلى اللّه عليه وسلم: {إذا زلزلت الأرض} حتى فرغ منها فقال الرجل: والذي بعثك بالحق لا أزيد عليها أبداً ثم أدبر الرجل، فقال النبي صلى اللّه عليه وسلم: "أفلح الرُّويجل" مرتين.
327- باب في عدد الآي
1400ـ حدثنا عمرو بن مرزوق، أخبرنا شعبة، أخبرنا قتادة، عن عباس الجشمي، عن أبي هريرة
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "سورةٌ من القرآن ثلاثون آيةً تشفع لصاحبها حتى يغفر له {تبارك الذي بيده الملك}".
328- باب تفريع أبواب السجود، وكم سجدةً في القرآن؟
1401ـ حدثنا محمد بن عبد الرحيم بن البرقي، ثنا ابن أبي مريم، أخبرنا نافع بن يزيد، عن الحارث بن سعيد العُتقي، عن عبد اللّه بن مُنَين من بني عبد كُلال، عن عمرو بن العاص
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم أقرأه خَمْسَ عشرة سجدة في القرآن: منها ثلاث في المفصل، وفي سورة الحج سجدتان.
قال أبو داود: روي عن أبي الدرداء عن النبي صلى اللّه عليه وسلم إحدى عشرة سجدة، وإسناده واهٍ.
1402ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، قال: أخبرني ابن لهيعة أن مشرح بن عاهان أبا المصعب حدثه أن عقبة بن عامر حدثه قال:
قلت لرسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: [يارسول اللّه] في سورة الحج سجدتان؟ قال: "نعم، ومن لم يسجدهما فلا يقرأهما".
329- باب من [لم ير] السجود في المفصَّل
1403ـ حدثنا محمد بن رافع، ثنا أزهر بن القاسم، قال محمد: رأيته بمكة، ثنا أبو قدامة، عن مطرٍ الورَّاق، عن عكرمة، عن ابن عباس
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم لم يسجد في شىء من المفصل منذ تحوّل إلى المدينة.
[قال لنا أبو داود: ويروى مرسلاً].
1404ـ حدثنا هناد بن السريِّ، ثنا وكيع، عن ابن أبي ذئب، عن يزيد بن عبد اللّه بن قُسَيْط، عن عطاء بن يسار، عن زيد بن ثابت قال:
قرأت على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم النجم فلم يسجد فيها.
1405ـ حدثنا ابن السرح، أخبرنا ابن وهب، ثنا أبو صخر، عن ابن قُسَيْط، عن خارجة بن زيد بن ثابت، عن أبيه عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه.
قال أبو داود: كان زيد الإِمام فلم يسجد فيها.
330- باب من رأى فيها سجوداً
1406ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، عن الأسود، عن عبد اللّه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ [سورة] النجم فسجد فيها، وما بقي أحد من القوم إلاسجدَ، فأخذ رجل من القوم كفّاً من حصى أو تراب فرفعه إلى وجهه وقال: يكفيني هذا، قال عبد اللّه: فلقد رأيته بد ذلك قُتِل كافراً.
331- باب السجود في {إذا السماء انشقت}و{اقرأ}
1407ـ حدثنا مسدد، ثنا سفيان، عن أيوب بن موسى، عن عطاء بن ميناء، عن أبي هريرة قال:
سجدنا مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في {إذا السماء انشقت} و{إقرأ باسم ربك الذي خلق}.
[قال أبو داود: أسلم أبو هريرة سنة ستٍّ عام خَيْبر، وهذا السجود من رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم آخر فعله].
1408ـ حدثنا مسدد، ثنا المعتمر قال: سمعت أبي، قال: ثنا بكر، عن أبي رافع قال:
صليت مع أبي هريرة العتمة فقرأ {إذا السماء انشقت} فسجد فقلت: ما هذه السجدة؟ قال: سجدت بها خلف أبي القاسم [صلى اللّه عليه وسلم] فلا أزال أسجد بها حتى ألقاه.
332- باب السجود في {ص~}
1409ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا وُهَيْب، ثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
ليس {ص~} من عزائم السجود، وقد رأيت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يسجد فيها.
1410ـ حدثنا أحمد بن صالح، ثنا ابن وهب، أخبرني عمرو يعني ابن الحارث عن ابن أبي هلال، عن عِيَاض بن عبد اللّه بن سعد بن أبي سرح، عن أبي سعيد الخدري أنه قال:
قرأ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم وهو على المنبر {ص~}، فلما بلغ السجدة نزل فسجد وسجد الناسُ معه، فلما كان يومٌ آخرُ قرأها فلما بلغ السجدة تَشَزَّنَ الناس للسجود، فقال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "إنما هي توبة نبيٍّ، ولكنِّي رأيتكم تشزَّنْتُمْ للسجود" فنزل فسجد وسجدوا.
333- باب في الرجل يسمع السجدة وهو راكب [أو في غير الصلاة]
1411ـ حدثنا محمد بن عثمان الدمشقي أبو الجماهر، ثنا عبد العزيز يعني ابن محمد عن مصعب بن ثابت بن عبد اللّه بن الزبير، عن نافع، عن ابن عمر
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قرأ عامَ الفتح سجدة، فسجد الناس كلهم: منهم الراكب والساجد في الأرض، حتى إن الراكب ليسجد على يده.
1412ـ حدثنا أحمد بن حننبل، ثنا يحيى بن سعيد، ح وثنا أحمد بن أبي شعيب الحرَّاني، ثنا ابن نمير، المعنى عن عبيد اللّه، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ علينا السورة، قال ابن نمير: في غير الصلاة ثم إتفقا: فيسجد ونسجد معه حتى لا يجد أحدنا مكاناً لموضع جبهته.
1413ـ حدثنا أحمد بن الفرات أبو مسعود الرازي، أخبرنا عبد الرزاق، قال: أخبرنا عبد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقرأ علينا القرآن، فإِذا مرَّ بالسجدة كبَّر وسجد وسجدنا معه.
قال عبد الرزاق: وكان الثوري يعجبه هذا الحديث.
قال أبو داود: يعجبه لأنه كبَّر.
334- باب ما يقول إذا سجد
1414ـ حدثنا مسدد، ثنا إسماعيل، ثنا خالد الحذاء، عن رجل، عن أبي العالية، ن عن عائشة [رضي اللّه عنها] قالت:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول في سجود القرآن بالليل، يقول في السجدة مراراً "سجد وجهي للذي خلقه وشقَّ سمعه وبصره بحوله وقوته".
335- باب فيمن يقرأ السجدة بعد الصبح
1415ـ حدثنا عبد اللّه بن الصباح العطار، ثنا أبو بحر، ثنا ثابت بن عمارة، ثنا أبو تميمة الهُجَيْمي قال:
لما بعثنا الركبَ. قال أبو داود: يعني إلى المدينة قال: كنت أقصُّ بعد صلاة الصبح فأسجد فيها، فنهاني ابن عمر فلم أنْتَهِ ثلاثَ مرارٍ، ثم عاد فقال: إني صليتُ خلف رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ومع أبي بكر وعمر وعثمان [رضي اللّه عنهم] فلم يسجدوا حتى تطلع الشمس.
[قال أبو داود: يعني بالركب أنهم كانوا بعثوه إلى المدينة ليسأل لهم عن سجود القرآن].
باب تفريع أبواب الوتر كتاب الوتر.
336- باب استحباب الوتر
1416ـ حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا عيسى، عن زكريا، عن أبي إسحاق، عن عاصم، عن علي [رضي اللّه عنه] قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "يا أهل القرآن أوتروا فإِن اللّه وترٌ يحبُّ الوتر".
1417ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفص الأبَّار، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي عبيدة، عن عبد اللّه
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم بمعناه، زاد: فقال أعرابي: ما تقول؟ قال: "ليس لك ولا لأصحابك".
1418ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي وقتيبة بن سعيد، المعنى قالا: ثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن عبد اللّه بن راشد الزَّوفي، عن عبد اللّه بن أبي مرة الزوفي، عن خارجة بن حذافة، قال أبو الوليد: العدوي قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فقال: "إنَّ اللّه عزوجل قد أمدكم بصلاةٍ وهي خيرٌ لكم من حمر النعم وهي الوتر، فجعلها لكم فيما بين العشاء إلى طلوع الفجر".
337- باب فيمن لم يوتر
1419ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا أبو إسحاق الطالقاني، ثنا الفضل بن موسى، عن عبيد اللّه بن عبد اللّه العتكي، عن عبد اللّه بن بُريدة، عن أبيه قال:
سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "الوتر حقٌّ، فمن لم يوتر فليس منَّا، الوتر حقٌّ، فمن لم يوتر فليس منَّا، الوتر حقٌّ فمن لم يوتر فليس منَّا".
1420ـ حدثنا القعنبي، عن مالك، عن يحيى بن سعيد، عن محمد بن يحيى بن حبان، عن ابن محيريز
أن رجلاً من بني كنانة يُدْعَى المُخْدجي سمع رجلاً بالشام يدعى أبا محمد يقول: إن الوتر واجب، قال المُخدَجي: فرحت إلى عبادة بن الصامت فأخبرته فقال عبادة: كذب أبو محمد، سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "خمس صلات كتبهنَّ اللّه على العباد، فمن جاء بهنَّ لم يضيع منهنَّ شيئاً استخفافاً بحقهن كان له عند اللّه عهدٌ أن يدخله الجنة، ومن لم يأت بهنَّ فليس له عند اللّه عهدٌ: إن شاء عذبه، وإن شاء أدخله الجنة".
338- باب كم الوتر؟
1421ـ حدثنا محمد بن كثير، أخبرنا همام، عن قتادة، عن عبد اللّه بن شقيق، عن ابن عمر
أن رجلاً من أهل البادية سأل النبي صلى اللّه عليه وسلم عن صلاة الليل، فقال بأصبعيه هكذا مثنى مثنى، والوِتر ركعةٌ منْ آخرِ الليل.
1422ـ حدثنا عبد الرحمن بن المبارك، حدثنا قريش بن حيان العِجلي، ثنا بكر بن وائل، عن الزهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب الأنصاري قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "الوتر حقٌّ على كلِّ مسلم، فمن أحب أن يوتر بخمسٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوتر بثلاثٍ فليفعل، ومن أحبَّ أن يوتر بواحدةٍ فليفعل".
339- باب ما يقرأ في الوتر
1423ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو حفص الأبَّار، ح وثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا محمد بن أنس وهذا لفظه عن الأعمش، عن طلحة وزُبَيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزَى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يوتر بـ {سبِّح اسم ربك الأعلى} و{قل للذين كفروا} واللّه الواحد الصمد.
1424ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب، ثنا محمد بن سلمة، ثنا خصيف، عن عبد العزيز بن جُرَيج قال:
سألت عائشة أمَّ المؤمنين: بأي شىء كان يوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ فذكر معناه قال: وفي الثالثة بـ{قل هو اللّه أحد} والمعوذتين.
340- باب القنوت في الوتر
1425ـ حدثنا قتيبة بن سعيد وأحمد بن جوَّاس الحنفي قالا: ثنا أبو الأحوص، عن أبي إسحاق، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال:
قال الحسن بن عليّ [رضي اللّه عنهما]: علّمني رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كلماتٍ أقولهنّ في الوتر، قال ابن جواس: في قنوت الوتر: "اللهم اهدني فيمن هديت، وعافني فيمن عافيت، وتولني فيمن توليت، وبارك لي فيما أعطيت وقني شرّ ما قضيت، إنك تقضي ولا يقضى عليك، وإنه لا يذلُّ من واليت، [ولا يعز من عاديت] تباركت ربنا وتعاليت".
[قال أبو داود: أبو الحوْراء: ربيعة بن شيبان].
1426ـ حدثنا عبد اللّه بن محمد النفيلي، ثننا زهير، ثنا أبو إسحاق بإِسناده ومعناه، قال في آخره قال: هذا يقول في الوتر في القنوت، ولم يذكر "أقولهنَّ في الوتر".
1427ـ حدثنا موسى بن إسماعيل، ثنا حماد بن سلمة، عن هشام بن عمرو الفزاري، عن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، عن علي بن أبي طالب [رضي اللّه عنه]
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم كان يقول في آخر وتره: "اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك، وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك، لا أحصي ثناءً عليك، أنت كما أثنيت على نفسك".
قال أبو داود: هشام أقدم شيخ لحماد، وبلغني عن يحيى بن معين أنه قال: لم يرو عنه غير حماد بن سلمة.
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس عن سعيد بن أبي عَرُوبة عن قتادة، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قَنَتَ يعني في الوار قبل الركوع.
قال أبو داود: روى عيسى بن يونس هذا الحديث أيضاً عن فِطْر بنِ خليفة عن زُبَيْد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزَى عن أبيه، عن أبيّ بن كعب، عن النبي صلى اللّه عليه وسلم مثله، ورُوِي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن أبيّ بن كعب أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قنت في الوتر قبل الركوع.
قال أبو داود: وحديث سعيد عن قتادة رواه يزيدُ بن زريع عن سعيد عن قتادة عن عَزْرَة عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبزى عن أبيه عن النبيِّ صلى اللّه عليه وسلم لم يذكر القنوت ولا ذكر أُبَيّاً.
قال أبو داود: وكذلك رواه عبد الأعلى ومحمد بن بشر العبدي، وسماعه بالكوفة مع عيسى بن يونس ولم يذكروا القنوت.
وقد رواه أيضاً هشام الدستوائي وشعبة عن قتادة، ولم يذكرا القنوت.
قال أبو داود: وحديث زُبيد رواه سليمان الأعمش وشعبة وعبد الملك بن أبي سليمان وجرير بن حازم كلهم عن زبيد لم يذكر أحد منهم القنوت، إلا ما رُوي عن حفص بن غياث عن مسعر عن زبيد؛ فإِنه قال في حديثه: إنه قنت قبل الركوع.
قال أبو داود: وليس هو بالمشهور من حديث حفص، نخاف أن يكون عن حفص عن غير مسعر.
قال أبو داود: ويروى أن أُبَيّاً كان يقنت في النصف من شهر رمضان.
1428ـ حدثنا أحمد بن محمد بن حنبل، ثنا محمد بن بكر، أخبرنا هشام، عن محمد عن بعض أصحابه أن أبيّ بن كعب أمَّهم يعني في شهر رمضان وكان يقنت في النصف الآخر من رمضان.
1429ـ حدثنا شجاع بن مخلد، ثنا هشيم، أخبرنا يونس بن عبيد، عن الحسن
أن عمر بن الخطاب [رضي اللّه عنه] جمع الناس على أبيّ بن كعب فكان يصلي لهم عشرين ليلة، ولا يقنت بهم إلا في النصف الباقي، فإِذا كانت العشر الأواخر تخلف فصلى في بيته، فكانوا يقولون: أبق أبيّ.
قال أبو داود: وهذا يدل على أن الذي ذُكِر في القنوت ليس بشىء، وهذان الحديثان يدلان على ضعف حديث أبيّ أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قنت في الوتر.
341- باب في الدعاء بعد الوتر
1430ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا محمد بن أبي عبيدة، ثنا أبيّ، عن الأعمش، عن طلحة الأيامي، عن ذَرٍّ، عن سعيد بن عبد الرحمن بن أبْزى، عن أبيه، عن أبيّ بن كعب قال:
كان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال: "سبحان الملك القدوس".
1431ـ حدثنا محمد بن عوف، ثنا عثمان بن سعيد، عن أبي غسان محمد بن مطرف المدني، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من نام عن وتره أو نسيه فليصله إذا ذكره".
342- باب في الوتر قبل النوم
1432ـ حدثنا ابن المثنى، ثنا أبو داود، ثنا أبان بن يزيد، عن قتادة، عن أبي سعيد من أزد شنوءة ، عن أبي هريرة قال:
أوصاني خليلي صلى اللّه عليه وسلم بثلاث لا أدعهنَّ في سفرٍ ولا حضر: ركعتي الضحى، وصوم ثلاثة أيام من الشهر، وأن لا أنام إلى على وتر.
1433ـ حدثنا عبد الوهاب بن نجدة، ثنا أبو اليمان، عن صفوان بن عمرو، عن أبي إدريس السكوني، عن جبير بن نفير، عن أبي الدرداء قال:
أوصاني خليلي صلى اللّه عليه وسلم بثلاث لا أدعهنَّ لشىء: أوصاني بصيام ثلاثة أيام من كل شهر، ولا أنامُ إلا على وتر، وبسبحة الضحى في الحضر والسفر.
1434ـ حدثنا محمد بن أحمد بن أبي خلف، ثنا أبو زكريا يحيى بن إسحاق السَّيْلَحِينيُّ، ثنا حماد بن سلمة، عن ثابت، عن عبد اللّه بن رباح، عن أبي قتادة
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال لأبي بكر: "متى توتر؟" قال: أوتر من أول الليل، وقال لعمر "متى توتر؟" قال [أوتر] آخر الليل، فقال لأبي بكر: "أخذ هذا بالحزم" وقال لعمر: "أخذ هذا بالقوة".
343- باب في وقت الوتر
1435ـ حدثنا أحمد بن يونس، ثنا أبو بكر بن عيَّاش، عن الأعمش، عن مسلم، عن مسروق قال:
قلت لعائشة: متى كان يوتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم؟ قالت: كلَّ ذلك قد فعل، أوتر أول الليل، ووسطه، وآخره، ولكن انتهى وتره حين مات إلى السحر.
1436ـ حدثنا هارون بن معروف، ثنا ابن أبي زائدة قال: حدثني عبيد اللّه بن عمر، عن نافع، عن ابن عمر
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "بادروا الصبح بالوتر".
1437ـ حدثنا قتيبة بن سعيد، ثنا الليث بن سعد، عن معاوية بن صالح، عن عبد اللّه بن أبي قيس قال:
سألت عائشة عن وتر رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قالت: ربما أوتر أول الليل، وربما أوتر من آخره؛ قلت: كيف كانت قراءته؟ أكان يُسِرُّ بالقراءة أم يجهر؟ قالت: كلَّ ذلك كان يفعل، ربما أسر وربما جهر، وربما اغتسل فنام، وربما توضأ فنام.
قال أبو داود: قال غير قتيبة: تعني في الجنابة.
1438ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، قال: حدثني نافع، عن ابن عمر،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً".
344- باب في نقض الوتر
1439ـ حدثنا مسدد، ثنا ملازم بن عمرو، ثنا عبد اللّه بن بدر، عن قيس بن طلق قال:
زارنا طلق بن عليّ في يوم من رمضان وأمسى عندنا وأفطر، ثم قام بنا تلك الليلة وأوتر بنا، ثم انحدر إلى مسجده فصلّى بأصحابه، حتى إذا بقي الوتر قدم رجلاً فقال: أوتر بأصحابك، فإِني سمعت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يقول: "لاوتران في ليلةٍ".
345- باب القنوت في الصلاة
1440ـ حدثنا داود بن أمية، ثنا معاذ يعني ابن هشام حدثني أبي، عن يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، ثنا أبو هريرة قال:
واللّه لأُقَرِّبَنّ لكم صلاة رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: فكان أبو هريرة يقنت في الركعة الآخرة من صلاة الظهر وصلاة العشاء الآخرة، وصلاة الصبح، فيدعو للمؤمنين ويَلْعَنُ الكافرين.
1441ـ حدثنا أبو الوليد ومسلم بن إبراهيم وحفص بن عمر، ح وثنا ابن معاذ، حدثني أبي، قالوا كلهم: ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي ليلى، عن البراء
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم كان يقنت في صلاة الصبح. قال أبو داود: زاد ابن معاذ: وصلاةِ المغرب.
1442ـ حدثنا عبد الرحمن بن إبراهيم، ثنا الوليد، ثنا الأوزاعي، حدثني يحيى بن أبي كثير، حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة قال:
قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة العتمة شهراً يقول في قنوته: "اللهم نجِّ الوليد بن الوليد، اللهمَّ نجِّ سلمة بن هشام، اللهم نجِّ المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف".
قال أبو هريرة: وأصبح رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ذات يومٍ فلم يدع لهم، فذكرت ذلك له فقال: "وما تراهم قد قدموا"؟
1443ـ حدثنا عبد اللّه بن معاوية الجمحي، ثنا ثابت بن يزيد، عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم شهراً متتابعاً في الظهر والعصر والمغرب والعشاء وصلاة الصبح في دبر كل صلاة إذا قال: "سمع اللّه لمن حمده" من الركعة الآخرة يدعو على أحياء من بني سليم على رعلٍ وذكوان وعصية، ويؤمّن من خلفه.
1444ـ حدثنا سليمان بن حرب ومسدد قالا: ثنا حماد، عن أيوب، عن محمد ، عن أنس بن مالك أنه سئل:
هل قَنَتَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في صلاة الصبح؟ فقال: نعم، فقيل له: قبل الركوع أو بعد الركوع؟ قال: بعد الركوع، قال مسدد: بعده بيسير.
1445ـ حدثنا أبو الوليد الطيالسي، ثنا حماد بن سلمة، عن أنس بن سيرين، عن أنس بن مالك
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم قَنَتَ شهراً، ثم تركه.
1446ـ حدثنا مسدد، ثنا بشر بن المفضل، ثنا يونس بن عبيد، عن محمد بن سيرين قال:
حدثني من صلى مع النبي صلى اللّه عليه وسلم صلاة الغداة فلما رفع رأسه من الركعة الثانية قام هُنَيَّةً.
346- باب [في] فضل التطوع في البيت
1447ـ حدثنا هارون بن عبد اللّه البزاز، ثنا مكي بن إبراهيم، ثنا عبد اللّه يعني ابن سعيد بن أبي هند عن أبي النضر، عن بُسْرِ بن سعيد، عن زيد بن ثابت أنه قال:
احْتَجَرَ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد حُجْرةً، فكان رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم يخرج من الليل فيصلي فيها، قال: فصلّوْا معه بصلاته يعني رجالاً وكانوا يأتونه كل ليلة، حتى إذا كان ليلة من الليالي لم يخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، فتنحنحوا ورفعوا أصواتهم، وحصبوا بابه قال: فخرج إليهم رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم مُغْضَباً فقال: "يا أيها الناس، ما زال بكم صنيعكم حتى ظننت أن ستكتب عليكم، فعليكم بالصلاة في بيوتكم، فإِن خير صلاة المرء في بيته إلا الصلاة المكتوبة".
1448ـ حدثنا مسدد، ثنا يحيى، عن عبيد اللّه، أخبرنا نافع، عن ابن عمر قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "اجعلوا في بيوتكم من صلاتكم ولا تتخذوها قبوراً".
347- باب طول القيام
1449ـ حدثنا أحمد بن حنبل، ثنا حجاج قال: قال ابن جُرَيج: حدثني عثمان بن أبي سليمان، عن علي الأزدي، عن عُبيد بن عُمير، عن عبد اللّه بن حبشي الخثعمي
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم سئل: أي الأعمال أفضل؟ قال: "طول القيام" قيل: فأي الصدقة أفضل؟ قال: "جَهْدُ المقِلِّ" قيل: فأيُّ الهجرة أفضل؟ قال: "من هجر ما حرم اللّه عليه" قيل: فأيُّ الجهاد أفضل؟ قال: "من جاهد المشركين بماله ونفسه" قيل: فأيُّ القتل أشرف؟ قال: "من أهريق دمه وعقر جواده".
348- باب الحث على قيام الليل
1450ـ حدثنا محمد بن بشار، ثنا يحيى، عن ابن عجلان، ثنا القعقاع بن حكيم، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "رحم اللّه رجلاً قام من الليل فصلّى وأيقظ امرأته فصلت، فإِن أبت نضح في وجهها الماء، رحم اللّه امرأةً قامت من الليل فصلت وأيقظت زوجها، فإِن أبى نضحت في وجهه الماء".
1451ـ حدثنا محمد بن حاتم بن بزيع، ثنا عبيد اللّه بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن عليّ بن الأقمر، عن الأغرّ أبي مسلم، عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "من استيقظ من الليل وأيقظ امرأته فصليا ركعتين جميعاً كتبا من الذاكرين اللّه كثيراً والذاكرات".
[جماع أبواب فضائل القرآن]
349- باب في ثواب قراءة القرآن
1452ـ حدثنا حفص بن عمر، ثنا شعبة، عن علقمة بن مرْثَدٍ، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن عثمان،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "خيركم من تعلم القرآن وعلمه".
1453ـ حدثنا أحمد بن عمرو بن السرح، أخبرنا ابن وهب، أخبرني يحيى بن أيوب، عن زَبَّان بن فائد، عن سهل بن معاذ الجهني، عن أبيه
أن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم قال: "من قرأ القرآن وعمل بما فيه ألبس والداه تاجاً يوم القيامة ضوءه أحسن من ضوء الشمس في بيوت الدنيا لو كانت فيكم، فما ظنكم بالذي عمل بهذا"؟
1454ـ حدثنا مسلم بن إبراهيم، ثنا هشام وهمام، عن قتادة، عن زرارة بن أوفى، عن سعد بن هشام، عن عائشة،
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "الذي يقرأ القرآن وهو ماهرٌ به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه وهو يشتد عليه فله أجران".
1455ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة
عن النبي صلى اللّه عليه وسلم قال: "ما اجتمع قومٌ في بيتٍ من بيوت اللّه تعالى يتلون كتاب اللّه ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة، وحفتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده".
1456ـ حدثنا سليمان بن داود المهْرِي، ثنا ابن وهب، قال: ثنا موسى بن علي بن رباح، عن أبيه، عن عقبة بن عامر الجهني قال:
خرج علينا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم ونحن في الصُّفَّةِ فقال: "أيكم يحب أن يغدو إلى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثمٍ باللّه عزوجلّ ولا قطع رحم"؟ قالوا: كلنا يارسول اللّه، قال: "فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب اللّه عزوجل خيرٌ له من ناقتين، وإن ثلاثٌ فثلاثٌ مثل أعدادهنَّ من الإِبل".
350- باب فاتحة الكتاب
1457ـ حدثنا أحمد بن أبي شعيب الحراني، ثنا عيسى بن يونس، ثنا ابن أبي ذئب، عن المقبري عن أبي هريرة قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "{الحمد للّه رب العالمين} أم القرآن وأم الكتاب، والسبع المثاني".
1458ـ حدثنا عبيد اللّه بن معاذ، ثنا خالد، ثنا شعبة، عن خبيب بن عبد الرحمن قال: سمعت حفص بن عاصم يحدث عن أبي سعيد بن المعلى
أن النبي صلى اللّه عليه وسلم مرَّ به وهو يصلي فدعاه قال: فصليت ثم أتيته قال: فقال: "ما منعك أن تجيبني"؟ قال: كنت أصلي، قال: "ألم يقل اللّه عزوجل: {يا أيها الذين آمنوا استجيبوا للّه وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم}؟ لأعلمنك أعظم سورةٍ من القرآن، أو في القرآن" شك خالد "قبل أن أخرج من المسجد" قال: قلت: يارسول اللّه قولك، قال: "{الحمد للّه رب العالمين} وهي السبع المثاني التي أوتيت والقرآن العظيم".
351- باب من قال: هي من الطول
1459ـ حدثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال:
أوتي رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم سبعاً من المثاني الطول، وأوتي موسى [عليه السلام] ستًّا، فلما ألقى الألواح رفعت ثنتان وبقي أربع.
352- باب ما جاء في آية الكرسي
1460ـ حدثنا محمد بن المثنى، ثنا عبد الأعلى، ثنا سعيد بن إياس، عن أبي السليل، عن عبد اللّه بن رباح الأنصاري، عن أبيّ بن كعب قال:
قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: "أبا المنذر أيُّ آيةٍ معك من كتاب اللّه أعظم؟" قال: قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال: "أبا المنذر، أيُّ آيةٍ معك من كتاب اللّه أعظم"؟ قال: قلت: {اللّه لا إله إلا هو الحي القيوم} قال: فضرب في صدري وقال: "لِيَهْنِ لك [يا] أبا المنذر العلم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق